أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1982
التاريخ: 22-04-2015
1933
التاريخ: 24-11-2015
2120
التاريخ: 2023-07-25
1221
|
إنّ موسى الكليم (عليه السلام) حينما ينزه نفسه عن الجهالة فهو يسند ذلك إلى استعادته بالله: {قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67] وهذا تأدب يبديه (عليه السلام) من ناحيته، فموسى (عليه السلام) لم يقل: «أنا لست من الجاهلين» بل قال: «أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين»؛ أي إنني ألجأ إلى الله في عملية تنزيه نفسي ونفي الجهالة عنها.
وفي الوقت الذي من الممكن أن يكون فيه هذا الطراز من الكلام مصداقاً لـ «الجدال بالتي هي أحسن»: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} [المؤمنون: 96] ودافعاً لهم إلى التأمل والتدبر للوقوف على ما ينطوي عليه هذا الأمر من التعقل والحكمة، فهو يحكي أدباً من الآداب الإلهية للأنبياء ويوحي بالتفاتهم إلى مكائد النفس الإنسانية وضعفها وعدم مقاومتها أمام الأخطار؛ الأمر الذي يحتم على الإنسان العاجز الضعيف أن يستعيذ بالله (عز وجل) القوي القادر للخلاص من تلك الحيل وأشكال الضعف وأن يذكر بلطف حضرة الحق وهدايته من أجل نفيها؛ وهو شبيه بقول النبي نوح (عليه السلام) مخاطباً ربه: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [هود: 47] وكذلك ما جاء في قصة نبي الله يوسف (عليه السلام) وامرأة العزيز حيث جاء على لسان يوسف (عليه السلام) (طبقاً لإحدى روايتين بخصوص الآية المذكورة): {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53] حيث أشار إلى كون النفس الإنسانية أمارة وأسند التخلص منها إلى لطف الله الغفور الرحيم ورحمته.
تنويه: لم يقل موسى (عليه السلام): أنا لست جاهلاً، بل قال: أنا لست من الجاهلين، وفي ذلك إشارة إلى أن ثمة جماعة في هذا المجتمع مصابة بالجهالة ولعل بني إسرائيل منهم، بيد أنني لست منهم؛ فإنني حتى في المسائل العادية لست من أهل الاستهزاء والسخرية أساساً، فما بالكم فيما يتعلق بالمعارف الدينية والأحكام الإلهية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|