المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

وصايا الرسول بعد حدجة الوداع
6-2-2017
دور الاعلام العسكري الموجه الى عامة الشعب
21-8-2019
النيازك ومصدر الحديد قديما
2023-06-14
مسائل ثلاث في غسل الجنابة .
1-12-2016
حاتم بن إسماعيل
7-9-2016
حكم الولد الموسر والمعسر في إخراج زكاة الفطرة
26-11-2015


الشخصية والابداع  
  
1269   09:53 صباحاً   التاريخ: 2023-03-01
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص307 ــ 309
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-16 694
التاريخ: 2-9-2016 2520
التاريخ: 13-3-2022 1724
التاريخ: 2023-03-01 1270

هناك شبه اتفاق بين العلماء على أهمية السمات المزاجية في عملية القدرة على الإبداع، (لكن السمات المزاجية التي تنسب إلى المبدعين متناقضة، تتراوح بين الصحة النفسية من جهة والمرض النفسي من جهة أخرى، مما يجعلنا في أي موقف يفترض علينا أن نتبين نوع العلاقة بين القدرة على الابداع والسمات المزاجية المختلفة)(1).

والعمليات الإبداعية تتجاوز كل ما هو مألوف لتعطينا نتائجها أموراً كثيرة من خارج عالم الوعي. حتى إن الموهوب ذاته يشعر بالدهشة والاعجاب إزاء عمله، مما يجعله يؤمن أن هذا العمل هو موهبة جاءته من لدن قوى خارجية، وهو أكبر من جهده الشخصي العادي، وأن هذا العمل ميزة يمكن فقدانها، ويجب استغلالها قبل فوات الأوان. حتى إن بعض الموهوبين يحدثنا بأن الموهبة تنزل عليهم كالحلم أو كالبرق متمثلة في قصيدة أو اكتشاف، ثم تمضي وقد لا تعود. من أجل ذلك ينهض العبقري المبدع من فراشه ليلاً ويسارع الخطى ليدون ما أتت إليه به هذه الموهبة.

(وظل الشعراء منذ القديم يستلهمون شياطينهم ويعتقدون أنها مصادر إبداعهم خارجة عن ذواتهم)(2)، لكن الفضل يعود إلى الحركة الرومنطيقية التي قلبت هذا المفهوم حيث جعلت الإلهام نابعاً من داخل الفنان وليس من الخارج.

والسيكولوجيون يسلمون اليوم بوجود صلة بين الإنتاج الإبداعي والخبرات والعمليات العقلية السابقة، كما يفرقون بين عمليات التفكير عند الموهوبين من جهة، وبقية الناس من جهة أخرى.

وللأسف فإن دراسة التفكير الابداعي لا تحظى بكثير من الاهتمام، فنحن ننتظر بروز مبدع لندرس من خلاله الابداع، وربما يعود السبب في ذلك الاهمال إلى صعوبة إقامة محك عملي للإبداع. والابداع يرجع للبيئة أكثر مما يرجع للفرد، وإذا تساوت فرص البيئة أمام الأفراد، فإنه تظهر فروق عظيمة في العمل الإبداعي بين هؤلاء الأفراد.

وربما يكون من أسباب إهمال دراسة الإبداع، اعتماد الكثيرين من العلماء بارتباط الإبداع بالذكاء، أو حتى الخلط بين المفهومين. والحقيقة أن روائز الذكاء، وهي روائز مقننة، لا يستطيع المبدع من خلالها أن يظهر إبداعه، لأنه متحرر من التقنين، ومن القوالب الموضوعة سلفاً، وإن كانت هذه الروائز تكشف في الغالب عن بعض سمات المبدعين. وقد أشار (ثيرمان)، في عام 1954 إلى (أن الروائز المطبقة على الأطفال في سن السادسة وما فوق يمكنها أن تنبىء عن قدرة هؤلاء الأطفال على الإنجاز مدى ثلاثين عاماً، لكنه لا يمكنها التنبؤ باتجاه هذا الإنجاز)(3).

فالشخص الذي بقيت قدراته مفككة وغير مترابطة لا يتوقع أن يكون مبدعاً، (فالسر ليس في ما تملك، بل في كيفية التصرف في ما تملك).

وأبرز العاملين في مجال الدراسات الابداعية الساعية إلى الكشف عن سر الإبداع والمبدعين، (جيلفورد في كاليفورنيا، وكالفن تايلور، في جامعة بوتاه، ودونالد ماكينون، وفرانك بارون، وبوفالو، وبول تورانس في جامعة مينسوتا وغيرهم).

وأفضل طريقة نسديها للآباء والمدرسين ألا يعوّدوا الطفل على تلقي الحلول الجاهزة لكل ما يواجهه من المشكلات، بل يجب أن تترك له مهمة البحث والتنقيب عن هذه الحلول.

ويرى بارون (إن المبدعين أكثر اضطراباً من الناحية النفسية، إلا أن لديهم وسائل وحيلاً أكثر كفاية يواجهون بها هذه الاضطرابات)(4).

ولا شك بأن المبدعين يتمتعون بقوة (الأنا)، وهم أقدر من غيرهم على تحقيق المركز الاجتماعي وقبول الذات، والأداء المستقل، وأكثر مبادأة، ودافعية إلى النشاط العقلي.

وقد توصل العلماء إلى اكتشاف الترابط بين الحالة العامة للشخصية والتفوق في المجالات اللفظية، فقد تبين لجيلفورد ومعاونيه، (أن درجة الميل العصابي التي تتسم بالانقباض والتشاؤم ترتبط إرتباطاً سالباً بالطلاقة الفكرية وأن كلاً من الثقة بالنفس والحساسية الانفعالية أو سهولة استشارة المشاعر ترتبط ارتباطاً موجباً بالطلاقة الفكرية)(5).

ويلاحظ أن المبدعين، أثناء الاختبارات، يفضلون الأشكال المعقدة، لمقدرتهم على مواجهة التعقيد بطرق مختلفة، بينما لا تثير الأشكال البسيطة اهتمامهم كثيراً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ عبد الحليم محمود السيد، الإبداع والشخصية، ص 38.

2ـ المصدر السابق، ص42.

3ـ المصدر السابق، ص54.

4ـ المصدر السابق، ص263.

5ـ المصدر السابق، ص282. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.