أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-6-2021
![]()
التاريخ: 5-12-2016
![]()
التاريخ: 7-2-2017
![]()
التاريخ: 12-7-2019
![]() |
حملت العرب إلى ما وراء جزيرتهم كتابًا مختصرًا فيه ما يصلحهم ويصلح غيرهم، وأهم سر في غناء قانونهم المبتكر أنهم كانوا يعملون بأحكامه، لا يخرمون منه حرفا ويحفظون معه أمورًا تنفعهم في تمثل الحياة الفاضلة الساذجة، ومنها قواعد القتال، ومعرفة طبائع من يحتلون أرضهم ، ومن أهم ما عُرفوا به اعتصامهم بالصبر، وتحليهم بالشجاعة والكرم والنجدة والوفاء، ونفوس شفافة سليمة من مثل هذه لا يستكثر منها سرعة انطباعها بطابع محدث من الحضارة، وهي بفطرتها مستعدة لقبول الخيرات، بعيدة في كل أحوالها عن اللغو والعبث ما عاقتها حرارة أرضها عن بلوغ أقصى مدى العمل المعجب، وأكذبت بما فعلت دعوى من قالوا: إن الحضارة وليدة البلاد الباردة. كان من الغارات التي تغيرها العرب على الأقطار المجاورة في القرون السالفة سواء احتلوها زمنًا أو أنشأوا فيها دولة أو شبه دولة، ومن غارات الغريب الذي حاول استبعادهم يوما فردوه على أعقابه، ومن تمرين فريق منهم كالغسانيين والتنوخيين والتغلبيين واللخميين والإياديين عند الروم والفرس على معاناة الإدارة والعسكرية؛ كان من ذلك ما أورثهم علمًا عمليًّا أصابوا به حظًا من إدارة الممالك، والحاجة تفتح باب المعرفة على ما جاء في أمثالهم، ومما ساعدهم على توسعهم أنهم كانوا يعرفون عدوهم أكثر مما يعرفهم، وهو يحتقرهم في الجملة، أما هم فيعتدون به، يحتقرهم لأنهم كانوا ينتجعون بلاده(1) ولا سيما إذا أقحطوا وضنت عليهم سماؤهم . نعم، كانوا لا يستهينون بخصومهم بل ينصفونهم ويعترفون لهم بفضلهم. عن المستورد (2) القرشي قال: سمعت رسول الله يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» يعنون بالروم من نعني اليوم. فقال عمرو بن العاص: أبصر ما تقول، قال: أقول أهل الغرب. بهم الله قال: «إن قلت ذلك فإن فيهم لخصالًا أربعة: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة عند مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وأجبرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك» أليس هذا القول المتناهي في إنصاف العدو هو كلام من يعرف خصمه، وما انطوى عليه من مزايا وصفات؟
......................................
1-أرسل سعد بن أبي وقاص المغيرة بن شعبة إلى رستم قائد جيوش العجم قبل وقعة القادسية في سفارة، فقال له رستم: «إن الله أعظم لنا السلطان، وأظهرنا على الأمم، وأخضع لنا الأقاليم، وذلل لنا أهل الأرضين، ولم يكن في الأرض أمة أصغر قدرًا عندنا منكم؛ لأنكم أهل قلة وذلة وأرض جدبة، ومعيشة ضنك، فما حملكم على تخطيكم إلى بلادنا؟ فإن كان ذلك من قحط نزل بكم، فإنا نوسعكم ونفضل عليكم، فارجعوا إلى بلادكم.» فقال له المغيرة: «أما ما ذكرت من عظيم سلطانكم ورفاهية عيشكم، وظهوركم على الأمم، وما أوتيتم من رفيع الشأن، فنحن كل ذلك عارفون وسأخبرك عن حالنا، إن الله، وله الحمد، أنزلنا بقفار من الأرض من الماء النزر، والعيش القشف، يأكل قوينا ضعيفنا، ونقطع أرحامنا، ونقتل أولادنا خشية الإملاق، ونعبد الأوثان، فبينا نحن كذلك بعث الله فينا نبيًّا من صميمنا، وأكرم أرومة فينا، وأمره أن يدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن نعمل بكتاب أنزله إلينا فآمنا. به وصدقناه فأمرنا أن ندعو الناس إلى ما أمره الله به، فمن أجابنا كان له ما لنا وعليه ما علينا، ومن أبى ذلك سألناه الجزية عن يد فمن أبى جاهدناه، وأنا أدعوك إلى مثل ذلك، فإن أبيت فالسيف. وضرب بيده مشيرًا بها إلى قائم سيفه.
2- صحيح مسلم.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|