المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ما ينبغي من الدعاء
2024-09-13
حجم ثمار الطماطم
16-10-2020
قانون "كلاوزيوس" Clausius law
25-4-2018
تجفيف التين
2023-11-10
Port Royal
2023-10-28
تخفيف العقوبة والإعفاء منها في القتل العمد
21-4-2021


ترجمة النباهي  
  
340   04:24 مساءً   التاريخ: 2024-08-31
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 119-124
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-27 986
التاريخ: 2024-10-17 502
التاريخ: 2024-05-02 559
التاريخ: 2024-02-24 758

ترجمة النباهي

على أنه عرف به في الإحاطة: أحسن تعريف ، وشرفه بحلاه أجمل تشريف ، إذ قال ما ملخصه : علي بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن محمد بن الحسن الجذامي المالقي أبو الحسن ، ويعرف بالنباهي ، هذا الفاضل قريعُ بيت مجادة وجلالة ، وبقية تعين وأصالة ، عف النشأة ، طاهر الثوب ، مؤثر للوقار والحشمة ، خاطب للشيخوخة ، مستعجل للشيبة ، ظاهر الحياء ، متحرك مع السكون ، بعيد الغور ، مرهف الجوانب

                                                       119

مع الانكماش ، مقتصد في الملبس والآلة ، متظاهر بالسذاجة ، بريء من النوك والغفلة ، يقظ للمعاريض ، مهتد إلى الملاحن ، طرف في الجود ، حافظ مقيد طلعة إخباري، قائم على تاريخ بلده ، شرع في تكميل ما صنف فيه ، ملازم للتقييد والتطرير 2 ، منقر عن الإجادات والفوائد. استفدت منه في هذا الغرض وغيره كثيراً ، حسن الخط ، ناظم ناثر ، نثره يشف على نظمه ، ذاكر للكثير ، استظهر محفوظات منها ( النوادر » للقالي ، وناهيك به محفوظاً مهجوراً ، ومسلكاً غفلاً ، فما ظنك بسواه ، نشأ ببلده حر الطعمة فاضل الأبوة ، وقرأ به ، ثم ولي القضاء بملتماس " ثم يبلش وعملها ، فسيح الخطة مطلق الجراية ، بعيد المدى في باب النزاهة ماضياً غير هيوب ، حتى أربى في الزمن القريب على المحتنكين ، وغبر في وجوه أهل الدربة ، وجرت أحكامه مستندة إلى الفتيا ، جارية على المسائل المشهورة ، ثم نقل منها إلى النظر في أمور الحل والعقد بمالقة مضافة إليه الخطط النبيهة ، وصدر له منشور من إملائي ، إلى أن قال في ترجمة نظمه : قال نظمت سمح الله تعالى لي قطعتين موطناً فيهما على البيتين

المشهورين ، إحداهما :

بنفسي من غزلان حزوى غزالة جمال محياها عن النسك زاجر تصيد بلحظ الطرف من رام صيدها ولو أنه النسر الذي هو طائر معطرة الأنفاس رائقة الجلى هواها بقلبي في المهامه سائر و إذا رمت عنها سلوة قال شافع من الحب : ميعاد السلو المقابر »

والأخرى :

وقائلة لما رأت شيب لمتي لئن ملت عن سلمى فعذرك ظاهر

 

                                                  120

زمان التصابي قد مضى لسبيله وهل لك بعد الشيب في الحب عاذر فقلت لها : كلا وإن تلف الفتى فما لهواها عند مثلي آخر سيبقى لها في مضمر القلب والحشا سريرة ود يوم تبلى السرائر ) .

وكتب على مثال النعل الكريم، وأهداه لمزمع سفر :

فديتك لا يهدى إليك أجل من حديث نبي الله خاتم رُسُلِهِ ومن ذلك الباب المثال الذي أتى به الأثر المأثور في شأن نعله ومن فضله مهما يكن عند حامل له نال ما يهواه ساعة حمله ولا سيما إن كان ذا سفر به فقد ظفرت يمناه بالأمن فدونك منه أيها العلم الرضى مثالاً كريماً لا نظير لمثله

وقال مراجعاً عن أبيات يظهر منها غرضها :

كله

إذا كنت بالقصد الصحيح لنا تهوى فسلم لنا في حكمنا ودع الشكوى ولا تتبع أهواء نفسك والتفت لنا حيث كنا في الرخاء وفي الأوان وكم من محب في رضانا وحبنا محا كل ما يبدو سوانا له محوا رآنا عياناً عين معنى وجوده فعاج عن الشكوى وفوض في البلوى وقال تحكم كيف شئت بما ترى رضيتُ بما تقضي وهمت بما تهوى فحل لدينا بالخلوص وبالرضى محل اختصاص نال منه المنى صفوا فإن كنت ترجو في الصبابة والهوى لحاقاً فاسلك طريقهم الأضواء بهم ومت في سبيل الحب إن كنت مخلصاً لنا في الهوى تحيا حياة أولي التقوى هنالك تؤتى ما تريد وتقتضي ديونك منا دون مطل ولا دعوى وتشرب من عين اليقين وتغتذي بخمر الصفا الصرف الزلال لكي تروى

 

 

                                              121

وقال :

لا تلجأن لمخلوق من الناس من يافث كان أصلاً أو من الياس وثق بربك لا تيأس" تجد" عجباً فلا أضر على عبد من الياس

وقال :

فديتك لا تصحب لثيماً ، ولا تكن معيناً له إن اللثيم خؤون فلا عهد يرعى ، لا ، ولا نعمة يرى ولا سر خل عن عداه يصون

وقال يخاطب أبا القاسم عبد الله بن يوسف بن رضوان :

لك الله قلبي في هواك رهين وروحي عني إن رحلت ظعين ملكت بحكم الفضل كلي خالصاً وملكك للحرّ الصريح يزين فهب لي من نطقي بمقدار ما به يترجم سرّ في الفؤاد دفين فقد شملتنا من رضاك ملابس وسع لدينا من نداك معين أعنت على الدهر الغشوم ولم تزل بدنياك في الأمر المهم تعينُ وقصر من لم تعلم النفس أنه خذول إذا خان الزمان يخون وإني بحمد الله عنه غنى وحسبي صبر عن سواك يصون أبى لي مجد" عن كرام ورثته وقوفاً بباب للكريم يهين و نفس " سمت فوق السماكين همة" وما كل نفس بالهوان تدين ولما رأت عيني محياك أقسمت محياك أقسمت بأنك للفعل الجميل ضمين وعاد لها الأنس الذي كان قد مضى برية إذ شرخ الشباب خدين بحيث نشأنا لابسين حلى التقى وكل بكل عند ذاك ضنين أما وسنا تلك الليالي وطيبها ووجد غرامي ، والحديث شجون ما شئت عنه يكون

وفتيان صدق كالشموس وكالحيا

حديثهم لئن نزحت تلك الديار فوجدنا عليها له بين الضلوع أنين          122

 

 

إذا مر حين زاده الشوق جدة وليس بعاب للربوع حنين وأنى بمسلاها ، وللبين لذعة أقل أذاها للسليم جنون لقد عبثت أيدي الزمان يجمعنا وحان افتراق لم تخله يحين . وبعد التقينا في محل تغرب وكل الذي دون الفراق يهون فقابلت بالفضل الذي أنت أهله وما لك في حسن الصنيع قرين وغبت وما غابت مكارمك التي على شكرها الرب العظيم يعينُ يميناً لقد أوليتنا منك نعمة تلذ بها عند العيان عيون

تصون

ويقصر عنها الوصف إذ هي كلها لها وجه حر بالحياء مصون ولما قدمت الآن زاد سرورنا ومقدمك الأسى بذاك قمين لأنك أنت الروح منا وكلنا جسوم" ، فعند البعد كيف نكون ولو كان قدر الحب فيك لقاؤنا إليك لكنا باللزوم ندين ولكن قصدنا راحة المجد جهدنا فراحته شمل الجميع هنيئاً هنيئاً أيها العلم الرضى بما لك في طي القلوب كمين لك الحسن والإحسان والعلم والتقى فحبك دنيا للمحب ودين وكم لك في باب الخلافة من يد أقرت لها بالصدق منك مرين وقامت عليها للملوك أدلة فأنت لديها ما حبيت مكين فلا وجه إلا وهو بالبشر مشرق ولا نطق إلا عن علاك مبين بقيت لربع الفضل تحمي ذماره صحيحاً كما قد صح منك يقين ودونك يا قطب المعالي بنية من الفكر عن حال المحب تبين أتتك ابن رضوان تمت بودها وما لسوى الإغضاء منك ركون فخل انتقاد البحث عن هفواتها ومهد لها بالسمح حيث تكون وخذها على علاتها فحديثها حديث غريب قد عراه سكون

محاله الموصوفة.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.