موارد التربة:

وتعتبر من الموارد الطبيعية التي لا تلبث ان تتحول الى مورد اقتصادي بمجرد استغلالها وقد استطاعت الدول ان تستغل كل نوع من انواعها لتحقيق أهداف مختلفة, فاستخدمت أكثر الترب للأغراض الزراعية، وقسماً منها كمواد أولية في صناعة الطابوق والزجاج والخزف والفخار وقد سعت بعض الدول في العالم للحصول على مجال أوسع من الترب, ففي فنلندة مثلاً بذلت نشاطات متعددة لتوسيع الرقعة الزراعية وذلك عن طريق جمع التربة في سلال وتغطية المناطق الصخرية بها لغرض زيادة مواردها الغذائية, وفي البرتغال قام المزارع بثقب الصخور وملئها بالتربة من أجل زراعة الكروم . كما قامت دول البحر المتوسط ببناء سفوح الجبال المنحدرة على شكل مدرجات لوقاية التربة من الانجراف واستثمارها في الأغراض الزراعية.

أما هولندا فقد شنت هجوماً على البحر لتستعيد الأرض التي طغى عليها الماء بواسطة ردمها كما هي في منطقة زويدرزة والتي تعرف اليوم بأراضي البولدرز Polders واستطاعت فرنسا أن تغير نظام المياه والرطوبة عن طريق تجفيف منطقة واسعة من المستنقعات كما حدث ذلك في منطقة صولونيا فيما تعرف اليوم بأراضي اللاندز Landes وتمكن القطر العراقي من معالجة مشكلة ملوحة التربة وذلك ببناء شبكة واسعة من المبازل الرئيسية والفرعية في وسط وجنوب العراق، حيث تتركز الملوحة بدرجة عالية في هذين الاقليمين من العراق ومن المفيد أن نذكر هنا بأن 60% من الأراضي المروية في وسط وجنوب العراق تتركز فيها الملوحة بشكل او بآخر.

فإذا كانت بعض الدول تسعى للحصول على أراضي زراعية جديدة، فان ذلك يعطي مؤشراً على اهتمام حكوماتها بتوفير القدر المناسب من المواد الغذائية التي بدأت تستأثر بالاهتمام الأول, فالدولة التي لا تمتلك قدراً كافياً من الموارد الغذائية أيام السلم، فالأولى بها أن تتجنب دخول الحرب ومضاعفاتها لصعوبة الحصول على الموارد الغذائية من الخارج بسبب توقف المواصلات والمعاملات الخارجية وبسبب تحول جزء من الأيدي العاملة المنتجة لها إلى المصانع الحربية.