المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

طاليس
13-11-2015
الرايات السود من المشرق ( الخراساني )
2023-08-13
الادارة بواسطة الأهداف
24-4-2016
سلالات الزبدية (الافوكادو) وأصنافها
2023-03-15
العزم ــ بحث روائي
3/11/2022
تاثير التجويف الحلقي
2024-07-17


التمتع السليم بساعات الفراغ  
  
1202   09:00 صباحاً   التاريخ: 2023-12-20
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 79 ــ 81
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016 2091
التاريخ: 15-4-2017 2354
التاريخ: 2023-08-24 1323
التاريخ: 9-7-2019 1638

ـ الحاجة إلى التمتع السليم:

يعتبر التسلي والتمتع من المواضيع الحياتية الهامة وطلبه امر طبيعي فطري يجب ان يشبع في كل مراحل العمر، واشباعه يشكل مصدر لذة ونشاط للناس.

فمهما كثرت الفعاليات الإجتماعية والمساعي الدراسية والصناعية إشتد الاحساس بالحاجة إلى المتعة والترويح عن النفس ذلك لان الأعصاب تبتلى بالونى والتعب في حين يوجب الترويح عن النفس ان يكتسب الإنسان طاقة ونشاطاً جديدين ومن ثم استعداداً أكبر للعمل والسعي.

ولا ريب في ان اهمال هذه المسألة الحياتية المهمة يجر إلى أخطار كثيرة إذ لو لم يوفر للناس القدر الكافي من وسائل الترويح والتمتع السليم فان أكثرهم سوف يستغلون اسم الترويح لينشغلو بعمليات تحطم شخصيتهم وينجروا بالتالي إلى طرق شريرة كشرب الخمر وتعاطي المواد المخدرة وغيرها.

الترويح في نظر الإسلام:

ولما كان الإسلام يسد كل الجوعات والاحتياجات الروحية والجسمية للإنسان فقد كانت له تعليمات حية في هذا المجال.

يقول الإمام الرضا: (اجعلوا لأنفسكم حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال، وما لم يثلم المروءة ولا سرف فيه واستعينوا بذلك على أمور الدنيا) (1) إن غريزة الحاجة إلى الترويح والتمتع ـ مثلها مثل باقي الغرائز- إذا تركت حرة دون أي تنظيم فهي بلا شك ستجر أضراراً لا تحمد عقباها ولذا نجد الإمام (عليه السلام) يذكر شروط الالتذاذ بالدنيا كعدم التنافي مع الشخصية الإنسانية وعدم الإسراف لكي يعرف الناس انماط التمتع الصحيحة من الأنماط المنحرفة فلا يسلكون الطرق المعوجة.

وهذا أمير المؤمنين (عليه السلام) يرى التمتع بالطيبات جزءاً من الواجبات اليومية للناس المؤمنين فيقول: (للمؤمن ثلاث ساعات: فساعة يناجي فيها ربه وساعة يروم معاشه وساعة يخلي بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل) (2).

التمتع السليم والمنحرف:

قلنا إن الترويح عن النفس يعد من الإحتياجات الطبيعية للإنسان، ولكن يجب اشباع هذا الاحتياج عن طريقه الصحيح ولذا يجب قبل كل شيء أن نشخص التمتع السليم المفيد وغيره عن التمتع المنحرف السيء لكي لا نخسر لحظات الفراغ والتمتع فنصرفها في مجال السير نحو الشقاء وتحطيم الشخصية الإنسانية.

وفي الحقيقة فإن التمتع يجب ان يكون وسيلة لتربية القوى الجسمية والروحية، وموجباً للنشاط الروحي وعاملاً على المنع من الفحشاء والمنكر. فكل تمتع لا يمتلك هذه الخواص بل يوجب التعقيدات الروحية ويروج الفحشاء والجنايات هو تمتع سيء يجب اجتنابه ومحاربته.

ان التمتع ليس مجرد تسلية وقضاء للوقت بل هو عامل على تأمين السلامة الجسمية والروحية الفردية منها والإجتماعية، ومتى ما فقد هذا الجانب لم يصح لنا ان نسمي ذلك تمتعاً وترويحاً عن النفس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، الطبعة الجديدة، ج 78، ص 346.

2ـ نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 382. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.