المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مسح جامي gamma scanning
6-7-2019
أقصر السبل إلى السعادة
11-8-2019
أنواع الخصومة في الدراما الكلاسيكية- 2- إنسان ضد الطبيعة
2023-04-06
تطبيقات المتحكم الدقيق PIC 16F84
2023-08-20
تشبيه الدنيا باللهو واللعب
23-10-2014
المدرسة الشيعيّة واسباب النزول
24-04-2015


عدم التفاهم بين الشباب والكهول والشيوخ  
  
347   08:53 صباحاً   التاريخ: 2024-09-07
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 29 ــ 31
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2022 2911
التاريخ: 2023-05-06 1215
التاريخ: 12-6-2022 1470
التاريخ: 13-12-2016 2580

من عوامل عدم التفاهم بين الشباب والكهول والشيوخ في الأسرة والمجتمع، هو الاختلاف الطبيعي في أسلوب التفكير وفي أخلاق هذه الفئات الثلاث، فكل فئة تنظر إلى المسائل من زاويتها الفكرية، ومعيارهم لصحة أو عدم صحة ذلك هو فكرهم وتصورهم حيث يعملون وفقاً لما يمليه عليهم تشخيصهم للمسائل بينما من المحتمل أنهم في الكثير من المسائل يخطئون حيث يمكن ان تكون هذه المسائل مخالفة لمصالح الاسرة والمجتمع.

{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 84].

ومن الممكن، مع ملاحظة مطالب الشباب والشيوخ، أن يطرح هذا السؤال: لماذا خلق الله تعالى رغبات هذه الأجيال الثلاثة مختلفة؟ الم يكن من الأفضل لو أنه سبحانه وتعالى خلق أسلوب تفكيرهم واحداً لكي لا يبرز اختلاف في الأسرة والمجتمع؟ ام هناك فائدة من وجود الاختلافات والتضاد تصب في سعادة الفرد والمجتمع؟.

الجواب إن مسألة تضاد الموجودات، من السنن الإلهية في جميع المظاهر الطبيعية والاجتماعية، فالخالق القادر، ولحكمة منه أوجد نظام العالم المخلوق على أساس التخالف والتضاد وجعلهما وسيلة لبقاء العالم وتكامل موجوداته.

إن قوتي الجذب والدفع قوتان متضادتان خلقتا بأمر إلهي، وقد قام نظام الأجرام السماوية على أساس هاتين القوتين. القوة الجاذبة تجذب الأجرام السماوية الصغيرة نحو الأجرام السماوية الكبيرة، وأما القوة الدافعة فهي تحدث التعادل وتمنع التصادم بينها، وبالتالي فإن الجرم المجذوب يبدأ بالحركة في مدار معين حول الجرم الجاذب.

الحياة والموت قانونان متضادان وجدا بحكمة إلهية في نظام الخليقة، فقوة الحياة، وضمن شروط خاصة، تبعث الحياة في العناصر الطبيعية والمواد المعدنية، وهي تحفظ الموجودات الحية، طالما هي حية، وأما قوة الموت فهي تقضي على الأشخاص المعمرين والمستهلكين، وتعمل العناصر الطبيعية على تجزئة أجسامهم وتعود بها إلى مخازن الطبيعة، وبهذه الطريقة تمهد لإعادة البناء في عالم الموجودات الحية.

قال علي (عليه السلام): (ضادَّ النور بالظلمةِ والوضوح بالبُهمةِ والجمود بالبلل والحرور بالصرد مؤلف بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها، مقرب بين متباعداتها مفرق بين متدانياتها) (1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نهج البلاغة، خطبة 228. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.