المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6231 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

لطلب الذرية والحمل
10-05-2015
الغلو والتفويض
11-4-2018
أوجه الاختلاف بين وكالات الإعلان وشركات الإعلان
13-7-2022
ما هي حكمة مرض الامام السجاد عليه السلام يوم عاشوراء ؟
13-11-2021
حلف المعاهدة المركزية (حلف بغداد سابقا)
27-1-2022
الكناية وأنواعها
26-03-2015


الحِلم.  
  
1472   09:34 صباحاً   التاريخ: 7/12/2022
المؤلف : السيد محمد هادي الخرسان.
الكتاب أو المصدر : محاضرات في علم الأخلاق.
الجزء والصفحة : ص 99 ـ 103.
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الحلم والرفق والعفو /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2022 1533
التاريخ: 18-12-2021 1712
التاريخ: 22-7-2016 1455
التاريخ: 22-7-2016 2224

الحِلم: خُلق يمارسه الإنسان عندما يضبط أعصابه ويعيش السكون في حركاته والاتزان في تصرفاته فلا يغضب فتثور نفسه عند حصول المثيرات ولا يمارس الانتقام لنفسه استجابة لنوازع الشر وتلبية لنداء الشيطان.

الحلم في اللغة:

[الحلم] بكسر الحاء وسكون اللام "ترك العجلة وخلاف الطيش يقال حلمت عنه أحلم فأنا حليم"(1). وهو أيضاً " الأناة والعقل، ج: أحلام وحلوم ... وهو حليم" (2).

فالحلم ممارسة يقوم بها الإنسان تمنعه من فعل الانتقام وما لا ينبغي ويكون العقل هو سيد الموقف والدليل للإنسان عند حدوث مثيرات له تدفعه للانتقام وعلى هذا يكون الحلم والأناة بمعنى واحد كما قال الخليل (3).

فالأساس في هذه الممارسة هو بطء ردة الفعل على المثيرات وفعل ما يحكم به العقل والحلم يختلف عن كظم الغيظ من حيث أن كظم الغيظ يعني "الإمساك والجمع للشيء من ذلك الكظم: اجتراع الغيظ والإمساك عن إبدائه وكأنّه يجمعه الكاظم في جوفه"(4).

فيكون الكظم مقدمة للحلم فالكظم كالتحلّم بالنسبة إلى الحلم هو ممارسة منع النفس من ابداء الغيظ والحقد ولم تصل هذه الممارسة إلى حد سيطرة العقل بشكل واسع على تصرّفات النفس فتثور النفس ويمسكها الإنسان وعلى شدة الممارسة وطول المدة تصبح له هذه الممارسة خلقا ثابتا في النفس فالحلم في الاصطلاح "فضيلة النفس تكسبها الطمأنينة فلا تكون شغبة ولا يحركها الغضب بسهولة وسرعة"(5).

وبعبارة أخرى:

"الحلم هو طمأنينة النفس بحيث لا يحركها الغضب بسهولة ولا يزعجه المكروه بسرعة فهو الضد الحقيقي للغضب؛ لأنه المانع من حدوثه ولكن بعد هيجانه لما كان كظم الغيظ ممّا يضعفه ويدفعه فمن هذه الجهة يكون كظم الغيظ أيضأ ضداً للغضب ... وهو أشرف الكمالات النفسية بعد العلم بل لا ينفع العلم بدونه أصلا ولذا كلما يمدح العلم أو يسأل عنه يقارن به، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "اللهمّ أغنني بالعلم وزينّي بالحلم" (6).

الحلم في القرآن الكريم:

الحلم كخلق من الفضائل أشار إليه القرآن الكريم بصيغة الصفة المشبهة (7) (الحليم) في (15 مورداً) جاءت في (11 مورداً) كصفة لله تعالى وفي (4 موارد) كصفة للأنبياء (عليهم السلام) وجاءت بمعنى العقل في قوله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الطور: 32] والأحلام جمع حلم بمعنى العقل.

واقتصار ورود صفة (الحلم على الله تعالى والأنبياء يوحي لنا بعظمة هذا الخلق وأهميته وأنّ تحقيقه في الأنبياء فقط وعلينا أن نتحلى بأخلاقهم؛ لأنّ إمساك النفس عن الانفعالات وضبط تصرفات النفس عند الغضب عندنا أمر صعب جدا ويحتاج إلى لطف إلهي كالعصمة في الأنبياء والتوفيق للطاعات عند سواهم من البشر.

الحلم في السنة المباركة:

شرحت السنة المباركة الحلم وبيّنت أسبابه ونتائجه ودعت إلى التحلّي به وهذا ما نبيّنه فيما نذكره من الأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) مكتفين بما ورد في ميزان الحكمة [ج2، ص511-520]:

حد الحلم:

قال الإمام علي (عليه السلام): "إنّما الحلم كظم الغيظ وملك النفس"

 فالحلم كما في المعنى اللغوي والاصطلاحي يعني ضبط النفس وتهدئتها بعد الهيجان بفعل المثيرات وهذا ما شرحه الإمام (عليه السلام) بقوله إنّما الحلم ومن المعلوم في البلاغة العربية أنّ (إنّما) تفيد الحصر فكأنّه (عليه السلام) حصر الحلم بكظم الغيظ وملك النفس فتكون تصرّفات الإنسان تحت السيطرة والانضباط والحلم لا يعني عدم معاشرة الناس ولا يعني الابتعاد عنهم".

 ولذا جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "ليس بحليم من لم يعاشر بالمعروف من لا بد من معاشرته" فالحليم يعاشر الناس الذين لا بد من معاشرتهم كالأهل والأرحام والجيران وغيرهم وتكون معاشرته لهم بالمعروف وهو المتعارف لدى الناس بحيث لا يخرج عنا هو المرسوم عرفة والمضبوط شرعا. فلا يغضب عند حصول المثيرات وهذا ما أكّده: الإمام علي (عليه السلام): حين سُئل عن أحلم الناس فقال: "الذي لا يغضب"؛ لأنّ الغضب يدعو إلى الانتقام بينما الحلم يدعو إلى ضبط النفس وتحكيم العقل.

أثر الحلم:

عن الإمام علي (عليه السلام) أيضاً: "الحلم يطفئ نار الغضب والحدة تؤجّج إحراقه" فلا يهدأ الإنسان الذي يعيش الحدة وهي "ما يعتري الإنسان من الغضب والنزق"(7) حتى يحرق نفسه من خلال التصرّفات التي يقوم به في حالة الغضب. وممّا يورث الحلم لدى الإنسان كونه كامل العقل وعالم.

منشأ الحلم:

قال الإمام علي (عليه السلام): "بوفور العقل يتوفّر الحلم".

وعنه (عليه السلام) أيضاً: " عليك بالحلم فإنّه ثمرة العلم" فإذا كان لدى الإنسان وفور في العقل وعلم كان لديه الحلم لسيطرة العقل على النفس.

وللحلم ثمرات يقطفها الحليم الذي أصبحت عنده فضيلة الحلم خلقا ثابتا في النفس وإذا لم تبلغ مرحلة الثبوت ولكنه يمارسها فهو التحلم.

وهذا ما دعا إليه الإمام علي (عليه السلام) بقوله: "إن لم تكن حليما فتحلّم فإنّه قلّ من تشبّه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم".

ثمرة الحلم:

 من ثمرات الحلم: إنصاف الناس له ونصرتهم له كما في:

قول الإمام علي (عليه السلام): "إنّ أول عوض الحليم من حلمه أو خصلته أنّ الناس أنصاره أو أعوانه على الجاهل" وذلك أنّ الحليم حين يتوازن في ردة الفعل على الجاهل الذي استثاره سيتولى الناس العقلاء من المحيطين به الدفاع عنه ومقاضاة المعتدي ولو باللوم والتأنيب فقد ينتبه المعتدي خطأه فيعتذر عن تصرّفه (8).

وقوله (عليه السلام) أيضاً: "الحلم عشيرة" دعوة إلى مجتمع آمن تسوده مبادئ الاحترام والتسامح؛ لأنّ الحليم سيكسب انصارا وأعوانا ومشجّعين له على الحلم والعفو عند القدرة في حالات الغضب والانتقام حتى يكون الحلم له كالعشيرة وهي تحمي الإنسان عادة فيكسب أعوانا وأنصاراً من خلال الحلم والصبر على الأذى (9).

والحث على الحلم وكظم الغيظ لا يعني أن يذل الإنسان نفسه مع المعتدي بل الذل حينئذ يكون آفة الحلم والمرض الذي يصيب الصبر والأناة.

آفة الحلم:

قال الإمام علي (عليه السلام): " آفة الحلم الذل".

 والآفة في اللغة هي "العاهة أو عرض مفسد لما أصابه"(10).

 فالذل حين يعيشه الإنسان المعتدى عليه لا يكون معه الحلم؛ لأنّ العقل الضابط لتصرفات الإنسان يدعو إلى وضع الأمور في موضعها المناسب فإذا كان المعتدي لا ينفع معه الصبر على أذاه والسكوت عن أفعاله فلا يكون الحلم علاجا ولا العفو فضيلة كما أشار إليه:

قول الإمام علي (عليه السلام): "إذا كان الحلم مفسدة كان العفو معجزة". والمَعجَزة في اللغة هي "عدم القدرة والعجز"(11) بما أنّ العفو عند المقدرة من شيم المؤمنين وأخلاقهم ويكون من خلال الحلم وتحكيم العقل فلا بد أن يكون في موضعه المناسب فإذا كان الحلم مفسدة ولم يكن مصلحة من خلال تجاوز المعتدي الحدود فلا يكون العفو عن إساءته مقدرة فيمدح الإنسان على العفو بل يكون عجزا ويمثل ضعف في الإنسان الحليم وهذه دعوة إلى التوازن في الانفعالات ووضع الأمور في نصابها الصحيح ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مقاييس اللغة: ص259.

(2) القاموس المحيط: ص 1011.

(3) العين: ج 1، ص 112.

(4) مقاييس اللغة: ص74.

(5) تهذيب الأخلاق: ص 43.

(6) جامع السعادات: ج 1، ص 330 – 331.

(7) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: ص216-217.

(8) القاموس المحيط: ص264.

(9) أخلاق الإمام علي (عليه السلام): ص 127 - 128، (بتصرف).

(10) القاموس المحيط: ص 733.

(11) لسان العرب: ج4، ص2817.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.