أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-09-2014
5109
التاريخ: 7/10/2022
1578
التاريخ: 9-11-2014
5125
التاريخ: 25-09-2014
5187
|
روى الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن بنان ، أن الشيخ المفيد قال: رأيت في النوم كأني قد اجتزت في بعض الطرق ، فرأيت حلقة دائرة فيها ناس كثير.
فقلت: ما هذا؟
قالوا: هذه حلقة فيها رجل يقص.
فقلت: من هو؟
قالوا: عمر بن الخطاب.
ففرقت الناس ، ودخلت الحلقة ، فإذا برجل يتكلم على الناس بشيء لم أحصله ، فقطعت عليه الكلام ، وقلت:
أيها الشيخ: أخبرني ، ما وجه الدلالة على فضل صاحبك [أبي بكر] عتيق بن أبي قحافة في قول الله تعالى: { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ }؟.
فقال: وجه الدلالة على فضل أبي بكر من هذه في ستة مواضع:
الأول: أن الله تعالى ذكر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، وذكر أبا بكر ، فجعله ثانيه ، فقال: { ثَانِيَ اثْنَيْنِ }.
الثاني: أنه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه بينهما ، فقال: { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ }.
الثالث: أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، ليجمع بينهما فيما يقتضي الرتبة ، فقال: { إذ يقول لصاحبه }.
الرابع: أنه أخبر عن شفقة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عليه ، ورفـقه به ، لموضعه عنده ، فقال: {لا تخزن}.
الخامس: أنه أخبره أن الله معهما على حد سواء ، ناصراً لهما ، ودافعاً عنهما ، فقال: {إن الله معناه}.
السادس: أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر ، لأن الرسول لم تفارقه السكينة قط ، فقال: {فأنزل الله سكينته عليه}.
فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار ، لا يمكنك ولا لغيرك الطعن فيها.
فقلت له: لقد [حررت كلامك] [هذا ، واستقصيت البيان فيه ، وأتيت بما لا يقدر أحد أن يزيد عليه] في الاحتجاج ، غير أني بعون الله وتوفيقه ، سأجعل ما أتـيـت بـه كـرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
أما قولك: إن الله تعالى ذكره وذكر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وجعل أبا بكر ثانية ، فهـو أخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا إثنين ، فما في ذلك من الفضل؟!] ، ونحن نعلم ضـرورة أن مؤمناً وكافراً اثنان ، كما نعلم أن مؤمناً ومؤمنا اثنان] ، فما أرى لك في ذكر العدد طائلاً [تعتد به].
وأما قولك: أنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فإنه كـالأول ، لأن المكان يجمع المؤمنين والكفار ، وأيضاً فإن مسجد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أشرف من الغار ، وقد جمع والمنافقين والكفار ، وفي ذلك قول الله تعالى: { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} [المعارج: 36 ، 37].
وأيضاً فإن سفينة نوح قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة ، والإنسان. فالمكان لا يدل على ما ادعيت من الفضيلة ، فبطل فضلان.
وأما قولك: إنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فإنه أضعف من الفضلين الأوليـن ، لأن الصحبة تجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قول الله (عزوجل): {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [الكهف: 37].
وأيضاً ، فإن اسم الصحبة يقع بين العاقل وبين البهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب ، الذي نزل القرآن بلسانهم ، فقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4] وقد سموا الحمار صاحباً.
فقالوا:
إن الحمار مع الحمار مطية فإذا خلوت به فبئس الصاحب
وأيضاً فقد سموا السيف صاحباً [ فقالوا في ذلك]:
جاورت هندا وذاك اجتنابي ومعي صاحب كتوم اللسان
يعني السيف.
فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر ، وبين العاقل وبين البهيمة ، وبين الحيوان والجماد ، فأي حجة لصاحبك؟!
وأما قولك: أنه قال: { لَا تَحْزَنْ } فإنه وبال عليه ، ومنقصة ودليل عـلـى خـطئه ، لأن قوله: { لَا تَحْزَنْ } نهي ، وصورة النهي قول القائل: (لا تفعل).
فلا يخلو [أن يكون] الحزن وقع من أبي بكر [على أحد وجهين: أما ] طاعة أو معصية ، فإن كان طاعة ، فالنبي لا ينهى عنها ، فدل على أنه معصية. [فإن انتهى والا فقد شهدت الاية بعصيانه بدليل أنه نهاه.]
وأما قولك: أنه قال له: {إن الله معنا} فإن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أخبر أن الله معه خاصة ، وعبر عن نفسه بلفظ الجمع [فقال: {معنا} كما عبر الله تعالى عن نفسه بلفظ الجمع ] فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
وقد قيل [أيضاً في هذا]: إن أبا بكر قال: يا رسول الله حزني على أخيك علي بن أبي طالب ما كان منه.
فقال له النبي: { لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }. أي: معي ومع أخي على بن أبي طالب.
وأما قولك: إن السكينة نزلت على أبي بكر فإنه [كفر بحت]؛ لأن الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيده بالجنود ، كذا يشهد ظاهر القرآن في قوله تعالى: { فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا } فإن كان أبو بكر هو صاحب السكينة ، فهو صاحب الجنود ، وهذا إخراج النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من النبوة ، على أن هذا الموضع لو كتمته على صاحبك كان خيراً له ، لأن الله تعالى أنزل السكينة على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في موضعين ، وكـان معه قوم مؤمنون ، فشركهم فيها ، فقال في موضع: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [التوبة: 26].
[وفي موضع آخر]: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26].
ولما كان في هذا اليوم خصه وحده بالسكينة ، فقال: { فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ }.
فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة ، كما شركه من قبله من المؤمنين ، فدل بإخراجه من السكينة على خروجه من الإيمان.
قال الشيخ المفيد فلم يحر [عمر بن الخطاب] جواباً ، وتفرق الناس ، واستيقظت(1).
{ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ ...}
(التوبة / ٤٢)
[انظر: آل عمران ، آية 97 ، مفهوم الاستطاعة والمراد بها ، من تصحيح الاعتقاد: ٤٨.]
{ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ ...}
(التوبة / ٥٤)
[انظر: التوبة ، آية ١٠١ ، فــي نـفـاق بعض الصحابة ، مـن الفصول المختارة : 13 ، و آل عمران ، آية ١٤٢.]
{ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ ...}
(التوبة /56)
[انظر: التوبة ، آية ١٠١ ، في نفاق بعض الصحابة ، من الفصول المختارة : 13.]
______________
1- المصنفات ۸: شرح المنام / ۲۳.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|