أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-13
543
التاريخ: 2024-05-31
639
التاريخ: 2024-05-23
729
التاريخ: 2024-04-22
751
|
والأهمية الأخرى للجعارين تنحصر في علاقتها بالتاريخ المصري، وترجع مكانتها التاريخية كذلك للدور الذي تقوم به في الديانة المصرية؛ وذلك أن اسم الفرعون الحاكم كان يعد من أهم القوى الحافظة من الشر عند المصريين، وقد كان ينعت بالإله الطيب لأنه ابن الشمس، وكان عند توليه العرش يظهر مثل «رع» بين هتاف رعيته وفرحهم؛ لأنه كان يحكمهم على حسب نظام «ماعت» فيمنحهم به الحياة الرخية، وعلى ذلك كان الاسم الملكي يظهر عادة على الجعارين، وفيه من القوة ما فيه. ونلحظ أن كل فرد في حيازته جعارين عليها اسم فرعون يفتخر بعظمة بأنها كانت فعلًا في الأصل لملك من هؤلاء الملوك الذين كُتبت بأسمائهم. والواقع أن هذه الجعارين — إذا استثنينا منها عددًا قليلًا — لم تكن ملكًا لهؤلاء الفراعنة، والحقيقة في ذلك أن اسم الفرعون الحاكم كان ينقش على الجعارين بصفة تعويذة كما كان يُوضع اسم الآلهة عليها، ويشمل ذلك الملوك المتوفين مثل الملك «منكاوورع»، و«تحتمس الثالث»، و«أمنحتب الثالث»، و«رعمسيس الثالث»، وهم الذين أصبح الشعب يعبدهم في حياتهم، أو بعد مماتهم؛ لما لهم من مكانة ممتازة في أعينهم.
الجعران في الفن: يمكن الموازنة بين الطرائف الصغيرة والعملة اليونانية القديمة التي كانت تعد بمثابة عالم مصغر عند الإغريق بما عليها من صور ونقوش، وبين الجعارين المصرية القديمة، وما عليها من نقوش وصور ورسوم، وأنها كانت تعد كذلك عالمًا مصغرًا تكشف عن كثير من أحوال الشعب المصري. ولا نزاع في أن دقة صنع الجعارين، أو خشونة نحتها يدل دلالة قاطعة على ما كان عليه القوم من مهارة، أو انحطاط فني، وذلك كالأشياء الأخرى التي نعلم منها تطور الفن.
وقد كانت المادة المختارة التي تُصنع منها الجعارين هي حجر استياتيت المطلي، أو من القيشاني؛ كما كانت تُصنع من حجر الدم، والجمشت، والفيروزج، والسام، والفضة، والذهب، واليشب، والبازلت، والزجاج، وغير ذلك من الأحجار المصرية.
ويدل ما لدينا من الجعارين التي بقيت من عهد «رعمسيس الثاني»، ووالده «سيتي الأول» على أنها كانت مصنوعة من حجر استياتيت الأزرق، والمائل للخضرة المطلي، ومن القيشاني الأزرق، وحجر اليشب ذي اللون الأحمر، ومن اللازورد وغيرها مما ذكرنا من الأحجار المعادن، وكذلك صنعت الجعارين والألواح الصغيرة التي عملت لزوجه «نفرتاري» (راجع Hall. Cat. Scarabs no. 2206–2263)، وزوجه «مات نفرو رع» بنت ملك «خيتا» من هذه الأحجار، وكان ينقش عليها في غالب الأحيان إما اسم «رعمسيس» ولقبه، أو لقبه فقط، ومعه نعت، أو صفة من صفات الفرعون. فعلى الجعران رقم 2157 «بالمتحف البريطاني» تقرأ: «وسر ماعت رع محبوب آمون الأسد القوي»، و«وسر ماعت رع ستبن رع محبوب حتحور سيدة عين رب الأرضين «.
وكان «رعمسيس الثاني» يجري على سنن أسلافه في عمل الجعارين التذكارية لتخليد حادثة معينة، فنجد مثلًا أنه صنع جعرانًا تذكاريًّا بمناسبة عيده الثلاثيني الثامن (Ibid 2117)، وقد جاء عليه «سيد العيد الثامن الثلاثيني رب الأرضين وسر ماعت رع ستبن رع» (رعمسيس الثاني)، أو كان يصنع جعلًا تذكارًا لإقامة معبد، فتقرأ مثلًا على جعل: «تأسيس المعبد الذي أقامه أثرًا ﻟ «آمون»» (يقصد معبد «آمون» بالكرنك)، كما كان يعمل لوحات صغيرة تحل محل الجعل لتخليد حادث معين، مثل: اللوحة التي ذكر عليها زواجه من بنت ملك «خيتا» كما أشرنا إلى ذلك من قبل، وكان يقلد في ذلك ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وبخاصة «أمنحتب الثالث«.
ومن الطريف أن «رعمسيس الثاني» كان لا يعد نفسه ابن إله مثل الملوك السابقين وحسب، بل كان يعد نفسه إلهًا، فقد وجدنا منقوشًا على جعل له «ليت الشمس «وسر ماعت رع ستبن رع» يفلح أرواح كل أرض.» ومن المحتمل أنه في هذه الحالة قد استعمل لفظة الشمس لتعبر عنه تشبهًا بملك «خيتا» الذي كان يدعى الشمس (راجع Ibid 2120).
وكثيرًا ما كان يظهر اسم الإله «بتاح» مع اسم «رعمسيس الثاني» على الجعارين، فيشاهد «رعمسيس» متعبدًا لهذا الإله، مقدمًا إياه القرابين (راجع Ibid 2198)، يضاف إلى ذلك أنه كان يظهر مع الإله «آمون» في صورة «بولهول» برأس كبش (راجع Ibid 2227–2232)، ولا غرابة في ظهوره بهذين المظهرين؛ لأن الإله «بتاح» كان أعظم آلهة الدلتا مسقط رأس هذا الفرعون، كما كان آمون أعظم آلهة الدولة جميعًا.
وكانت الجعارين تقلد في عهد «رعمسيس الثاني» على نمط جعارين عهد الهكسوس، وكان الغرض من ذلك على ما يظهر إحياء وعبادة الإله «ست» معبود الهكسوس، وهو الذي كانت تنتسب إليه ملوك هذه الأسرة كما أسلفنا (راجع Ibid 2234).
وقد كان ﻟ «رعمسيس الثاني» شهرة عظيمة بوصفه قائدًا حربيًّا، غير أن ضخامة شهرته كانت تتضاءل أمام عظمة «تحتمس الثالث» وشهرته؛ ولذلك لم نجد له جعارين كثيرة مكتوبة بعد عهده كما وجدنا ﻟ «تحتمس الثالث»، ولكن مع ذلك عثر له على جعارين نقش عليها لقبه (راجع Ibid 2251 p. 226)، يرجع تاريخها إلى عهد الأسرة السادسة والعشرين. كما وجد له من نفس العهد لوحة صغيرة كانت مستعملة تعويذة كتب على أحد وجهيها: «إني خادم الإلهة «باست»» (القطة)، كما نقش عليها اسم الإله «آمون» في صورة مسلة، وعلى الوجه الآخر طغراء «رعمسيس الثاني». وقد عثر على هذه اللوحة في «نكراتيس» (كوم جعيف الحالية)، وتنتسب للأسرة السادسة والعشرين أيضًا.
وكان من خواص جعارين عهد الرعامسة الأول تحلية إطاراتها بحلقات صغيرة، وربما كان ذلك تقليدًا لعهد الدولة الوسطى المتأخر، وعهد الهسكوس (راجع Ibid 2237–2241).
ولدينا طراز آخر من الجعارين يتمثل فيه أمامنا شغف ملوك الأسرة التاسعة عشرة ﺑ «تحتمس الثالث»، فقد كان كل من «سيتي الأول» وابنه «رعمسيس الثاني» يقرن اسمه باسم هذا الفرعون على الجعارين (راجع Ibid 2091–2093)، كما نجد كذلك الأجيال التي تلت عهد «سيتي الأول» تقرن اسمه، وكذلك اسم ابنه «رعمسيس الثاني» باسم «تحتمس الثالث» الذي كان اسمه يعد أقوى تعويذة في أعين المصريين، كما نجد جعارين نُقش عليها اسم كل من «سيتي الأول»، و«رعمسيس الثاني» (راجع Ibid 2052–75; 2083–2089).
وقد وجدنا ﻟ «رعمسيس الثاني» بعض جعارين كبيرة خاصة بتأسيس عاصمة ملكه، أشرنا إليها في سياق الكلام عن «بررعمسيس» حاضرة ملكه التي أسسها في الدلتا، وكذلك وجد بعض الجعارين بأسماء بعض أفراد أسرته، وهي كثيرة، ويطول الحديث عنها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل قائد الفرقة الرابعة الشرطة الاتحادية
|
|
|