أبو الصلت

 (460 – 529هـ)

امية بن عبدالعزيز بن أبي الصلت، أبو الصلت، من بلدة دانية، وهي قصبة الناحية الشمالية الشرقية من كورة القفت، من شرقي الاندلس، كان من اكابر الفضلاء، له التصانيف المشهورة والمآثر المذكورة. ولد سنة 460 هـ، وحصل من معرفة الادب ما لم يدركه غيره. وكان اوحد عصره في العلم الرياضي، متقنا لعلم الموسيقى والضرب على العود، وفي غيرها من العلوم . اقام بالأندلس مدة ثم اتى مصر في سنة 510 هـ حيث بقي مدة أخرى. ثم عاد الى وطنه وتوفي سنة 529هـ في المهدية.

ولما كان أمية في مصر حبس بالإسكندرية مدة، وكان سبب حسبه ان مركبا كان قد وصل اليها، وهو موقر بالنحاس فغرق قريبا منها، ولم تكن لهم حيلة تخليصه لطول المسافة في عمق البحر. ففكر أبو الصلت في أمره واجال النظر في هذا المعنى حتى تلخص له فيه رأي.

ثم انه اجتمع بالأفضل بن أمير الجيوش ملك الاسكندرية وانباه انه قادر ان تهيا له جميع ما يحتاج اليه من الآلات ان يرفع المركب من قعر البحر، ويجعله على وجه الماء مع ما فيه من الثقل. فتعجب من قوله وفرح به وسأله ان يفعل ذلك. ثم اتاه على جميع ما يطلبه من الآلات وغرم عليها جملة من المال. ولما تهيأت وضعها في مركب عظيم على موازاة المركب الذي غرق، وارسى اليه حبالا مبرمة من الإبريسم، وامر قوما لهم خبرة في البحر ان يغوصوا ويوثقوا ربط الحبال بالمركب الغارق، وكان قد صنع الات بأشكال هندسية لرفع الاثقال في المركب الذي هو فيه. وامر الجماعة بما يفعلونه في تلك الآلات. ولم يزل شانهم ذلك والحبال الإبريسم ترتفع اليهم أولا فأولا وتنطوي على دواليب بين ايديهم حتى بان لهم المركب الذي كان قد غرق، وارتفع الى قريب من سطح الماء. ثم عند ذلك انقطعت الحبال الإبريسم، وهبط المركب راجعا الى قعر البحر. ولقد تلطف أبو الصلت جدا بما صنعه، وفي التحيل الى رفع المركب، الا ان القدر لم يعنه، وحنق عليه الملك لما غرمه من الآلات وكونها مرت ضائعة، وامر بحسبه، وان يستوجب ذلك. وبقي أبو الصلت في السجن مدة الى ان شفع فيه بعض الاعيان واطلق.

ومن هنا يظهر واضحا ان عباقرة الإسلام فكروا في امكان رفع المراكب الموجودة في قعر البحر. وهذا يعطي دون شك فكرة عن بعض التقدم الذي وصلت اليه العلوم الطبيعية عند العرب في القرون الوسطى، اذ في صنع الآلات بأشكال هندسية، واستعمالها لرفع الاثقال، دليل على استيعابهم بحوث الفيزياء والميكانيكا والهندسة، وبراعتهم في الجميع بينها – جميعا – علميا.

مؤلفاته :

لابي الصلت امية مؤلفات منها :

• الرسالة المصرية، الفها لأبي الطاهر بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس.
• رسالة في الموسيقى.
• كتاب في الهندسة.
• كتاب الانتصار لحنين بن اسحاق على ابن رضوان.
• كتاب حديقة الادب.
• كتاب تقويم المنطق الذهن.
• كتاب في الأدوية المفردة في ترتيب الاعضاء المتشابهة الاجزاء والالية.