المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



النشاط العام للإمام الكاظم ( عليه السّلام )  
  
1497   03:49 مساءً   التاريخ: 8-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص96-104
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

كان الغالب على حياة الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) عدم الانفتاح على الأمة في حركته العامة .

وجاءت هذه المحدودية في الانفتاح على الأمة بسبب تشدّد الخلفاء العباسيين ومراقبة أجهزتهم التجسسية له التي كانت تشك في أيّ حركة تصدر منه ( عليه السّلام ) .

ومع ذلك فقد تنوّعت نشاطات الإمام في مجالات شتّى يمكن أن نشير إليها فيما يلي :

1 - المجال السياسي :

قال الإمام ( عليه السّلام ) بتوضيح موقفه تجاه الخلفاء والخلافة للأمة ، وان كلفه الموقف ثمنا قد يؤدّي بحياته .

لقد كان هذا التحرك من الإمام ( عليه السّلام ) لئلا يتسرّب الفهم الخاطئ للنفوس ويكون تقريرا منه للوضع الحاكم أو يتخذ سكوته ذريعة لتبرير المواقف الانهزامية .

من هنا نجد للإمام ( عليه السّلام ) المواقف التالية :

الموقف الأول : لقد ذكرنا بأن المهدي العباسي عند تسلّمه زمام الحكم من أبيه المنصور أبدى سياسة مرنة مع العلويين أراد بها كسبهم وحاول أن ينسب من خلالها المظالم العبّاسية إلى العهد البائد ، ويوحي من جانب قوة الخلافة وشرعيتها وعدالتها عندما أعلن إعادة حقوق العلويين لهم وأصدر عفوا عاما للمسجونين ، وأرجع أموال الإمام الصادق ( عليه السّلام ) إلى الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) .

من هنا وجد الإمام ( عليه السّلام ) فرصته الذهبية لاستغلال هذه البادرة فبادر بمطالبة المهدي بارجاع فدك باعتبارها تحمل قيمة سياسية ورمزا للصراع التأريخي بين خط السقيفة وخط أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

فدخل على المهدي فرآه مشغولا بردّ المظالم فقال له الإمام ( عليه السّلام ) :

« ما بال مظلمتنا لا ترد ؟ !

فقال المهدي : وما ذاك يا أبا الحسن ؟ قال : إنّ اللّه تبارك وتعالى لمّا فتح على نبيّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فأنزل اللّه على نبيه ( صلّى اللّه عليه واله ) :

وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ[1] فلم يدر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) من هم ؟ فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيل ( عليه السّلام ) ربّه فأوحى اللّه اليه : ان ادفع فدك إلى فاطمة ( عليها السّلام ) .

فدعاها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال لها : يا فاطمة إنّ اللّه أمرني أن أدفع إليك فدك ، فقالت :

قد قبلت يا رسول اللّه من اللّه ومنك . فلم يزل وكلاؤها فيها في حياة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فلمّا ولّى أبو بكر أخرج عنها وكلاءها فأتته فسألته أن يردّها عليها فقال لها : ايتيني بأسود أو أحمر يشهد بذلك ، فجاءت بأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وأم أيمن فشهدا لها ، فكتب لها بترك التعرّض فخرجت والكتاب معها . فلقيها عمر فقال : ما هذا معك يا بنت محمد ؟ قالت : كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة ، قال : أرينيه فأبت ، فانتزعه من يدها ونظر فيه ثم تفل فيه ومحاه وخرقه ، فقال لها : هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب فضعي الجبال في رقابنا .

فقال له المهدي : حدّها لي .

فقال ( عليه السّلام ) : حدّ منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحدّ منها دومة الجندل .

فقال المهدي : كل هذه حدود فدك ؟ !

فقال له الإمام ( عليه السّلام ) : نعم يا أمير المؤمنين هذا كلّه ، إنّ هذا كله ممّا لم يوجف أهله على رسول اللّه بخيل ولا ركاب .

فتغيّر المهدي وبدا الغضب على وجهه حيث أعلن له الإمام ( عليه السّلام ) :

أنّ جميع أقاليم العالم الإسلامي قد اخذت منهم ، فانطلق قائلا : هذا كثير وأنظر فيه »[2].

الموقف الثاني : في هذه المرحلة كان الإمام ( عليه السّلام ) حريصا على تماسك الوجود الشيعي في وسط المجتمع الإسلامي ووحدة صفه ، لان الظروف الصعبة ، تشكّل فرصة لنفوذ النفوس الضعيفة والحاقدة بقصد التخريب .

وظاهرة القرابة والمحسوبية كانت أهم الركائز التي اعتمد عليها بناء الحكم العبّاسي ، وكانت هي الحاكمة فوق كل المقاييس .

لذا نجد موقف الإمام ( عليه السّلام ) من خطورة هذه الظاهرة كان حاسما ، إذ نراه يعلن عن مقاطعة عمّه محمّد بن عبد اللّه الأرقط أمام الناس تطهيرا للوجود الشيعي من أيّ عنصر مضر مهما كان نسبه قريبا من الإمام ( عليه السّلام ) ، فلم يسمح له بالتسلق وصولا للمواقع أو استغلالا لها .

فعن عمر بن يزيد قال : كنت عند أبي الحسن ( عليه السّلام ) فذكر محمد بن عبد اللّه الأرقط فقال : « اني حلفت ان لا يظلّني وإيّاه سقف بيت .

فقلت في نفسي : هذا يأمر بالبرّ والصلة ويقول هذا لعمّه !

قال : فنظر اليّ فقال : هذا من البر والصلة ، انّه متى يأتيني ويدخل عليّ فيقول يصدّقه الناس وإذا لم يدخل عليّ ، لم يقبل قوله إذا قال »[3].

وزاد في رواية إبراهيم بن المفضّل بن قيس : « فإذا علم الناس أن لا اكلّمه لم يقبلوا منه وأمسك عن ذكرى فكان خيرا له »[4].

الموقف الثالث : هو موقف الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) من ثورة الحسين بن علي ابن الحسن - صاحب ثورة فخ - بن الحسن المثنى ابن الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) .

إن الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) بالرغم من امتداد شيعة أبيه في أرجاء العالم الإسلامي لم يعمل في هذه المرحلة بصيغة المواجهة المسلّحة طيلة أيام حياته ، حتى أعلن عن موقفه هذا من حكومة المهدي عندما حبسه المهدي ورأى الإمام عليا ( عليه السّلام ) في عالم الرؤيا وقصّ رؤياه على الإمام ( عليه السّلام ) وقرر إطلاق سراحه ، قال له : أفتؤمنني أن تخرج عليّ أو على أحد من ولدي ؟ فقال الإمام ( عليه السّلام ) : « واللّه لا فعلت ذلك ولا هو من شأني »[5] « 3 » .

وهذا الموقف للإمام ( عليه السّلام ) بقي كما هو مع حكومة موسى الهادي لأسباب موضوعية سبقت الإشارة إلى بعضها إلّا أن الإمام ( عليه السّلام ) مارس دور الاسناد والتأييد لثورة الحسين - صاحب فخ - من أجل تحريك

ضمير الأمة والإرادة الإسلامية ضد التنازل المطلق عن شخصيتها وكرامتها للحكام المنحرفين .

ولمّا عزم الحسين على الثورة قال له الإمام ( عليه السّلام ) : « إنّك مقتول فأحدّ الضراب فإنّ القوم فسّاق يظهرون إيمانا ويضمرون نفاقا وشركا فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون وعند اللّه أحتسبكم من عصبة »[6].

ولمّا سمع الإمام الكاظم بمقتل الحسين رضي اللّه عنه بكاه وأبّنه بهذه الكلمات : « إنّا للّه وإنا إليه راجعون ، مضى واللّه مسلما صالحا ، صوّاما قوّاما ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله »[7].

2 - المجال الأخلاقي والتربوي :

لقد أشاع الحكّام العبّاسيون أخلاقا وممارسات جاهلية أصابت القيم والاخلاق الإسلامية بالاهتزاز وعرّضت المثل العليا للضياع .

وهذا المخطط كان يستهدف المسخ الحضاري للأمة الإسلامية ولم يكن حالة عقوبة أفرزتها نزوة الخليفة فقط وانّما هي ذات رصيد تأريخي وجزء من تخطيط جاهلي هادف لتغيير معالم الحضارة والأمة الإسلامية التي ربّاها القرآن العظيم والرسول الكريم .

من هنا واجه الإمام ( عليه السّلام ) هذا المخطط بأسلوب أخلاقي يتناسب مع أهداف الرسالة يذكّر الأمة بأخلاقية الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ويعيد لها صورا من مكارم أخلاقه .

هنا نشير إلى نماذج من نشاطه :

النموذج الأول : عن حماد بن عثمان قال : بينا موسى بن عيسى في داره التي تشرّف على المسعى ، إذ رأى أبا الحسن موسى ( عليه السّلام ) مقبلا من المروة على بغلة فأمر ابن هيّاج - رجل من همدان منقطعا اليه - أن يتعلّق بلجامه ويدّعي البغلة ، فأتاه فتعلّق باللجام وادعّى البغلة ، فثنى أبو الحسن ( عليه السّلام ) رجله فنزل عنها وقال لغلمانه : خذوا سرجها وادفعوها اليه ، فقال والسرج أيضا لي ، فقال له أبو الحسن ( عليه السّلام ) : « كذبت عندنا البيّنة بأنه سرج محمد بن علي ، وأمّا البغلة فانا اشتريتها منذ قريب وأنت أعلم وما قلت »[8].

النموذج الثاني : خرج عبد الصمد بن علي ومعه جماعة فبصر بأبي الحسن ( عليه السّلام ) مقبلا راكبا بغلا ، فقال لمن معه : مكانكم حتى أضحككم من موسى بن جعفر ، فلما دنا منه قال له : ما هذه الدابّة التي لا تدرك عليها الثأر ، ولا تصلح عند النزال ؟ فقال له أبو الحسن ( عليه السّلام ) : « تطأطأت عن سموّ الخيل وتجاوزت قموء العير ، وخير الأمور أوسطها » . فافحم عبد الصمد فما أحار جوابا[9].

النموذج الثالث : عن الحسن بن محمد : أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن ( عليه السّلام ) فكان يسبّه إذا رآه ويشتم عليا ( عليه السّلام ) .

وقد لاحظنا حسن تعامل الإمام معه وكيف أدّى ذلك إلى صلاح رؤيته وتعامله مع الإمام ( عليه السّلام )[10].

3 - المجال العلمي

1 - قال أبو يوسف للمهدي - وعنده موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) - : « تأذن لي أن أسأله عن مسائل ليس عنده فيها شيء ؟ فقال له : نعم . فقال لموسى ابن جعفر ( عليه السّلام ) أسألك ؟ قال : نعم .

قال : ما تقول في التظليل للمحرم ؟ قال : لا يصلح . قال : فيضرب الخباء في الأرض ويدخل البيت ؟ قال : نعم .

قال : فما الفرق بين هذين ؟ قال أبو الحسن ( عليه السّلام ) : ما تقول في الطامث أتقضي الصلاة ؟ قال : لا . قال : فتقضي الصوم ؟ قال : نعم ، قال : ولم ؟

قال : هكذا جاء .

قال أبو الحسن ( عليه السّلام ) : وهكذا جاء هذا .

فقال المهدي لأبي يوسف : ما أراك صنعت شيئا ؟ ! قال : رماني بحجر دامغ »[11].

2 - وكان أحمد بن حنبل يروي عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه حتى يسنده إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ثم يقول : وهذا اسناد لو قرئ على مجنون أفاق »[12].

3 - وحجّ المهدي فصار في قبر ( قصر )[13] العبادي ضجّ الناس من العطش فأمر أن يحفر بئر فلمّا بدا قريبا من القرار هبّت عليهم ريح من البئر فوقعت الدلاء ومنعت من العمل فخرجت الفعلة خوفا على أنفسهم .

فأعطى علي بن يقطين لرجلين عطاءا كثيرا ليحفرا فنزلا فأبطأ ثم خرجا مرعوبين قد ذهبت ألوانهما فسألهما عن الخبر . فقالا : إنا رأينا آثارا وأثاثا ورأينا رجالا ونساء فكلما أو مأنا إلى شيء منهم صار هباء ، فصار المهدي يسأل عن ذلك ولا يعلمون .

فقال موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) : « هؤلاء أصحاب الأحقاف غضب اللّه عليهم فساخت بهم ديارهم وأموالهم »[14].

4 - وعن هشام بن الحكم قال موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) لأبرهة النصراني :

« كيف علمك بكتابك ؟

قال : أنا عالم به وبتأويله .

فابتدأ موسى ( عليه السّلام ) يقرأ الإنجيل . فقال أبرهة : والمسيح لقد كان يقرأها هكذا ، وما قرأ هكذا إلّا المسيح وأنا كنت أطلبه منذ خمسين سنة ، فأسلم على يديه »[15].

5 - وقال الشيخ المفيد : وقد روى الناس عن أبي الحسن ( عليه السّلام ) فأكثروا ، وكان أفقه أهل زمانه . . وأحفظهم لكتاب اللّه وأحسنهم صوتا بالقرآن[16].

6 - أمر المهدي بتوسعة المسجد الحرام والجامع النبوي سنة ( 161 ه ) فامتنع أرباب الدور المجاورين للجامعين من بيعها على الحكومة وقال فقهاء عصره بعدم جواز اجبارهم على ذلك فأشار عليه علي بن يقطين أن يسأل الإمام موسى بن جعفر عن ذلك فجاء جواب الإمام ما نصه بعد البسملة : « إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس فالناس أولى ببنائها ، وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها » ، ولمّا انتهى الجواب إلى المهدي أمر بهدم الدور واضافتها إلى ساحة المسجدين[17].

7 - طلب المهدي من الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) أن يستدل له على تحريم الخمر من كتاب اللّه تعالى قائلا له : « هل الخمر محرّمة في كتاب اللّه ؟ فان الناس إنّما يعرفونها ولا يعرفون التحريم .

فقال الإمام ( عليه السّلام ) : بل هي محرمة في كتاب اللّه . فقال المهدي في أي موضع هي محرّمة ؟

فقال ( عليه السّلام ) : قوله عزّ وجلّ : إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ . . . واستشهد على أن ( الاثم ) هي الخمرة بعينها بقوله تعالى :

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ . فالاثم في كتاب اللّه هو الخمر والميسر واثمهما كبير ، كما قال اللّه عزّ وجلّ » .

والتفت المهدي إلى علي بن يقطين قائلا له : هذه واللّه فتوى هاشمية .

فقال علي بن يقطين : صدقت واللّه يا أمير المؤمنين . الحمد للّه الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت . فلذعه هذا الكلام فلم يملك صوابه فاندفع قائلا : صدقت يا رافضي »[18].

 


[1] الإسراء ( 17 ) : 26 .

[2] أصول الكافي : 1 / 543 ح 2 ، بحار الأنوار : 48 / 156 . ونقل السبط في تذكرة الخواص : 314 عن ربيع الأبرار للزمخشري : أن ذلك لم يكن من المهدي بل من هارون كان يقول لموسى الكاظم : خذ فدكا ، وهو يمتنع ويقول : إنّ حددتها لم تردها ، فلمّا ألحّ عليه قال : ما أخذها إلّا بحدودها ، قال : وما حدودها ؟ فقال . . . فعند ذلك استلفى أمره وعزم على قتله .

[3] بحار الأنوار : 48 / 160 عن بصائر الدرجات : 64 ب 10 ح 5 .

[4] بحار الأنوار : 48 / 159 عن قرب الإسناد : 232 ح 1174 .

[5] تاريخ بغداد ، وعنه في تذكرة الخواص : 311 ومطالب السؤول لابن طلحة الشافعي : 83 وعن الجنابذي في كشف الغمة : 3 / 2 - 3 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 148 ح 22 .

[6] أصول الكافي : 1 / 366 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 161 ، ح 6 .

[7] بحار الأنوار : 48 / 165 عن مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصفهاني .

[8] بحار الأنوار : 48 / 148 ، ح 23 عن فروع الكافي : 8 / 86 .

[9] بحار الأنوار : 48 / 154 / ح 26 عن فروع الكافي : 6 / 540 .

[10] راجع الفصل الثالث من الباب الأوّل ، مبحث حلمه ( عليه السّلام ) ص 34 من هذا الكتاب .

[11] عيون أخبار الرضا : 1 / 78 وعنه في بحار الأنوار : 81 / 108 . ونقله في المناقب : 4 / 338 عن الفقيه ، وليس فيه لا في الحيض ولا في التظليل ! وفي الكنى والألقاب : 1 / 188 عن الكليني . ونقل نحوه المفيد في الارشاد : 2 / 235 عن محمّد بن الحسن الشيباني بمحضر الرشيد ، ورواهما في الاحتجاج : 2 / 168 .

[12] المناقب : 4 / 341 .

[13] قبر العبادي : منزل في طريق مكة من القادسية إلى الغديب : وفي الاحتجاج : ( قصر العبادي ) : 2 / 333 .

[14] مناقب آل أبي طالب : 4 / 336 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 104 وفي الاحتجاج : 2 / 159 - 161 أكثر تفصيلا .

[15] مناقب آل أبي طالب : 4 / 335 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 104 .

[16] الارشاد : 2 / 335 وعنه في كشف الغمة : 3 / 20 .

[17] حياة الإمام موسى بن جعفر : 1 / 451 - 452 .

[18] بحار الأنوار : 48 / 149.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.