أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-03
283
التاريخ: 2024-06-25
708
التاريخ: 2024-06-06
786
التاريخ: 2024-09-09
289
|
لا نزاع في أن مركبات الحديد توجد بكثرة عظيمة في الطبيعة، على حين أن معدن الحديد الخالص لا يوجد إلا بكميات قليلة. والحديد على نوعين مختلفين أولهما يوجد على شكل بلورات معينة من أكسيد الحديد في بعض الصخور البركانية، ويندر وجوده في شكل قطع كبيرة. والنوع الثاني هو ما يسمى بالحديد السماوي وهو تراب أو قطع من شهب تحتوي على حديد، ويمتاز هذا النوع الأخير بأنه يحتوي على كمية من معدن النيكل تتراوح بين %26,5 على حين أن الحديد الأرضي أي الذي يوجد في الصخور البركانية لا يحتوي على هذا المعدن إلا في الصخور فوق القاعدية نادرًا وبكمية قليلة جدًّا. والمعادن التي تحتوي على مادة الحديد كثيرة في مصر، وأهمها خام الهماتيت، وقد تكلمنا عنه فيما سبق، وكذلك توجد بعض مركبات الحديد في المغرة الحمراء والصفراء، ويستعملان للتلوين، وهذه الخامات توجد على الأخص في الصحراء الشرقية وفي سيناء (1) وفي المغرة القريبة من أسوان، وفي واحات الصحراء الغربية. والواقع أنه لا يوجد موضوع كثر فيه النقاش والتضارب أكثر من تحديد العصر الذي بدأ فيه استعمال الحديد بصفة عامة، ويزعم بعض العلماء أن الحديد كان حتمًا مستعملًا في مصر منذ أقدم العصور لقطع الأحجار الصلبة وحفرها، إذ لم يعرف للآن أية وسيلة أخرى استخدمت للوصول إلى قطع هذه الأحجار وصنعها إلا إذا كان الحديد أو الصلب قد استعمل لهذا الغرض، ويعتمد الذين يميلون لهذا الرأي على وجود بعض قطع من الحديد يرجع تاريخها إلى ما قبل الأسرات، وأن عدم وجود كميات عظيمة من هذا المعدن إلى يومنا هذا في الآثار المكشوفة يرجع إلى أن الحديد يغمره الصدأ ويتآكل وتختفي معالمه. وقد عثر على قطعة من الحديد بالقرب من الهرم الأكبر، والظاهر أنها ليست قديمة بل قد تركها الذين كانوا يعملون في تكسير أحجار هذا الهرم حديثا لاستعمالها في مبانيهم. وأهم القطع التي عثر عليها منذ عصر ما قبل الأسرات. هي بضع خرزات (2) ولكنها عندما حللت وجد أنها من الحديد السماوي أي من بقايا الشهب المتساقطة، وكذلك عثر «مسبرو» على عدة قطع (3) من بلطة في أبو صير ذكر أنها يجوز أن تكون من عهد الأسرة السادسة، ولكنه لم يجزم بشيء قاطع في تحديد تاريخها. بعد ذلك عثر «بترى» على كمية من الحديد الذي يعلوه الصدأ ومعها معاول من النحاس يرجع عهدها إلى الأسرة السادسة (4) في أساس معبد في العرابة المدفونة. ومن المحتمل أن الحديد الذي وجد هنا لم يكن على شكل آلة للاستعمال لأن كيفية صهر الحديد لم تكن قد عرفت بعد. يلي ذلك العثور على رأس حربة من الحديد في بلاد النوبة يقال إنها من عصر الأسرة الثانية عشرة (5). غير أن هذا التاريخ ليس مؤكدًا. وكذلك عثر على جزء من معول وجزء من فأس يقال إنهما من عهد الأسرة السابعة عشرة، ولكن ذاك لم يؤكد بعد. وفي مقبرة «توت عنخ آمون» (6) أي في أواخر الأسرة الثامنة عشرة عثر على عدد من قطع الحديد، وهو خنجر ونموذج مخدة وتعويذة للعين مرصعة في سوار من الذهب، وست عشرة آلة لها مقابض من الخشب، وأسلحتها صغيرة جدًّا رقيقة وكلها من الحديد، ووزن كل هذه الأسلحة لا يزيد على أربعة جرامات، وهذه كانت بلا نزاع تستعمل آلات سحرية لفتح فم مومياء «توت عنخ آمون غير أننا لا نعرف إذا كانت هذه من حديد الشهب أو من حديد الأرض. ومنذ عهد «توت عنخ آمون» أخذ عدد قطع الحديد يزداد وجوده حتى الأسرة الخامسة والعشرين، (7) وفي هذا العهد عثر على كمية من الآلات مصنوعة من هذا المعدن، ومن ثم أصبح الحديد كثير الاستعمال إذ لوحظ في آثار بلدة نوكراتيس وبلدة دفنه في عهد الأسرة السادسة والعشرين أن الحديد كان مستعملا كالنحاس بل أكثر، وكان يصهر في البلاد، وفي منتصف القرن الثالث قبل الميلاد عثر على آلات من الحديد في المحاجر. ومن كل ما سبق يتضح أنه وجد في مصر في العهود الأولى مقدار صغير جدا من الحديد المتخلف من الشهب صنع منه خرز، ولكن لم يكن يعرف الحديد بمعناه الحقيقي، أو كيف يستخرج من خاماته. ولكن مما لا شك فيه أن لفظة معدن السماء كانت موجودة عند قدماء المصريين. وخلافًا لذلك فإن كل القطع التي عثر عليها من الحديد تاريخها مشكوك فيه حتى نهاية الأسرة الثامنة عشرة، عندما عثر على قطع حقيقية من الحديد في مقبرة توت عنخ آمون»، ولا نزاع في أنها كانت قد أهديت له من ملوك غرب آسيا موطن صناعة الحديد. ولا بد أن الحديد نفسه كان كشفًا جديدًا في سوريا وفلسطين في عهد أوائل الأسرة الثامنة عشرة، إذ لم نعثر على اسم الحديد من بين الهدايا التي كان يقدمها ملوك هذه الجهات. وأقدم تاريخ عثرنا عليه لصناعة الحديد في مصر يرجع إلى القرن السادس قبل الميلاد، وذلك عند ما كشف «بترى» معملا لصهر الحديد في نوكراتيس (8) الواقعة في الشمال الغربي من الدلتا. غير أننا لا نعرف من أين أتى بخاماته. ومن جهة أخرى نعرف أن خامات الحديد قد استخرجت قديما من الصحراء الشرقية، وبالقرب من أسوان، ويحتمل أن المكان الأول قد استعمل في عهد الرومان، وأهم سبب في تعرف الإنسان على النحاس قبل الحديد رغم كثرة خامات الحديد عن خامات النحاس، أن الأخير يمكن طرقه باردًا أما الحديد فلا يمكن طرقه إلا بعد أن بدرجة عظيمة.
.............................................
1- Hume, The Distribution of iron ores in Egypt. & Nassim, Min-
Erals of Economic Interest in the Deserts of Egypt, in Report of Congrés.Inter; de Geol. Le Caire, 1925, III, 1926 p.p. 164–5
2- Wainwright, The Labyrinth, of Gerzeh and Mazghuneh p.15–.16
3-. Guide au musée de Boulaq, 1883. p. 296
4- Petrie, The Arts & fts of Anc. Egypt. P. 104.C
5- Randall-Mac-lver & Woolley, Ruben p.p. 193, 211, pl. 88
6- Carter, The Tomb of Tut-Ankh_amen, II, p.p. 109, 122, 135,
.Pls LXXVII, LXXXII; III, p.p. 89–90, pl. XXVII
7-. Petrie, Six Temples at Thebes’s p.p. 18–19
8-. Petrie, Naukratis p. 39
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|