تتألّف الحركات الإعرابيّة في اللغة العربيّة من أربع حركات هي :

الفتحة -َ والضمّة -ُ والكسرة -ِِِ والسكون -ْ.

وكان أوّل من وضعها الخليل بن أحمد الفراهيديّ ، حيث رمز إلى الفتحة بنقطة أوّل الحرف ، وإلى الكسرة بنقطة تحت الحرف ، وإلى الضمّة بنقطة آخر الحرف ، وإلى السكون بنقطتين.

ولا تخلو كلمات القرآن الكريم من الحركات الظاهرة على كلّ كلمة وحرف. ولا بدّ للطالب المبتدئ أنّ يلمّ بها ليتمكّن من النّطق بها نطقاً صحيحاً.

والحرف إمّا متحرّك أو ساكن. والحركة إمّا ضمّ أو فتح أو كسر. وهي تدلّ على اتّجاه الصوت وامتداده. ويلحق بالحركات الواو بعد ضمّة والألف بعد فتحة والياء بعد كسرة ، إلّا أنّها تدلّ على امتداد في الصوت ضعفَي ما تدلّ عليه الحركات ، مثل : يقول ـ قال ـ قيل...

كذلك التنوين وهو عبارة عن نون ساكنة لفظاً تلحق آخر الأسماء وتكتب على صورة ضمّتين -ٌ فوق الحرف ، أو فتحتين -ً فوق الحرف ، أو كسرتين -ٍ تحت الحرف ، مثال : كتابٌ ـ كتاباً ـ كتابٍ.

كما لا بدّ من الالتفات إلى أنّ "الشدّة" هي عبارة عن تكرار الحرف, شرط أن يكون الحرف الأوّل ساكناً والثاني متحرّكاً, كي يتمّ دمجهما بحرف واحد مشدّد : دْ + دَ = دَّ.

وإنّ للسكون أشكالاً ورسماً خاصّاً بالقرآن الكريم يظهر في الأشكال التالية :

- سكون شكله كرأس الحاء - ْ للدلالة على إظهار الحرف ، نحو : { مَنْ آمَنَ } [البقرة : 62]

- سكون مستدير الشكل - ْ للدلالة على زيادة الحرف وإلغائه وعدم النطق به ، نحو : ﴿ اتَّقُواْ , أُوْلَئِكَ ، قَالُواْ﴾.

- حرف خالٍ من الحركة تماماً ، وبالواقع هو حرف ساكن لكن أهملت السكون عليه للدلالة على أنّ هناك واحداً من الحكمين السابقين إمّا إخفاء أو إدغام.

- سكون مستطيل الشكل للدلالة على إثبات الحرف وقفاً وإلغائه وصلاً ، وقد وردَ في مواضع سبعة في القرآن الكريم عُرفت بالألفات السبع ، هي :

1- ألِف "أناْ" {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا } [الكهف : 34].

2- ألف "لكنّاْ" { لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} [الكهف : 38].

3- ألف "الظنوناْ" {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا } [الأحزاب : 10] .

4- ألف "الرسولاْ" { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [الأحزاب : 66] .

5- ألف "السبيلاْ" { وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [الأحزاب : 67] .

6- ألف "سلاسلاْ" {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا } [الإنسان : 4] .

وفي مثال سلاسلا يجوز عند الوقف حذف الألف والوقف على اللام الساكنة ، أو الوقف على اللام ألف.

- سكون مستطيل "" الشكل ظهر في موضعين اثنين فقط :

1- فوق الحرف للدلالة على الاتمام : والاتمام كمن يريد النطق بضمة ولا ينطق بها {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} [يوسف : 11].

2- تحت الحرف للدلالة على الإمالة : والإمالة هي إمالة الفتحة إلى كسرة والألف إلى ياء {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [هود : 41]

- سكون مملوء الوسط –ْ للدلالة على التسهيل كمن يريد المدّ ولا يفعل ، وقد وردت في موضع واحد في القرآن الكريم { أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ } [فصلت : 44]