المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

عليق مقدس، كبوش
3-5-2020
Voltage regulation
6-5-2021
Octahedral versus tetrahedral coordination: spinels
22-2-2017
argument (n.) (A, arg)
2023-05-27
تحضير قالب المواصفة ASTM E 285-80
2024-04-29
جوجان ، جان موتيه
4-11-2015


رفيق السوء وسوء السمعة  
  
1184   04:36 مساءً   التاريخ: 2023-08-23
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص306ــ308
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2018 2575
التاريخ: 2024-10-08 278
التاريخ: 1-4-2018 2193
التاريخ: 26-6-2019 3139

إن الشاب الذي يقيم علاقات مع رفاق السوء ويعاشرهم ويتردد بين أوساطهم في المجتمع ، لا يمكنه أن يصون نفسه من سوء السمعة حتى وإن كان قادرا على ضبط إرادته ووقاية نفسه من الغرق في الذنوب والمعاصي ، لأن سوء السمعة أمر واقع لا يمكن أن يتجنبه كل من يصاحب أشخاصاً فاسدين عاصين.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة(1).

الصديق النمام: 

إن مصاحبة رفيق السوء والمعتدي والنمام والخائن لن تؤدي إلى فساد الأخلاق وسوء السمعة خلال فترة الصداقة فقط ، بل إن تأثيراتها السلبية تبقى قائمة حتى في فترة القطيعة، بمعنى أن الشاب لا يمكن أن يبقى في مأمن من شر رفيق السوء حتى وإن انفصل عنه.

فالذي ينمّ إليك خلال فترة الصداقة تحت شعار الحب والاخلاص ويتهم الاخرين زوراً لما فيه مصلحتك ، لا بد وأنه سينم عليك خلال فترة القطيعة تحت شعار الحقد والانتقام وسيرتكب جرائم ربما لالحاق الأذى بك.

عن الإمام الصادق (عليه السلام): إحذر من الناس ثلاثة، الخائن والظلوم والنمام، لأن من خان لك خانك ومن ظلم لك سيظلمك ومن نم إليك سينم عليك(2).

وقال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : من مدحك بما ليس فيك فهو خليق ان يذمك بما ليس فيك(3).

وخلاصة القول إن الذي عرف بخطاياه وذنوبه وسوء خلقه وخيانته ليس أهلا للصحبة ولا يمكن الوثوق به ، لأن مثل هذا الإنسان سرعان ما يفسد صديقه ويلطّخ سمعته بين الناس، وإذا ما كان هذا الإنسان في فترة الصداقة يستفيد من أعماله الرذيلة وأساليبه الماكرة لصالح صديقه ، فإنه سيلجأ يوماً عند القطيعة إلى تصعيد ممارساته ضد صديقه بهدف إيذائه .

الصديق المتملق:

وثمة نوع آخر من الصداقة رفضته التعاليم الإسلامية ، وحذر الأئمة الأطهار (عليهم السلام) المسلمين منها ، وهو مصاحبة المتملق. فالمتملق هو ذلك الإنسان الذي يطلق لسان التمجيد والتبجيل بدافع الخوف والطمع وخلافاً لمعتقده الباطني ورأيه الحقيقي ، وهذا ما يفقده شخصيته المعنوية وقيمته الإنسانية.

ويحاول المتملق أن يظهر عمله الخاطئ، على أنه عمل صحيح وسليم ، ويصر على إقناع الآخرين بذلك ليثقوا به، وذلك في محاولة منه للتخفيف من شدة العار والفضيحة التي لحقت به وستر دنائته وعيوبه إلى حد ما .

قال أمير المؤمنين على (عليه السلام) : لا تصحب المالق فيزين لك فعله ويود

أنك مثله(4).

ومن ها يتوجب على الشاب الابتعاد عن مجالسة المتآلفين ومعاشرتهم ومصاحبتهم ، ولا ينسى أنه مصاب بطبع التملق لا محالة لو أنه عاشر المتملق وصاحبه.

وينبغي على الشاب أن يعلم أن التملق هو بمثابة الانتحار المعنوي وفناء الشخصية الاجتماعية. فالذي تهمه سعادته لا يمكن ان يتطبع على هذا الخلق الذميم ، لأنه يعلم أن في ذلك زوال شخصيته.

____________________________

(1) مستدرك الوسائل 2، ص 65.

(2) تحف العقول، ص316.

(3) غرر الحكم، ص671.

(4) نفس المصدر، ص811. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.