المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التربية الدينية لدى الشباب  
  
783   09:22 صباحاً   التاريخ: 2023-02-12
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص285ــ292
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

مهما كانت التربية علمية فإنها ان كانت بعيدة عن الله ستؤدي الى مشاكل وصعوبات كثيرة. اذ ان الميول والرغبات البشرية كثيراً ما تعجز الانسان عن المقاومة وتنتهي الى الانحراف.

ومن جهة اخرى فإننا نريد هؤلاء الشباب متدينين. ونتمنى ان لا يرتكبوا اخطاء او انحرافات نريد منهم ان يتحلوا بالوعي الكافي وفي الجانب الديني فانهم فعالون. فهل فكرنا وتساءلنا ما الذي قدمناه لهم؟ وهل كنا لهم قدوات صالحة اولا؟

• واجباتهم:

هذا البحث جاء في مكانه المناسب فهؤلاء لديهم الاستعداد الديني الكافي، ففطرتهم تقودهم الى الله وتعرفهم به وتدفع الى الايمان بالحقائق الخالدة وتقبل التعاليم الالهية التي تطابق فطرتهم بصورة تلقائية، وكأنها امتزجت بدمائهم. فمنذ سنين البلوغ وبسبب من تكامل شخصياتهم فان تحولا يبرز لديهم يتبع غاية تنتهي الى الله ويرجون منه ثواباً لأعمالهم، فحبهم للدين يولد في قلوبهم عاطفة قوية وكأنها تقدمهم للتضحية من اجله.

ان وجود هذه العاطفة يمثل حالة قيمة لأنها اولاً تشبع العواطف الدينية الفطرية، وثانياً انها تسيطر على ميولهم الذاتية، وثالثاً انها تردعهم عن العصيان والطغيان والتمرد على الاوامر الالهية ، ورابعاً انها تمثل في الصعوبات والمشاكل نقطة اضاءة تبعث على الامل وتقضي على اليأس والوساوس.

• مراحل التطور الديني للشباب:

بالنسبة للدين فان الشباب يتحركون وفق مراحل هي:

- الاستفادة من المعرفة الفطرية التي اودعها الله عند كل الناس.

- الاستفادة من العواطف الدينية التي تبدأ في حدود سن ١٢ وتتصاعد الى اقصاهاً.

- البحت العقلي والتأمل في آيات الله وما قيل له بهذا الخصوص.

- اعمال الذهن في تحليل القضايا المعرفة وتقييمها.

- الايمان بالله ومحبته وتطبيق تعاليمه وفي التربية سيكون مهما بالنسبة للآباء والمربين ويستوجب متابعة كل هذه المراحل لمنع التراجع والسقوط وايصالهم الى التقدم والموفقية اذ انهم يحتاجون الى التوجيه باستمرار والى وجود القدوة التي تكرس النموذج الصالح.

دور الايمان:

ان التعليم الديني يحتاج الى ارضية للإيمان بالله وتطبيق التعاليم الالهية في هذا الاطار يجب الخروج من الحدود الخاص. وكذلك فان الاساس في هذا هو الايمان القائم على العقل والمصحوب بعواطف متوازنه.

ومن هنا فان تقوية الايمان عندهم يسبب ما يلي:

- تخفيف الاضطرابات الناشئة من الهوس الغريزي او ازالتها.

- النوم العميق الخالي من الوساوس.

ـ يحفظ الشاب من الانهيار والسقوط ويعينه على مواجهة المشاكل.

- اذا تعرض الى خسارة فانه لا ينهار.

ـ يحفظ الشاب في مواقع الخير.

فالدين يعمل على تقليص الذنوب وخصوصاً بالنسبة للشباب الذين يدفعهم ايمانهم الى الاستقرار. كما ان الكثير من الامراض تزول بفضل الايمان بالله والعناية الجدية او انها لا تظهر ابداً.

• المراقبة اللازمة:

بالنسبة للتربية الدينية فإنها بصورة عادية تنطوي على مسائل كثيرة ترتبط بحياة الانسان ويمكننا الاشارة الى بعضها كما يلي:

أ - مراقبة التعليم، فالمراقبة بالنسبة للتعليم ضرورية منذ الولادة وحتى سنين البلوغ وربما لأبعد من ذلك يجب على الوالدين ان لا يغفلوا عن ابناءهم واما ما يجب الاهتمام به فهو كالاتي:

1- التعليمات اللازمة: يحتاج الانسان الى تشكيل معرفة صحيحة عن الدين. وعلى وسائل التربية ان تشبع هذه الحاجة، ويجب توفير كل الحقائق بالتعاليم المرتبطة بالتعاليم الدينية في اطار الاصول والفروع والعلاقات والمسائل وتقديمها بصورة صحيحة.

كما يجب اعداد المعلمين القادرين على التوجيه الصحيح لأن الدين يمكن ان يقدم للشباب بصورتين اما ان نقول انه مخيف مرعب او مسار غير قابل للاجتناب، اما ان ينتهي الى السعادة او الشقاء.

وللاستفادة من قوة الد بن في التربية يجب:

- ان تعرفه بان الله له صفات محبوبة .

- الاستفادة من محبته لله لتطبيق تعاليم الدين.

٢- المزج بين العلم والدين: من الضروري ان يدرك الشباب ان العلم والدين توأمان وان العلم والاخلاق يؤديان سوية واجب واحد وأن الخطر ينشأ من الهرج والمرج.

وعلى اساس التجربة سيكون الدين بدون علم منشأ خرافات وتخلفات في العقل. ولربما لهذا السبب في الاسلام كان الدين ومنذ القدم في المسجد الى جانب المدرسة وبذلت الجهود لتكون الاخلاق الى جانب الايمان.

وعكس هذه القضية ايضاً صحيح فاذا جاء العلم بدون دين فان هناك نكبات واضطرابات ستنشأ ويغرق المجتمع في الماديات ويخر الناس نحو السقوط فالدين بحيرة اطمئنان للعلم كما ان نور العلم ينير الدرب للبشرية وعلينا ان لا نغفل عن ذلك.

وعن طريق التربية الدينية يمكن ان نوجه الشباب الى الطريق السوي اذ تتم السيطرة على الرغبات وتنجيه من الافراط والتفريط مما سيؤدى الى خلاصهم من حالات السقوط.

٣- اسلوب الدفاع عن المعتقدات: في التربية لابد ان يتعلم الافراد اسلوب الدفاع عن معتقداتهم منذ البداية يجب ان يمتلكوا الاجابة على سؤال لماذا صاروا مسلمين ولماذا يتبعون امر الله.

لابد من ان تكون التربية بأسلوب يؤدي بالشاب الى اهتمام بعقائده الدينية وان يستطيع الرد على كل الاعتراضات وان تقدم له على لسان الخصم لابد من اغلاق كل المنافذ التي ينفذ منها الخصم وان يتحرك العقل والمنطق ويعملا في هذا الاتجاه والا يتبع طريقاً بدون تفكير حي.

من الضروري ان يتم الايمان بعد تفكر.

٤- اسلوب الدعوة للدين: من المفيد جداً تفشي الدعوة للدين بين الشباب لأن هذه الدعوة تقطع الطريق على الانحرافات والانزلاقات، وعلى العكس من ذلك فان الانحرافات والانزلاقات تنشأ من الدعوات المضادة.

والذي يجعل من الدعوة الدينية مؤثرة شيئان الاول هو الخطب والاحاديث التي تعتمد المنطق وتلائم الادراك والفهم ثم استخدام الحماس والعواطف لأن عمر الشباب هو عمر فوران العواطف والمشاعر ولذلك فان الدعوة ستكون موثرة.

٥- القدوة: ليس من الضروري ان نعلمهم كل ما نروم تعليمه لهم من خلال الخطب بل يمكن من خلال تقديم النموذج المناسب والقدوة الصالحة لهم ان تقطع شوطاً مهماً على هذا الصعيد وكم سيكون حسناً جداً ان يكون الداعي الدين قدوة ونموذجاً له.

لقد قلنا سابقا ان اولادنا يرون فينا قدوة لهم فاذا كنا صالحين فان احتمال صلاحهم كبير جداً وان كنا متعبدين فإننا سنتمكن من جر ابنائنا الى التعبد فتأثير الافعال في الناس كبير جداً ولا يجب ان نتناساه.

فالأسرة التي لا تمارس الشعائر الدينية وحين لا يمارس الاب والام والمعلم واجبات دينية فان احتمال اداء الابناء لها ضعيف جداً ولهذا فان الاولياء المسلمين يتوجب عليهم ان يعرفوا ابناءهم بالواجبات الدينية بأسلوب عملي وان يدفعوهم الى الصلاح كذلك.

ب - في البناء الديني: على طريق تحويل الشباب الى متدينين عاملين بالتعاليم الدينية فعلينا ان نلتفت الى جمله نقاط هي:

١- الاجابة على التساؤلات: في ذهن وتفكير الشباب تساؤلات كثيرة تتعلق بالله والمعاد والحساب والصراط والمعجزة والوحي والقبر والعدل والاختيار والاجبار و... ويلوح لنا ان هذه المسائل ما لم يتم الاجابة عليها بطريقة منطقية فإننا لن نستطيع اقناع الشباب بالاتجاه الى الدين، كما يجب القضاء على الشكوك والتردد ومحو الوساوس وان نضع بين أيديهم معلومات صحيحة لأن اي عبادة ستفقد قيمتها اذا اقترنت بالشك والريب.

٢- ايجاد العادات الدينية: علينا هنا ايضاً ان نسعى منذ البداية الى ترسيخ العادات الدينية عند الشباب تدريجياً، ومع التكرار والتذكير بالواجبات الانسانية والعبادية تقضى على الاحساس بالتثاقل من ادائها وتخلق الايمان بها. فالشاب يبحث عن الفضيلة والانطلاق نحوها.

اننا نجد عند الشباب ميول دينية ويمكن توظيف هذه الميول للتربية وتعويدهم على قراءة القرآن وان يمتزج ذلك بدمائهم ولحومهم. وهو امر ليس صعبا جداً. 

• التوازن الديني:

من المسائل التربوية الدينية المهمة ان يراعي التوازن في الانتماء الديني اي عدم الافراط او التفريط في اداء العبادات لأن كلا الطرفين خطر جداً.

الامام الصادق (عليه السلام) يقول (اجتهدت في العبادة وانا شاب، فقال لي ابي: دون ما اراك تضع فان الله عز وجل اذا احب عبداً رضي منه باليسير) الكافي ج٢ ص٨٧.

ح - البناء الديني: اولئك الذين لا نجد فيهم رغبة في الدين يجب ان لا نيأس من عودتهم اليه لأن فطرة هؤلاء حية ولكنها مخدرة. وعليه فأرضية العودة موجودة وخصوصاً في هذه السن التي تتصاعد عندهم بقوة.

فالشاب يبحث عن الفضيلة والانطلاق نحو الخير والسعادة. انه يحب ان يصبح فرداً مؤمناً وطاهراً وان الدين بالنسبة له محترم جداً وهذا كله بشرط ان يسبقه التوجيه الصحيح.

وعند البناء الديني لابد من تطهير الذهن وتخليصه من الشوائب وان نملأ الفراغات بمعلومات ايجابية وان نغسل نقاط التلوث في الفكر بأفكار خيرة.

كما ان علينا ان ندرس اسباب التردي والانحطاط وان نسعى بعد ذلك لعدم تكرارها اذا كانت قد وجدت.

د- الاستفادة من الحماس الديني: حب الشاب والمراهق للدين باعث قوي وصحيح له للاتجاه نحوه. والحماس هذا نفسه سبب للتوجيه والتحرك نحو اهداف محددة ويمكن ان تكون عامل بناء لاتجاه سياسي.

المهم هو الاستقلال الصحيح من قبل الاباء والمربين من هذه الميول والحب فهذا النزوع الطبيعي يمكن ان يجاب بصورة حسنة بحيث ان لا يتحول الى متشدد ومتعصب او لا بالي بالدين وافكاره.

من الحماس المذهبي لابد ان نستفاد من توجيههم نحو الخير والتوازن والتعاضد الاجتماعي. الحرب والجهاد في طريق الخير او الحرب والجهاد في سبيل الله والنزوع لتحقيق اهداف انسانية واسلامية وان نسعى ان لا نتعبهم وان لا يحصل افراط او تفريط وان ينحصر سعينا في ملاحقة سبل الحق والتعاليم الصحيحة وان تتوجه قوى الشباب لتنمية المجتمع ونشر الاسلام والدعوة اليه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك