يعود اللون الأبيض اللامع للشمس في وسط النهار إلى شدة إشعاعها في هذا الوقت وسقوط أشعة ضوئها المرئية جميعها على الأقماع البصرية للعين بشدة متساوية تقريبا فلا تستطيع التمييز بينها ونستشعرها كأنها أشعة واحدة بيضاء. بينمـا عنـد شـروق الشمس أو غروبها تخترق الأشعة الشمسية الغلاف الجوي بزاوية ضعيفة حوالي (4) درجات قاطعة حيزا كبيرا، أكثر سماكة من الحيز الذي تقطعه وقت الظهر بحوالي (12) ضعف فخلال هذه السماكة الكبيرة تتبعثر الأشعة القصيرة (البنفسجية والزرقاء والخضراء) بواسطة جزيئات الهواء الدقيقة الأصغر منها حجمـا بشكل انتقائي في كل الاتجاهات خلال الغلاف الجوي بينما تتمكن الأشعة الصفراء والبرتقالية والحمراء من الدخول إلى عين الناظر مظهرة الشمس بلون اصفر - برتقالي زاهي وفي حال وجـود جسيمات وذرات غبار معلقة في الهواء تزيد أقطارها قليلا عن طول أقطار جزيئات الهواء تتبعثر الأشعة الصفراء وتظل الأشعة البرتقالية والحمراء مظهرة الشمس بلون برتقالي احمر وإذا تواجدت الجسيمات بكميات كبيرة تتبعثر أشعه ضوء الشمس كلها عدا الأشعة الحمراء فتظهر الشمس بلون احمر وذلك ما يحدث عند انفجار البراكين التي تملأ السماء بجسيمات دقيقة أو فوق المحيطات حيث يكون الهواء مترعا بذرات بلورات الملح الدقيقة وذرات بخار الماء وأحيانا إذا كانت إحجام الجسيمات متجانسة تعمل على بعشرة الأشعة الشمسية الضوئية بشكل انتقائي مظهرة الشمس بعدة ألوان حتى في منتصف النهار تبـدو الشمس برتقالية أو خضراء أو حتى زرقاء.

ومن الملاحظ انه خلال عمليات التبعثر المذكور في مختلف أشكاله حتى في منتصف النهار، تعمل جزيئات الهواء دائما إلى بعثرة الأشعة الشمسية الضوئية القصيرة جدا البنفسجية والزرقاء والخضراء انتقائيا في كافة الاتجاهات في الغلاف الغازي، بالإضافة إلى ذلك فان المخاريط البصرية في العين شديدة الحساسية لهذه الأشعة ما يجعل السماء تبدو لنا زرقاء في الاتجاهات كلها وفي الأحوال جميعها من حساب شدة الطاقة الإشعاعية ومقدارها كميا.