أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2019
1846
التاريخ: 20-2-2017
1724
التاريخ: 4-3-2022
2014
التاريخ: 18-12-2019
1883
|
الكسوف الكلي للشمس من أروع المشاهد التي تُرى من فوق سطح الأرض وأجملها. وتكمن تلك الروعة في أننا نرى القمر والشمس بحجم واحد. لذا عندما يمر القمر من أمام الشمس، فإنه يمكن أن يغطّي قرص الشمس الوهاج تماما، مغرقًا المنطقة المتأثرة بالكسوف في الظلام، ولكنه يسمح برؤية الطبقة الخارجية المتوهجة من الشمس – هالة الشمس – كأنها هالة مجيدة. ولكن لماذا نحن محظوظون للغاية لرؤية ذلك المشهد؟ ما وجه التكافؤ التام في الحجم الظاهري للشمس والقمر حتى ينتج هذا المشهد؟ السؤال أعمق مما يبدو عليه للوهلة الأولى؛ لأن التطابق لم يكن كاملا على الدوام. تمر حضارتنا الإنسانية بلحظة نادرة من الزمن الفلكي عندما يصبح القمر في المكان المثالي كي يحدث هذا النوع من الكسوف في الماضي الجيولوجي غير البعيد، كان القمر على مسافة قريبة للغاية من الأرض، وكان يطمس الهالة الشمسية أيضًا؛ أما في المستقبل الفلكي، فسيبتعد عن الأرض مسافة بعيدة، وسنراه مثل فقاعة مظلمة صغيرة تمر من أمام قرص الشمس. ولكن هذا الافتراض مستبعد ولن تثبت صحته التامة إلا وقتما نرصده بأعيننا.
لكن هذا التأثير يحدث أصلا لأن حجم القمر كبير للغاية. ونظرًا لأنه منفصل عن الأرض ويمثل نسبة معتبرة من حجم الكوكب الأب (الأرض)، فإنه يُعد أكبر قمر على الإطلاق في المجموعة الشمسية في الحقيقة يرى العديد من علماء الفلك أن منظومة الأرض والقمر ينبغي أن تُرى كوكبًا مزدوجًا، وليس كوكبًا وقمرًا. ويعود هذا كله إلى طريقة تشكيل الكوكب المزدوج.
كسوف الشمس (ساينس فوتو ليبراري).
تشكلت الشمس والمجموعة الشمسية عندما انهارت سحابة من الغازات والغبار في الفضاء بفعل جاذبيتها. دخل الجزء الأكبر من المادة إلى النجم المركزي، ألا وهو الشمس. وتبقى جزء من الغبار والجسيمات الجليدية في قرص حول النجم، ثم اصطدمت جسيمات ذلك الغبار والتصقت بعضها ببعض حتى أصبح جزء منها كبيرًا لدرجة كافية تُمكِّنها من جذب الجسيمات الأخرى نحوها بفعل جاذبيتها، حتى تراكمت أجسام أكبر وأكبر. وأدى هذا في النهاية إلى تكوين الكواكب، ولكن تُرك جزء من المادة لتشكّل أجسامًا أصغر ألا وهي الكويكبات والمذنبات. لم تكن المراحل الأخيرة من تلك العملية يسيرة بأي حال؛ لأن الكواكب الأولية قصفت بحطام المادة وهي تزيح مداراتها حول الشمس. ويمكن استخلاص لمحة عن شكل ذلك القصف من وجه القمر المحطم الذي تعرض للقصف، ولكن هذا لا يمثل إلا جزءًا ضئيلا من القصة الكاملة؛ لأن القمر نفسه لم يتكون إلا بعد الانتهاء من الجزء الأكبر من عملية تكوين الكوكب.
من السهل تفسير وجود الأقمار التي نراها تدور حول الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية، مثل المريخ والمشتري وزحل. إن الأقمار التي تدور حول المريخ عبارة عن أجزاء صغيرة من الحطام – الكويكبات – خلفتها عملية تشكل الكواكب، ومن ثم اجتذبها المريخ إليه. أما أقمار الكواكب الضخمة مثل المشتري وزحل، فهي أكبر من الكويكبات بكثير، ولكن الكواكب الضخمة أكبر من المريخ بكثير. وتكونت مجموعاتها من الأقمار حول الكواكب التي تدور حولها بالطريقة نفسها التي تكونت بها تلك الكواكب التي تدور حول الشمس، ما يجعلها صورة مصغرة من المجموعات «الشمسية». ولكن حجم القمر يعادل 25 بالمائة من حجم الأرض، من حيث القُطر، ومن الواضح أنه تكون بطريقة مختلفة. والتفسير الأفضل لذلك هو أنه في غضون بضعة ملايين من السنين من تكون الأرض، أُقحم الكوكب في تصادم مع كوكب آخر أصغر – جسم بحجم المريخ – ما أصاب الأرض بضربة خاطفة. وبفعل الحرارة التي تولدت من هذا الحدث العنيف، دمر الجسم الصادم، وذابت قشرة الأرض الأولية الحديثة التكوين غاص اللب المعدني الثقيل للجسم الصادم في مركز الأرض وامتزج مع لب الأرض المعدني كي يجعل للكوكب لبا شديد الكثافة وقشرة رقيقة نسبيًّا. وترجع رقة القشرة إلى أن المادة المنصهرة الناتجة عن الاصطدام، وهي عبارة عن مزيج من مواد من كوكب الأرض الأولي والجسم الصادم – الذي يشير إليه علماء الفلك بيانيا باسم الاصطدام العملاق – ينطلق في الفضاء، فترك جزء منها الأرض تماما، فيما بقي بعضها ليشكّل حَلْقة حول الأرض والتحم القمر عن طريق تلك الحلقة. يسهل تذكَّر المدة التي استغرقتها تلك العملية؛ إذ تخبرنا تطبيقات المحاكاة الحاسوبية أن تكوين شيء يشبه القمر من شأنه أن يستغرق شهرًا بحسابات العصر الحالي بعد الاصطدام. كذلك يشير تأريخ عينات الصخور القمرية إلى أن كل هذا قد وقع منذ ما يقرب من 4.4 مليار سنة. وقد تسبب الاصطدام، من ضمن أشياء أخرى، في جعل الأرض تدور بسرعة حول محورها، وأخرجها من الوضع الرأسي، ما تسبب في الميل المسؤول عن دورة فصول السنة الأربعة.
كل هذا يفسر العديد من الغرائب عن كوكب الأرض. إن حجم كوكب الزهرة، الذي يقع بجانب الأرض من جهة الشمس، يساوي حجم كوكب الأرض تقريبا، ولكن له قشرة سميكة ولبا معدِنيًّا صغيرًا؛ ما جعل مجاله المغناطيسي ضئيلاً. وهو يدور حول الشمس مرة واحدة فقط كل 243 يومًا من أيام الأرض. أما الأرض فتمتاز بقشرة رقيقة ولب معدني كبير هو المسؤول عن المجال المغناطيسي القوي والدوران السريع نسبيًّا، واجتذاب قمر كبير إليها. وتلك السمات تتناغم بعضها مع بعض تناغما تامًا. إن كوكبنا هو الكوكب الغريب في المجموعة الشمسية؛ إذ إنه نتاج سلسلة أحداث مستبعدة تمامًا، كلها مرتبطة بالقمر. وتبعات تلك الأحداث بعيدة المدى.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|