المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

معركة بدر
6-2-2017
تفسير الآية (11-20) من سورة النور
4-8-2020
أصحاب الأعراف
19-1-2023
استقامة النبي ومن ثبت من أصحابه
28-6-2017
البيعة للمأمون بمكة والمدينة
26-8-2017
المزايا والمثالب في النظام اللامركزي
9-7-2021


الإمام الحسن العسكري وشهادة أبيه (عليهما السلام)  
  
1130   03:11 مساءً   التاريخ: 2023-05-09
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص92-96
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / الولادة والنشأة /

اغتيال الإمام الهادي ( عليه السّلام ) واستشهاده

قال الشيخاني : واستشهد علي العسكري في آخر ملك المعتزّ بالسمّ[1] ، وقال الطبري الإمامي : في آخر ملك المعتز استشهد وليّ اللّه . . . مسموما[2].

لما اعتلّ أبو الحسن الهادي ( عليه السّلام ) علته التي توفي فيها في سنة أربع وخمسين ومائتين أحضر ابنه أبا محمد الحسن ( عليه السّلام ) وأعطاه النور والحكمة ومواريث الأنبياء ونص عليه وأوصى إليه بمشهد من ثقات أصحابه ومضى ( عليه السّلام ) وله أربعون سنة ودفن بسرّ من رأى ( أي في مدينة سامراء في العراق ) ، وقام الإمام العسكري بتجهيز والده من غسله وتكفينه والصلاة عليه وحمل جنازته مع جم غفير من الناس ودفنه في داره حيث المرقد الشريف الآن في سامراء يقصده المسلمون من كافة أقطار الأمة الاسلامية للتبرك والدعاء ووفاء لرسو اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

ويصف لنا المسعودي مراسم ومظاهر تشييع الإمام ( عليه السّلام ) واجتماع خلق كثير في داره فيقول : حدثنا جماعة كل واحد منهم يحكي أنه دخل الدار ، وقد اجتمع فيها جملة من بني هاشم من الطالبيين والعباسيين واجتمع خلق من الشيعة ، ولم يظهر عندهم أمر أبي محمد ولا عرف خبره إلّا الثقات الذين نص أبو الحسن عندهم عليه .

فحكوا أنهم كانوا في مصيبة وحيدة ، فهم في ذلك إذ خرج من الدار الداخلة خادم فصاح بخادم آخر : يا بشر ، خذ هذه الرقعة وامض بها إلى دار أمير المؤمنين وادفعها إلى فلان ، وقل هذه رقعة الحسن بن علي فاستشرف الناس لذلك ، ثم فتح في صدر الرواق باب وخرج خادم أسود ثم خرج بعده أبو محمد ( عليه السّلام ) ، حاسرا مكشوف الرأس ، وعليه مبطنة بيضاء ، وكان وجهه وجه أبيه لا يخطئ منه شيئا ، وكان في الدار أولاد المتوكل ، وبعضهم ولاة العهود ، فلم يبق أحد إلّا قام على رجله ووثب إليه أبو محمد الموفق فقصده أبو محمد ، فعانقه ، ثم قال له : مرحبا بابن العم وجلس بين بابي الرواق والناس كلهم بين يديه وكانت الدار كالسوق بالأحاديث فلما خرج وجلس أمسك الناس فما كنا نسمع شيئا إلّا العطسة والسعلة ، وخرجت جارية تندب أبا الحسن فقال أبو محمد ( عليه السّلام ) : ما هاهنا من يكفي مؤونة هذه الجاهلة ؟ فبادر الشيعة إليها فدخلت الدار ، ثم خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمد - العسكري - فنهض فصلى عليه وأخرجت الجنازة وخرج يمشي حتى أخرج بها إلى الشارع الذي بإزاء دار موسى بن بغا ، وقد كان أبو محمد صلى عليه قبل أن يخرج إلى الناس ويصلي عليه المعتمد[3]. ثم دفن في دار من دوره[4].

ويمكن أن يستفاد من هذه الرواية : ان هذا الجمع الغفير المشارك فضلا عن رجال البلاط العباسي ، يكشف عن المكانة العالية والتأثير الفاعل للإمام في الأمة والدور الكبير الذي قام به في حياته ، فضلا عن أن حضور ولاة العهد ربما يكون تغطية للجريمة البشعة التي قام بها الخليفة العباسي بدس السم إليه ومن ثم وفاته .

من دلائل إمامته بعد استشهاد أبيه ( عليهما السّلام )

1 - قال أبو هاشم الجعفري : خطر ببالي أن القرآن مخلوق أم غير مخلوق ؟ فقال أبو محمد ( عليه السّلام ) : يا أبا هاشم ، اللّه خالق كل شيء ، وما سواه مخلوق .[5]

2 - وقال أيضا : قال أبو محمد ( عليه السّلام ) : إذا خرج القائم يأمر بهدم المنابر والمقاصير التي في المساجد . فقلت في نفسي : لأيّ معنى هذا ؟ ، فأقبل عليّ وقال : معنى هذا أنّها محدثة مبتدعة ، لم يبنها نبيّ ولا حجّة .[6]

3 - وسأله الفهفكي : ما بال المرأة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل سهمين ؟ فقال أبو محمد ( عليه السّلام ) : إن المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة ، إنّما ذلك على الرجال . فقلت في نفسي ؛ قيل لي ان ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب وفي رواية : لما جعل لها من الصداق . فأقبل أبو محمد عليّ فقال : نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء ، والجواب منّا واحد إذا كان معنى المسألة واحدا ، أجري لآخرنا ما أجري لأوّلنا وأوّلنا وآخرنا في العلم والأمر سواء . ولرسول اللّه ولأمير المؤمنين فضلهما[7].

4 - وقال أبو هاشم الجعفري : قلت في نفسي قد كتب الإمام : يا أسمع السامعين . . . اللهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك . فأقبل عليّ أبو محمد فقال :

أنت في حزبه وفي زمرته إذا كنت باللّه مؤمنا ولرسوله مصدّقا ولأوليائه عارفا ولهم تابعا ، فأبشر ثمّ أبشر .[8]

5 - عن علي بن أحمد بن حمّاد ، قال : خرج أبو محمد في يوم مصيف راكبا وعليه تجفاف وممطر ، فتكلّموا في ذلك ، فلمّا انصرفوا من مقصدهم امطروا في طريقهم وتبلوّا سواه .[9]

6 - وعن محمد بن عيّاش قال : تذاكرنا آيات الإمام ( عليه السّلام ) فقال ناصبيّ :

إن أجاب عن كتاب بلا مداد علمت أنه حقّ ، فكتبنا مسائل وكتب الرجل بلا مداد على ورق وجعل في الكتب وبعثنا إليه فأجاب عن مسائلنا وكتب على ورقة اسمه واسم أبويه فدهش الرجل ، فلمّا أفاق اعتقد الحق .[10]

7 - وعن محمد بن عبد اللّه قال : فقد غلام صغير فلم يوجد ، فأخبر بذلك ، فقال ( عليه السّلام ) : اطلبوه في البركة ، فطلب فوجد فيها ميّتا .[11]

8 - وروى أبو سليمان المحمودي فقال : كتبت إلى أبي محمد ( عليه السّلام ) أسأله الدعاء بأن ارزق ولدا ، فوقّع : رزقك اللّه ولدا وأصبرك عليه . فولد لي ابن ومات[12].

9 - وروي عن علي بن إبراهيم الهمدانيّ قال : كتبت إلى أبي محمد ( عليه السّلام ) أسأله التبرك بأن يدعو أن ارزق ولدا من بنت عمّ لي ، فوقّع : رزقك اللّه ذكرانا ، فولد لي أربعة[13].

10 - وعن عمر بن أبي مسلم قال : كان سميع المسمعيّ يؤذيني كثيرا ويبلغني عنه ما أكره ، وكان ملاصقا لداري ، فكتبت إلى أبي محمد ( عليه السّلام ) أسأله الدعاء بالفرج عنه ، فرجع الجواب : أبشر بالفرج سريعا ، ويقدم عليك مال من ناحية فارس ، وكان لي بفارس ابن عمّ تاجر لم يكن له وارث غيري فجاءني ماله بعد ما مات بأيّام يسيرة .

11 - ووقّع في الكتاب : استغفر اللّه وتب إليه ممّا تكلّمت به ، وذلك أني كنت يوما مع جماعة من النصّاب فذكروا أبا طالب حتى ذكروا مولاي ، فخضت معهم لتضعيفهم أمره ، فتركت الجلوس مع القوم وعلمت أنه أراد ذلك[14].

12 - وروي عن الحجّاج بن يوسف العبدي قال : خلّفت ابني بالبصرة عليلا وكتبت إلى أبي محمد أسأله الدعاء لابني فكتب إليّ : رحم اللّه ابنك إن كان مؤمنا ، قال الحجّاج : فورد عليّ كتاب من البصرة أنّ ابني مات في ذلك اليوم الذي كتب إليّ أبو محمد بموته ، وكان ابني شكّ في الإمامة للاختلاف الذي جرى بين الشيعة[15].

 

[1] الصراط السويّ : 407 .

[2] دلائل الإمامة : 216 .

[3] وفي رواية الطبري : صلى عليه أبو محمد بن المتوكل : 7 / 519 .

[4] إثبات الوصية : 206 .

[5] المناقب 2 / 467 .

[6] المناقب 2 / 468 .

[7] المناقب 2 / 468 .

[8] المناقب 2 / 469 .

[9] المناقب 2 / 470 .

[10] المناقب 2 / 470 .

[11] الثاقب : 231 .

[12] بحار الأنوار 50 / 269 عن الخرائج والجرائح : 1 / 439 ح 18 ب 12 .

[13] بحار الأنوار 50 / 269 عن الخرائج والجرائح : 1 / 439 ح 19 ب 12 .

[14] مسند الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) : 118 وبحار الأنوار 50 / 273 عن الخرائج والجرائح : 1 / 447 ح 33 ب 12 .

[15] مسند الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) : 118 وبحار الأنوار 50 / 274 عن الخرائج والجرائح : 1/ 488 ح 34 ب 12 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.