أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-14
1628
التاريخ: 2023-08-08
1354
التاريخ: 2023-08-18
1384
التاريخ: 3-08-2015
4394
|
عاش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف خلال فترة حياته التي قضاها مع أبيه في مدينة سامراء كما جاء في الكثير من الروايات التي تحدثت عن مشاهدة البعض له .
ويدل على ذلك أيضا تحويل السفيرين الأولين الوفود التي كانت تحمل الأموال للإمام إلى سامراء ، وكذلك محاولات السلطة إلقاء القبض عليه في دار الإمام العسكري ومطاردته من حين إلى آخر ، كما في محاولة المعتضد إرسال بعض أعوانه إلى دار الإمام العسكري عليه السّلام وإخباره لهم بوجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فيها .
لهذا كان على الإمام أن يبعد عن نفسه كل الآثار التي تلفت النظر أو تثير الشك في وجوده ، حتى أن وكلاءه أصبحوا بعيدين عنه ، لكي لا يوجهوا الأنظار إليه . وأصبحت مهمة السفراء التواصل مع الناس وخدمة مصالحهم الدينية
والقيام بما أمكنهم من حل المشاكل والاعتراضات التي كانت تواجه الأمة الإسلامية في ذلك الوقت .
والمتتبع لسير الأحداث يرى بوضوح ندرة الاتصال بين الإمام والناس في فترة السفير الأول وإلى الزمن الأول من سفارة السفير الثاني .
أما بعد هذه المرحلة فإنه وبلا شك أصبحت أوصاف الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بالنسبة إلى جيل كبير من الناس مخفية فهو قد كبر في السّن ، وتغيرت ملامحه وصورته وشكله ، مما فسح أمامه فرصة جديدة للخروج ورؤية الناس لعدم معرفتهم به لذا فإن الشيخ الطوسي ينقل في كتابه الغيبة بأن الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف دخل في هذه الفترة إلى بغداد بزي التجار ، وأصبح يحضر مواسم الحج ، ويخالط الحجاج من خواصه ويحدّثم ويعلمهم الأدعية ويعطيهم التعليمات . بل إنه ليكشف حقيقته أمام البعض إذا اقتضت المصلحة ولم يكن في ذلك خطر .
ويذهب أيضا إلى كربلاء لزيارة جده سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السّلام يوم عرفة .
ثم يمضي إلى مصر على ما يظهر من بعض الروايات ، ويصلي في مسجد الإسكندرية ، ثم يسافر مع أحدهم ، ويأخذ طريق البحر .
ثم يعود من هذه الأسفار إلى بغداد ليباشر الاتصال بسفرائه ، وإدارة مصالح المجتمع والوقوف في وجه المنحرفين ، عن طريق التوقيعات والبيانات[1].
وقد شكّل عصر الغيبة الصغرى محطة بارزة في مجال بيان الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لسياسته ونهجه الذي سيتبعه مع الأمة طوال فترة غيبته إلى يوم الظهور العام ، حيث أرسى بعض الأسس والقواعد لشيعته .
لذا نرى أنه لا بد من البحث في هذه الفترة عن جملة من النقاط التالية :
نشاطات الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف خلال عصر الغيبة الصغرى :
يمكن إيجاز أهم الأعمال والنشاطات التي قام بها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف خلال هذه الفترة بالأمور التالية[2]:
أولا : محاولات الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الدائمة لإثبات وإقامة الحجة على وجوده بشكل حسي واضح ، لكي يكوّن مستمسكا واضحا أكيدا لدحض ما قد يثار من الشبهات والأسئلة حول ولادته ووجوده . وذلك بنفس الأسلوب الذي سار عليه والده الإمام العسكري عليه السّلام حيث قام في عدة مواقع بعرض ولده المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على الخاصة من أصحابه ، وينص على إمامته بعده .
فقام الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بنفس العمل ومكن عددا من الخاصة من مشاهدته عيانا ، وأوصاهم بتبليغ ما شاهدوه إلى الناس ، مع إيصائهم بكتمان المكان وغيره من الخصوصيات التي قد تدل على مكانه .
وكان يتولى الإجابة على بعض المسائل ويحل المشكلات التي لا يمكن لأحد من الناس حتى السفراء حلّها ، والتي تحتاج إلى الإمام المعصوم الذي يملك الحل عن طريق الإعجاز الذي يثبت إمامته وقيادته .
ومما يدل على سلوك الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لهذا النهج هو المقابلات العديدة التي جرت بينه وبين بعض اللذين يعلم من درجة إخلاصهم وإيمانهم أو في ظروفهم وأسلوب مقابلتهم أنهم لن يصلوا على ما يضرّ الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أو يدلوا السلطات عليه .
وهذه المقابلات كانت تجري بناء على طلبات الآخرين ، وغالبا ما تتم في الديار المقدسة أثناء موسم الحج وفي بغداد والغرض من هذه المقابلات فضلا عن إقامة الحجة على وجوده ، قضاء حوائج الناس وتوجيه بعض النصائح والتعليمات إليهم .
والذي تؤكده هذه الروايات الناقلة لهذه المقابلات هي أن هؤلاء الناس كانوا خلال التشرف بلقاء الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف غافلين عن كونه هو المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف غير ملتفتين إلى ذلك ، حتى إذا ما فارقهم وعملوا بتعاليمه ، عرفوا أن ذاك هو الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
وعن هذه الأهداف حدث الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بعض من رآه في عام 268 حين قال له :
« يا عيسى ما كان لك أن تراني لولا المكذبون القائلون بأين هو ، ومتى كان ، وأين ولد ، ومن رآه ، وما الذي خرج إليكم منه ، وبأي شيء نبأكم ، وأين معجزاته . . . يا عيسى فخبر أولياءنا ما رأيت .
وإياك أن تخبر عدونا . . . فقلت : يا مولاي أدع لي بالثبات .
فقال عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف : لو لم يثبتك اللّه ما رأيتني »[3].
ويتضح من الروايات التي تتحدث عن حل الإمام لمشاكل الناس الجواب عن الإشكال القائل : بأنه ما هي الفائدة من وجود غيبة الإمام عن مسرح الأحداث الاجتماعية ؟ واين هي الفائدة من وجوده حينئذ ؟
فهذه الروايات تثبت بشكل قاطع أن الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وإن كان غائبا عن أعين الناس ، إلا أنه يعيش معهم همومهم وأحزانهم وأفراحهم ، ويسعى إلى قضاء حوائجهم ، ولا يتركهم في حالة ضياع وفراغ ، وأن الإخلاص والثبات يمكن أن يسهّل للإنسان عملية رؤيته .
ومن ذلك ما ورد في خبر عيسى بن مهدي الجوهري الذي قصد الفحص عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأراد مقابلته . وكان هذا الرجل مسبوقا بمرض إشته فيه السمك والتمر . فلما ورد المدينة عام 268 في سفره للحج ، دعاه خادم إلى مقابلة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وسماه باسمه الكامل .
قال الراوي : فكبّرت وهللت وأكثرت من حمد اللّه عز وجل والثناء عليه .
فلما صرت في صحن القصر رأيت مائدة منصوبة . فمر بي الخادم إليها فأجلسني عليها ، وقال لي : مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علتك . . .
فقلت حسبي هذا برهانا . فكيف آكل ولم أر سيدي ومولاي . فصاح بي :
( أي الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ) : يا عيسى ! كل من طعامك فإنك تراني . فجلست على المائدة فنظرت فإذا فيها سمك حار يفور . وتمر إلى جانبه أشبه التمور بتمورنا . وبجانب التمر لبن .
فقلت في نفسي : عليل وسمك وتمر ولبن ! ؟
فصاح بي : يا عيسى ! أتشك في أمرنا ؟ أفأنت أعلم بما ينفعك ويضرك ؟
فبكيت واستغفرت اللّه تعالى وأكلت من الجميع ، وكلما رفعت يدي منه لم يتبين موضعها فيه ، فوجدته أطيب ما ذقته في الدنيا .
فأكلت منه كثيرا ، حتى إستحييت ، فصاح بي : لا تستح يا عيسى فإنه من طعام الجنة لم تصنعه يد مخلوق . فأكلت فرأيت نفسي لا ينتهي عنه من أكله .
فقلت : يا مولاي حسبي . فصاح بي : أقبل إليّ .
فقلت في نفسي : آتي مولاي ولم أغسل يدي !
فصاح بي : يا عيسى وهل لما أكلت غمر ؟
فشممت يدي وإذا هي أعطر من المسك والكافور[4]. . .
ثانيا : محاولات الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الاختفاء عن السلطات العباسية الحاكمة إختفاء تاما ، بشكل يأمن معه عدم وصولهم إليه ، أو العثور عليه ، أو معرفة مكان إقامته .
وقد اتخذ الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بعض الإجراءات التي منعت من وصول هذا الخطر إليه . فلم يكن يسمح لأحد بمشاهدته ومعرفته إلا من يحرز فيه عمق الإخلاص - كما عرفنا فيما تقدم - وتأكيده على كل من يراه بعدم إفشاء مكانه ، ومنعه من التصريح بإسمه منعا باتا ، إلى حد يمكن أن يقال : إنه كان مجهولا عن الكثير من الخاصة ، فضلا عن سائر المسلمين .
ومنها : الاختفاء التام عن السلطات ، وعن كل من لا يواليه .
ومنها : تحويل مكانه بين آونة وأخرى ، بنحو غير ملفت للأنظار . ومنها :
عدم الإفصاح عن طريقة اتصال وكيله الخاص به ، فقد كان الناس يجهلون طريقة تواصل الوكيل أو النائب الخاص مع الإمام ، هل هو بطريقة المواجهة المباشرة ، أو بطريق آخر ، وأين تحدث المواجهة ، وكيف . . . ؟ !
ومنها : إيكاله أمر الوكالة الخاصة ، أو السفارة ، إلى أشخاص يتصفون بدرجة عالية من الإخلاص ، بحيث يكون من المستحيل عادة أن يشوا بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف[5].
وكل هذه الإجراءات كان لا بد منها بالنسبة إلى الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لأن القبض عليه كان يمثل أحد أهم الأهداف الكبرى للسلطة الحاكمة ، التي كانت تعلم بأن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هو الإمام الثاني عشر المذخور لرفع الظلم والجور عن بني البشر .
وينقل لنا التاريخ محاولات عديدة قامت بها السلطة العباسية للقبض على الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، إحداها قام بها المعتمد ، والأخريات قام بهما المعتضد الذي تولى الحكم بعده .
وقد عمدت هذه السلطة إلى أسلوب دقيق في المراقبة ، فكان هناك الجواسيس الذين ينقلون الأخبار الدائمة إلى الخليفة ، وهناك أيضا المراقبة التامة للسفراء وللأصحاب . وكل هذه المحاولات التي كانت قائمة على قدم وساق جوبهت بالسرية والكتمان والحذر الشديد ، لذا لم تستطع هذه السلطة النيل من الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ولا من أحد من أصحابه .
وفي التاريخ شواهد عديدة على مقدار التجسس الذي قامت به السلطة العباسية ، بحيث أنهم استطاعوا أن يعلموا بمكان الدار التي يسكنها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ويعلموا بالعبد الجالس على الدار وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي تنقلها لنا الحادثة التالية :
فعن رشيق صاحب المادراي قال : بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر ، فأمرنا أن يركب كل واحد منا فرسا ونجنب آخر ( أي نجعله جنبه ) ونخرج مخفين ( أي جاعلين معنا شيئا خفيفا ) لا يكون معنا قليل ولا كثير إلا على السرج مصلى ( أي فرشا خفيفا يصلى عليه ويكون حمله على السرج ) ، وقال لنا : إلحقوا بسامرة ووصف لنا محلة ودارا وقال لنا : إذا أتيتموها تجدون على الباب خادما فاكبسوا الدار ( أي أدخلوها باقتحام ) ، ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه .
فوافينا سامرة فوجدنا الأمر كما وصفه ، وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكّة ينسجها ، فسألناه عن الدار كما أمرنا ، فوجدنا دارا سرية ومقابل الدار ستر ما نظرت قطّ إلى أنبل منه ، كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت ، ولم يكن في الدار أحد .
فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأن بحرا فيه ماء ، وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنه على الماء ، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا .
فسبق أحمد بن عبد اللّه ليتخطى البيت فغرق في الماء ، وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته وغشي عليه وبقي ساعة ، وعاد صاحبي الثاني على فعل ذلك الفعل فناله مثل ذلك ، وبقيت مبهوتا .
فقلت لصاحب البيت : المعذرة إلى اللّه وإليك ، فو اللّه ما علمت كيف الخبر ولا إلى من أجيء وأنا تائب إلى اللّه .
فما التفت إلى شيء مما قلنا ، وما انفتل عما كان فيه فهالنا ذلك ، وانصرفنا عنه ، وقد كان المعتضد ينتظرنا وقد تقدم إلى الحجّاب إذا ما وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت كان .
فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا عليه فسألنا عن الخبر ، فحكينا له ما رأينا ، فقال : ويحكم لقيكم أحد قبلي وجرى منكم إلى أحد سبب أو قول ؟ قلنا : لا ، فقال : أنا نفيّ من جدي ( أي أنا منفي من جدي ، ويريد بجده العباس ، أي لست من بني العباس ، لو لم اضرب أعناقكم إن بلغني عنكم هذا الخبر ) ، وحلف بأشدّ أيمان له أنه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربن أعناقنا فما جسرنا أن نحدّث به إلا بعد موته[6].
وهذه الحادثة تحمل مجموعة دلالات أهمها :
1 - علم المعتضد بالتفاصيل المتعلقة بدار الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وهذا إنما يدل على أن هناك مراقبة وتجسس دقيق عليه .
2 - الأمر بقتل صاحب الدار ، وليس اعتقاله وحمل رأسه إليه .
3 - إن المعتضد لم يذكر لهم هوية الشخص المستهدف ، بل يبقى الأمر مخفيا عليهم . ولم يعرفوا أنهم يذهبون لقتل الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، حتى لا يدخل الشك إلى قلوبهم .
4 - المعجزة التي ظهرت للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، بحيث أنه كان مطمئنا ولم يلتفت إليهم ، أو أن يعيرهم أي اهتمام ، مما يكشف عن أن الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف محفوظ من قبل اللّه تعالى .
5 - الاهتمام الشديد للمعتضد بوصول نتيجة محاولة الإغتيال الآثمة ، بحيث أنه أمر أعوانه بدخول هؤلاء الثلاثة عليه فور وصولهم ومن دون مراجعته في الأمر ولا طلب الإذن .
6 - محاولة المعتضد إخفاء الموضوع تماما بحيث لا ينقل هؤلاء الثلاثة الذين استعملهم للقتل الخبر لأحد من الناس ، لأن ذلك يحدث أسئلة قد تضرّ بسمعته ، وتؤدي إلى تعلق الناس بصاحب هذه المعجزة ، وهذا ما يخشى منه المعتضد .
ثم تبادر إلى ذهن المعتضد أن يقوم بتوجيه حملة جديدة بحيث يحشد فيها عددا أكبر من جنده وأعوانه ، بخلاف الحملة السابقة التي شارك فيها عدد قليل من جنده .
وعن هذه الحملة يحدّثنا رشيق أيضا فيقول :
. . . ثم بعثوا عسكرا أكثر ، فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب[7] قراءة القرآن فاجتمعوا على بابه ( باب السرداب ) وحفظوه ، حتى لا يصعد ( الإمام ) ولا يخرج ، وأميرهم قائم حتى يصل العسكر كلّهم ، فخرج ( أي الإمام ) من السكّة التي على باب السرداب ومرّ عليهم ، فلما غاب قال الأمير : إنزلوا عليه .
قالوا : أليس هو مرّ عليك ؟
قال : ما رأيت ! ولم تركتموه ؟
قالوا : إنا حسبنا أنّك تراه[8].
وهو يقرأ القرآن ، فيستمر ولا يتوقف ، وبينما هم ينتظرون قائدهم ، يخرج الإمام من بينهم ، ويختفي ولم يتلفت قائدهم إلى خروجه ، وتحصل الدهشة عند الجنود عندما يأمرهم قائدهم باقتحام السرداب الفارغ ! بعد أن شاهدوا الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يخرج أمامهم ويختفي .
وبهذا يستمر الوعد الإلهي بحفظ الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وحمايته من تلك المحاولات الفاشلة التي قام بها أولئك الظلمة ، ليبقى الإمام المذخور إلى ذلك اليوم الموعود الذي تنتظر فيه البشرية ظهور المنقذ لها من الظلم والجور ليقيم دولة العدل الإلهي .
قصة السرداب واختفاء الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فيه :
ذكرت الروايات المتقدمة عن محاولات إغتيال الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بأنه كان في السرداب وقد اختفى فيه ، وهذه القضية أصبحت مثار أخذ ورد وموضع اتهام للشيعة في بعض آرائهم واعتقاداتهم حيث ظن البعض بأن الشيعة يقولون بأن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف غاب في السرداب ، أو أنه مقيم وساكن فيه .
ومن هذه الافتراءات ما قاله البعض بأن الشيعة يأتون في كل عام بالسلاح والخيول على باب السرداب ، ويصرخون وينادون : يا مولانا أخرج إلينا ! .
ونظم آخر بيتا من الشعر مستهزئا فقال :
ما آن للسرداب أن يلد الذي * سمّيتموه بزعمكم إنسانا
والحق يقال بأن هذا السرداب الموجود في دار الإمامين الهادي والعسكري عليهما السّلام مكان يقدّسه الشيعة ويزورونه ويتبركون به لأنه كان مسكنا لثلاثة من أئمة أهل البيت عليهم السّلام فاكتسب المكان الشرف والقداسة من هؤلاء الأئمة الأطهار والعظماء .
وحيث أن الإمام المهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لا محل له معين ولا موضع يقصد فيه ، كان الأفضل والأولى زيارته في بيته الذي ولد فيه ، لأن زيارة بيوت الأحباب بعد هجرتهم عنها وتركهم لها من العادات الجارية كما يقول الشاعر :
أمرّ على الديار ديار ليلى * أقبّل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا
وكيف لا تزار مثل هذه البيوت التي كان يذكر فيها اسم اللّه وتقام فيها الصلاة ، وترفع فيها أصوات قراءة القرآن ، بل هي جديرة بأن تزار ، وحين يزورها الزائر يتذكر أهاليها الكرام فيخشع قلبه وترتعد يداه فيتضرّع ويبكي للّه في تعجيل فرج مولانا وإمامنا المهدي عليه أفضل التحية والسلام[9].
ثالثا : التصدي للمرجعية الدينية للأمة الإسلامية .
فعلى الرغم من كون الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف غائبا عن الأبصار ، إلا أن ذلك لا يعني كونه معزولا عن المجتمع الإسلامي ، وما يواجهه من مشاكل واعتراضات عند الناس ، فباعتقادنا أن الإمام المعصوم ينبغي أن يكون حاضرا في قلب الأحداث ، وله طريقته وأسلوبه في معالجة القضايا الدينية والفكرية التي تواجه الأمة .
وقد كان الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يتصدى للإجابة عن الأسئلة التي ترد إليه من الناس عن طريق سفرائه الذين كانوا صلة الوصل بينه وبين الأمة ، فكانت الرسائل التي تأتي إلى السفراء من مختلف طبقات الشيعة في المسائل الفقهية والعقائدية والفكرية لا تعدّ ولا تحصى ، وكانوا بدورهم ينقلونها إلى الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فيجيب عنها من خلال توقيعاته ورسائله التي تتضمن الحلول لبعض المشكلات ، أو توجيهه لبعض الناس ، أو الدعاء لهم بحسب طلبهم .
وفي بعض الأحيان كان الأمر يقتضي تدخله المباشر فيقوم بمرافقة الناس في أسفارهم ، أو مجالستهم فيعطيهم نصائحه وتوجيهاته ، وهم لا يشعرون أو لا يعرفون انه الإمام المهدي .
وهذا ما يفسّر لنا الحديث الوارد عنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بأن فائدته حال غيبته كالشمس إذا غيّبها السحاب .
وإليك بعض الأمثلة على ما قدمناه نذكر منها :
أ - نهيه لبعض مواليه عن زيارة مقابر قريش ومقام الإمام الحسين عليه السّلام فقد روى الشيخ الطوسي بأنه قد خرج نهي عن زيارة مقابر قريش[10] والحير ( الحائر الحسيني ) . فلما كان بعد أشهر ، دعا الوزير الباقطاني فقال له : إلق بني الفرات[11] والبرسيين[12] وقل لهم لا تزوروا مقابر قريش ، فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض عليه[13].
ب - ما رواه الشيخ الطوسي أيضا من أن شخصا ولد له ولد فكتب إلى الناحية المقدسة يستأذن من تطهيره في اليوم السابع ، فورد لا تفعل . فمات الولد في يومه السابع . فكتب إلى الناحية بموته شاكيا إلى المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف مصابه .
فورد : ستخلف غيره وغيره ، فسم الأول أحمد ومن بعد أحمد جعفر . فجاء كما قال[14].
ج - ما رواه الشيخ عن جماعة من الشيعة اختلفوا في أن اللّه عز وجل فوض إلى الأئمة ( صلوات اللّه عليهم ) أن يخلقوا أو يرزقوا ؟
فخرج إليهم توقيع من الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وفيه الجواب التالي :
« إن اللّه تعالى هو الذي خلق الأجسام وقسّم الأرزاق ، لأنه ليس بجسم ولا حال في جسم ، ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ، وأما الأئمة عليهم السّلام فإنهم يسألون اللّه تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق ، إيجابا لمسألتهم وإعظاما لحقهم »[15].
د - ومنها إجابته على بعض الإشكالات التي إعترضت إسحاق بن يعقوب فأرسلها عن طريق محمد بن عثمان العمري ليوصلها إلى الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
فجاءه الجواب التالي :
« . . . وأما الفقاع فشربه حرام . . . وأما أموالكم فما نقبلها إلا لتطهّروا فمن شاء فليصل ، ومن شاء فليقطع . . . وأما ظهور الفرج فإنه إلى اللّه عز وجل ، كذب الوقاتون . . . وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللّه عليهم . . . »[16].
ه - ومنها أيضا ما رواه الشيخ الطوسي من دعائه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الذي به تمت معالجة بعض المشاكل الزوجية[17].
و - وغيرها الكثير من المسائل والقضايا التي تثبت لنا بوضوح مدى اهتمام الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بالتواصل مع الناس وتصديه لكل مشاكلهم على المستوى الفقهي والعقائدي وحتى الاجتماعي .
رابعا : إدارته وتصرفه في الأمور المالية .
فإنه وفقا لمعتقدنا يعتبر الإمام المعصوم هو المرجعية في عملية قبض الأموال والحقوق الشرعية المتوجبة على الناس ، ولذا كان الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقبض هذه الأموال ويوزعها إما عن طريق السفراء أو عن طريق غيرهم . وفي بعض الأحيان كان يستلم ذلك بشكل شخصي عن طريق المقابلة مع الطرف الآخر .
وكان أول مال قبضه الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، بعد توليه الإمامة بعد أبيه الإمام العسكري عليه السّلام هو المال الذي حمله إليه وفد القميين الذي ورد إلى سامراء ، في اليوم الأول لوفاة الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ، ثم قام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بتعيين عدد من السفراء في مختلف المناطق ليتولوا عملية القبض .
وقد أكد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على وجوب دفع الأموال الشرعية إليه عبر عدة توقيعات صدرت منه توجب اللّعنة على من لا يقوم بتسليم هذه الأموال إلى صاحبها الشرعي الذي هو الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . ومن ذلك التوقيع الذي ورد منه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على الشيخ محمد بن عثمان العمري من دون أن يتقدمه سؤال منه حيث يقول فيه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :
« بسم اللّه الرحمن الرحيم لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين على من استحل من أموالنا درهما » .
وفي توقيع آخر يقول عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :
« وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل شيئا فأكله فإنما يأكل النيران » .
وفي توقيع آخر يقول عليه السّلام :
« وأما ما سألت عنه من أمر من يستحل ما في يده من أموالنا ويتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا ، فمن فعل ذلك فهو ملعون ونحن خصماؤه يوم القيامة . وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ( المستحل من عترتي ما حرم اللّه ملعون على لساني ولسان كل نبي مجاب ) .
فمن ظلمنا كان في جملة الظالمين ، وكانت لعنة اللّه عليه لقوله عز وجل : أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ »[18].
وقد دلت بعض الحوادث والتوقيعات الواردة من الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على أنه كان يتابع ويراقب ويتواصل مع سفرائه ووكلائه بشأن الأمور المالية ، ويدير عملية التوزيع ، ويشرف على عملية القبض ، ويبعث بالإيصالات إلى من يبعث إليه بالأموال ليطمئنه بوصول المال إلى حيث أراد .
فمن ذلك ما رواه محمد بن شاذان بن نعيم النيسابوري من أنه قد اجتمع عنده مال للقائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف مقداره خمسمائة درهم ، ينقص منها عشرين درهما ، فكره أن يبعث بها ناقصة بهذا المقدار .
قال النيسابوري : فأتممتها من عندي وبعثت بها إلى محمد بن جعفر ( أحد وكلاء الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ولم اكتب مالي فيها فأنفذ إليّ محمد بن جعفر القبض ، وفيه :
« ووصلت خمسمائة درهم ، لك منها عشرون درهما »[19].
ومنها ما رواه بعض مواليه عن نفسه قائلا : كان للناحية عليّ خمسمائة دينار ، فضقت بها ذرعا . ثم قلت : لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة وثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ، ولم أنطق بذلك .
فكتب - يعني الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف - إلى محمد بن جعفر ( وهو أحد الوكلاء ) :
« إقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه »[20].
فهذه بعض النصوص التي أوردناها كشاهد على حضور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في الساحة وفي قلب الأحداث ، ومتابعته الدقيقة والتفصيلية لشؤون مواليه وشيعته ، وعلى مدى سعة النشاط المالي والاقتصادي الذي كان يقوم به الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
خامسا : قضائه لحوائج الناس وحله لمشكلاتهم .
وهذه من أولى مهمات القائد الحريص على شؤون الأمة ، وعدم تركها فريسة الضياع . والإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف باعتباره إماما معصوما مفترض الطاعة ، ومرجع الأمة على جميع المستويات كان يتلقى مشكلات الناس عبر الرسائل التي كانت ترد إليه وهي تتضمن أسئلة واستفسارات عن بعض القضايا والأمور التي يحتاجها فيها السائل إلى الإمام المعصوم كي يرشده ويهديه وينصحه .
فكان الشيعة يوجهون الرسائل ليسألون إمامهم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عن رأيه في القيام بالعمل الفلاني ، أو السفر إلى الحج وغيره ، أو الامتناع عنه ، بحسب ما يراه من المصلحة التي يتضح بعد ذلك للسائل مطابقتها لمقتضى الحال .
والإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بما يملك من مؤهلات كعلمه بالغيب وغير ذلك من المواصفات التي اختص بها أهل البيت عليهم السّلام كان على معرفة تفصيلية بما يجري في الساحة من أحداث ومشاكل . لذا كان يملك الجواب الشافي لكل سؤال ، والحل الأمثل لكل مشكلة .
وأما بالنسبة لطريقة مواكبة الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لهذه الأحداث ووسيلة الناس للاتصال به فقد كانت عبر أحد طريقين :
الأول : مخالطته للناس بشكل مباشر ، من دون معرفتهم بحقيقة أمره إلا بعد رحيله عنهم - كما مر سابقا في بعض الروايات والأحداث - وفي بعض الأحيان يكشف لهم عن هويته بحسب ما يراه من مصلحة .
الثاني : عن طريق السفراء الذين كانوا المصدر الأساس في علاقة الأمة بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . فكانوا يكتبون ويبعثون برسائلهم إلى هؤلاء السفراء الذين كانوا بدورهم ينقلونها إلى الإمام الذي يجيب عنها .
وقد بينا في الحديث عن تصدي الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لشؤون المرجعية الدينية بعض الأمثلة التي توضح هذا الأمر ، وسنزيد عليها ههنا ما يغني الموضوع على مستوى حل الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف للمشاكل الاجتماعية أو غيرها .
فمنها ما ذكره الشيخ الطوسي ( رضوان اللّه تعالى عليه ) من معالجة الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لبعض المشكلات الزوجية .
ومنها دعاؤه للقاسم ابن العلاء بأن يبقى ولده الحسين بعد أن ولد له عدة بنين وماتوا .
فقد روى الشيخ المفيد عن القاسم بن علاء أنه قال :
« ولد لي عدة بنين ، فكنت أكتب وأسأل الدعاء لهم فلا يكتب إليّ بشيء من أمرهم ، فماتوا كلّهم ، فلما ولد لي الحسين - ابني - كتبت أسأل الدعاء فأجبت فبقي والحمد لله »[21].
ومنها دعاؤه لمريض قد عجز الأطباء عنه فشفي شفاء تماما .
فقد روى الشيخ المفيد عن أحدهم أنه قال :
خرج بي ناسور ( مرض يتسبب بنزول العرق الذي لا تنقطع علته ) فاريته الأطباء ، وأنفقت عليه مالا عظيما فلم يصنع الدواء فيه شيئا ، فكتبت رقعة أسأل الدعاء ، فوقّع إليّ : « ألبسك اللّه العافية ، وجعلك معنا في الدنيا والآخرة » فما أتت عليّ جمعة حتى عوفيت وصار الموضع مثل راحتي ، فدعوت طبيبا من أصحابنا وأريته إياه .
فقال : ما عرفنا لهذا دواء ، وما جاءتك العافية إلا من قبل اللّه بغير احتساب[22].
ومنها أيضا نصيحته لأحد الموالي بعدم الخروج في سفر حيث تم الاعتداء على القافلة من بعض اللصوص ، وآخر سأله عن سفر ، فلم يأذن له حيث عرفت فيما بعد أن السفينة قد سرقت .
فقد روى الشيخ المفيد عن علي بن الحسين اليماني أنه قال :
كنت ببغداد فتهيأت قافلة لليمانيين ، فأردت الخروج معهم فكتبت ألتمس الإذن في ذلك ، فخرج التوقيع :
« لا تخرج معهم ، فليس لك في الخروج معهم خيرة ، وأقم بالكوفة » .
قال : فأقمت ، وخرجت القافلة فخرجت عليهم بنو حنظلة فاجتاحتهم .
قال : وكتبت أستأذن في ركوب الماء فلم يؤذن لي ، فسألت عن المراكب التي خرجت تلك السنة في البحر ، فعرّفت أنه لم يسلم منها مركب ، خرج عليها قوم يقال لهم : البوارج فقطعوا عليها[23].
ومنها بشارته وإعلامه لأحدهم بأنه سوف يحج في عامه ، فقد روى الشيخ عن الحسين بن الفضل الذي ورد إلى العراق ، وكان قد عاهد نفسه ألا يخرج إلا بعد قضاء جميع حوائجه ، ثم خاف أن يفوته موسم الحج ، فقصد محمد بن أحمد - أحد السفراء - الذي طلب منه أن يذهب إلى أحد المساجد ، وهناك لقيه رجل ، ونقل إليه البشارة ، وقال له : لا تغتم فإنك ستحج هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما[24].
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وهي كما قال الشيخ المفيد موجودة مصنفة فيها أخبار القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . وإن شئنا ذكرها لطال بنا الأمر ، فنكتفي بما أوردناه .
[1] راجع الغيبة ، للطوسي ، ص 253 ، فصل أخبار بعض من رأى صاحب الزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وهو لا يعرفه أو عرفه فيما بعد .
[2] راجع تاريخ الغيبة الصغرى ، الصدر ، ص 367 .
[3] نقلا عن تاريخ الغيبة الصغرى ، ص 570 .
[4] المصدر السابق ، ص 572 - 573 .
[5] راجع الغيبة الصغرى ، السيد الصدر ، ص 369 .
[6] الغيبة ، الطوسي ، ص 248 - 249 ، ح 218 ، فصل ولادة صاحب الزمان عليه السّلام - والبحار ، ج 51 - 52 ، ح 25 .
[7] السرداب - بكسر السين - : بناء تحت الأرض يلجأ إليه من حرّ الصيف .
[8] بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 52 - 53 ، ح 37 .
[9] راجع الإمام المهدي وظهوره ، السيد جواد الحسيني الشاهرودي ، ص 61 .
[10] المقصود بمقابر قريش زيارة الكاظميين عليهما السّلام .
[11] وهم رهط الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات كان من وزراء بني العباس .
[12] نسبة إلى قرية بين الحلة والكوفة .
[13] الغيبة ، الطوسي ، ص 284 ، ح 244 .
[14] المصدر السابق ، ص 283 ، ح 242 .
[15] المصدر نفسه ، ص 293 ، ح 248 .
[16] المصدر نفسه ، ص 290 ، ح 247 .
[17] المصدر السابق ، ص 302 - 303 ، ح 256 .
[18] راجع هذه النصوص في تاريخ الغيبة الصغرى ، ص 592 ، نقلا عن الاحتجاج - للطبرسي .
[19] كمال الدين ، الصدوق ، ح 2 ، ص 485 ، ح 5 .
[20] تاريخ الغيبة الصغرى ، السيد الصدر ، 596 ، نقلا عن الغيبة الطوسي .
[21] الإرشاد ، المفيد ، ص 356 .
[22] الإرشاد ، المفيد ، ص 357 .
[23] المصدر السابق ، ص 358 - 360 .
[24] المصدر نفسه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|