أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-5-2022
4152
التاريخ: 4-1-2022
2937
التاريخ: 29-1-2022
2147
التاريخ: 10-1-2021
2233
|
المناخ:
يلعب المناخ دورا هاما فى تحديد قيمة الدولة وأهميتها السياسية، فرغم التقدم البشرى الذى بلغه الإنسان فى العصر الحديث إلا أنه لم يستطع السيطرة على المناخ سيطرة كاملة. فليس بقدرة الإنسان أن يخفف أو يزيد كمية الأمطار أو أن يمنع العواصف المدمرة، والمناخ يحدد نوع المحصول ونوع النشاط البشرى. ففي المناطق الاستوائية المطيرة يميل الإنسان إلى الكسل والخمول، وتكون التربة فقيرة نظرا لتحللها واستمرار غسلها تبعا لغزارة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، كما تجرف الأمطار التربة وتنقلها من مكان إلى آخر، ولذلك تفقد التربة خصوبتها وصلاحيتها للإنتاج الزراعي، ولا تصلح بذلك للزراعة البدائية المتنقلة.
أما الزراعة المتقدمة فلا توجد إلا فى المناطق المرتفعة حيث تعتدل درجة الحرارة تبعا للارتفاع. وتنتشر المزارع العلمية لإنتاج الكاكاو والمطاط والموز نظرا لملاءمة هذه المحاصيل للمناطق الاستوائية. وفى المناطق شديدة البرودة تتجمد التربة فترة من الوقت مما يقصر فترة الانبات وبالتالي يجعل هذه المناطق غير صالحة للزراعة، كما أن الإنسان فى هذه المناطق يعانى من شدة البرودة مما يجعله يقضى معظم وقته بحثا عن أساليب التدفئة وعن غذائه غير المتوافر، كما أن الحياة الحيوانية فى هذه المناطق تقتصر على ذلك النوع الذى يستطيع الحياة فوق الجليد أو فى المياه. وتبعا لذلك نجد هذه المناطق فقيرة فى قيمتها الاقتصادية إلا فى حالة توافر المعادن، أو فى حالة استخدامها كقواعد عسكرية أو لتجارب الأسلحة الجديدة, كما أن الجفاف عامل من عوامل تأخر الدول نظرا لانعدام المياه، وتكاد تكون الحياة فى المناطق الصحراوية قاصرة على مناطق الواحات أو مناطق التعدين. ورغم المحاولات التى تجرى لاستغلال الصحارى فى الوقت الحاضر فما زال مجال تعمير ها محدودا.
مما سبق نرى أن المناطق الاستوائية أو الشديدة البرودة أو الصحراوية يصعب أن ينشأ فيها مجتمع متقدم أو أن تقوم فيها دولة عظمى, ونظرة لخريطة العالم السياسية نجد أن الدول المتقدمة تكاد تكون قاصرة على الدول التى تقع فى المناطق المعتدلة، مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ودول غرب أوربا وجنوب أفريقيا. وقد كان لذلك أثره على النشاط البشرى فى هذه الدول وبالتالي على الأهمية السياسية لها.
وقد كان للمناخ أثره فى جلب الاستعمار واستقراره فى بعض المناطق، فعندما وصل المستعمر الأوربي إلى أفريقيا، اختار الجهات المرتفعة ذات المناخ المعتدل لإقامته، وطرد الرجل الأفريقي إلى المناطق المنخفضة الحارة التى يمكنه العمل والعيش فيها. وفى شمال أفريقيا (المغرب والجزائر) وفى جنوب أفريقيا شجعت الظروف المناخية الرجل الأوربي على العيش والسعي للاستمرار فى هذه المناطق.
وللمناخ أثره الكبير فى سير العمليات الحربية، فقد ساعدت الثلوج الكثيفة التى يتميز بها الاتحاد السوفيتي على هزيمة الجيوش الفرنسية بقيادة نابليون، والجيوش الألمانية فى الحرب العالمية الثانية، ولولا غزارة الأمطار تبعا لظروف المناخ الموسمي الذى تتميز به منطقة جنوب شرق آسيا لما استطاع الفيتناميون هزيمة الجيوش الفرنسية وحصولهم على الاستقلال، ولما استطاعوا مقاومة الجيش الأمريكي فى فيتنام وإرغام الولايات المتحدة الأمريكية على مغادرتها، كما كان لسقوط الأمطار الغزيرة على الجيش الفرنسي ومعداته فى عام ١٨١٥ دور كبير فى هزيمة فرنسا فى معركة ووترلو. واختارت ألمانيا شهر يونيه فى زحفها على الاتحاد السوفيتي حيث تكون الأرض أكثر تماسكا مما يساعد على سير الدبابات الألمانية، كما اختارت شهر أبريل لغزو النرويج للاستفادة من العواصف التى تهب فى ذلك الوقت لتكون ستارا على عملياتها الهجومية. واختار اليابانيون الفترة من مارس إلى مايو لإرسال جيوشهم إلى بورما حيث تكون فترة الرياح الموسمية الشتوية الخارجة من القارة الآسيوية. وقد استفادت بريطانيا من الضباب فى انسحابها من دنكرك أثناء الحرب العالمية الثانية.
والتشابه فى المناخ عادة يؤدى إلى الترابط بين الدول المتشابهة فى المناخ، وبين أجزاء الدولة الواحدة، ويبدو ذلك من تشابه المناخ فى كثير من الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية مما يشجع على الترابط بين هذه الدول من ناحية وبين أجزاء كل دولة من ناحية أخرى، ونفس الشيء بالنسبة لدول جنوب شرق آسيا، ودول المغرب العربي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|