أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2014
2268
التاريخ: 23-11-2014
1510
التاريخ: 7-11-2014
3207
التاريخ: 21-04-2015
2220
|
إنَّ حياة النحل من أكثر ظواهر الخلق دهشةً ، وقد اكتشفت عجائبُ عن حياة هذه الحشرة الصغيرة من خلال بحوث العلماء ، إذ يعتقد البعض أنَّ حضارتها وحياتها الاجتماعية أكثر تطوراً من حياة الإنسان ، فانتم لا تعثرون على أي مجتمعٍ متطورٍ قد حلَّ مشكلة «البطالة» و«المجاعة» بشكلٍ كاملٍ ، إلّا أنّ هذه المسألة حُلَّت تماماً في عالم النحل (خلايا النحل) ، فلا يُعثُر في هذه المدينة على زنبورٍ عاطلٍ عن العمل أو زنبور جائعٍ أيضاً.
فبناء الخلية ، وكيفية جمع رحيق الورود ، وصناعة العسل وخزنهِ ، وتربية الصغار واكتشاف المناطق المليئة بالأزهار ، واعطاء عنوان السكن لباقي النحل ، والعثور على الخليّةِ من بين مئات أو آلاف الخلايا كل ذلك دليلٌ على الذكاء الخارق لهذه الحشرة.
إلّا أنّ من المسلَّم به أنَّ الإنسان لم يكن يمتلك مثل هذه المعلومات عن النحل سابقاً ، ولكن القرآن الكريم أشار في السورة المسماة باسم هذه الحشرة «النَّحل» بإشارات مليئةٍ بالمعاني إلى الحياة المعقَّدة والمدهشة لهذه الحشرة.
بهذا التمهيد نتأمل خاشعين في الآيات الآتية :
1- {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلىَ النَّحْلِ أَنِ أتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً ومِنَ الشَّجَرِ ومِمَّا يَعرِشُونَ}. (النحل/ 68)
2- {ثُمَّ كُلىِ مِنْ كُلِّ الَّثمَراتِ فَاسلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيْهِ شَفاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيةً لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ}. (النحل/ 68- 69)
شرح المفردات :
«النَحْل» : اسمُ زنبور العسل و«نِحلَة» (على وزن قِبلة) تعني العطاء بلا عوض ، ومفهومها محدودٌ أكثر من مفهوم الهبة ، لأنَ «الهبة» تشمل العطاء بعوض وبغير عوض بينما تشمل النحلة العطاء بلا عوض فقط ، و«نحول» تعني الضَعف ، تشبيهاً بُهزالِ زنابير العَسَلِ ، و«نواحل» تطلق على السيوف الحادة «الرفيعة».
وقد يُحتمل أنّ المنشأ الاصلي ل «نِحلة» يعني العطاء ، وإذا اطلقَ على زنبور العسل «نَحل» فلأنّه يصطحبُ معهُ عطاءً وهبةً حلوةً لعالم الإنسانية «1».
و(أوْحى» : من مادة «وحي» ولها معانٍ كثيرة وقد ذكرنا شرحها في الجزء الأول من «نفحات القرآن» في بحث «مصادر المعرفة» ، وأصلها يعني «الإشارة السريعة» وبالنظر إلى أنَّ أمر اللَّه تعالى فيما يتعلق بالنشاطات المختلفة والمعقّدة للنحل قريب الشبه من الإشارة السريعة أو الالهام القلبي فهذا المعنى استُخدمَ أيضاً فيما يخص النحل ، لأنَّ جميع هذه الأعمال المعقّدة قد تُنجز من خلال إشارةٍ الهية سريعة.
لنزورَ بلاد النحل :
لقد استند القرآن الكريم في آيات عديدة إلى جوانب مختلفة من حياة النحل حيث كلٌ منها اعجبُ من الآخر ، فقد أشارَ أولًا إلى مسألة بناء بيوتها ، قائلًا : {وَأَوْحَى رَبُّكَ الى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوْتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}.
وقد يكون التعبير ب «اتَّخذي» بصيغة الفعل المؤنث إشارة إلى أنَّ النَّحلَ عندما يهاجر لاختيار بيتٍ جديدٍ فهو يسير خلف «الملكة» التي هي بمنزلة القائد في الخليّة ، وعليه فانَّ المتنفذ الحقيقي هي «الملكة».
والتعبير ب «أوحى» تعبيرٌ جميلٌ حيث يبرهنُ على أنَّ اللَّه تعالى قد علَّمَ هذا الحيوان طراز بناء البيت الذي يُعدّ من أروع أعمال هذه الحشرةِ بواسطةِ الهامٍ خفيٍّ وسيأتي شرحه في «التوضيحات» إن شاء اللَّه ، وهي تقوم بإنجاز واجباتها على أفضل وجهٍ وفقاً لهذا الوحي الإلهي ، فقد تختار صخور الجبال ، أو بطون الكهوف لبناء بيوتها ، وتضع الخلية بين أغصان الأشجار أحياناً ، وقد تستخدم الخلايا الاصطناعية التي يصنعها الإنسان لها على القصب ، أو أنّها هي التي تقوم ببناء البيت على القصب.
إنَّ ألفاظ الآية تدللُ جيداً على أنَّ بناء البيت هذا ليس بناءً عادياً وإلّا لما عبَّر عنه القرآن بالوحي ، وسنرى عاجلًا أنَّ الأمر هكذا.
وفي الآية الثانية توجَّه نحو صناعة عسل النحل مضيفاً : أنَّ اللَّه قد أوحى لها أن تأكل من جميع الثمار : {ثُمَّ كُلِى مِنْ كُلِّ الَّثمَراتِ} «واقطعي الطرق التي يَسَّرها وسخَّرها لكِ ربُّكِ لتكوين العسلِ الحلو» : {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا}.
«سُبُل» : جمع «سبيل» وتعني «الطريق اليسير» «2».
وهنا : ما المقصود من هذه السُبُل في الآية أعلاه ؟ لقد أبدى المفسِّرون احتمالات مختلفة :
فقال بعضهم : المقصود هي الطرق التي يطويها النَّحلُ نحو الأزهار ، والتعبير ب «ذُلُل» (جمع «ذلول» وتعني التسليم والطاعة) «3» يدللُ على أنَّ هذه الطرقَ تُعيَّنُ بدقةٍ بحيث يكون ارتيادها سهلًا وعاديّاً للنحل؛ وتؤيدُ دراساتُ خبراء النحل هذا المعنى أيضاً ، فهم يقولون :
تخرجُ مجموعةٌ من النحل مكلفةٌ بتشخيص مكان الأزهار صباحاً ، من الخلّيةِ ، وبعد اكتشاف المناطق المليئة بالأزهار ترجع ، وتعطي للباقين العنوان الكامل لذلك المكان بشكلٍ سريٍّ ومدهش ، وقد تشَخِّصُ الطريق بوضعها علاماتٍ عليه متكونة من موادٍ ذات رائحةٍ خاصةٍ ، وبنحوٍ لا تضل أيّة نحلة باتباعها.
وقال بعضهم الآخر أيضاً : إنّ المقصود هو طريق العودةِ إلى الخلية ، لأنَّ النحلَ قْدَ يُجبَر على قطع مسافاتٍ طويلةٍ ، ولا يبتلى بالتيه عند عودته ، فهو يتجه نحو الخليّة بدقةٍ ، بل وأنّه يعثر على خليته بيُسرٍ من بين عشرات الخلايا المشابهة.
وقال آخرون : إنَ «السُبُلَ» هنا لها معنىً مجازيٌّ فهي تشير إلى الاساليب التي يتبعها النحلُ لإعداد العسل من رحيق الأزهار ، فهي تمتص رحيقَ الأزهار بنحوٍ خاصٍ ترسله «حوصلتها» وهناك حيث تكون كمختبرٍ للمواد الكيميائية يتبدل إلى «عسلٍ» من خلال التغييرات والتطورات التي تجري عليه ، ثم يستخرجه الزنبور من حوصلته.
أجَلْ .. إنّه يعرف الاسلوب اللازم لأجراء هذا العمل جيداً ، من خلالِ أمرٍ إلهيٍّ فيسلكُ هذا الطريق بدقّة.
ونظراً إلى أنّ هذه التفسيرات الثلاثة لا تتعارض فيما بينها وكون ظاهر الآية عاماً ، فيمكن القول : بشمول جميع هذه المفاهيم ، إذ يقطع النحل هذه الطرق الملتوية والمنحنية بالاستفادة من الشعور الذي منحه اللَّه له ، أو بالإلهام الغريزي ، ويستخدم هذه الأساليب بكل مهارةٍ واقتدار.
وفي المرحلةِ الآتية أشار إلى صفات «العسل» وفوائده وبركاته قائلًا : {يَخْرُجُ مِنْ بُطُوْنِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ}.
وقد حَمَل بعضهم التعبير ب «بُطُوْنِ» (جمع بطن) على معنى مجازيٍّ وقالوا : إنّها تعني الأفواه ، وقالوا إنَّ العَسَل الذي هو رحيق الأزهار مخزون في فم النَّحل ثم ينتقل إلى الخليّة «4».
بينما يعتقد بعضهم أنَّ العسل هو فضلات النحل!
ويعتبره بعضهم الآخر من المسائل الخفيّة التي لم تُكتشف لحد الآن «5».
ولكن بحوث العلماء برهنت على عدم صواب أيٍّ من هذه الآراء- كما أشرنا- ، بل إنّ النحلَ يُرسلُ رحيق الأزهار إلى مكان خاصٍ في جسمه يسمى «الحوصلة» وبعد أن يجري عليه تغييرات وتطورات يقذفه خارجاً من فمه «6».
والتعبير ب «بُطون» شاهدٌ على هذا المعنى ، واجلى منه التعبير ب «كُلي» ، لأنَّ العربَ لا يقولون لحفظ الشيء في الفم «أكل» أبداً ، وحمل هذه الجملة على المجاز تفسيرٌ مجازيٌ لا ضرورة له.
وأمّا المقصود من «ألوان مختلفة» هنا فهي ذات تفاسير متباينة أيضاً ، فقد اعتبرها بعضهم بمعنى هذا «اللون» الظاهري الذي يتفاوت فيه العسل فبعضه أبيضٌ شفاف ، وبعضٌ أصفر ، والآخر أحمر اللون ، وبعضُه يميلُ إلى السواد ، ويمكن أن يكون هذا التباين مرتبطاً باختلاف أعمار النحل ، أو مصادر الأزهار التي يتغذى عليها ، أو كليهما.
وقد احتملَ أيضاً أن يكون المقصود من هذا التفاوت (نوعية) العسل ، فبعضٌ غليظ ، وبعض خفيف ، أو أنّ عسلَ الأزهار المختلفة له آثار ومزايا مختلفة أيضاً ، كما يختلف العسل العادي كثيراً عن «الشهد» (العسل الخاص الذي يُصنع لملكة الخليّة) ، لأنَّ المشهور أنَّ ل «الشهد» قيمةً من الناحية الغذائية بحيث يزيد كثيراً في عمر الملكة ولو تمَّكنَ الإنسان أن يتغذى عليها فإنّها تتركُ اثراً عميقاً في طول عمره.
وفي بعض البلدان هناك حدائق من ورودٍ متشابهة حيث تُنصب فيها الخلايا الخاصة بالنحل ، وبهذا تُستخلص أنواع مختلفة من العسل كلٌ منها مستخرجٌ من زهرٍ خاص ، ويتمكن الراغبون من شراء العسل من الورد الذي يرغبونه ، وبهذا نواجه ألواناً مختلفةً من العسل تدخل في المفهوم الواسع والعام للآية.
والتعبير ب «شراب» جاء لأنَّ العرب لا يستخدمون لفظ «أكل» بخصوص العسل كما يقول بعض شّراح لغة العرب ، ويُعبر عنه بالشرب دائماً (ولعلَّه بسبب أنَّ العسلَ في تلك المناطق يكون خفيفاً) «7».
وفي الختام أشار إلى تأثير العسل في العلاج قائلًا : {فِيْهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ}.
والتعبير ب «شفاء» بصيغة النكرة ، إشارةٌ إلى أهميّته الفائقة ، وكما سيأتي في التوضيحات إن شاء اللَّه ، فللعسل الكثير من المزايا العلاجية الجاهزة التي تحتوي عليها الأزهار والنباتات الطبية الموجودة على الكرة الأرضية ، وقد ذكر العلماء لا سيما في هذا العصر خصائص عديدة له تشمل الجانب العلاجي وجانب الوقاية من الأمراض أيضاً.
فللعسل تأثيرات مذهلة في علاج الكثير من الأمراض وهذا يعود إلى الفيتامينات والمواد الأساسية التي يحتويها ، حيث يمكن القول : (إنَّ العسلَ يخدم الإنسان علاجياً وصحيّاً وجمالياً).
وفي نهاية الآية أشار إلى الجوانب الثلاثة الآنفة (بناء خلية النحل ، طريقة جمع رحيق الأزهار وصناعة العسل ، وخصائصه العلاجية) فيقول : {إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
وعليه ففي كل مراحل حياة النحل ، واستخراج محصول هذه الحشرة الذكية والمثابرة ، تظهر للعيان آيةٌ بل آياتٌ لعلمِ وقدرة الخالق جلَّ وعلا الذي ابتدعَ مثل هذه الظواهر المذهلة.
توضيحات
1- حضارة النَّحل العجيبة !
مع اتساع علم الحيوان وعلم الاحياء والدراسات المستفيضة للعلماء تم اكتشاف مسائل عجيبة وحديثة عن حياة هذه الحشرة الصغيرة أذهلت الإنسان بشدة ، ولا يُصدَّق أبداً بأنْ يسودَ حياة النحل مثل هذا النظام والتدبير والتخطيط بلا أيِّ احساسٍ طبيعيٍّ.
يقول أحد العلماء المختصين بعلم الاحياء ويدعى «مترلينغ» الذي كانت له دراسات كثيرة على مدى سنوات طويلة حول حياة النحل ، والنظام العجيب الذي يحكم ممالكها يقول : «إنَّ الملكة في مدينة النحل ليست هي الزعيم كما نتصورها ، بل هي كسائر أفراد هذه المدينة تخضع لسلسلةٍ من القوانين والأنظمة العامة أيضاً».
ثم يضيف : «نحن لا نعرف مصدر هذه القوانين وبأيّة طريقةٍ توضعُ ، ونحن ننتظر اليوم الذي نتوصل فيه إلى معرفة واضع هذه المقررات ، إلّا أننا نطلقُ عليه حالياً اسم «روح الخليّة» ، ولا ندري أين تكمنُ «روح الخليّة» وفي أيٍّ من سكان الخلية حلَّت ، إلّا أننا نعرف أنَّ الملكةَ كالآخرين تطيعُ روح الخلية أيضاً»!.
«إنّ روحَ الخليّةِ لا تشبه غريزة الطيور ، ولا تعمل بآليةٍ وإرادةٍ عمياء ، فهي تشخصُ تكليفَ كلِّ واحدٍ من سكان هذه المدينة العملاقة حسب قابليته وتعطي لكلٍّ منها واجباً ، فقد تأمُر مجموعةً ببناء البيت ، وأحياناً تُصدر أمرَ الرحيل والهجرة»
«والخلاصة إننا لا نستطيع إدراك أنَّ قوانين مملكة النحل التي توضع من قبل روح الخليّة هل ستطرح في «مجلس شورى» ويُصادقُ عليها ويتخذُ القرار بتنفيذها ؟ ، ومَنْ الذي يُصدرُ أمرَ الحركةِ في اليوم المحدَّد»؟! «8»
إلّا أنَّ القرآن الكريم أعطى جواباً لجميع هذه التساؤلات بتعبيرٍ جميلٍ ودقيقٍ جدّاً إذ يقول : «وَأَوْحى رَبُّكَ الَى النَّحْلِ»!
وهو نفس التعبير الذي ذكرَهُ بخصوص الأنبياء (عليهم السلام) ، صحيحٌ أنَّ هذا الوحي يختلف عن ذلك الوحي كثيراً ، إلّا أنّ تناسقَ التعبير دليلٌ على أهميّة العلم الذي أودعه اللَّه لدى النَّحل ، كي يدعو مفكّري العالم إلى دراسة أوضاعها.
فمن المسلَّم به أنَّ بناء خلية النحل يجري بالهامٍ الهيٍّ ، لأنَّها تبني تشكيلات سداسيّة منظمة واسعة من كمية قليلةٍ من الشمع (حيث يمكن استغلال جميع زواياه ويكون مقاوماً أمام الضغط أيضاً) وتتكون بيوتها من طبقتين ، وعندما تبني بيتاً في الجبال أو على الأشجار فهي تقتصر على هاتين الطبقتين إلّا أنّها تضيفُ طبقتين اخريين في الخلايا الاصطناعية وبما يمكن استيعابه منها.
ويتخذ قعر البيت شكلًا هرمياً حيث يتألف من ثلاثة سطوح لوزية الشكل ويغور الرأسُ والأجزاء البارزة بكل طبقةٍ في قعر الطبقة السفلى.
وقد أثبتت التجارب أنّه لو كان سطح الشمع مربع الشكل أو باي شكل آخر وصُبَّ في قوالب اصطناعية ووُضعَ النحل في داخله فسوف لا يرتضي مثل تلك الجدران غير المطابقة للمواصفات ، بل يرفع الجدران إلى الأعلى ويعيدها إلى وضعها الصحيح.
لقد قاسَ أحد العلماء ، قعر بيت النحل ، فكانت زاويته الكبيرة تُقدرَّ ب 9. 1 درجة و28 دقيقة ، ثم طرحت هذه المسألة على مهندسٍ الماني كبيرٍ يُدعى «كنيك» كسؤالٍ عامٍ بأن لو أراد إنسان بناءَ هرمٍ بأقلِ كميةٍ من مواد البناء وبأكبر ظرفية بحيث يتشكل من ثلاثة سطوحٍ لوزية فما مقدار زواياه ؟ .
فقام بحلَّ هذه المسألة المعقدة بالاستعانة بحساب «ديفرانسيل» وكتب في الجواب ، مائة وتسعة درجات وستة وعشرين دقيقة بدونٍ علمٍ منه بأنَّ هذا يرتبط ببيت النَّحل ومتفاوت معه بدقيقتين فقط.
ثم تلاهُ مهندسٌ آخر يُدعى «ماغ لورن» فأجرى حساباتٍ دقيقةً وتأكَّدَ بأنَّ تلك الدقيقتين كانتا نتيجة لإهمال المهندس الأول ، والجواب الصحيح كما فى عمل النحل»! «9»
ينقل العالم البلجيكي المعروف «متر لينع» في كتاب «النحل» عن أحد العلماء ويُدعى «رأيت» ما يلي : لدينا ثلاثة طرق علمية فقط في الهندسة لتقسيم الفواصل المنظمة وربطها وتكوين الأشكال الكبيرة والصغيرة ، وهذه الطرق الثلاثة عبارة عن (المثلث القائم الزوايا) و(المربّع) و(المسدَّس) وتستخدم الطريقة الثالثة أي «المسدَّس» في بناء غرف النحل ، وهذا الشكل أكثر ملاءمةً لاستحكام البناء (لأننا لو دققنا قليلًا نجد أنَّ الشكل السداسي يشبه الأقواس من جميع الجهات حيث يمتلك الحد الأقصى لمقاومة الضغط ، بينما تتضرر المثلثات والمربعات أمام الضغط كثيراً).
بالإضافة إلى أنَّ جسمَ النحل اسطواني الشكل تقريباً ويتلاءم كثيراً مع الخروج والدخول في مثل هذه البيوت.
على أيّةِ حالٍ ، كلَّما تحققّنا بخصوص ما أشار إليه القرآن الكريم في مسألة بناء بيت النّحل نحصل على مسائل عجيبةٍ جديدة ، تجعلنا نعظم خالق ومبدع ومرّبي هذه الحشرة العجيبة.
2- جمع رحيق الأزهار وصناعة العسل
الأمر الثاني الذي استند إليه القرآن هو جمع العسل من رحيق الأزهار ، وهو من المسائل المدهشة والمحيّرة حقاً.
يقول بعض العلماء : يجب أن تسافر 50 الف نحلة من أجل إعداد كيلو غرام واحد من العسل !.
وتؤكد حسابات العلماء أيضاً أنّه من أجل اعداد كيلو غرام واحد من الرحيق يجب أن يَمتصَ النحل سبعة آلاف وخمسمائة زهرةٍ كمعدلٍ ويستخرج رحيقها (وطبقاً لهذه المعادلة يجب امتصاص 5 ، 7 مليون زهرةٍ لإعداد كيلو غرام واحد من العسل!) «10».
ولابدّ أن نعلمَ أيضاً أنَّ النَّحلَ يسافر يومياً حوالي 17- 24 مرّة من أجل جمع رحيق الأزهار.
ولا عجب أن نعلم أنّ النَحْلَ لم يَذق طعمَ الراحةِ طول عمره ، وأنّه لا يرى النومَ أبداً ، فهو يقظٌ طول عمره! «11».
ومن أجل أن ندرك العَمَلَ المرهق لهذه الحشرة الكادحة يجب أن نقول انَّهُ يتعين على النحل أن يسافر 80 ألف مرّة ذهاباً واياباً على الاقل من أجل كل اربعمائة غرام من العسل الذي يَحصل عليه ، ولو ربطنا هذا الذهاب والاياب معاً وقدَّرنا مسافةَ كلِّ مرةٍ (كمعدل) بكيلو مترٍ واحدٍ ، ستكون المسافة التي يقطعها النحل من أجل الحصول على اربعمائة غرام من العسل تعادل ضعفَ محيط الكرة الأرضية ، أي أنَّ هذه الحشرة الكادحة تقطع مسافة ما يعادل ضعف محيط الكرة الأرضية من أجل جمع شرابٍ يُصنعُ من اربعمائة غرام من العسل! «12».
ومن الضروري الانتباه إلى هذه النكتة وهي أنَّ معظمَ الأزهار لا تمتلك الرحيق باستمرار كي يستطيع النحل امتصاصه ، بل إنّها تقدّمُ رحيقها مرةً واحدةً في اليوم وفي ساعاتٍ معينةٍ تتبع نوع الزهرة ، فبعض الأزهار تعطي رحيقها صباحاً ، وبعضها ظهراً ، وبعضها الآخر بعد الظهر ، والعجيب أنّ النَّحلَ يعرف هذه البرامج جيداً فيتوجه نحو الأزهار وفقاً لها تماماً فلا يذهب وقته هدراً! «13».
وحريٌ بالإنسان أن يخجلَ عندما يشاهد هذه الأرقام والاعداد في مجال جمع العسل وعدد مرات الطيران وعدد الأزهار المستهلكة من أجل غرامٍ واحدٍ من هذه المادة الغذائية المهمّة ، ولكن لو فكَّر بإمعان في نفس الوقت بعظمة خالقِ هذه الحشرة الكادحة وتَحقَّقَ بعلمه وقدرته لخضع امامه مؤدياً شكر هذه النعمة ، ويُمكن أن يكون كل ذلك مقدمةً لهذه الغاية السامية.
والنكتة الاخيرة التي يجب أن نذكرها ونغلقَ هذا الملف الكبير قبل أن نخرج عن مضمون البحث التفسيري ، هي أنَّ النحل علاوةً على امتصاصه للرحيق فهو مكلَّفٌ بجمع «الحبوب الصفراء» للأزهار المسماة «بولن» ومزجها مع العسل.
ولهذه الحبوب آثار حياتية فائقة ، فهي تحتوي على 21 نوعاً من حامض الامونيك وأنواع الزيوت ، وهورمونات النمو ، والسكَّر ، والانزيمات ، كما تستخدم عصارة الحبوب تلك في معالجة الالتهابات والاورام المزمنة التي تعجز المضادات الحيوية عن علاجها ، كما أنّ لها آثاراً منشطّة أيضاً «14».
وللأرجل الخلفية للنحل نتوءات كأسنان المشط يثير بها غبار الأزهار ، ويصنع منه ذرات كروية ، وهنالك أيضاً إلى جانب تلك النتوءات ما يشبه «السلّة» وآخر يشبه «الملقط» حيث يجمع ذرات غبار الورد هناك ويحفظها ، وحينما يعود إلى الخليَّة يجلب معه بالإضافة إلى رحيق الأزهار كرتين صفراوين كإنتاج لعملهِ اليومي «15».
3- العسل غذاءٌ مفيدٌ ودواءٌ شافٍ
لقد تحدثَ القرآن الكريم في الجزء الثالث من الآيات المذكورة عن مسألة التأثير المهم للعسل في شفاء المرضى بتعبير مختصر وغامض ويتم في هذا العصر كشف النقاب عن أسراره من خلال دراسات المختصين بعلم الغذاء ، إذ يذكر هؤلاء مزايا وآثاراً لا تُحصى للعسلِ تبعث على دهشة الإنسان.
فهم يقولون : إنَّ العسلَ مادةٌ لا تفسد أبداً وتبقى صالحةً لآلاف السنين فيما إذا كان صافياً ، لأنّ اي مكروب لا يمكنه أن يعيش فيه أبداً «16».
وقد عُثرَ في قبور الفراعنةِ على ظروفٍ من العسل تعود إلى آلاف خلت من السنين ، وقد بقي هذا العسل صالحاً وطبيعياً بشكل كامل ، وهذا بحد ذاته دليلٌ على صدق الادعاء أعلاه.
العسل ونظراً لأنّه يُستخرج من رحيق الأزهار المختلفة (ونحن نعلم أنّ كل نوع من الأزهار يحتوي على مواصفات علاجية خاصة) فيمكن أنْ يحمل معه صفات هذه الأزهار.
يقول العلماء : يعتبرُ العسلُ مادةً حيَّةً بسبب احتوائه على الفيتامينات و«الانزيمات» و«حامض الفورميك» فهو يحتوي على الفيتامينات : أ ، ب ، ث ، د ، ك ، آي ، ومواد معدنية كالبوتاسيوم ، والحديد ، والفسفور ، و«الرصاص» و«المنغنيز» و«الالمنيوم» و«النحاس» و«الكبريت» و«الصوديوم» ومواد اخرى متفرقة ، وكذلك يحتوي على مختلف الحوامض «17».
ونحن نعلمُ أنَّ لكلٍّ من هذه المواد الحياتية دوراً اساساً في حياة الإنسان ، ولهذا فانَّ العسلَ يحتوي على المواصفات الآتية :
يؤثر العسل في تركيب الدم.
للعسل أثرٌ جيدٌ في ازالة التعب وتقلص العضلات.
يحدُّ العسل من حدوث الالتهابات في المعدة والامعاء.
ويؤدّي إلى أن يتمتع الوليدُ بجهازٍ عصبيٍّ متينٍ إذا ما تناولته المرأة الحامل.
والعسلُ مفيدٌ لمن لديهم جهاز هضمي ضعيف.
ويعتبر العسلُ مُرَمِّماً قوياً.
ويؤثر في تقوية القلب.
ويولدُ العسلُ طاقةً لا بأس بها لدى المسنّين.
ينفع لعلاج قرحة المعدة والاثني عشري.
ويفيدُ العسلُ لعلاج مرض الربو «ضيق التنفس».
ويعتبر عاملًا مساعداً في علاج الأمراض الرئوية.
ويعتبر دواء لعلاج مرض الروماتيزم ، وضعف نمو العضلات ، والمتاعب العصبية.
ويعدّ العسلُ مفيداً للمصابين بالإسهال نظراً لميزته في قتل الجراثيم.
وتُصنعُ منه ادويةٌ تؤثرُ في نعومةِ وجمال الجلد وازالة الحروق والتجعدات.
ويُصنع من العسل دواءٌ يعالج ورمَ الفم ويُعطرُ التنفس.
ويستثمر العسل أيضاً في معالجة ذبول الجلد ، والتشققات ، والحروق ، والرَّمد ، واللدغات المؤلمة للحيوانات ، وورم العين ، والسعال.
وقد قام بعض العلماء بصناعةِ اقراصٍ من رحيق الأزهار تحتوي على مواصفاتٍ تشبه مواصفات العسل واهم آثارها مضاعفة طاقة الشباب وتنشيط الخلايا ومن ثمّ يؤدّي إلى الراحة وطول العمر «18».
ولهذا فقد عُرِف أنَ «فيثا غورس» كان يوصي طُلّابَه «كلوا العَسَلَ والخبز ما استطعتم» وكان «بقراط» يقول : «لو أردتم عمراً طويلًا فعليكم بالعسل».
إنَّ الآثار المنشّطة والخواص العلاجية والترميمية للعسل أكثر ممّا تمّ بحثه في هذا المختصر ، حتى دوَّنَ بعضُ العلماءِ كُتباً مستقلةً حول الميزات الغذائية والعلاجية للعسل.
وقد جمع القرآن الكريم كل هذه المطالب في جملة : {فِيهِ شَفَاءٌ لِلنّاسِ} بشكل دقيق.
ولا عجب إن كانت لدغة النحل والسم الموجود فيها علاجاً للكثير من الأمراض أيضاً ، كالروماتيزم ، والملاريا ، وتضخم الغدة الدرقية ، وألم الأعصاب ، وبعض أمراض العين ، وغيرها ، ويجب أن يكون التداوي بوخز النحل حسبَ برنامجٍ خاصٍ وبإشراف الطبيب ، فمثلًا في اليوم الأول مرّة واحدة ، وفي الثاني اثنتان ، وحتى اليوم العاشر يستفاد من عشرة زنابير ، وتلك هي المرحلةُ الاولى من العلاج ، وأما في المراحل الثانية فيتخذ العلاج شكلًا آخر ، وإذا تجاوز وخزُ النحل الحدَّ المعينَّ فمن الممكن طبعاً أنْ تتمخض عنه أخطارٌ ، كما أنّ قليلُهُ مضر بالأشخاص الذين لديهم حساسية اتجاهه.
لقد كتبَ بعضُ العلماء مقالةً أو مقالاتٍ بهذا الخصوص ، واختار بعضهم رسالته للدكتوراه تحت عنوان «مستخرجات سمِّ النحل وخواصها العلاجية» «19».
4- خدماتٌ اخرى للنحل أَثمنْ من العسل !
إنَّ حياة النحل مليئةٌ بالعجائب والاحداث ، وما تحدثنا عنه لحد الآن كان جانباً منها ، فقصة بناء الشمع- تلك المادة التي يُشيد منها بيت النحل بشكلٍ كامل- بحد ذاتها قصةٌ مفصَّلة ، والعجيب أنّها لا تستثمر هذا الشمع لبناء البيت فقط ، فقد تقوم بتحنيط اجساد الحشرات المؤذية التي لا تستطيع دفعها إلى الخارج كي تأمنَ شرَّها !.
يقول أحد خبراء النحل : أنّه لفت انتباهه في أحد الأيّام وجود كرة كبيرة نسبياً داخل خلية نحل ، وعندما فتحها وجد فيها جثة جرادةٍ حنَّطها النحل.
وقال بعضهم عن الشمع ، أنّه روح العسل والعسل روح الزهر وهو خفيف ، بحيث إنّ وزن خمسمائة بيت من مدينة النحل لا يتجاوز بضعة غرامات ، ولا شكَّ في صعوبة معرفتنا بكيفية ترشح هذا الشمع بالنسبة للنحل ، غير أننا نعرف جيداً أنَّ للشمع استعمالًا هاماً.
وعملية تلقيح وحمل الأزهار ، من أهم أعمال النحل.
يقول أحد العلماء : «لولا وجود الحشرات ، لخلت سلالُنا من الفاكهة ، لأنَّ الحشرات التي تستفيد من الأزهار يمكن أن تلقحها افضلَ من بقية عوامل نقل حبوب اللقاح ، فعندما تمدُ احدى الحشرات التي تعشقُ الأزهار خرطومَها في الزهرة ، فهي إمّا أنْ تُدخلَ اغلبَهُ ، أو أنْ تُدخلَ جزءاً من جسمها في الزهرة كما يحدث غالباً ، وفي خروجها يتغطى جسمُها بالغبار ذي اللون الأصفر وهو غبار الورد ، فتنقله مباشرة إلى زهرةٍ اخرى- وكما نعلم- أن غبار الأزهار عاملٌ مؤثرٌ فلا تتبدل البذور إلى حبوب ، ولا المبيض إلى ثمار بدونه.
وهذه النكتة جديرةٌ بالاهتمام من الناحية الفلسفية إذ إنَّ الحشرات التي تعشق الأزهار تميل إليها منذ بدء التكوين ... كلٌ منها بموازاة الاخرى ، ينمو ويتكامل ، وقد وصل الحال بها اليوم إلى عدم قدرتها على الحياة منفصلة عن بعضها ... ومن أهم الحشرات التي تعشقُ الأزهار- ولابدّ أنّكم تعرفونها- هي : الفراشة ، والنحل ، والزنبور الذهبي و... لكن النحل أكثرُ استعداداً وتجهيزاً من بين هذه الحشرات لإخراج الغبار والرحيق من الأزهار» «20».
ومن الضروري الانتباه إلى أنّ الأشجار التي تحتوي على الأزهار الذكرية والانثوية صنفان : الأشجار العقيمة غير المثمرة ، والأشجار المثمرة التي لها القدرة على ذلك.
ومن أجل تكون الثمار في الصنف الأول لابد من وجود واسطةٍ للتلقيح ، وهذه الواسطة عبارة عن النحل ، وقد ثَبُتَ أنّ 80 خ من عملية تلقيح الأزهار يجري عن طريق النحل ، ومن أجل المزيد من الاطلاع على دور النحل يجب الانتباه إلى أنّ جميع أنواع التفاح ، والاجاص ، والكرز ، واللوز وأمثالها تعتبر من الأشجار العقيمة!
وقد واجهت المساعي التي بُذلت بصدد إجراء التلقيح بالطرق الكيميائية والميكانيكية والاصطناعية فشلًا ذريعاً ، ومن هنا يتضح دور النحل «21».
ويضيف العلماء : «إنَّ النحل يساعدنا بكلفة لا تقل عن مائتي الف درهم في الزراعة مقابل كل الف درهم من العسل والشمع الذي يصنعه لنا»! «22».
ونختم هذا الحديث بجملةٍ عجيبةٍ عن «متر لينغ» استاذ علم البيئة ، بقوله : «لو هلك النحل (سواء الوحشي منه أو الأليف) ، فسيَفنى مائةُ الفِ نوع من النباتات والأزهار والثمار وما يدريك بأنْ لا تزول حضارتنا أصلًا» !! «23».
5- البناء الجسمي للنحل عجيبٌ أيضاً !
إنَّ تركيب النحل ذاته ذو قصةٍ طويلةٍ ومدهشةٍ وعيونها بالذات اكثرُ عجباً إذ يقول العلماء : تتألف عيون النحل من الفين وخمسمائة طبقة صغيرة! تُشكِّل مع بعضها زاوية من 2- 3 درجة ، وهذه العيون قادرةٌ على تعيين موقع الشمس فيما إذا حجبتها الغيوم ، عن طريق الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر فيها.
لغة النحل وتشاورها مع بعضها تعد من الحقائق العلمية التي تم اكتشافها في السنوات الأخيرة أيضاً «24».
إنَّ النحلَ لا يرى الأزهار الملّونة بشكلها ولونها الذي نراه ، بل إنّه يرى بواسطة الاشعة فوق البنفسجية ، وهذا النور يضاعف في جمال الأزهار فيجذبها نحوها «25».
وللأسف فانَّ طبيعة البحث لا تسمح لنا بمزيد من الكلام في هذا المضمار ، ولكن يجب القول بأنّه كلَّما سَمعنا عن هذه الحشرة ونشاطاتها التي أشار إليها القرآن الكريم تتكشفُ لنا أسرارٌ جديدة عن قدرة الإله العظيم خالقِ كلِّ هذه العجائب.
و«مسك الختام» نُيممُ بأسماعنا وقلوبنا صوب كلام الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول في توحيد «المفضّل» :
«انظر إلى النحل واحتشاده في صنعة العسل ، وتهيئة البيوت المسدسة وما ترى في ذلك اجتماعه من دقائق الفطنة فانك إذا تأملت العمل رأيته عجيباً لطيفاً وإذا رأيت المعمول وجدته عظيماً شريفا موقعه من الناس ، وإذا رجعت إلى الفاعل الفيته غبياً جاهلًا بنفسه فضلًا عما سوى ذلك ، ففي هذا أوضح الدلالة على أنّ الصواب والحكمة في هذه الصنعة ليس للنحل بل هي للذي طبعه عليها وسّخره فيها لمصلحة الناس ...» «26».
_____________________
(1) مفردات الراغب.
(2) كما أوردها الراغب في المفردات.
(3) من الممكن أن تكون «ذللًا» حالًا ل «سبل» ، أو ل «النحل» ، ويبدو أنَّ الاحتمال الأول اكثرُ صحةً.
(4) تفسير مجمع البيان ، ج 6 ، ص 372.
(5) وفي تفسير القرطبي ينقل عن ارسطو أنّه صَنَع خليَّةً من الزجاج كي يرى كيفية صناعة العسل غير أنَّ النَّحلَ كان يُعتِّمُ الزجاجة لكي لا ينكشف السر حينما يريد مزاولة عمله (المصدر السابق ليرى).
(6) تربية النحل ، لمحمد مشيري ، ص 113؛ وكتاب نظرة على الطبيعة وأسرارها ، ص 126.
(7) تفسير روح المعاني ، ج 14 ، ص 168.
(8) كتاب النحل ، تأليف مترلينغ ، ص 35 و36 مع الاختصار.
(9) تفسير روح الجنان هامش المرحوم الشعراني ، ج 7 ، ص 123 «مع شيء من الاختصار».
(10) تربية النحل ، ص 112.
(11) المصدر السابق ، ص 115.
(12) عالم الحشرات وفقاً لنقل عجائب الخلق ، ص 143.
(13) الحواس الخفية للحيوانات تأليف فيتوس دروشر ، ص 157 (مع الاختصار).
(14) الجامعة الاولى ، ج 5 ، ص 57 إلى 59 (مع الاختصار).
(15) نظرة على الطبيعة وأسرارها ، ص 127.
(16) مجلة السلامة.
(17) الجامعة الاولى ، ج 5 ، ص 129 (مع شىء من الاختصار).
(18) الجامعة الاولى ، ج 5 ، ص 212- 290 ، نشرة الطب والدواء وكتب اخرى.
(19) المصدر السابق ، ص 174.
(20) نظرة على الطبيعة وأسرارها ، ص 126.
(21) تربية النحل ، ص 233 و234 «مع الاختصار».
(22) اقتباس عن عالم الحشرات.
(23) الجامعة الاولى ، ج 5 ، ص 55.
(24) الحواس الغامضة للحيوانات ، ص 137 و140 و143.
(25) سرُّ خلق الإنسان ، ص 93.
(26) بحار الأنوار ، ج 3 ، ص 108.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|