المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



التعرب بعد الهجرة  
  
1247   09:29 صباحاً   التاريخ: 2023-08-20
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص80ــ81
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-23 1185
التاريخ: 8-10-2019 1920
التاريخ: 2023-02-27 1018
التاريخ: 19-2-2020 2469

لقد فرض الدين الإسلامي قيوداً على من يريد من المسلمين الإقامة في بلد غير إسلامي أو الهجرة إليه للضرورة ، وذلك صوناً للمسلمين من شر مجتمعات الكفر والضلالة والمخاطر التي تلحق بفطرتهم الإيمانية والأخلاقية .

والمسلم لا يحق له الإقامة أو الهجرة إلى بلد يعرف أنه سيكون فيه عاجزاً عن أداء فرائضه الدينية ، لأن محيط هكذا بلد لا شك أنه سيترك في نفسه أثراً سلبياً من شأنه أن يحيده عن إسلامه . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إني بريء من كل مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب(1).

وعن امير المؤمنين علي (عليه السلام) قال: من الكبائر قتل المؤمن عمداً إلى أن قال والتعرب بعد الهجرة(2).

وعن محمد بن سنان أن أبا الحسن لإمام الرضا (عليه السلام) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : وحرم الله التعرب بعد الهجرة للرجوع عن الدين وترك المؤازرة للأنبياء والحجج (عليهم السلام) وما في ذلك من الفساد وإبطال حق كل ذي حق(3).

إن إرادة المجتمع بحد ذاتها تشكل أكبر قوة وأعظم قدرة ، فعندما يريد أفراد مجتمع ما شيئاً ما وينهضون من اجل تحقيقه حقاً كان أم باطلا ، عدلاً كان أم ظلماً ، فإنهم سينجحون لا محالة.

قال امير المؤمنين (عليه السلام): إرجاف العامة بالشيء دليل على مقدمات كونه(4).

وعنه (عليه السلام) : خوض الناس في شيء مقدمة الكائن(5) .

_______________________

(1 و2) مستدرك الوسائل 2 ، ص 260 .

(3) وسائل الشيعة 4، ص14.

(4) بحار الأنوار 17، ص 111.

(5) غرر الحكم، ص 396 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.