المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الحاجة قبل الوعي والرفع إلىٰ الله  
  
322   09:38 صباحاً   التاريخ: 2024-09-04
المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي
الكتاب أو المصدر : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص33-37
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

إن الحاجة الىٰ الله ، بحدّ ذاتها تستنزل رحمة الله حتّىٰ قبل الوعي والرفع إلىٰ الله، ومثلها مثل الأرض الواطئة الهشة التي تجتذب المياه ، وتمتصها.

كما أن مثل الاستكبار عن الله والغرور مثل الارض الناتئة الصلدة التي تردّ الماء، كذلك المستكبرون عن عبادة الله ودعائه يردون رحمة الله تعالىٰ فلا ينالهم منها شيء ، وإن وسعت السماوات والارضين.

إن بين الفقر والرحمة علاقة تكوينية ، كل منهما يطلب الآخر ويسعىٰ إليه.

الفقر إلىٰ الله يسعىٰ الىٰ رحمة الله ، ورحمة الله تطلب مواضع الحاجة والفقر.

كما أن بين ضعف الطفل وحاجته وبين حنان الاُم وعطفها علاقة وصلة ، كل منهما يطلب الآخر ، ضعف الطفل يطلب حنان الاُم ، وحنان الاُم ورحمتها يطلبان ضعف الطفل لرعايته.

بل في دائرة الممكنات كل منهما يحتاج الآخر ، وليست حاجة الاُم الىٰ رعاية ضعف الطفل بأقل من حاجة الطفل الىٰ حنان الاُم.

كذلك العالم يطلب الجاهل ليعلمه ، كما أن الجاهل يطلب العالم ليتعلم منه ، وليست حاجة العالم الىٰ تعليم الجاهل بأقل من حاجة الجاهل الى التعلم من العالم.

والطبيب يطلب المريض ليداويه ، ويعلن عن مهنته واختصاصه ليدعو المرضىٰ إليه ، كما أن المريض يطلب الطبيب ، وليست حاجة الطبيب الىٰ المريض بأقل من حاجة المريض الىٰ الطبيب.

والقوي يبحث عن الضعيف ليحميه ، كما أن الضعيف يبحث عن القوي ليحتمي به ، وليست حاجة القوي الىٰ أن يحمي الضعيف بأقل من حاجة الضعيف الىٰ الاحتماء بالقوي.

إنها سنة الله في كل شيء.

وكذلك في رحمة الله تعالىٰ وفقر عباده ، فكما أن الفقر يطلب الرحمة كذلك الرحمة تطلب الفقر ، والله تعالىٰ تتنزّه صفاته الحسنىٰ عن الحاجة ، فلا حاجة في ساحة الله تعالىٰ ، ولكن رحمة الله تطلب مواضع الحاجة والفقر.

ولا شح ، ولا بخل في ساحة الله ، واختلاف مراتب الرحمة تتبع اختلاف مراتب الحاجة والفقر.

إن الطفل الرضيع الذي لا يعي من نفسه شيئاً ليعطش ويشتد به العطش فيعلمه الله تعالىٰ أن يبكي ويصرخ ، ويعطف عليه قلب اُمه وابيه ليدركاه ويسقياه ، وعطش الرضيع وجوعه يستنزلان رحمة الله تعالیٰ وعطفه ، من دون طلب ودعاء ويتألم المريض ويعاني من المرض فيستنزل مرضه والمه رحمة الله تعالىٰ.

واننا لنعصي تعالیٰ ونرتكب الذنوب والمعاصي ، فتطلب ذنوبنا ومعاصينا عفو الله تعالىٰ ومغفرته بالسؤال والدعاء ، ومن دون سؤال ودعاء احياناً ، ما لم يتمرد العبد علىٰ مولاه ويقسو قلبه ويطرد عن ساحة رحمة الله.

وهذه العلاقة بين العفو والرحمة من الله والذنوب والمعاصي منا ، وبين قوة الله تعالىٰ وضعفنا ، وبين غنىٰ الله تعالىٰ وفقرنا ، وبين شفاء الله لنا وأمراضنا ، وبين انقاذ الله تعالىٰ لنا واضطرارنا إليه ، وبين علم الله تعالىٰ وجهلنا وشططنا حتىٰ عن غير سؤال وطلب ودعاء ... اقول : إن هذه العلاقة من اسرار هذا الدين كما هي من اسرار هذا الكون وقوانينه، وما لم يفهم الانسان هذا القانون في الكون ، وفي علاقة الإنسان بالله تعالىٰ ، لا يستطيع أن يدرك طائفة واسعة من معارف هذا الدين واسراره.

وكم من مريض شفي برحمة الله من غير سؤال ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )، وكم من فقير جائع رزقه الله تعالیٰ واطعمه من جوع من غير سؤال ولا دعاء، وكم من مضطر في لجج البحار أو تحت الانقاض أو تحت ظلال السيوف أو في وسط الحريق ادركته رحمة الله تعالىٰ وانقذته من غير سؤال ولا دعاء، وكم من ظمآن بلغ به الظمأ مبلغاً استنفد مقاومته فأدركته رحمة الله تعالىٰ وأروته من غير سؤال ولا طلب. وكم من إنسان واجه الاخطار ، وكان علیٰ قاب قوسين منها وهو يعلم أو لا يعلم ، فجاءه (ستر الله) فانقذه منها. وكم من إنسان وصل إلى طريق مسدود في حياته ففتح الله تعالىٰ له الف طريق ، وكل ذلك من غير سؤال ولا طلب ولا دعاء ، بل دون أن يعرف صاحبه الله تعالىٰ كثيراً ، فضلاً عن أن يعرفه فلا يطلب منه.

وكم من رضيع تدركه رحمة الله تعالىٰ دون أن يطلب من الله ، ودون أن يسأل الله تعالیٰ ([1]).

وقد ورد في دعاء الافتتاح : (فكم يا الهي من كربة قد فرجتها ، وهموم قد كشفتها ، وعثرة قد اقلتها ، ورحمة قد نشرتها ، وحلقة بلاء قد فككتها).

وورد في ايام رجب : (يا من يعطي من سأله ، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة).

وفي المناجاة الرّجبيّة : (ولكن عفوك قبل عملنا).

ان عفو الله تعالىٰ يقبل سيّئاتنا بل يطلب سيّئاتنا.

اذن الحاجة والفقر من منازل رحمة الله تعالىٰ ، وحيث يكون الفقر وتكون الحاجة تجد رحمة الله تعالىٰ.

وللعارف الرّومي الشهير بيت من الشعر في هذا الباب اذكر ترجمته.

يقول العارف الرّومي : « لا تطلب الماء واطلب الظمأ حتّىٰ يتفجّر الماء من كل اطرافك وجوانبك ».

وقد وردت الاشارة الىٰ هذه العلاقة بين رحمة الله تعالىٰ وحاجة عباده وفقرهم ، في مناجاة بليغة ومؤثرة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، نورد فيما يلي طرفاً منها : «مولاي يا مولاي ، أنت المولىٰ وأنا العبد ، وهل يرحم العبد إلا المولىٰ ؟

مولاي يا مولاي، انت المالك وانا المملوك، وهل يرحم المملوك الا المالك؟

مولاي يا مولاي ، انت العزيز وانا الذليل ، وهل يرحم الذليل الا العزيز ؟

مولاي يا مولاي ، انت الخالق وانا المخلوق ، وهل يرحم المخلوق إلا الخالق؟

مولاي يا مولاي ، انت القوي وانا الضعيف ، وهل يرحم الضعيف إلا القوي ؟
مولاي يا مولاي ، انت الغني وانا الفقير ، وهل يرحم الفقير إلا الغني ؟

مولاي يا مولاي ، انت المعطي وانا السائل ، وهل يرحم السائل إلا المعطي ؟ مولاي يا مولاي ، انت الحي وانا الميت ، وهل يرحم الميت إلا الحي ؟ ».

وهذه هي الحاجة قبل الوعي والطلب (الفقر غير الواعي).


[1] وهذا لا يعني أن الناس لا يموتون تحت الأنقاض في الزلازل، ولا يحترقون في الحرائق، ولا يهلكون في لجج البحار، ولا يموت انسان من المرض والألم، ولا يموت طفل رضيع. فقد صمم الله تعالىٰ هذا الكون بموجب (الرحمة) و (الحكمة)، فإذا كانت حكمة الله تقتضي وقوع كارثة في انسان أو حيوان أو نبات فلا يعني ذلك أن ننفي البعد الآخر من فضل الله تعالىٰ وصفاته الحسنىٰ، وهو الرحمة. ومن الناس ممن يخضع لسنن الله تعالىٰ وحكمته في البلاء والضراء، لم يلمس رحمة الله تعالىٰ الواسعة في اليسر والعسر، وفي اللحظات الحرجة من حياته، ومن الناس من لم يتعرف علىٰ رحمة الله تعالىٰ الواسعة في لحظات الاضطرار القصویٰ في حياته.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.