المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أهداف العلاقات العامة
27-7-2022
Minimum Modulus Principle
21-9-2018
Cauchy Integral Formula
17-11-2018
George Whitelaw Mackey
25-12-2017
Arend Heyting
17-8-2017
نماذج التطبيقات الإعلامية لشبكة الأنترنت- إذاعة الأنترنت
2023-03-07


الحب سير ومواقف / بشر الحضرمي  
  
354   04:49 مساءً   التاريخ: 2024-08-24
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 53 ــ 55
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن أصحاب الحسين (عليه السلام) بدون شك هم من أولياء الله تبارك وتعالى، وقد جاء في بعض الروايات. أن رحمة الله تنزل عند ذكر الصالحين. وعليه فإن نفس ذكر هؤلاء العظماء يوجب نزول الرحمة. وأن إحياء ذكرهم وأسمائهم هو من لوازم الإيمان لكل من له محبة لله وللرسول ولأهل بيته (عليهم السلام).

إن ذكر محبوب الله هو ذكر لله. وأنت أخي الشاب تقرأ في زيارة الشهداء: (السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه، السلام عليكم يا أصفياء الله وأودّاءه). ومن جهة أخرى فإن ذكر حالات أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) هو درس للمحبين. فلو أراد الساعون لمقام المحبة أن يحشروا أنفسهم في هذا المضمار دون أن يعرفوا طريق الحب ما هو، وما هو طريق العشق والتفاني فإن عليهم النظر في أقوال وأفعال أصحاب الحسين (عليهم السلام) وحينئذ سيعرفون أنه بمجرد الهوى وحده لا يمكن أن يصير الإنسان محباً لله أو لرسوله أو أوصيائه.

لقد صرح علماء الأخلاق: أن كل صفة كمالية إنما هي مقدمة للوصول إلى مقام المحبة، او ثمرة من ثمرات شجرة المحبة الطيبة. وإذا وصل الشخص إلى مقام المحبة فإنه سيترك كل شيء من أجل محبوبه.

إن أعز شيء عند الإنسان روحه، والمحب مستعد للتخلي عنها في سبيل محبوبه. وأحد هؤلاء العظماء الذين أبدوا محبة عجيبة لله في طاعة إمامهم الحسين (عليه السلام) هو بشر الحضرمي الذي ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة. وهي زيارة مروية عن الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف). وفي هذه الزيارة الشريفة ذكر (عليه السلام) أسماء جميع شهداء كربلاء وأوصافهم، وسلم عليهم، وذكر أسماء قاتلي كل واحد منهم ولعنهم.

كان بشر الحضرمي من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) والمتعلقين به. وكان من شجعان زمانه، وكان له أبناء يشتركون في الفتوحات الإسلامية.

إلتحق بشر بالإمام الحسين (عليه السلام) منذ سماعه بتوجهه إلى كربلاء وظل مع الحسين حتى تعرض إلى إمتحان صعب ليلة عاشوراء. وذلك عندما جمع الإمام أصحابه وخطبهم: (هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيراً، وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فإن القوم يطلبونني) (1).

وفي هذه الأثناء دخل رجل من الكوفة يسأل عن بشر الحضرمي فلما وجده قال: إني رسول إليك من ولدك وزوجتك.. لقد أسر إبنك محمد بينما بقي ولدك وأهلك في حال مضطربة.. وقد أرسلوني إليك لتقدم إليهم وتعمل في فكاك ولدك.

فقال بشر لذلك الرسول: أأترك الحسين (عليه السلام) من أجل فكاك ولدي؟ إني أحتسبه ونفسي عند الله. لم يكن بشر راغباً أن يصل الخبر إلى مسامع الامام الحسين (عليه السلام) لأن العلاقة بينه وبين الحسين علاقة متبادلة. وحين يعرف الحسين (عليه السلام) بتأثر أحد أصحابه فإنه (عليه السلام) يتأثر له أيضاً. ومع ذلك سمع الحسين بالخبر فقال لبشر: أنت في حلٍ من بيعتي فاعمل في فكاك ولدك. فأجابه بشر بجواب ينطلق من قلب متحرق، وشعور مفعم بالمحبة والشفقة: (لا والله لا أفعل ذلك، أكلتني السباع حياً إن أنا فارقتك) (2) ومعناه: أني إذا إبتعدتُ بجسدي عنك يا حسين فإن قلبي سيبقى عندك. فدعا له الإمام الحسين (عليه السلام) وأذن له أن يبقى معه وقال: إذن أعطِ إبنك هذه الأثواب الخمسة ليعمل في فكاك أخيه. وكانت قيمتها ألف دينار. وبقي مع سيده الحسين (عليه السلام) إلى أن إستشهد فالتحق بالمحبوب الأكبر الله (عز وجل) محباً لله وللمبادئ السامية ولإمام زمانه (عليه السلام).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مناقب آل أبي طالب، 3 / 248.

2ـ مقتل الحسين (عليه السلام) (أبو مخنف الأزدي)، 156. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.