أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014
1717
التاريخ: 11-7-2016
1741
التاريخ: 5-11-2014
2458
التاريخ: 2023-09-30
1320
|
«ولم يكتف هذا الباحث في اثباته أنّه لا يوجد معلومة في القرآن تناقض العلوم الحديثة بل ذهب إلى أبعد من ذلك فشرع يبحث هل توجد في القرآن الكريم نظريات علمية لم تكتشف إلا بعد نزول القرآن الكريم».
إنَّ قضية الاعجاز العلمي في القرآن الكريم حقيقة علمية ثبتت بالدليل والبرهان، ولم يقتصر تناول هذه المسألة على الباحثين المعاصرين من المسلمين بل إنّ بعضاً من الذين بحثوا في هذا المجال من علماء الغرب قد تناول هذه القضية.
خذ مثلاً على ذلك العالم الفرنسي موريس بوكاي صاحب كتاب «دارسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة» وقد استغرق في بحثه هذا عشر سنوات، بحث أثناء تلك الفترة عن معلومة واحدة ذكرت في القرآن وتتناقض مع المعارف العلمية الحديثة فلم يجد ولا مسألة واحدة من المسائل العلمية في مختلف جوانب العلوم تناقض النظريات العلمية الحديثة، فوجد كثيراً من الحقائق العلمية تعرّض لذكرها القرآن الكريم ولم تكتشف إلاّ مؤخراً.
ثم عقد هذا الكاتب في بحثه مقارنة بين التوراة والإنجيل والقرآن في هذا المجال فاستعرض بعض ما ورد من القضايا العلمية التي تعرضت لهذه الكتب الثلاثة، فوجد أنّ في التوراة والإنجيل «طبعاً المعاصرين» بعض القضايا العلمية غير متفقة مع الحقائق العلمية المعاصرة.
إنّ القرآن الكريم يحمل شهادة صدقه وأنّه من الله سبحانه وتعالى في ثنايا آياته الكريمة، وقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة في قولـه تعالى:
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ...}([1])
ثم يتبع ذلك بآية اُخرى وهي قولـه تعالى:
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ...}([2])
ثم يشدّد النكير على الذين يفترون على الله، أو يكذبون بآياته فيقول تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}([3])
إذن فشهادة الله الكبرى مذكورة في هذا القرآن، فأين هذه الشهادة؟ وكيف يشهد الله تعالى على صدق القرآن وأنّه منه تعالى؟ هذه الحقيقة وهذه الشهادة تبرز في القرآن بعدة أُمور منها اعجازه البلاغي ونظمه وبيانه والتي تحدّى بها فطاحل البلغاء والفصحاء وقت نزوله ولا زال يتحدى، ومنها إخباره بالمغيبات التي تحققت مثل قولـه تعالى:
{غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}([4])
هذه الآيات الكريمة تتحدث عن حدث سوف يقع في أقل من تسع سنوات، ووقتها خروج الروم من الحرب مع الفرس منهزمين هزيمة عسكرية ساحقة، فكيف يتوقع لمثل هؤلاء الانتصار ويرافق يوم انتصارهم انتصار المؤمنين وفرحهم بنصر الله، وإنّ هذا الأمر وعد من الله تعالى، لا بدّ أن يتحقق، ويتوقف على هذا الأمر تصديق الرسول والرسالة أو تكذيبها.
حين غلبت فارس الروم فرح المشركون وحزن المسلمون لأنّ النصارى أقرب إلى المسلمين من المجوس، وقد أخبر الله رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهذا الإخبار المغيّب وهذا المغيب يخبر عن حدوث أمرين كل منهما مستبعد الحصول وفقاً للمقاييس العسكرية والسياسية فالروم دولة ضعيفة جداً بلغت من الضعف أنّها غزيت في عقر دارها وهزمت، وغلب سابور ملك الفرس على بلاد الشام وما جاورها من بلاد الجزيرة، وحاصر هرقل بعد أن ألجأه إلى القسطنطينية.
ففي مثل هذه الأحوال النصر لمثل هذه الدولة مستبعد، ثم إنّ القرآن الكريم لم يكتف بهذا الوعد بل عزَّزه بوعد آخر وهو أنّه يوم انتصار الروم على الفرس يتم انتصار المؤمنين على المشركين، وكان المسلمون وقت نزول هذه الآيات في مكة المكرمة قوماً مضطهدين وانتصارهم على جبروت قريش وطواغيتها أمر مستبعد في الفكر العسكري والسياسي، ومع كل ذلك تحقق وعد الله، وانتصر الروم على الفرس في نفس اليوم الذي انتصر فيه المسلمون على المشركين في غزوة بدر الكبرى فقد أخرج أصحاب الصحاح عن أبي سعيد قال: «لمّا كان يوم بدر ظهرت الروم على الفرس».
وفي هذا الصدد يقول المؤرخ إداورد جيبون في كتابه «تاريخ سقوط واندحار الامبراطورية الرومانية»:
«في ذلك الوقت حين تبنأ القرآن بهذه النبوءة لم تكن آية نبوءة يظن أنّها أبعد وقوعاً منها لأنّ السنين الاثنتي عشرة الاُولى من حكومة هرقل كانت تؤذن بانتهاء الامبراطورية الرومانية» وبهذه المناسبة أقول: أرجو من اخواني السياسين المسلمين الذين يشعرون باستبعاد النصر حينما ينظرون إلى طاقاتهم المادية، فيرمون ثقلهم في المناورات السياسية مع أعداء الإسلام حرصاً منهم على النصر القريب وتضحية منهم لينتصر الإسلام، أرجو منهم أن يتدبروا في هذه المعجزة العظيمة وأن يستذكروا قولـه تعالى:
{... وَمَا النَّصْرُ إِلاّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ...}([5])
وقوله تعالى:
{... إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}([6])
{إن تنصروا الله} هذا هو الشرط لم يقل إنْ يكن عندكم كذا طائرة أو كذا دبابة أو كذا مناورة سياسية، المهم إن تنصروا دين الله وتخلصوا بهذا النصر لله، فحينئذ سيتحقق لكم النصر.
نعود للآية الكريمة فإنّ فيها اعجازاً علمياً غير الاعجاز بالإخبار بالمغيّبات الذي ذكرناه وهذا الاعجاز العلمي يكمن في كلمة، {أدنى} والآية الكريمة تحدد وقوع غلبة الروم في مكان تعبّر عنه {أدنى الأرض} والهزيمة حصلت قرب منطقة البحر الميت، وأدنى الأرض، الأدنى: الأقرب وأقرب الأرض عكس أعلاها، فأدنى الأرض أخفض الأرض، وأخفض نقطة في الأرض اكتشفت حديثاً هي البحر الميت الذي ينخفض 1300 قدم عن مستوى سطح البحر ولا توجد بقعة من الأرض أدنى منه مستوى عن سطح البحر فهو أدنى الأرض.
وهذا اعجاز علمي للقرآن تضمنته الآية الكريمة وشعَّت أنوار اعجازه مع بريق تحقق النبوءات الذي يخطف الأبصار لشدة وضوحه ولمعانه.
([1] ) سورة الأنعام: 19.
([2] ) سورة الأنعام: 20.
([3] ) سورة الأنعام: 21.
([4] ) سورة الروم: 2-6.
([5] ) سورة آل عمران: 126.
([6] ) سورة محمّد : 7.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|