المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ماهية المنافقين والنفاق  
  
1170   09:19 صباحاً   التاريخ: 2023-02-23
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص296 ــ 297
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ان ماهيّة النفاق والمنافق تبتني على عدم الاعتماد بالنفس وناشئة من أزمة روحية شديدة، حيث يجب البحث عن منبع هذه الصفة في زوايا حياتهم.

هؤلاء ابتلوا بحبهم للجاه والمقام وتصوروا ان النفاق والتلون وسيلة لتحقيق ارادتهم.

ان النفاق غير المخطط في الواقع نوع من سوء الظن المفرط الراسخ في روح الفرد والذي أثر على ايجاد ارضية في عدم الاعتماد على النفس. وعلى هذا الاساس تنشأ العداوة والضدية مع المجتمع حيث يسعى المنافق ان يبدي مقاومة تجاه اي برنامج لكي يصل إلى هدفه.

وكذلك قالوا: ان النفاق مظهر من مظاهر الكذب وعلى الاغلب يمثل الصورة العملية لذلك، حيث يؤثر في روح الانسان ونفسه ويضعه تحت تأثير اوضاع غير طبيعية. وهذا الأثر يبدو واضحاً وجلياً عند الأطفال، حيث تكون ماهياتهم معبرة عن حب ذاتهم وأنفسهم بشكل مفرط حيث يتوسل الانسان بمختلف الأساليب من أجل الوصول إلى أهدافه ومنافعه، حيث يرغب من خلال ذلك الحصول على شأن واعتبار وشخصية.

صنف وسنخية هؤلاء

الافراد الذين ابتلوا بالنفاق وخصوصاً الاطفال، من اي صنف ومجموعة ينحدرون؟

وللجواب على هذا السؤال نقول: ان هؤلاء من ذوي الخوف والجبن حيث يخافون من العدو والصديق، ويحذرون من الطرفين، فمن الصديق لئلا يفتضح امرهم امامه ومن العدو يخافون ان يوقع بهم ضرراً.

انهم من الذين يسيئون الظن والمتشائمين دائماً والتعساء. يخافون من الناس ويتصورون أنهم دائماً مورد تآمر الآخرين ليوقعوا بهم. وعلى هذا الاساس فإنهم يدافعون عن منزلتهم دفاعاً مستميتاً لا يتحملون أي ضرر ويخافون من أدنى ضرب.

بعض المنافقين من الأشخاص الذين وصفهم علم النفس الغربي بذوي الفطرة المنحرفة ويعتقدون بان هؤلاء سيكونون من ذوي الجرائم في مجتمع المستقبل ولا أمل في اصلاحهم، حيث انهم يحملون استعداداً ليكونوا اعداءاً للمجتمع فيمارسون ردود فعل سلبية تتماشى واوضاعهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.