أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1976
التاريخ: 27-11-2014
2302
التاريخ: 2024-08-24
338
التاريخ: 4-1-2016
1771
|
كتابة المصاحف حتى العثمانية منها كانت مجردة عن علامات الشكل والنقط والإعجام ، حيث أن الخط الكوفي كان إلى ذلك الحين مجرداً عن الزوائد ، بل لم يدوّن في تلك المصاحف أي نوع من أنواع الزيادة التوضيحية مثل أسماء السور وأرقام الآيات.
وأوّل من تصدّى لوضع الحركات الاعرابية هو أبو الأسود الدؤلي (المتوفي سنة 69هـ) وذلك بعد أن سمع من يلحن بالقراءة ، فاستعمل مداداً يخالف لونه اللون الذي كتب به القران ، وقال للكاتب : " إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه ، وان ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف ، وإن كسرت فاجعل النقطة نقطتين (وفي نسخة : فاجعل النقطة من تحت الحرف) " (1) وقيل أنه جعل للفتح نقطة فوق الحرف وللضم نقطة إلى جانبه وللكسر نقطة أسفله وللتنوين نقطتين (2)... والجدير بالذكر هنا أن أبا الأسود الدؤلي كان قد أخذ أصول النحو عن أمير المؤمنين عليه السلام الذي وضع له قواعده ولقنه أصوله وأمره بتفصيل ما أجمله له ليرجع إليه من كان في لسانه عجمة للتخلص من اللحن في الكلام.
وقد أكمل عمل أبي الأسود من بعده إثنان من تلامذته هما يحيى بن يعمر العدواني (توفي عام 90هـ تقريباً) ونصر بن عاصم الليثي (توفي عام 89هـ) حيث وضعا النقاط على الحروف أزواجاً وإفراداً ، في عملية أطلق عليها اسم الإعجام ، وذلك للتمييز بين الحروف المتشابهة في الرسم فصار لكل حرف صورة تميزه عن صورة غيره من الحروف كما هو المتعارف في كتابتنا اليوم (3).
ثم تلا ذلك تطوير علامات الإعراب والشكل فوضع علامة للسكون وغيرها من العلامات.
وقد اعتمدوا في البداية للتمييز بين نقاط الاعجام ونقاط الحركات اختلاف اللّون فاستعملوا ثلاثة ألوان ، لوناً للكتابة ولوناً للنقط التي تميز الحروف المعجمة من المهملة ، ولوناً للنقط التي ترمز إلى الحركات ، وربما وصل الأمر إلى استعمال أربعة ألوان كما نقل عن أهل الأندلس (4) .
لكن الخليل بن أحمد الفراهيدي (100- 170هـ) ابتدع أشكال الحركات فميزها عن نقاط الحروف فجعل لكل حركة حرفاً صغيراً بدل النقط ، فوضع للضمة واواً صغيرة وللكسرة ياءً مردفة تحت الحرف وللفتحة ألفاً مائلة فوق الحرف. وأضاف إلى ذلك علامة الهمز والتشديد والرّوم والإشمام 5. واستمرت حركة وضع الاصطلاحات والعلامات التوضيحية فوضعت علامات نهاية الآيات وقسمِّ القران إلى الأخماس والأعشار ووضعت إشارات إلى أحكام السجود الواجب والمندوب وهكذا.
أما على صعيد الرسم القرآني أي الاملاء فقد بقي الرسم العثماني هو الأساس.
والحقيقة أن عملية التنقيط ووضع الحركات الاعرابية قدّمت خدمة عظيمة ووضعت حداً للاختلاف في القراءة التي كانت بلغت مستوىً خطراً كما سيأتي الإشارة إليه.
_________________
1- ابن النديم ، الفهرست ، 45.
2- الصغير ، تاريخ القران ، 131.
3- الصغير ، تاريخ القران ، 133- 134.
4- الزنجاني ، تاريخ القران ، 98.
5- الصغير ، تاريخ القران ، 134- 135 السيوطي ، الاتقان ، 4/184.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|