المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الإيمان.. المنبع الأول للسعادة
5-6-2022
صناعة المواصلات- صناعة المعدات
8/12/2022
عمليات التعرية الجليدية- البرى Alrasion
9/9/2022
Reuleaux Tetrahedron
25-8-2018
سبيل مجاهدة النفس
2024-06-10
وجوب الزكاة في الغلّات والثمار بعد المؤونة
29-11-2015


النبي سدّ الأبواب إلاّ باب الإمام علي (صلوات الله عليهما)  
  
1781   12:06 صباحاً   التاريخ: 2024-02-04
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص10-18
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى أحمد باسناده عن سعد ، قال : " أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي رضي الله عنه "[1].

وروى الترمذي باسناده عن ابن عبّاس : " إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر بسدّ الأبواب إلاّ باب علي "[2].

وروى الحاكم النيسابوري باسناده عن زيد بن أرقم قال : " كانت لنفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أبواب شارعة في المسجد ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً : سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ قال : فتكلّم في ذلك ناس ، فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإني أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي ، فقال فيه قائلكم ، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أُمرت بشيء فاتبعته "[3].

وروى النسائي عن الحرث بن مالك ، قال : " أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص ، فقلت له : هل سمعت لعلّي منقبة ؟ قال : كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المسجد فنودي فينا لسدّه ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : فخرجنا ، فلما أصبح أتاه عمّه ، فقال : يا رسول الله ، أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام ، إن الله هو أمر به "[4].

وباسناده عن ابن عبّاس : " وسدّ أبواب المسجد غير باب علي رضي الله عنه ، وكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره "[5].

وروى الحمويني باسناده عن بريدة الأسلمي ، قال : " أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بسدّ الأبواب ، فشق ذلك على أصحابه ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا : الصلاة جامعة ، حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر وخطبهم ، فلم يسمع لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تحميد وتعظيم في خطبة مثل يومئذ فقال : يا أيّها الناس ، ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ، بل الله عزّ وجل سدّها ، ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )[6] فقال رجل : دع لي كوة تكون في المسجد ، فأبى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وترك باب علي مفتوحاً ، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب " .

وروى ابن المغازلي باسناده عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : " لما قدم أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المدينة لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها ، فكانوا يبيتون في المسجد ، فقال لهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا ، ثم إن القوم بنوا بيوتاً حول المسجد ، وجعلوا أبوابها إلى المسجد ، وإنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال : إن رسول الله يأمرك أن تخرج من المسجد ، فقال : سمعاً وطاعة ، فسدّ بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى عمر ، فقال : إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يأمرك أن تسدّ بابك الذي في المسجد وتخرج منه ، فقال : سمعاً وطاعة لله ولرسوله ، غير أني أرغب إلى الله في خوخة في المسجد فأبلغه معاذ ما قال عمر ، ثم أرسل إلى عثمان وعنده رقية فقال : سمعاً وطاعة ، فسدّ بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى حمزة فسدّ بابه وقال : سمعاً وطاعة لله ولرسوله ، وعلي على ذلك يتردد ، لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج ، وقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : اسكن طاهراً مطهراً ، فبلغ حمزة قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي ، فقال : يا محمّد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب ؟ فقال له نبي الله : لا . لو كان الأمر لي ما جعلت من دونكم من أحد ، والله ما أعطاه إياه إلا الله ، وإنك لعلى خير من الله ورسوله ، أبشر ! فبشّره النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقتل يوم أحد شهيداً ، ونفس ذلك رجال على علي فوجدوا في أنفسهم وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقام خطيباً فقال : إن رجالا يجدون في أنفسهم في أني أسكنت علياً في المسجد ، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته ، إن الله عزّوجل أوحى إلى موسى وأخيه ( أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ )[7] وأمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلا هارون وذريته ، وإنّ علياً مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي ، ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته ، فمن ساءه فها هنا ، وأومأ بيده نحو الشام "[8].

وروى ابن المغازلي باسناده عن نافع مولى ابن عمر قال : قلت لابن عمر : " من خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : ما أنت وذاك لا أم لك ، ثم قال : استغفر الله ! خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحل له ويحرم عليه ما كان يحرم عليه ، قلت : من هو ؟ قال : علي سدّ أبواب المسجد وترك باب علي ، وقال له : لك في هذا المسجد ما لي وعليك فيه ما علي ، وأنت وارثي ووصيي تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنتي ، كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني "[9].

وروى الهيثمي عن جابر بن سمرة قال : " أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسد الأبواب كلها غير باب علي رضي الله عنه فقال العبّاس : يا رسول الله ، قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج ، قال : ما أمرت بشيء من ذلك فسدها كلها غير باب علي ، قال : وربما قال : مرّ وهو جنب "[10].

وروى ابن حجر باسناده عن أبي إسحاق : " سألت ابن عمر عن عثمان وعلي ، فقال : تسأل عن علي فقد رأيت مكانه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه سد أبواب المسجد إلا باب علي "[11].

وروى المتقي باسناده عن ابن عبّاس : " ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ، ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه ، انما أنا عبد مأمور ، ما أمرت به فعلت ، إن اتبع إلا ما يوحى إلي "[12].

وروى الهيثمي عن ابن عبّاس ، قال : " لما اخرج أهل المسجد وترك علياً قال النّاس في ذلك فبلغ النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه انما أنا عبدٌ مأمور ، ما أمرت به فعلت إن اتبع إلاّ ما يوحى إلي "[13].

وروى عن علي بن أبي طالب قال : " أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيدي فقال : إن موسى سأل ربه إن يطهّر مسجده بهارون ، وإني سألت ربي أن يطهّر مسجدي بك وبذريتك ، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك فاسترجع ثم قال سمع وطاعة ، فسد بابه ثم أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ، ولكن الله فتح باب علي وسدّ أبوابكم " .

وعن علي قال " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم ، فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة ، فقلت : يا رسول الله ، قد فعلوا إلا حمزة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : قل لحمزة فليحوّل بابه ، فقلت : إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يأمرك إن تحول بابك فحوّله فرجعت اليه وهو قائم يصلي ، فقال : إرجع إلى بيتك "[14].

قال البدخشي : " أخرج النسائي من طريق العلاء بن عوار ، قال : قلت لابن عمر أخبرني عن علي وعثمان ، فذكر الحديث وقال فيه : وأما علي فلا تسأل عنه احداً وانظر إلى منزلته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قد سدّ أبوابنا في المسجد وأقرّ بابه "[15].

قال : " والمعنى إن باب علي كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته باب غيره ، فلذلك لم يأمر بسده ، ويؤيد ذلك ما أخرجه إسماعيل القاضي في ( احكام القرآن ) من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يأذن لأحد أن يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب ، لأن بيته كان في المسجد "[16].

وقال السيد شهاب الدين أحمد : " روي إن بعض الصحابة رضي الله عنهم قال لرسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلم : يا رسول الله دع لي كوة حتى انظر إليك منها حين تغدو وحين تروح ، فقال رسول الله : لا والله ولا مثل ثقبا لأبرة "[17].

وروى الكنجي باسناده عن محمّد بن علي : " انه سمع جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : سدوا الأبواب كلها إلا باب علي ابن أبي طالب وأومأ بيده إلى باب علي "[18].

وروى باسناده عن ابن عبّاس : " إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر بسد الأبواب إلا باب علي بن أبي طالب :

قلت : هذا حديث حسن عال ، وإنما أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بسد الأبواب ، وذلك لأن أبواب مساكنهم كانت شارعة إلى المسجد ، فنهى الله تعالى عن دخول المساجد مع وجود الحيض والجنابة ، فعم النبي بالنهي عن الدخول في المسجد والمكث فيه للجنب والحائض ، وخص علياً بالإباحة في هذا الموضع وما ذاك دليل على إباحة المكروه له ، وإنما خص بذلك لعلم المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم بأنه يتحرى من النجاسة هو وزوجته فاطمة وأولاده صلوات الله عليهم ، وقد نطق القرآن بتطهيرهم في قوله عزّوجل[19] ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )[20].

وروى السمهودي عن عبد الله بن مسلم الهلالي عن أبيه عن أخيه ، قال : " لما أمر بسد أبوابهم التي في المسجد خرج حمزة بن عبد المطلب يجر قطيفة له حمراء وعيناه تذرفان يبكي يقول : يا رسول الله أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمك ؟ فقال : ما أنا أخرجتك ولا أسكنته ولكن الله أسكنه "[21].

وقال : " أسند ابن زبالة ويحيى من طريقه عن رجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : بينما الناس جلوس في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ خرج مناد فنادى : أيّها الناس ، سدوا أبوابكم ، فتحسحس الناس لذلك ولم يقم أحد ، ثم خرج الثانية ، فقال : أيّها الناس سدوا أبوابكم فلم يقم أحد ، فقال الناس : ما أراد بهذا ؟ فخرج فقال : أيّها الناس سدوا أبوابكم قبل أن ينزل العذاب ، فخرج الناس مبادرين وخرج حمزة بن عبد المطلب يجر كساءه حين نادى سدوا أبوابكم قال : ولكل رجل منهم باب إلى المسجد ، أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم ، قال : وجاء علي حتى قام على رأس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : ما يقيمك ؟ إرجع إلى رحلك ، ولم يأمر بالسد ، فقالوا : سد أبوابنا وترك باب علي وهو أحدثنا ، فقال بعضهم : تركه لقرابته ، فقالوا : حمزة أقرب منه وأخوه من الرضاعة وعمه ، وقال بعضهم : تركه من أجل ابنته ، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فخرج إليهم بعد ثالثة فحمد الله وأثنى عليه محمراً وجهه - وكان إذا غضب أحمر عرق في وجهه - ثم قال : أما بعد ذلكم ، فان الله أوحى إلى موسى أن اتخذ مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا هو وهارون وأبناء هارون شبراً وشبيراً ، وإنّ الله أوحى إليّ أن اتخذ مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا أنا وعلي وأبناء علي حسن وحسين ، وقد قدمت المدينة ، واتخذت بها مسجداً ، وما أردت التحول اليه حتى أمرت ، وما اعلم إلا ما علّمت ، وما اصنع إلا ما أمرت ، فخرجت على ناقتي فلقيني الأنصار يقولون : يا رسول الله أنزل علينا ، فقلت : خلوا الناقة فإنها مأمورة حتى نزلت حيث بركت ، والله ما أنا سددت الأبواب وما أنا فتحتها ، وما أنا أسكنت علياً ولكن الله أسكنه "[22].

دلالة الحديث

يعتبر حديث سدّ الأبواب من أحسن الأدلة على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مباشرةً ، وذلك لورود هذا الحديث بأسانيد صحيحة عند أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وغيرهم ، ولا مجال للمناقشة في سنده بعد ذلك وبعد اعتراف غير واحد من الأئمة بصحّته . . .

ولوضوح دلالته على أفضلية أمير المؤمنين من غيره من وجوه :

أمّا أوّلاً : فلأنّ سدّ أبواب غيره وإبقاء بابه مفتوحاً كان بأمر من الله عزّ وجل ، ولولا دلالته على الأفضلية لما وقع الاعتراض ممّن اعترض ، ولما اضطرّ رسول الله لأن يحلف قائلاً : " والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتّبعته " أخرجه جماعة وقال الحاكم : " هذا حديثٌ صحيح الإسناد " بل في بعض الألفاظ نسبة السدّ إلى الله قال : " ولكنّ الله سدّها " .

وأمّا ثانياً : فلأنّه يدل على المساواة بينه وبين النبي صلّى الله عليه وآله في بعض الأحكام الشرعيّة ، وهذا من خصائصه الدالّة على أفضليته ، قال رسول الله له : " لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك " أخرجه الترمذي .

وأمّا ثالثاً : فلأنّه يدلُّ على المساواة بينه وبين هارون ، وأيضاً : المساواة بين ولده وولد هارون ، وهذا يقضى أفضليته من سائر أصحاب رسول الله مطلقاً .

وأمّا رابعاً : فلأنّ بعض أصحاب النبي تمنّى أن تكون هذه المنزلة له ، كعبد الله ابن عمر ، الذي روى عنه ذلك أحمد بن حنبل بسند معتبر .

وأمّا خامساً : فلأن بعضهم استدل به على أفضليته عليه السلام ، قال ابن عمر : " أمّا علي ، فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزلته من رسول الله ، قد سدّ أبوابنا في المسجد وأقر بابه " أخرجه النسائي بسند صحيح .

وإن شئت تفصيل الكلام فيه والتحقيق حول حديث خوخة أبي بكر فارجع إلى كتاب ( الرسائل العشر - الرسالة السابعة ) للسيد علي الحسيني الميلاني .

 

[1] مسند أحمد ج 1 ص 175 ، ورواه ابن عسكر ج 1 ص 262 .

[2] سنن الترمذي ج 5 ص 305 ، ورواه ابن المغازلي في المناقب ص 260 الحديث 308 وابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 258 ، والوصابي في أسنى المطالب الباب الثالث عشر ص 78 ومطالب السؤل ص 44 .

[3] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 125 ، ورواه أحمد في الفضائل ج 1 حديث 107 والنسائي في الخصائص 13 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 114 ، والخوارزمي في المناقب ص 235 وابن عساكر عنه وعن البراء بن عازب ج 1 ص 257 وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 41 وأحمد في المسند ج 4 ص 369 والكنجي في كفاية الطالب ص 203 ، وابن حجر في الصواعق : 74 ، والوصابي الباب 13 ص 78 .

[4] خصائص أمير المؤمنين ص 13 .

[5] الخصائص ص 9 و 13 و 14 .

[6] سورة النجم : 1 - 4 .

[7] سورة يونس : 87 .

[8] المناقب ص 254 ، الحديث 203 .

[9] المصدر ص 261 ، الحديث 309 .

[10] مجمع الزوائد ج 9 ص 115 ، ورواه البدخشي في مفتاح النجا ، ص 55 .

[11] لسان الميزان ج 4 ص 165 .

[12] كنز العمال ج 11 ص 600 طبع حلب .

[13] مجمع الزوائد ج 9 ص 115 .

[14] المصدر ج 9 ص 114 ، ورواه الوصابي في أسنى المطالب الباب الثالث عشر ص 79 رقم 19 .

[15] نزل الأبرار ص 35 .

[16] المصدر ص 37 .

[17] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 480 .

[18] كفاية الطالب ص 201 .

[19] كفاية الطالب ص 202 .

[20] سورة الأحزاب : 33 .

[21] وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج 2 ص 477 .

[22] وفاء الوفاء باخبار المصطفى ج 2 ص 478 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.