رعمسيس الأول والثاني وعلاقة مصربأقاليم إمبراطوريتها في الشمال والجنوب. |
305
04:05 مساءً
التاريخ: 2024-08-25
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-23
813
التاريخ: 2024-08-20
308
التاريخ: 2024-08-06
496
التاريخ: 2024-04-26
672
|
كان الصلح الذي عُقد بين مصر وبلاد «خيتا» آخر مظهر حقيقي لبسط نفوذها، وتوطيد سلطانها على الأقاليم الأسيوية التي تدين لمصر بالطاعة، وتؤدي لها ما عليها من جزية سنوية، ومنذ اللحظة التي وقَّع فيها «رعمسيس الثاني» شروط هذه المعاهدة التاريخية الخالدة في السنة الحادية والعشرين من حكمه، أخذ يحصر همه، ويركز نشاطه وقوته في تثبيت دعائم هذه الأقطار التي فُتحت بجيوش والده وجيوشه، كما أخذ في استغلالها والإفادة منها من كل الوجوه إلى أقصى حد ممكن مترسمًا في ذلك خطوات سلفه العظيم «أمنحتب الثالث «.
والواقع أنه تعوزنا التفاصيل الأكيدة التي تستند إلى مصادر أصلية عن سير نظم الحكم وقوانينه (ماعت)، والذي لا شك فيه أن نظام الضرائب، ومراكز الأمراء التابعين للفرعون في هذه الأصقاع النائية قد استمر يجري على ما كان عليه من قبل في عهد أسلافه فراعنة الأسرة الثامنة عشرة. هذا إذا استثنينا التغيرات التي أحدثها «آي» و «حور محب» (راجع الجزء الخامس).
على أنه من الطبعي أن تحدث في داخل الممتلكات النائية الاضطرابات، وتقوم الثورات الفينة بعد الفينة بسبب المنازعات التي كان يخلقها التنافس، أو بسبب تراخي الحكام المصريين وضعفهم، أو بسبب ما فطر عليه أهل هذه الجهات من النزوع للحرية، وعدم التقيد بالنظم القانونية، ففي «فلسطين» كان البدو (شاسو) يقومون بحركات هجرة لا ينقطع نشاطها، ونخص بالذكر من بين هؤلاء القبائل الرُّحل قبيلة «إسرائيل» التي وفدت من الشرق، واستوطنت إقليم «إفريم«(1) الجبلي الذي لم يكن يسكنه من قبل إلا نفر قليل جدًّا، وهؤلاء القبائل كانوا في العادة خارجين لا يخضعون لأحكام، ولا يمكن كبح جماحهم بسهولة.
وقد ذكرهم الفرعون «مرنبتاح» بن «رعمسيس الثاني» في لوحته المشهورة بلوحة «بني إسرائيل»، وهي التي عدَّد لنا فيها الأصقاع التي قهرها، وتسلط عليها في «فلسطين»، وقد جاء فيها خاصًّا بقبيلة إسرائيل العبارة التالية: «وإسرائيل قد خربت وليس لها بذرة (أي خلف) «(2).
وهذه هي الوثيقة الوحيدة التي جاء فيها ذكر إسرائيل في النقوش المصرية في هذا العهد، ولا جدال في أن هذا برهان مبين على أنهم استوطنوا بلاد فلسطين قبل عهد «مرنبتاح» بزمن بعيد. والحقيقة أنه كانت تنقض على هذه البلاد من الشرق ومن الجنوب عصابات لصوص أخرى بلا انقطاع، وتحدثنا الوثائق التي من هذا العهد عن وعورة المسالك الجبلية، وما كان ينتاب مجتازها من مخاطر، وما كان يلاقيه مبعوثو الفرعون ووفوده ضباطًا كانوا أم مدنيين من أخطار البدو الذين كانوا يسيطرون على تلك الجهات الوعرة، ويكمنون فيها لكل من سار بالمرصاد ابتغاء السلب والنهب (3).
من أجل ذلك كان الفراعنة يقومون بالحملات على هؤلاء القبائل القاطعين للطرق، ويخضعونهم بحد السيف كلما استطاعوا لذلك سبيلًا؛ ولذلك كان من مفاخر هؤلاء الفراعنة أن يصوروا على جدران معابدهم تلك الانتصارات التي أحرزوها على البدو (شاسو)، ففي معبد «بيت الوالي «(4) ببلاد النوبة نشاهد انتصار الفرعون «رعمسيس الثاني» عليهم، كما نشاهد منظرًا آخر على جدران معبد «الكرنك» يمثل الفرعون «رعمسيس الثاني» وهو يطأ بقدميه قبائل «شاسو». كما يشاهدون مجدلين على الأديم تحت سنابك خيله. وقد ذكر لنا على لوحة له انتصاراته على البدو (شاسو) نقتطف منها الكلمات الختامية التالية: «وقد وقعت مذبحة عظيمة في أرض «شاسو» (البدو)، ونُهبت تلالهم، وقُتلوا عليها، وأقام المباني في مدنهم باسمه المخلد» (راجع J. E. A. Vol. V, p. 267 Note 1).
ولكن من جهة أخرى نعرف من الوثائق الأكيدة أنه كان يوجد بجانب هؤلاء القبائل والطوائف المعادية أقوام مسالمون — كما ذكرنا من قبل — في عهد الدولة الوسطى (5)، ثم في عهد «حور محب«(6) قد وفدوا على مصر بقصد التجارة، أو لرعي قطعانهم، وقطنوا الحدود المصرية، ونخص بالذكر من بين البقاع التي استوطنوها «وادي طميلات» الواقع شرقي أراضي الدلتا، وهو واد ضيق تجري على جانبيه قناة متفرعة من النيل شرقًا حتى البحيرات المرَّة، وهو بمثابة مدخل لمصر من آسيا، وقد كان هذا الوادي موضع عناية «رعمسيس الثاني» من جديد فأقام فيه عدة حصون جميلة. ففي وسطه أنقاض مبانٍ في «تل رطابة»، وعلى مقربة منه شرقًا نجد بقايا مدينة «برآتوم» («بيت أتوم»، وهي المعروفة باسم «بتوم»)، وعلى مسافة منه شرقًا تصادفنا أنقاض «تل المسخوطة» المعروفة باسم «سكوت»، وبالمصرية القديمة «سكو«.
وقد ذكر لنا أحد الموظفين في خطاب حكومي يُنسب إلى عهد الفرعون «مرنبتاح» أنه كتب لرئيسه قائلًا: «إن بعض بدو (شاسو) «إدوم» قد سُمح لهم على حسب التعليمات التي لديه أن يجتازوا الحصن الذي في إقليم «سكوت» (تل المسخوطة) في «وادي طليمات» ليتاح لهم رعي ماشيتهم بالقرب من «بتوم» (بيت آتوم)». ومما يؤسف له أن البردية التي فيها هذا الخطاب قد وُجدت ممزقة؛ ولذلك لم يتسنَّ ترجمتها كلها على الوجه الأكمل، وهاك ما تبقى منها، وهو ما لخصناه:
أمر آخر يسر سيدي، لقد انتهينا من ملاحظة مرور قبائل «شاسو» التابعين «لأدوم» من حصن «مرنبتاح حتب حر ماعت» — له الحياة والفلاح والصحة — في «سكوت» نحو برك «بتوم» لأجل أن يطعموهم، ويطعموا قطعانهم في ضياع الفرعون — له الحياة والفلاح والصحة، وهو الشمس الطيبة لكل أرض … ولقد جعلتهم يحضرون …
(راجع Br. A. R. III, § 638)
ويلاحظ هنا أن اسمي المكانين قد أطلق عليهما اسم الملك الحاكم وقتئذ، والظاهر أن هذه كانت عادة متبعة نشاهدها كثيرًا، ولا بد أنهما كانا قبل ذلك يسميان باسم «رعمسيس الثاني» خلال حكمه، ثم غُيرا عند تولي ابنه الملك. وهذه الفقرة من الخطاب السالف تدل صراحة — كما لاحظ ذلك الأستاذ «جاردنر» — على أن هذين المكانين ليسا موحدين، بل يدلان على مكانين مختلفين؛ إذ يقول: إن «سكوت» (سكو) هو اسم قلعة على الحدود، ولا تزال جدرانها باقية إلى الآن في «تل المسخوطة»، وأن «بتوم» ليس اسمًا آخر لنفس المكان، بل هو مكان آخر يقع على مسافة قريبة نحو الداخل.
ولدينا أمثلة لهجرة أمثال هؤلاء البدو إلى مصر جاء ذكرها في الأساطير الإسرائيلية تشبه ما ذكرنا، فقد جاء في سفر التكوين، الإصحاح السابع والأربعين، الفقرات (1–12) ما يأتي:
فأتى يوسف وأخبر فرعون، وقال: أبي، وإخوتي، وغنمهم، وبقرهم، وكل ما لهم جاءوا من أرض «كنعان»، وهوذا هم في أرض «جاسان»، وأخذ من جملة إخوته خمسة رجال، وأوقفهم أمام الفرعون، فقال فرعون لإخوته: ما صناعتكم؟ فقالوا لفرعون: عبيدك رعاة غنم، نحن وآباؤنا جميعًا، وقالوا لفرعون: جئنا لنتغرب في الأرض؛ إذ ليس لغنم عبيدك مرعى؛ لأن الجوع شديد في أرض «كنعان»، فالآن ليسكن عبيدك في أرض «جاسان» (جوشن).
فكلم فرعون «يوسف» قائلًا: أبوك وإخوتك جاءوا إليك، أرض مصر قدامك، في أفضل الأرض أسكن أباك، وإخوتك، ليسكنوا في أرض «جاسان»، وإن علمت أنه يوجد بينهم ذو قدرة فاجعلهم رؤساء مواشٍ على التي لي.
ثم أدخل «يوسف» «يعقوب» أباه وأوقفه أمام فرعون، وبارك «يعقوب» فرعون، فقال فرعون «ليعقوب»: كم هي أيام سني حياتك؟ فقال يعقوب لفرعون: أيام سني غربتي مائة وثلاثون سنة، قليلة وردية كانت أيام سني حياتي، ولم تبلغ إلى أيام سني حياة آبائي في أيام غربتهم، وبارك فرعون، وخرج من لدن فرعون.
فأسكن «يوسف» أباه وإخوته وأعطاهم مُلكًا في أرض مصر، في أفضل أرض في أرض «رعمسيس» كما أمر فرعون، وعال «يوسف» أباه وإخوته، وكل بيت أبيه بطعام على حسب الأولاد.
وهذه الصورة التي جاءت في الأساطير الإسرائيلية قريبة الشبه بالتي ذكرناها في عهد «حور محب»، كما تصف لنا حالة المعيشة في أرض «فلسطين»، وقلة مواردها بالنسبة لمصر، ولا جدال إذن في أن أتباع «أُلُهِيم» الذين كان لديهم فكرة عن مصر وخيراتها قد نزحوا إليها، وقاموا ببناء مدينة المخازن «بتوم» و«رعمسيس»؛ مما جعل بعض المؤرخين يظن أن مدينة «رعمسيس» تقع في وادي «طميلات»؛(7) وقد سموا «سكوت» أول محط خروج بني إسرائيل، كما سموا السهل الذي استوطنوه «جوشن»، وهو اسم اشتق من اسم مدينة «شسم» عاصمة (8) المقاطعة العشرين المدني من مقاطعات الوجه البحري الواقعة شرقي الدلتا عند مدخل «وادي طليمات»، وقد أصبحت علمًا على كل الوادي، فسُمي «وادي جوشن»، أو «غوشن«.
وتدل الوثائق التي وصلت إلينا على أن الحراسة في هذا الوادي كانت شديدة إلى حد بعيد، وكذلك كانت المراقبة عظيمة على الطريق الرئيسية إلى آسيا في قلعة «سيلة» (تل أبو صيفة الحالي)؛ إذ وصل إلينا بعض نتف من يوميات موظف في إحدى المدن الواقعة على حدود «فلسطين» من عهد الفرعون «مرنبتاح»، دوَّن فيها أسماء المبعوثين، والأعمال التي كلفوا أداءها ممن يجتازون هذا الحصن في طريقهم إلى سوريا (9). وقد كان المرور منه محرَّمًا في عهد «رعمسيس الثاني»، فكان الهاربون أو اللاجئون إلى بلد أجنبي يعادون ثانية إلى أوطانهم، ويسلمون إلى رجال الحكومة على حسب الاتفاقات الدولية وقتئذ، فقد شاهدنا الاتفاقات الدولية الخاصة بذلك ضمن معاهدة الصلح التي عُقدت بين مصر في عهد «رعمسيس الثاني»، وبين بلاد «خيتا» في عهد عاهلها «خاتوسيل الثاني»، يضاف إلى ذلك أنه كانت قد نمت وقويت العلاقات التجارية المتينة في داخل البلاد المصرية، كما كانت عظيمة منتشرة بينها وبين الدول المجاورة، وبخاصة مع بلاد «خيتا»، وبلاد «بابل»، ومملكة «آشور»، وفي مدن فينقيا الساحلية العظيمة التجارة نمت المبادلات التجارية الناجحة بينها وبين مصر؛ مما مهد لهذه المدن السبيل للظهور، وبناء مجدها التجاري في العصور التي تلت العصر الذي نحن بصدده الآن. وليس لدينا من الأدلة ما يثبت قط أن الكتابة الفينيقية قد ظهرت وازدهرت في هذا العهد، بل كان ذلك الازدهار في العصور التالية لعهد «رعمسيس» بزمن (10) على الرغم من العثور على إناءين للأحشاء من المرمر في قبر الملك «أخريم» ملك «ببلوص»، كتب اسم «رعمسيس الثاني»؛ إذ لا يدل ذلك على أنه كان يعيش في عهد ذلك الفرعون عليهما، أو أنه كان تحت الرعاية المصرية، بل الواقع أنهما من عصر أقدم من ذلك. والحروف الأبجدية التي عثر عليها في قبر هذا الأمير تعد أقدم حروف أبجدية فينيقية وصلت إلينا حتى الآن، ولا يمكن أن تكون أقدم من نقوش «مشع» (حوالي 850 ق.م) بأكثر من مائة إلى مائتي سنة (11).
أما في «فلسطين» فقد قامت مصر فيها بنشر ثقافتها ومدنيتها بغيرة وحماس بالغين منذ أقدم العهود. وقد أقام الفرعون «رعمسيس الثاني» على غرار والده «سيتي الأول» معبدًا في «بيت شان»، وفي العام الرابع والثلاثين من حكم «رعمسيس»، وهو العام الذي أحكمت فيه أواصر المصادقة بين «رعمسيس الثاني»، وعاهل خيتا «خاتوسيل الثاني» بزواج الأول من ابنة الثاني، أقيمت لوحة تذكارية، وقد مثل عليها «رعمسيس الثاني» وهو يقدم للإله «آمون» أواني مزخرفة؛ ولا بد أن هذا الفرعون قد أقام بجوار هذه اللوحة مكانًا لعبادة هذا الإله، وأقام كذلك على مقربة من اللوحة التي أقامها والده «سيتي الأول» في «حوران» لوحة أخرى في قرية «الشيخ سعيد» في إقليم «عشتارت» من حجر البازلت، غير أنه قد تآكل ما عليها من نقوش، ويلاحظ أنه قد مثل عليها وهو يتعبد لإله محلي غامض الاسم (12)،ولدينا أمثال هذه الآثار والمدن التي أسست في عهد «مرنبتاح» في بلاد «فلسطين«.
وكانت مصر وقتئذ تملك أسطولًا تجاريًّا وحربيًّا عظيمًا يمخر عباب البحر الأبيض المتوسط، وكان يرسو في ميناء عاصمة «رعمسيس» الجديدة التي سماها باسمه «بررعمسيس»، وهو الذي أنشأها، وأتم تشييدها، وقد جاء ضمن أوصافها ومزاياها ما يدل على ذلك فاستمع إليه: (13) «وسفنها تروح وتغدو في الميناء، وهي المدينة التي يجتمع فيها مشاتك (يقصد رعمسيس)، وفيها ترسو سفن جنودك عندما تأتي محملة بالجزية.» وقد كان لمصر غير ذلك نشاط آخر في التجارة البحرية مع مواني السواحل الأسيوية، وعالم بحر «إيجه»، فقد استمر تصدير الأواني الفخارية الميسينية باطراد متزايد في بلاد «فينيقية»، «وفلسطين»، ومصر؛ حيث كان يرغب فيها كثيرًا لدرجة أنها كانت تقلَّد محليًّا، كما كانت تقلد أواني الفخار الصينية في القرن الثامن عشر في «أوروبا»، وقد عثر على صور أوانٍ ميسينية مقلدة مرسومة في قبر «رعمسيس الثالث«(14)، على أننا من جهة أخرى لم نجد اسمًا واحدًا من ملوك الأسرة التاسعة عشرة مذكورًا في العالم «الإيجي»، كما أننا لم نجد اسم هذه الجهات نفسها في نقوش «رعمسيس الثاني» الفخرية، ويرجع ذلك إلى أن العلاقات السياسية والتجارية التي كانت بين مصر و«كريت» في عهدها الذهبي قد انقطع معينها، ولم تعُد تفد إلى مصر البعوث منها حاملة الهدايا، كما كانت الحال في عهد «تحتمس الثالث». والواقع أن سقوط «كريت»، وانقطاع معاملتها مع مصر كان مفاجئًا لدرجة تحمل على الظن أنها قد اختفت من عالم الوجود، ولكن من جهة أخرى نجد أن العلاقات بين مصر وبحر «إيجه» قد بدأت تظهر، وقد استمرت لمدة قرن ونصف قرن من الزمان حتى في عهد «إخناتون» المضطرب وأخلافه، ولكن في عهد الفرعون «مرنبتاح» كانت مصر مهددة بالهجمات اليائسة التي كان يقوم بها أقوام البحر، وبخاصة «قرصان الشردانا» الذين تحدثنا عنهم فيما سبق، ومن ثم أخذت العلاقات تتغير بين البلدين؛ إذ قد بدأ سكان البحار يشعرون بقوميتهم، ومن ثم بدأ النضال بين أوروبا والشرق (15).
ومن الغريب المدهش حقًّا أنه لم يأتِ ذكر بلاد «بنت» فيما لدينا من الآثار حتى الآن، لا في عهد «سيتي الأول» أو «رعمسيس الثاني»، حتى في النقوش الفخرية المعتادة كالتي كان يدونها الفرعون لمجرد حب العظمة في عهد الأسرة الثامنة عشرة إلا نادرًا، وكذلك لم يأتِ ذكرها في قوائم الفتوح التقليدية مع الشعوب الأفريقية التي كان يدعي الفراعنة عادة أنهم قهروها وأصبحت تحت سلطانهم.
حقًّا كانت تقوم الرحلات التجارية في هذا العهد إلى البحر الأحمر، ولكنها لم تكن رحلات مباشرة، بل كان يتخللها محاط، وقد كان المصريون يعرفون ويقدرون من قديم الزمان فوائد البخور والبلسم، اللذين يُجلبان من «بنت»، وكذلك كانوا يعلمون أن البحر العظيم الذي يسبح فيه الإنسان إلى «بنت» يصل حتى مصب نهر «الفرات»، وإن كانت السياحة بحرًا لم تمتد إلى هناك قط. وفي ورقة هارس الكبرى التي كُتبت في عهد «رعمسيس الثالث» (ص77 سطر 9) نجد عند الكلام على الرحلة إلى بلاد «بنت» أنه سمي نهر الفرات «البحر العظيم ذا الماء المقلوب»؛ أي الذي يجرى على عكس نهر النيل، ولكن الجزية التي كانت تأتي من «بنت» حتى عهد «حور محب» كانت لا ترد في تلك الفترة التي نحن بصددها حتى أعادها «رعمسيس الثالث» بإرساله بعثة إلى هناك، كما سنرى بعد.
...........................................
1- و «إفريم» اسم مكان لا اسم قبيلة، وهو مشتق من «افرات»، وهو المكان الجبلي الواقع ما بين «راما» وبيت «إيل»، وفيه قبر «راشيل» كما جاء في سفر التكوين (الإصحاح 35 سطر 16 إلخ).
2- راجع كتاب الأدب المصري القديم جزء 2 ص218.
3- راجع كتاب الأدب المصري القديم الجزء الأول (392-393).
4- راجع: Roeder, Der. Felsentempel Von. Bet. El-wali Taf 27; & Ed. Meyer Gesch II, I, p. 487.
5- راجع مصر القديمة الجزء الثالث.
6- راجع مصر القديمة الجزء الخامس.
7- راجع: Petrie, Hyksos and Israelits Cities p. 5.
8- واسم العاصمة الديني هو «برسبد»، ومن ثم الاسم الحالي «صفت الحنا»، أما كلمة حنا فيرجع أصلها إلى الاسم المصري «سختيو حنو»، ومعناه: «حقل الحنا»، وكان يطلق على الإقليم الذي فيه بلدة «صفت الحنا» الحالية (راجع Gauthier Dic. Geogr. V. p. 56) ، وأقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني ص91.
9- راجع: Pap. Anastasi III, Verso 6; & Br. A. R. III, § 629.
10- راجع: Dussaud Syria V, 1924. p. 135 ff..
11- راجع: Spiegelberg Orient Lit. Zeit. (1926) p. 735 & Lidzbarski ebenda 1927. p. 453.
12- راجع: Schumacher Z. D. Pal. Ver. 14, 142. F.; & Erman ebenda 15. P. 205. ff.; & A. Z. 31. P. 100;. & Gressmann Altor Bilder No. 90 f. 97. F. 103.
13- راجع: J. E. A. Vol. V, p. 185. ff. p. 252.
14- راجع: Fimmen. Kretish. Myk. Kultur 208. f. Abb. 202, 203.
15- راجع: J. E. A. Vol. XVI, p. 91. & Ed. Meyer Gesch II, 1, p. 490.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|