المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

التنازل عن العقد
2023-05-18
هل حقق الخليل أهداف الإمامة ؟
29-09-2015
لا تظلم أعز الأفراد إليك ولا تعاديه
9-7-2017
السوق Market
2024-10-21
خطاب الامام الحسن في مسجد الكوفة
7-03-2015
معاهدة ارضروم الثانية 1847.
2023-06-27


السفر والسياحة  
  
1448   01:57 صباحاً   التاريخ: 2023-10-12
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص387ــ389
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 2413
التاريخ: 18-4-2016 3147
التاريخ: 26-7-2016 2384
التاريخ: 2023-12-20 1212

إن من أنواع الترفيه المريح الذي يبعث على نشاط الإنسان وحيويته ويترك آثاراً إيجابية على تحسين وضعه النفسي وصحته الجسمية ، هو السفر. والسفر من وجهة نظر الإسلام واحد من أنواع الترفيه التي تعود على الإنسان باللذة والإستمتاع، وقد أكدت الأحاديث الشريفة والروايات على أهمية السفر، شرط أن لا يكون بهدف الإتيان بمعصية أو القيام بما هو غير مباح لكسب اللذات.

في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): يا على لا ينبغي للرجل العاقل أن يكون ظاعناً إلا في ثلاث ، مرمة لمعاش أو تزود لمعاد أو لذة في غير محرم(1).

ثمة ثلاثة أنواع من السفر في هذا الحديث الشريف، النوعان الأول والثاني لا يدخلان في صلب بحثنا لأنهما ليسا سفر سياحة وترفيه ، فالنوع الأول يقوم به الإنسان لكسب معاش وتأمين لقمة العيش، وهو في الحقيقة سفر لأداء الواجب ضمن ساعات العمل ، والنوع الثاني يقوم به الإنسان لأداء واجب ديني أو تكليف معنوي ، وهو ليس للراحة والإستجمام ، أما النوع الثالث فهو للترفيه عن النفس ، وهذا النوع من السفر يقوم به الإنسان في أوقات فراغه للإستجمام وإصابة المباح من اللذات . 

السفر والسلامة :

إن أول أثر مفيد يتركه السفر على الإنسان ويضفي جواً ملائماً على حياته ، هو سلامة الجسم واكتساب الحيوية والنشاط. فالذين يسافرون في أيام عطلهم لإزالة تعب أشهر من العمل المستمر وتجديد القوى ، إنما يساهمون في استعادة سلامتهم وقواهم إلى جانب ترفيههم واستجمامهم.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : سافروا تصحوا(2).

كانت مسألة تغيير الماء والهواء - أي السفر- سائدة ومتبعة بشكل طبيعي في العصور الماضية ، وكان يتم عن هذا الطريق معالجة المرضى المصابين بأمراض مزمنة لا علاج لها، واليوم أيضاً يعتبر السفر جزءاً من البرامج الضرورية في حياة الناس، وواحداً من أهم عوامل السلامة. وبشكل عام فقد ثبت طبياً أن رتابة الحياة والعمل والغذاء تضر بالإنسان وتتلف أعضاءه بصورة أسرع ، ومن هنا ينبغي أن تصبح مسألة تغيير الحياة وتنوعها جزءاً من البرامج الصحية».

«سافروا وحاولوا أن تتجولوا مشياً على الأقدام واعلموا أن السير يعتبر جزءاً من أفضل أنواع الرياضة ، فسيروا عدة ساعات يومياً على الأقل ، لينشط جريان الدم في أجسامكم وتقوم الغدد الإفرازية وسائر أعضائكم بأداء واجباتها على أفضل وجه، فتلفظ اجسامكم السموم وتستعيدون حيويتكم ونشاطكم ، وتهدأ أعصابكم ، وتغطون في نوم عميق دون الحاجة إلى أقراص منومة . فسفرة مريحة واحدة تترك عليكم أثراً أقوى من مئات الزجاجات من الأقراص والشراب المسكن والمقويات والحقن»(3).

السفر واكتساب المعلومات:

ثمة أثر مفيد ثان للسفر هو تعزيز قدرة الإدراك واكتساب المزيد من المعلومات وتقوية الشخصية. فالإنسان الذي يسافر في عطلته بهدف السياحة والإستجمام ، ويجول في المدن والبلدان ، يجد أمامه فرصة مناسبة للتعرف على مختلف الأوضاع الطبيعية والاجتماعية في تلك البلدان ويلمس عن كثب ما بلغته من رقي وحضارة او تراجع وتخلف ، ويشاهد تطور الحالة العمرانية أو تأخرها فيها ، ويتعرف على شعوب مختلفة بعادات وتقاليد متفاوتة تستأثر باهتمامه وتشغل عليه تفكيره ، ويحاول الإستفادة منها علمياً وعملياً لرفع قيمته الشخصية.

قال النبي (صلى الله عليه وآله) : سافروا فإنكم إن لم تغنموا مالاً أفدتم عقلا(4).

فوائد السفر:

وفي ديوان نسب إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

تغرب عن الأوطان في طلب العلى          فسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تـفـرج هـم واكـتـسـاب مـعـيـشـة              وعلم وآداب وصخبة ماجد(5).

وبخلاصة فإن السفر يعتبر من أنواع الترفيه السليم والحيوي ، وبمقدور الشباب أن يستفيدوا من التسهيلات التي وفرتها الصناعات الآلية في مجال المواصلات ، ويسافروا في إجازاتهم السنوية ليستمتعوا بفوائد هذا النوع من الترفيه.

_____________________

(1) وسائل الشيعة 3 ، ص 177.

(2) مستدرك الوسائل2، ص22.

(3) مجلة سلامة الجسم، العدد 6 ، السنة 22 .

(4) مكارم الأخلاق، ص124.

(5) مستدرك الوسائل2، ص22. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.