أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-09
843
التاريخ: 2024-05-22
710
التاريخ: 2024-08-12
539
التاريخ: 2024-03-13
909
|
لقد كان النزاع بين الأمراء الخاضعين للسيادة المصرية في «سوريا» لا ينقطع حبله ولا ينضب معينه؛ إذ كان كل أمير يرغب في توسيع رقعة إمارته، ومد نفوذه على حساب جاره، وبخاصة الضعيف، وتلك سنة الطبيعة، وقد كان موقف الفرعون وقُوَّاده في مثل هذه المنازعات هو المحافظة على الدولة وبقاء كيانها، ولذلك كانوا يقفون بجانب الوالي المخلص، وينصرونه على الوالي المغتصب الثائر على العرش، كما أنهم كانوا في الوقت نفسه لا يألون جهدًا في صد غارات أقوام البدو الهمج، الذين يغيرون على البقاع المتحضرة ويسلبون متاعها. ولقد بقي النشاط المصري على هذا المنوال من اليقظة والشدة حتى تولى الملك «أمنحتب الثالث»، وكان متساهلًا في أمر دولته؛ فَشَلَّ نشاط الجيش، وانحلت قواه. والواقع أن هذا الفرعون قد أراد أن يترك الأمور في مختلف بقاع دولته تجري كما شاء القدر، فكان لا يعير أذنًا صاغية لأي توسل أو رجاء يأتيه من مختلف بقاع إمبراطوريته، ولم يحركه أي إنذار ينبئه بدنوِّ الخطر المحدق بممتلكاته في «سوريا» فيعد حملة يقضي على الفتنة في مهدها، بل كان منغمسًا في ملاهيه بعاصمة ملكه «طيبة». ومما زاد الطين بلة أنه لم يهتم بإصدار أوامر مشددة إلى هذه الأصقاع إلا بعد لَأْيٍ وجَهْدٍ، يُضاف إلى ذلك أن المنافسة والشره وجمع المال كانت مستحكمة بين عماله، ولعبت دورها في تقويض بنيان الإمبراطورية التي بناها جده العظيم «تحتمس الثالث» في «سوريا»؛ وبذلك تخلخل الحكم في هذه الولايات، وانتشرت الفوضى في أرجائها. ويرجع الفضل في كشف النقاب عن هذه الحالة إلى وثائق «تل العمارنة». وقبل أن نتكلم عن أهمية هذه الوثائق نضع أمام القارئ كيف عُثر عليها. لقد كانت بقعة «تل العمارنة« (1) وهي «إختاتون» عاصمة «إخناتون» الجديدة معروفة منذ زمن بعيد للباحثين عن الكنوز القديمة، كما كانت معلومة لرجال الآثار الذين كانوا يبحثون وراء العلم والدرس أمثال «لبسيوس» و«ولكنسون» وغيرهما ممن وقفوا حياتهم على التعمق في درس تاريخ مصر وآثارها، غير أن الأنظار قد اتجهت إلى هذه البقعة بصفة خاصة منذ عام سنة 1887م، حتى ذاع اسمها، وعلا ذكرها لدرجة تفوق المعتاد؛ وذلك على أثر عثور امرأة فلاحة من القرى المجاورة لهذا التل الأثري في أثناء بحثها عن السماد في خرائبها، على حجرة صغيرة كانت فيما مضى مستعملة مخزنًا، وكان هذا المكان هو الذي تُحفظ فيه سجلات الفرعون، وقد عرفنا ذلك من أختام على لبنات تدل على ذلك. ولقد وجدت تلك المرأة المحظوظة عددًا عظيمًا من اللوحات المصنوعة من الآجر المحروق مكتوبة بالخط المسماري البابلي، فنقلت غنيمتها على ظهر حمارها، وباعتها لجار لها بمبلغ عظيم في نظرها وهو عشرة قروش، ولقد ظنَّت في بادئ الأمر أنها قد غبنت المشتري في هذه الصفقة؛ إذ وجد الأخير صعوبة في بيعها، ولا غرابة في ذلك فإن هذه اللوحات لم يكن في شكلها أو صنعها ما يغري جامعي الآثار. عُرضت هذه اللوحات على تجار الآثار، فقاموا بدورهم بإرسالها إلى الدكتور «أوبرت» في «باريس»، ولم يمضِ طويل زمن حتى جاءهم الجواب بأنها من صنع يد حديثة، ثم أرسل بعضها إلى المسيو «جريبو» مدير مصلحة الآثار المصرية وقتئذٍ، فصمت عن إبداء رأيه كما كانت حالته. ولما شاع الخبر في نهاية الأمر بأن هذه اللوحات قليلة القيمة حُملت في غرائر إلى «أخميم» ومدينة الأقصر، حيث كان يُنادى على بيعها. ومما يؤسف له جد الأسف أن معظمها قد حُطم في أثناء نقلها، وما بقي منها مما لم تنله يد التحطيم لا يُعد إلا جزءًا ضئيلًا مما كانت تتألف منه هذه المجموعة في الأصل، على أنه لو أُتيح لها في هذه الفترة عالم يقدِّر قيمتها، واستولى عليها في الحال، لكان لها شأن آخر أعظم مما هي عليه الآن. ولقد بدأت قيمة هذه اللوحات تُعرف بعد أن تناولت يد التدمير معظم ما كان محفوظًا في هذا المخزن الثمين، فاشترى معظم ما بقي منها كل من متحفي «بريطانيا» و«برلين»، ثم استولى متحف «سنت بيترز برج»، ومتحف «باريس» على جزء صغير منها، هذا فضلًا عما تسرب للجمعيات الخاصة، أما المتحف المصري فلم ينل منها إلا نصيبًا ضئيلًا (2) بالنسبة لما كان يجب أن تستولي عليه. هذه هي القصة المحزنة لهذا الكنز العظيم الذي بدَّدته يد الجهل، والذي يُعد بحق أهم كشف حدث في المدة الأخيرة في مصر، بل في كل بلدان الشرق القديم، ولا غرو فإن هذه اللوحات التي وصلتنا من هذه الذخيرة التي لا يتجاوز عددها الثلاثمائة والستين، والتي قد أخطأت يد الجهل تدميرها قد أسفر حل رموزها عن أنها كانت المراسلات السياسية للشئون المصرية الخارجية خلال عهد الملك «أمنحتب الثالث» ثم «أمنحتب الرابع «(3) وتُعَدُّ مدة حكميها من أعظم عصور التاريخ المصري القديم. وقد أسفرت المعلومات التي تمخضت عنها تلك الرسائل عن قبس من نور أضاء لنا الطرق المظلمة، والمسالك المعماة، لا في تاريخ مصر في هذا الوقت وحسب بل في كل تاريخ العالم القديم المتحضر في تلك الفترة؛ فقد كشفت لنا حقائق عن «بابل» وبلاد آمور، ومملكة الآشوريين، وبلاد متني، و«قبرص» و«كليكيا»، وكذلك كُشف لنا عن بداية حركة اليهود ونزوحهم لأول مرة في الأرض الموعودة وإن كان هناك ما يدل على وجودهم قبل هذا العهد في عهد «أمنحتب الثاني» وما قبله كما ذكرنا من قبل. ولم تقتصر نفاسة هذه اللوحات على الناحية التاريخية فحسب، بل لقد رسمت أمامنا صورة عن الحياة الاجتماعية في مختلف البلاد التي تناولتها. هذا غير ما بينته لنا من حياة هذه الأمم العقلية، وما وصل إليه ملوكها وأمراؤها وحكامها من ميزان عقلي، حتى إن القارئ ليخيل إليه أحيانًا، وهو يقرأ حركاتهم وتقلباتهم الخلقية والسياسية أنه يعيش معهم أكثر مما لو كانوا أناسًا يعاشرهم ويخالطهم الآن. وإنه لطريف حقًّا أن يقرن المؤرخ هذه الرسائل التي أحيت لنا عصرًا غامضًا في تاريخ العالم بعد أن كان عظامًا نخرة بالكشف الحديث الذي أُميط عنه اللثام عام 1922، ذلك الكشف الذي هز أركان العالم، وجعل الكل يتحدث بضخامته وانقطاع نظيره، تلكم هي مقبرة «توت عنخ آمون» وما عُثر فيها من نفائس أثرية. على أن هذا المظهر من الاهتمام البالغ قد أنكره العالم على وثائق «تل العمارنة»، ولا غرابة في ذلك؛ فإن كشف «توت عنخ آمون» أسفر عن ذهب وأحجار كريمة، وتماثيل فنية فخمة، أما لوحات «تل العمارنة» فهي قطع من الآجر تَزْوَرُّ عنها العين، ويَمجُّها الذوق السليم، وقد كُتبت بأحرف ليس فيها ما يلفت النظر. ولكن شتان بين ما أسداه كل منهما للعلم والتاريخ؛ حقًّا قد أهدى «توت عنخ آمون» إلى العالم ذهبًا وتحفًا فنية جميلة وحسب، وأما الألواح فكشفت لنا حياة العالم في زمن قد انقطعت صلتنا به وكنا في جهالة عمياء بالنسبة لتاريخه، ومع كل هذا فقد بِيعت الألواح بأبخس الأثمان (عشرة قروش)، وتُقدَّر تحف «توت عنخ آمون» بالقناطير المقنطرة من الذهب. والظاهر أن هذه الألواح كان مقر جزء منها في «طيبة»، فلما انتقل «أمنحتب الرابع» إلى مقره الجديد في «إختاتون» في السنة السادسة من حكمه نقل المراسلات التي كانت تجري بين والده وبين الملوك والأمراء، ثم زاد عددها في أيام حكمه هو، ولكن مما يُؤسف له أن هذه الرسائل لم تكن تؤرَّخ بتواريخ محدودة تدل على وقت كتابتها، وقد كانت تتبادل كما ذكرنا بين مصر وبابل و«متني» و«آشور» ومملكة «خيتا»، وكان يُذكر في كل رسالة اسم المرسِل واسم المرسَل إليه، وباستقرائها وجدنا أن ما يقرب من نصفها قد كُتب في عهد «أمنحتب الثالث»، وأن نصفها قد أرسله الولاة الذين كانوا تحت حكم الفرعون في «سوريا» و«فلسطين«. ويلاحظ أن رسائل الولاة لم يُذكر فيها اسم المرسل إلا في أربعة خطابات أرسلها «أكيزي« Akizzi أمير «قطنا»، وكلها كُتبت في عهد «أمنحتب الثالث»، ونستخلص من رسائل «أكيزي» هذا أن الثورة التي قام بها «أيتاكاما» Aitakama ملك «قادش»، والزحف الذي قام به «أزيرو» حاكم أراضي «الأموريين»، وأول هجوم قامت به «خيتا» في عهد ملكهم «شوبيليوليوما» على شمالي «سوريا»، وهو ما جاء ذكره في وثائق «بوغاز كوي»؛ كل هذا قد حدث في عهد «أمنحتب الثالث»، بَيْدَ أننا نشاهد في الوقت نفسه أن ملك «خيتا» قد أرسل خطابًا وديًّا «لأمنحتب الرابع» يهنئه فيه بعرش الملك (الخطاب رقم 41)، وكذلك نجد بين الرسائل المؤرَّخة الأخرى خطابًا من ملك «نوخاشي (51)» وآخر من ملك «تونب» (رقم 59)، وبعض خطابات «ريبأدي» أمير «ببلوص» (جبيل) وقد كان يطلب فيها النجدة على «أزيرو» (راجع الخطاب 102 … إلخ). ولم ينقطع تيار إرسال هذه الرسائل في عهد «أمنحتب الرابع»، وهذه يمكن معرفتها على وجه التأكيد؛ إذ إنها تذكر حوادث وقعت في عهد والد المرسَل إليه (راجع الخطابات 108 سطر 28 … إلخ، 116 سطر 21 … إلخ، 131 سطر 32 … إلخ، 132 سطر 10 … إلخ). أما في الخطابات التي كانت تَرِد من «فلسطين» فقد وجدنا فيها مستندًا لتحديد تاريخها؛ فنجد في خطاب «لابايا» (254) مكتوبًا بالمداد بالخط الهيراطيقي ومؤرَّخًا بالسنة الثانية عشرة من حكم «أمنحتب الرابع»؛ ومن ثم نعلم أن الخطاب الذي ذُكر فيه موت «لابايا» قد وصل إلى مصر بعد هذا التاريخ. أما أحدث خطاب وُجد في وثائق «تل العمارنة» (170) فيذكر لنا هجوم «خيتا»، ويرجع تاريخه على حسب وثائق «بوغاز كوي» إلى ما قبل موت «أمنحتب الرابع» بزمن قصير جدًّا. ولدينا عن المدة التي قبل ذلك خطابات عن العصيان الذي قام به «عبدي أشرتا» والد «أزيرو»، وقد خصص لها «ريبأدي» نصف الخطابات التي أرسلها إلى الفرعون (67–95)، وكذلك الخطابات التي كان قد أرسلها «عبدي أشرتا» نفسه (60 … إلخ)؛ كل هذه قد أُرسلت في غضون حكم «أمنحتب الثالث «. ولدينا مصدر آخر هام لتحديد تواريخ هذا العهد، وهو سجلات «بوغاز كوي «(4) (خاتوس) عاصمة مملكة «خيتا»، وبخاصة ما نعرفه منها عن المقدمات التاريخية التي كانت تفتتح بها المعاهدات التي أبرمها ملك «خيتا» «شوبيليوليوما» مع الأمراء الذين انتصر عليهم، ولكنا تنقصنا التواريخ في هذه أيضًا، بيد أننا عندما نربط المعلومات التي نجدها في كلا المصدرين «الخيتي» و«المصري» فإنه يصبح من السهل علينا الوصول إلى تحديد الزمن أو التاريخ الذي وقعت فيه الحادثة على وجه التقريب. ولدينا تاريخ محدَّد ذكره «مورسيل» الثاني ملك «خيتا»، وهو أنه في أثناء ما كان والده «شوبيليوليوما» يحاصر «كركميش» أرسل القائدان «لوباكي» و«تشوب سلمان» ليفتحا إقليم «عمق» (وهو الوادي الذي بين جبلي لبنان)، وكانت النتيجة أن ذُعر المصريون، وولوا هاربين، هذا إلى أن ملكهم «ببخوريا» قد مات (أي أمنحتب الرابع)، وأرسلت أرملته إلى ملك «خيتا» ترجوه أن يرسل ابنه ليكون زوجًا لها؛(5) لأنه ليس لها ولد يتولى عرش الملك، وقد قُتل هذا الأمير في مصر كما أشرنا إلى ذلك من قبل، وعلى أثر ذلك قام ملك «خيتا» ينتقم لابنه بإعلان الحرب على مصر، وقد ذُكر الغزو الذي قام به «لوباكي» في «عمق» في الخطاب الذي أُرسل للفرعون (170) بين خطابات «تل العمارنة»، وعلى ذلك فقد صار من المستحيل أن نجد بعد موت «أمنحتب الرابع» الذي تلاه نقل العاصمة إلى «طيبة» خطاباتٍ قد وُضعت في سجلات «تل العمارنة«. وعلى ذلك فلا شك أن «ببخوريا» هو لقب العرش الذي كان يحمله «أمنحتب الرابع»، وهو بالمصرية «نفر خبر رع»، وأن الخطاب الذي أُرسل إلى ملك «خيتا» قد أُرسل في آخر سنة من سني حكمه، ولدينا مستند آخر لتحديد هذا الحادث، وهو ما جاء في قول الملك «مواتلا» بأن جدَّه «شوبيليوليوما» قد ظلَّ يحارب «الخاري» (متني) في «سوريا» ستة أعوام، وفي خلالها امتد سلطانه على «قادش» وبلاد «آمور»، وبأنه انتصر على المصريين ونصب ولديه ملكين على «حلب» و«كركميش«(6)، وفي خلال هذه المدة مات «أمنحتب الرابع»، ويُرجَّح أنه مات في نهايتها. وأكبر مدَّة يُظن أن «أمنحتب» قد حكمها ثماني عشرة سنة، وهو التاريخ الذي وجدناه على إناء من الحجر، (7) ولا يُظن أنه قد حكم أكثر من هذه المدة. وعلى ذلك فالخطابات التي تُنسب إليه من «تل العمارنة» تنحصر في مدة لا تتجاوز ثماني عشرة سنة، وفضلًا عن ذلك نعلم من صور مقابر «تل العمارنة» أنه قد قُدَّم لهذا الفرعون الجزية والأسرى في السنة الثانية عشرة من حكمه من بلاد «سوريا» ومن بلاد «النوبة «،(8) وفي نفس هذه السنة أرسل العاصي «لابايا» خطابه الذي يفيض بالولاء (9) (254). وكان قبل ذلك قد أُرسل جيش مصر إلى «سوريا» لتهدئة الثورة ويحتمل أنه أُرسل في السنة الحادية عشرة من حكم «أمنحتب الرابع»، وقد انتصر انتصارًا عظيمًا بعد جهد جهيد، ومن الجائز أن هذا الجيش لم يشتبك في حروب مع ملك «خيتا» نفسه بل كان يحارب العصاة الذين كان يحرضهم هذا العاهل. وقد وضع لنا الأستاذ «فورر» تاريخًا مؤكدًا عن هذا العهد، وصل إليه عن كسوف للشمس حدث في السنة التاسعة من حكم ملك «خيتا»(10) «مورسيل» الثاني؛ وذلك على حسب ما جاء في سجل تاريخ حياته، وقد كان يحارب في بلاد «أزي»، وقد استمرت هذه الحروب مدة عشرة سنوات، وقد دلَّت البحوث الفلكية على أن هذا الكسوف حدث في مارس عام 1335ق.م. وعلى ذلك يكون «مورسيل» قد بدأ حكمه سنة 1344، وعلى أية حال فإن أقصى تاريخ بدأ فيه «شوبيلوليوما» حكمه هو عام 1346ق.م؛ إذ قد حكم بينه وبين «مورسيل» الثاني، «أرنواندا» الثالث مدة قصيرة، يُضاف إلى ذلك ما ذكره «شوبيلوليوما» من أن «مورسيل» قد أقام عيدًا في السنة الخامسة عشرة من حكمه (1330ق.م) في نهر «مالا» شكرًا للإله الذي منع الطاعون الذي كان قد تفشى في بلاده خلال الحملة التي قام بها والده على المصريين لقتلهم أحد أولاده، ويُذكر أن هذا الطاعون قد استمر يفتك بالبلاد عشرين حولًا كاملًا، ومع ذلك نستنبط أن هذه الحرب قد شبت نارها عام 1350ق.م؛ أي قبل موت عاهل «خيتا» «شوبيليوليوما» بخمسة أعوام، ونحن من جهتنا نعلم أن «أمنحتب الرابع» قد تُوفي حوالي عام 1351ق.م.
.....................................................
1- هذا المكان كان يُسمَّى في الأصل «التل»، وهو قرية صغيرة، غير أن علماء الآثار أطلقوا عليه «تل العمارنة» نسبة للقبيلة التي تسكن في هذه القرية بني عمران.
2- ونجد الآن أن لوحات تل العمارنة موزعة على متاحف العالم كالآتي:
194 لوحة في متحف «برلين«.
82 لوحة في المتحف «البريطاني«.
50 لوحة في متحف «القاهرة«.
23 لوحة في متحف «إشموليان». اثنتان منها صحيحة فقط.
7 لوحات في متحف «اللوفر«.
لوحة واحدة في متحف «القسطنطينية» من «تل الحسي» في فلسطين.
4 لوحات في حيازة «روستوفيتز«.
… لوحة في متحف «ليننجراد«.
لوحة واحدة عند «أوبرت«.
لوحتان في متحف «متروبوليتان«.
لوحة واحدة في متحف «بركسل«.
8 لوحات قطع ملك جمعية الحفر الإنجليزية.
وأوثق المصادر التي يُعتمد عليها الآن لدرس هذه اللوحات اثنان وهما:
(1) Knudtzon, “Die el Amarna Tafeln” (1907–1715).
(2) Mercer, “The Tell el Amarna Tablets”, (1939).
ويُلاحظ أن كتاب الأستاذ «مرسر» قد أُلف على ضوء كل التراجم الحديثة والإضافات التي عُملت بعد سنة 1915، وسنعتمد عليه في دراستنا هذه عند الإشارة إلى الخطابات.
3- كتب الأستاذ «ألبريت» مقالًا عن الخطاب رقم 155 في هذه الرسائل، وهو الخطاب الذي أرسله «أبمييلكي» أمير «صيدا» إلى ملك مصر، وقد ظن الكاتب أن الملك المقصود هنا هو «سمنخكارع» وأن اسم «مايا-أتى» هو «مريت آتون» زوجه؛ غير أن هذا الرأي لا يزال يحتاج إلى إثبات وتمحيص (J. E. A., XXIII, p. 190; Mercer, “The Tell El Amarna Tablets”, No. 155).
4- كان أوَّل من عثر على سجلات «بوغاز كوي» في بلدة «بوغاز كوي» ونشرها في عام 1907 هو «هوجو فنكلر« Hugo Winckler، وهذه السجلات تبحث في تاريخ «خيتا» في ألف السنة الثانية قبل الميلاد. وبعد الحرب العالمية الأولى مباشرة أخذ العلماء في الاهتمام بهذه السجلات والبحث في محتوياتها، ونخص بالذكر منهم «هرزني« Hrozny، و«فيدنر» Wiedner، و«سومر« Sommer، وفي 1911 جمع «مسرشمت» سجلًّا شاملًا لكل متون «خيتا»، ولكن منذ ذلك الوقت نُشرت وثائق كثيرة، وبخاصة «فيدنر» فإنه قام بعمل طبعة شاملة في عام 1923 (راجع Mercer, “The Tell el Amarna Tablets”, II, p. 829; Meyer, “Gesch”, II, 1, P. 336. note 2.).
ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن الكثير من متون سجلات «بوغازي كوي»، وكذلك من خطابات «تل العمارنة» لا يزال غامضًا، غير أن ما حُلَّ منها تمامًا قد كشف النقاب عن علاقة مصر ببلاد «خيتا» وغيرها من البلدان المتاخمة التي كانت لها صلة بالدولة الأخيرة أو بمصر في تلك الفترة.
5- راجع: Meyer, “Gesch” II, 1. p. 337, note 2.
6- راجع: Forrer, “Forschung” II, 10.
7- راجع: Gauthier, “L. R” II, p. 343.
8- راجع: Davies, “El Amarna” II, p. 40ff, Pls. XXXVII–XL, Meryra II; Vol. III, p. 6ff. Pls. XIII–XV.
9- وفيه يقول: «إلى الملك سيدي وشمسي. هكذا يقول «لابايا» خادمك، والتراب الذي تدوس عليه، وإني أركع عند قدمَي الملك سيدي وشمسي سبع مرات، ولقد سمعت الكلمات التي كتب بها إليَّ الملك. ومن أنا الذي ينبغي للملك أن يفقد أرضه من أجلي؟! تأمل! إني خادمك الملك الأمين، ولم أرتكب جريمة ولم أقترف ذنبًا، ولم أرفض دفع جزيتي، ولم أعصِ طلب نائبي، تأمل! لقد هُجيت وأُسيئت معاملتي، غير أن الملك سيدي لم يُعلنِّي بجريمتي، يُضاف إلى ذلك أن جريمتي هو أني دخلت «جازري» وقلت: لقد استولى الفرعون على كل متاعي جميعًا، ولكن أين كل ما يملكه «ميلكيلو»؟ إني أعرف عمل ميلكيلو ضدي. يضاف إلى ذلك: أن الفرعون قد كتب عن أمر «دوميا» (يجوز أنه ابن «لابايا» نفسه)، وإني لا أعلم إذا كان «دوميا» قد ذهب مع أهل «ساجاز» (العبرانيون)، غير أني قد وضعته أمانة في يد «أدايا»، يُضاف إلى ذلك أنه في حالة ما إذا كتب إليَّ الفرعون أن أرسل إليه زوجي فهل أرفض ذلك؟ وإذا كتب إليَّ الفرعون أن أطعن صدري بخنجر من البرنز وأموت فهل لا أنفذ أمر الملك؟» (راجع Mercer, “The Tell el Amarna Tablets”, II, No. 254).
10- راجع: Forrer, Ibid. p. 2ff.
11- جاء اسم هؤلاء القوم بلفظة «عبرو» في اللوحة التي كشف عنها الدكتور «أحمد بدوي» في «منف»، وهم «خبيرو» الذين ذُكروا في خطابات تل العمارنة (راجع الجزء الرابع، Meyer, “Gesch. Albright, “From the Stone Age to Christianity”, p. 182) إن البراهين تتراكم تباعًا؛ بما يشعر أن العبرانيين القدامى كان لهم صلة بالعبرو (خبيرو) الذين قاموا بدور هام في الوثائق المسمارية التي يرجع عهدها إلى القرنين التاسع عشر والثامن عشر، وكذلك في الوثائق النوزية، والخيتية، وخطابات تل العمارنة في القرنين الخامس عشر والرابع عشر. ففي «مسوبوتاميا» وسوريا ظهروا بأنهم جنود لا وطن لهم؛ إذ كانوا ناهبين وأسرى وعبيدًا من أجناس مختلفة، وقد ذُكروا كثيرًا في فلسطين في الرسائل الكنعانية من القرن الرابع عشر بوصفهم مغيرين وعصاة على السلطة المصرية، وقد كان ينضم إليهم أحيانًا الكنعانيون.
أما لفظة «خبيرو» فقد جاءت في الخطابات التي كان يرسلها «عبدي خيبا» للفرعون (راجع الخطاب 286 سطر 19، 56). أما عن توحيد لفظة خبيري بلفظة «ساجاز» فقد فحصه الأستاذ «بول» Bôhl (راجع “Kanaanâer und Hebraier”, p. 87)، وأثبت في النهاية أنهما كلمتان مترادفتان وحسب، وإن كانت كلمة «ساجاز» تدل على معنى أوسع (راجع Mercer, “The Tell el Amarna Tablets”, II, p. 844).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|