المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الإمام الجواد (عليه السلام) وحكّام عصره: المعتصم العباسي  
  
1784   02:41 صباحاً   التاريخ: 2023-04-02
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص129-135
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

المعتصم هو أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد ولد سنة ثمانين ومائة ، كذا قال الذهبي . وقال الصولي : في شعبان سنة ثمان وسبعين .

وأمه أم ولد من مولدات الكوفة اسمها ماردة وكانت أحظى الناس عند الرشيد . وكان ذا شجاعة وقوة وهمّة وكان عريا من العلم ، لقب بالمعتصم وهو ابعد ما يكون من الاعتصام باللّه عز وجل .

وكان فاسد الاخلاق له غلام يقال له عجيب وكان مشغوفا به .

وقد استمر على نهج أخيه في إثارة فتنة خلق القرآن . فسلك ما كان المأمون عليه وختم به عمره من امتحان الناس بخلق القرآن ، فكتب إلى البلاد وأمر المعلمين ان يعلّموا الصبيان ذلك وقاسى الناس منه مشقة في ذلك وقتل عليه خلقا من العلماء ، وضرب الإمام أحمد بن حنبل وكان ضربه في سنة عشرين . قيل فجلده حتى غاب عقله وتقطع جلده وقيده وحبسه[1].

لقد كان المعتصم محدود التفكير ميالا للقسوة في تعامله مع خصومه السياسيين وغيرهم ، وكان يفتقد كثيرا من مقومات الحنكة السياسية في إدارة شؤون الدولة ، وقد تعرّض حكمه لكثير من صور الاضطرابات السياسية في أقاليم عديدة من الدولة العباسية .[2]

وقد هيمن الجيش على الحكم في عصره بعد ان مال المعتصم إلى أخواله الأتراك وكوّن منهم جيشا خاصا ، واغدق عليهم الأموال الطائلة مما اثار حفيظة العسكريين العرب ، واثار النزعة القومية في المجتمع .

وتعتبر سياسة المعتصم هذه أخطر ما واجهته الدولة العباسية في مسيرتها .

وقد ساءت الأحوال بعد المعتصم ، واستشرى خطر العسكريين في الدولة وقاموا بالانقلابات العسكرية على الخلفاء الذين حاولوا تقليص سلطاتهم .

المعتصم والطليعة الاسلامية الواعية :

على خليفة الخلاف العقائدي الشديد بين أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) وشيعتهم المؤمنين من جهة والخلافة العباسية واتباعها من جهة أخرى ، استمر العداء بين الخطين وان اتخذ في كل فترة لونا أو درجة من الشدة ، ولم يكن المعتصم بمنفصل عن سياسة أسلافه المعادين لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وحزبهم .

لقد كاد للاسلام وخطه الصحيح فواجه معارضة شديدة من أهل البيت ( عليهم السّلام ) وشيعتهم وسنتناول الانتفاضات التي انطلقت في عصره خلال فصل قادم .

الإمام الجواد ( عليه السّلام ) والمعتصم :

لم تكن المدة التي قضاها الإمام الجواد ( عليه السّلام ) في خلافة المعتصم طويلة فهي لم تتجاوز السنتين ، كان ختامها شهادة الإمام ( عليه السّلام ) على يد النظام المنحرف ، وفيما يلي استعراض للعلاقة بين الإمام الجواد ( عليه السّلام ) والمعتصم .

أ - استقدام الإمام ( عليه السّلام ) إلى بغداد :

لقد خشي المعتصم من بقاء الإمام الجواد ( عليه السّلام ) بعيدا عنه في المدينة ، لذلك قرر استدعاءه إلى بغداد ، حتى يكون على مقربة منه يحصي عليه أنفاسه ويراقب حركاته ، ولذلك جلبه من المدينة ، فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومائتين ، وتوفي بها ( عليه السّلام ) في ذي القعدة من هذه السنة .[3].

لقد كان هذا الاستقدام بمثابة الإقامة الجبرية تتبعه عملية أكبر وهي التصفية الجسدية .

ب - اغتيال الإمام الجواد ( عليه السّلام ) :

كان وجود الإمام الجواد ( عليه السّلام ) يمثل خطرا على النظام الحاكم لما كان يملكه هذا الإمام من دور فاعل وقيادي للأمة ، لذلك قررت السلطة أن تتخلّص منه مع عدم استبعادها وجود العلاقة بين الإمام القائد والتحركات النهضوية في الأمة .

فقد روى المؤرخون عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد قاضي المعتصم قوله : « رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتمّ فقلت له في ذلك ، فقال وددت اليوم اني قدمت منذ عشرين سنة ، قال قلت له : ولم ذاك ؟

قال : لما كان من هذا الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين ، قال : قلت له : وكيف كان ذلك ؟ قال : إن سارقا اقرّ على نفسه بالسرقة ، وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه ، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي فسألناه عن القطع في اي موضع يجب أن يقطع ؟ قال :

فقلت : من الكرسوع .

قال : وما الحجة في ذلك ؟ قال : قلت : لأن اليد هي الأصابع والكفّ إلى الكرسوع[4] ، لقول اللّه في التيمم فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ[5] واتفق معي ذلك قوم .

وقال آخرون : بل يجب القطع من المرفق ، قال : وما الدليل على ذلك ؟

قالوا : لأن اللّه لمّا قال : وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ في الغسل دلّ ذلك على أن حدّ اليد هو المرفق .

قال : فالتفت إلى محمد بن علي ( عليه السّلام ) فقال : ما تقول في هذا يا أبا جعفر ؟

فقال : قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين ، قال : دعني ممّا تكلموا به ! اي شيء عندك ؟ قال : اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين ، قال : أقسمت عليك باللّه لمّا أخبرت بما عندك فيه .

فقال : أمّا إذا أقسمت عليّ باللّه اني أقول انهم أخطأوا فيه السنّة ، فإن القطع يجب ان يكون من مفصل أصول الأصابع ، فيترك الكفّ ، قال : وما الحجة في ذلك ؟ قال : قول رسول اللّه : السجود على سبعة أعضاء : الوجه واليدين والركبتين والرجلين ، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها وقال اللّه تبارك وتعالى : وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ[6] « 1 » يعني بهذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً وما كان للّه لم يقطع .

قال : فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ .

قال ابن أبي دؤاد : قامت قيامتي وتمنّيت أني لم أك حيّا .

قال زرقان : قال ابن أبي دؤاد : صرت إلى المعتصم بعد ثالثة ، فقلت : ان نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة وانا أكلّمه بما أعلم أني ادخل به النار ، قال : وما هو ؟ قلت : إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلماءهم لأمر واقع من أمور الدين ، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك ، وقد حضر مجلسه أهل بيته وقوّاده ووزراؤه وكتّابه ، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ، ثمّ يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل شطر هذه الأمة بإمامته ، ويدّعون أنّه أولى منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء ؟

قال : فتغير لونه وانتبه لما نبّهته له ، وقال : جزاك اللّه عن نصيحتك خيرا .

قال : فأمر اليوم الرابع فلانا من وزرائه بأن يدعوه [ اي الجواد ( عليه السّلام ) ] إلى منزله فدعاه فأبى ان يجيبه وقال ( عليه السّلام ) : قد علمت اني لا أحضر مجالسكم ، فقال : إني انما أدعوك إلى الطعام واحبّ ان تطأ ثيابي ، وتدخل منزلي فأتبرّك بذلك ، فقد احبّ فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك ، فصار اليه ، فلمّا طعم منها أحس السمّ فدعا بدابّته فسأله رب المنزل ان يقيم . قال ( عليه السّلام ) : خروجي من دارك خير لك ، فلم يزل يومه ذلك وليله في خلفة حتى قبض ( عليه السّلام ) »[7].

لقد كان الإمام الجواد ( عليه السّلام ) يتوقع استشهاده بعد هذا الاستدعاء فقد روي عن إسماعيل بن مهران قوله : « لمّا اخرج أبو جعفر ( عليه السّلام ) من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه قلت له عند خروجه : جعلت فداك ، إني أخاف عليك من هذا الوجه ، فإلى من الأمر بعدك ؟ قال : فكرّ بوجهه اليّ ضاحكا وقال : ليس حيث ظننت في هذه السنة .

فلمّا استدعي به إلى المعتصم صرت اليه فقلت له : جعلت فداك ، أنت خارج ، فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى اخضلّت لحيته ثم التفت اليّ فقال : عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني علي »[8].

لقد درس المعتصم أكثر السبل التي يستطيع بها ان يصفي الإمام ، فاعلية وأقلها ضررا ، فلم يجد أفضل من أم الفضل بنت أخيه المأمون للقيام بهذه المهمّة فهي التي تستطيع ان تقتله بصورة أكيدة دون ان تثير ضجة في الأمة ، مستغلا نقطتين في شخصيتها ، هما :

1 - كونها تنتمي للخط الحاكم انتماء حقيقيا ، فهي بنت المأمون وعمّها المعتصم ، وليست بالمستوى الايماني الذي يجعلها تنفك عن انتمائها النسبي هذا ، لذلك كانت تخضع لتأثيراته وتنفذ ما يريده ضد الإمام .

2 - غيرتها وحقدها على الإمام بسبب تسريه وتزوّجه من نساء أخريات خصوصا وانها لم تلد للامام وإنما رزق الإمام من غيرها ولده الهادي ( عليه السّلام ) .

ولقد كان أمر غيرتها شائعا بين الناس لذلك قال المؤرخون : « وقد روى الناس ان أم الفضل كتبت إلى أبيها من المدينة تشكو أبا جعفر وتقول : انه يتسرى علي ويغيرني . فكتب إليها المأمون : يا بنيّة انا لم نزوجك أبا جعفر لنحرّم عليه حلالا ، فلا تعاودي لذكر ما ذكرت بعدها »[9].

ولم تخل هذه الفترة من الاعتداءات الظاهرية على الإمام ( عليه السّلام ) من أذناب السلطة ، ومن ذلك ما فعله عمر بن فرج الرخجي الرجل المعادي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) والعامل عند السلطة العباسية . فمثلا روى المؤرخون عن محمد بن سنان قوله : دخلت على أبي الحسن الهادي ( عليه السّلام ) فقال : يا محمد حدث بآل فرج حدث ؟ فقلت : مات عمر . فقال : الحمد للّه على ذلك ، أحصيت أربعا وعشرين مرة ، ثم قال : أو لا تدري ما قال - لعنه اللّه - لمحمد بن علي أبي ؟ قال : قلت : لا ، قال : خاطبه في شيء ، فقال : أظنّك سكران ، فقال أبي : اللهمّ إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائما فأذقه طعم الحرب وذلّ الأسر . فو اللّه إن ذهبت الأيام حتى حرب ماله ، وما كان له ، ثم اخذ أسيرا فهو ذا مات »[10].

 

[1] مجلة دراسات وبحوث : ص 94 .

[2] راجع الكامل لابن الأثير : 5 / 232 - 265 : ثورة الطالقان بقيادة محمد بن القاسم العلوي ، وثورة الزط في البصرة ، وثورة بابك الخرمي ، وتحرك الروم إلى زبطرة وغيرها من بلاد الاسلام ، وثورة المبرقع في فلسطين وغيرها .

[3] كشف الغمة : 2 / 361 .

[4] الكرسوع : كعصفور : طرف الزند الذي يلي الخنصر الناتئ عند الرسغ .

[5] المائدة ( 5 ) : 5 .

[6] الجن ( 72 ) : 18 .

[7] بحار الأنوار : 50 / 5 - 7 .

[8] الارشاد : 2 / 298 .

[9] كشف الغمة : 2 / 358 .

[10] بحار الأنوار : 50 / 62 - 63 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.