أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
2126
التاريخ: 2024-05-29
713
التاريخ: 11-10-2014
1856
التاريخ: 2024-09-04
325
|
قال تعالى : {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة : 40] .
فقد جاء الكلام عن الجهاد مؤكّداً بعدّة طرق ، من ضمنها أنّه لا ينبغي أن تتصوروا أنّكم إذا تقاعستم من الجهاد ونصرة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فستذهب دعوته والإِسلام أدرَاج الرياح.
فالآية محل البحث تعقّب على ما سبق لتقول : {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } [التوبة : 40]. (1) وكان ذلك عندما تآمر مشركو مكّة على اغتيال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقتله ، وقد مرّ بيان ذلك في ذيل الآية (30) من سورة الأنفال بالتفصيل ، حيث قرّروا بعد مداولات كثيرة أن يختاروا من كل قبيلة من قبائل العرب رجلا مسلّحاً ويحاصروا دار النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلا ، وأن يهجموا عليه الغداة ويحملوا عليه حملَة رجل واحد فيقطعوه بسيوفهم.
ولكن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اطّلع ـ بأمر الله ـ على هذه المكيدة ، فتهيأ للخروج من (مكّة) والهجرة إلى (المدينة) إلاّ أنّه توجه نحو (غار ثور) الذي يقع جنوب مكّة وفي الجهة المخالفة لجادة المدينة واختبأ فيه ، وكان معه (أبوبكر) في هجرته هذه. وقد سعى الأعداء سعياً حثيثاً للعثور على النّبي ، إلاّ أنّهم عادوا آيسين ، وبعد ثلاثة أيّام من اختباء النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وصاحبه في الغار واطمئنانه من رجوع العدوّ توجه ليلا نحو المدينة (في غير الطريق المطرّق) وبعد بضعة أيّام وصل(صلى الله عليه وآله وسلم)المدينة سالماً ، وبدأت مرحلة جديدة من تأريخ الإِسلام هناك.
فالآية آنفة الذكر تشير إِلى أشدّ اللحظات حرجاً في هذا السَفَر التاريخي ، فتقول : (إِذْ أخرجه الذين كفروا) وبالطبع فإنّهم لم يريدوا إِخراجه بل أرادوا قتله ، لكن لما كانت نتيجة المؤامرة خروج النّبي من مكّة فراراً منهم ، فقد نسبت الآية إِخراجه إِليهم. ثمّ تقول : كان ذلك في حال هو (ثاني اثنين).
وهذا التعبير إِشارة إِلى أنّه لم يكن معه في هذا السفر الشاق إِلاّ رجل واحد ، وهو أبو بكر (إِذ هما في الغار) أي غار ثور ، فاضطرب أبو بكر وحزن فأخذ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يسرّي عنه ، وكما تقول الآية : (إِذ يقول لصاحبه لا تحزن إِنّ الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيّده بجنود لم تروها). ولعل هذه الجنود الغيبيّة هي الملائكة التي حفظت النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في سفره الشاق المخيف ، أو الملائكة التي نصرته في معركتي بدر وحنين وأضرابهما.
{وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 40].
وهي إشارة إلى أنّ مؤامراتهم قد باءت بالخيبة والفشل وحبطت أعمالهم وآراؤهم ، وشعّ نور الله في كل مكان ، وكان الإِنتصار في كل موطن حليف محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولم لا يكون الأمر كذلك (والله عزيز حكيم) ؟
فبعزته وقدرته نصر نبيّه ، وبحكمته أرشده سبل الخير والتوفيق والنجاح.
________________________
1- في هذه الجملة حذف من الناحية الأدبية ، وكانت الجملة في الأصل : إِن لا تنصروه ينصره الله. لأنّ الفعل الماضي الذي يدل (مفهومه) على وقوعه في الماضي أيضاً ، لا يمكن أن يقع جزاءً للشرط إلاّ أن يكون الفعل الماضي بمعنى المضارع!
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|