المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ادراك قيمة العمل
21-1-2016
Stressed vowels CLOTH
2024-02-22
في ما يعمل لأمن من السفر
22-04-2015
تمارين عملية على النصوص- الكاتب نجيب محفوظ
14-11-2020
الأصول المقصرة للتفاح
29-12-2015
مرض اللفحة النارية في الكمثري والتفاح
21-12-2015


حول قيمة الشاب  
  
1267   02:31 صباحاً   التاريخ: 2023-05-09
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص5 ــ 10
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال الله تعالى في كتابه الكريم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54].

تمهيد : مراحل الحياة :

إن حياة الإنسان وما يتخللها من تقلبات ومنعطفات، تتلخص في ثلاث مراحل، هي: الطفولة والشباب والشيخوخة.

وتعتبر مرحلة الشباب بمثابة مركز القوة والنشاط في حياة الإنسان، وهذا المركز يحيط به ضعف أيام الطفولة من جهة وعجز أيام الشيخوخة من جهة أخرى.

والإنسان وهو يطوي مراحل الحياة بكل تضاريسها أشبه ما يكون بمتسلق الجبال الذي يقضي يوماً كاملاً صعوداً إلى قمة الجبل، ويقضي يوماً آخر نزولاً إلى سفح الجبل. فكلما خطا خطوة صعودا كلما بدأت رؤيته تتسع، والأماكن الجميلة تتضح أمامه. وعندما يبلغ قمة الجبل يصبح مشرفاً إشرافاً كاملاً على كل من حوله وما حوله، وتصبح أعلى المناظر وأبعدها في مدى ناظريه.

على عكس وقت النزول، كلما خطا خطوة نزولاً كلما أخذت رؤيته ننحسر وتضيق، والأماكن الجميلة تغيب تدريجياً حتى تختفي كلياً عن ناظريه.

أيام الشباب:

إن أيام الشباب تعني بلوغ أعلى القمم وشروع أجمل مراحل العمر.

والشاب في هذه المرحلة يرى الأشياء جميلة والأفق واسعاً مليئاً بكل ما يستهويه ويرتضيه، ويصبح غارقاً بالآمال والأمنيات، وقلبه طافحاً بالحب والأمل. وقبل مرحلة الشباب يبدأ الطفل بشق طريقه باتجاه القوة والنشاط ، وكلما مضى عليه عام ازداد قوة حتى يبلغ قمة الشباب ويصبح في أوج قوته ونشاطه. على عكس مرحلة ما بعد الشباب، حيث يبدأ الإنسان مسيرته نحو العجز والعدم، وكلما مضى عليه عام بات أضعف من ذي قبل، ويتتابع ضعفه حتى يبلغ الشيخوخة ويصل إلى أعلى درجات العجز: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} [يس: 68].

إن مراحل الطفولة والشباب والشيخوخة في برنامج الحياة الطبيعية للإنسان، تدخل في إطار قانون التكوين وسنة الله تبارك وتعالى في نظام الخلقة. ويبين القرآن الكريم هذه المراحل الثلاث في آية شريفة واحدة ، يقول تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54].

نور الحياة :

تشكل أيام الشباب مشعلاً وضاء وسراجا منيرا في عمر الإنسان، إنها عهد السرور والفرح، عهد القوة والعنفوان، عهد النشاط والأمل، عهد الجد والعمل وعهد الحركة الدؤوبة والحماس.

القوى الشابة:

إن القوى البشرية لكل بلد من بلدان العالم تعتبر جزءاً مهماً من الثروة القومية لذلك لبلد، ويشكل جيل الشباب أساس القوى البشرية لكل بلد، فالقوى الشابة هي التي بمقدورها أن تتجاوز مشاكل الحياة وصعابها وأن تجتاز أصعب الطرق والمسالك بسهولة. فالمزارع والحقول الخضراء لم تزدهر إلا بسعي ومثابرة القوى الشابة، وعجلة الصناعات الثقيلة لم يدرها غير القوى الشابة، والثروات المعدنية لم تستخرج من أعماق مناجمها دون جهود القوى الشابة، القصور الفخمة وناطحات السحاب العظيمة في العالم تعكس إرادة القوى الشابة التي لا تعرف الكلل ولا الملل، حركة العمران والازدهار لم تكن لتستمر دون جهود القوى الشابة ومثابرتها، دوران العجلة الاقتصادية في العالم يعتمد أساساً على القوى الشابة، الذود عن حدود الأوطان والحفاظ على أمنها واستقلالها مسؤولية تقع على عاتق القوى الشابة، وخلاصة القول: إن آثار جهود القوى الشابة ومثابرتها تتجلى بوضوح في جميع مرافق الحياة، وهذه القوى وما تمتاز به من نشاط وحيوية تشكل أملا حقيقياً كشعوب العالم بمستقبل زاهر.

بدأ الحياة الاجتماعية:

مع بداية عهد الشباب تطوى صفحة الطفولة والتطفل، ويدخل الإنسان مرحلة يتحس فيها شيئاً من المسؤولية ويتحمل أعباء بعضها. إن البلوغ والشباب وهما شرارة بدء الحياة الاجتماعية لدى الإنسان كانا وما زالا يستأثران باهتمام خاص من لدن الاسر على اختلاف قومياتها وجنسياتها ، فهي تعتبر البلوغ تطورا مهما وثورة عظيمة في حياة الإنسان، حتى ان بعض الشعوب السالفة كان يقيم مراسم وطقوساً خاصة معلناً البلوغ.

العادات الوحشية:

(إن بداية الحياة الاجتماعية شكلت مسألة مهمة حملت محمل الجد على مر العصور وكانت غالباً ما ترافقها مراسم وطقوس. فالشعوب البدوية مثلاً كانت تقيم احتفالات دينية معلنة بدء مرحلة المسؤولية عند الإنسان بدليل أن الشاب، بالإضافة إلى كونه بات يستطيع المشاركة في عملية التكاثر، فإنه قادر على تخطي حدود الأسرة ليكون عنصراً فاعلاً داخل قبيلته).

(الأعمال الشاذة والعادات الوحشية - التي نقلها (لوي بروهيل) إلى الفرنسيين في دراسات وتحليلات أجراها بهذا الشأن - كانت تجرى - كما يقول - بهدف ترسيخ العادات والمعتقدات العشائرية في ذهن الشاب ، وكذلك تدريب الشاب وإعداده لتحمل أعباء الحرب مثلاً ، كان عليه أن يتحمل قلع ضرس أو ضرب وشم - دق خال - دون أن ترتسم على وجهه علامات الألم . أما الفتاة الشابة فكانت ترغم على القيام بواجباتها الاجتماعية، وعلى سبيل المثال كان عليها أن تمضي أياماً معدودة صامتة منزوية أو صائمة في الحمامات لتفكر بواجباتها المستقبلية كأم وزوجة).

(وفي العهود الغابرة كانت هناك مراسيم خاصة بكل عهد تواكب مرحلة البلوغ. ففي أثينا كانت مثل هذه المراسيم تجرى في سن الـ 18 ، أما في روما فكانت تجرى عندما كان الفرد يخلع عنه ثوب الطفولة ليرتدي ثوب الكبار، وكذلك الأمر بالنسبة للعهود الملكية، حيث كان يتوجب على أولاد النبلاء الذين كانوا في خدمة الأمراء حمل الدروع والخروج إلى الحرب إلى جانب أسيادهم من سن الـ 14).

بالرغم من أن كل الشعوب كانت في الماضي تهتم بمسألة الشباب، وتدرك قيمة الشباب ومنزلته إلى حد ما، وتلحظ باهتمام التطورات الهامة التي كانت تطرأ على الشباب لدى بلوغهم، وتعتبر القوى الشابة ثروة إنسانية عظيمة، بالرغم من كل ذلك جاء التقدم والازدهار في مجالات علم البيئة وعلم النفس وعلم الفلك، وكذلك التطورات المتسارعة التي شهدها القرن الأخير بسبب مكننة الحياة وتطور العلوم الطبيعية داخل الحياة الاجتماعية للبشر، ليضاعف من أهمية جيل الشباب أكثر من أي وقت مضى ويدفع بالعلماء والمفكرين إلى إجراء مزيد من الدراسات حول هذا الموضوع.

وفي عالمنا اليوم ، يستأثر الشباب باهتمام خاص وكبير، وها هم اليوم يشاركون مشاركة فعالة في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصناعية والأخلاقية ويؤدون أدواراً مهمة في كل من هذه المجالات.

(إن الحركات التي قادها الشباب مع مطلع القرن العشرين وأدت إلى تشكيل مخيمات للشباب في المانيا ومخيمات كشفية في إنجلتره، قد لفتت أنظار الرأي العام إلى الحياة الاجتماعية للشباب، وأبرزت وسائل التربية والتعليم التي كان لها الفضل في قيام هذه الحركات . ورواد هذه الحركات الذين لم يدرسوا أفكار الشباب دراسة جذرية اعتمدوا على تكهناتهم بشأن الشباب، وجاءت هذه التكهنات المقرونة بالواقع مؤثرة جداً في تقدم الاكتشافات المتعلقة بعالم البلوغ).

(بعد الحرب العالمية لأولى 1914 - 1918 التي قلبت الأوضاع رأساً على عقب في بلدان عديدة مثل المانيا وإيطاليا وروسيا، بذل جيل الشباب جهودا حثيثة لإقامة أنظمة جديدة وإحراز ما كانت قد وصلت إليه بلدانهم قبل الحرب من تطور، وأخذ قادة تلك الأنظمة يعتمدون على أفكار الشباب وأخلاقياتهم لتحقيق هذا الهدف).

(رغم أن مسألة الشباب هي مسألة دائمة ومرتبطة بكل الأزمنة والعهود، إلا أنها اليوم مع ما آلت إليه الأوضاع في العالم من أخطار، تشكل موضوع الساعة. لقد بقيت جزئيات مرحلة البلوغ مجهولة لدى الجميع مدداً طويلة، على عكس يومنا هذا، فكما أن اكتشاف قارة جديدة يستأثر باهتمام عدد كبير من الناس كذلك مسألة البلوغ فإنها تحظى باهتمام كبير).

(الساسة يعتمدون على الشباب ، والرواة والقصصيون يختارون شخصياتهم من بين الشباب، والصحفيون يشيدون بالشباب حتى التملق، وخلاصة القول: كل ذلك ساهم بإيجاد هالة من الغموض حول الشباب). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.