المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الموضوعات التوجيهية التربوية / السيرة النبوية  
  
1485   10:30 صباحاً   التاريخ: 27/10/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص202 ــ 205
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-11-2017 4575
التاريخ: 2023-02-25 1167
التاريخ: 17/10/2022 1349
التاريخ: 2023-08-16 1518

يذكر سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي أن في كتب السيرة والتاريخ كنوزاً أدبية، ولكنها تكاد تكون ضائعة وتحتاج إلى من يبحث عنها، ويستعرضها من جديد(1).

وهذه الحقيقة يدركها كل من قرأ في (كتب السيرة، والتاريخ، وكتب الطبقات والتراجم والرحلات، وفي الكتب التي ألفت في الإصلاح والدين والأخلاق والاجتماع. وفي كتب الوعظ والتصوف، وفي الكتب التي سجل فيها المؤلفون خواطرهم وتجارب حياتهم، وملاحظاتهم وانطباعاتهم ورووا فيها قصة حياتهم)(2).

ومن يتمعن في كثير من النصوص في هذه الكتب يتذوق جمال القطع الأدبية التي تزخر بها، فضلا عما فيها من أحداث وأخبار ومشاهد وصور من تاريخنا تسهم في تربية أطفالنا وتنشئة أجيالنا(3).

وأذكر على سبيل المثال تلك الرواية التي حدثنا فيها الصحابي الكريم كعب بن مالك - عن تخلفه في موقعة تبوك مع صاحبيه(4)، ثم ما تبع ذلك من مقاطعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمسلمين لهم حتى نزول آية التوبة(5)، والرواية قطعة أدبية رائعة، ولوحة فنية جميلة، وقصة واقعية مؤثرة(6)، ولو وردت هذه الرواية في كتب الأمم الأخرى لبرزت من عيون الأدب العالمي الذي يتحدث عن همسات النفوس، وخلجات المشاعر، ووساوس الأعماق وصراع النفس.

فالسيرة العطرة معين عذب للأدب العالمي بعامة، والأدب الإسلامي بخاصة، وفيها ما يخص الكبار وما يصلح للصغار. وفيها ما يخص الرجل والمرأة، وما يهم كل الناس وكل الأمزجة وكل المجتمعات. وهي تصور حياة واقعية، تزخر بالمشاهد والمآثر، وهي لا تزال إلى اليوم وستبقى تحمل ذلك النبض الإنساني الصادق، والصورة البشرية المؤثرة، إنها وقائع وأحداث، وصور ومناهج وأحكام، وأوصاف وحوارات، وتاريخ يتحرك بصدق وحرارة.

معين زاخر بشتى الموضوعات والأغراض والأنواع والأساليب، ومع ذلك ما تزال هذه الكنوز رهينة الكتب، والروايات.. وإذا بدأنا نرى بعض الكتابات التي استمدت موضوعاتها من السيرة، فإنه ما يزال هناك مجالات كثيرة للكتابة فيها ولعرض صور جديدة منها، وما يزال هناك بعد كبير عن الصورة التي نتطلع إليها في عرض السيرة بالأسلوب الملائم، والطرائق المناسبة لمراحل العمر المختلفة.

وإن أدباءنا ما زالوا بعيدين عن استغلال السيرة والاستفادة منها، وإخراج مكنوناتها في إبداعاتهم المختلفة. لا عن طريق السرد والنظم والحكايات، وإنما عن طريق تمثل هذه الأحداث وفهمها ثم الأخذ من معينها لإبداعاتهم المختلفة.

والأطفال أكثر حاجة من الكبار لفهم سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله)، ومعرفة جزئيات حياته وحياة صحابته؛ لكي تصبح هذه السيرة قدوة ونبراساً لهم، ولكن هذه الحاجة لا يشبعها سرد الوقائع واستعراض الأحداث، وإنما تحتاج إلى أديب ينقل هؤلاء الأطفال إلى تلك الحياة، ليعيشوا وسطها، وليتفاعلوا معها، أو من ينقل تلك الحياة إليهم لكي يمعنوا فيها، ويتملّوا منها، ويقبسوا منها ما ينير لهم طريق حياتهم(7).

إن المعين طيب وغزير ولكنه يحتاج إلى الإبداعات المتميزة والأساليب المبتكرة، والأخذ الحسن لتقديمه للأطفال بصورة مناسبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ نظرات في الأدب / 34.

2ـ المصدر السابق.

3ـ أليس من الغريب والسذاجة أن نقبل من المستغربين والعلمانيين استخدام الأساطير، والروايات الخرافية التي امتلأت بها كتبهم وتاريخهم، وأن نعد ما ينسجون حول هذه الأساطير من خرافات وأوهام، نوعاً من الأدب والفكر، وسمة من سمات الإبداع، وأن تؤلف الكتب للبحث عن أثر ذلك في الإبداع، بينما يخجل بعض المهزومين من العودة إلى كتاب الله (عز وجل)، وإلى حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو الأخذ من تراثنا الحي، ويعد ذلك نوعاً من التخلف والرجعية، ويهتمون بدلاً من ذلك بكتب الأساطير الشعبية، أو الكتب التي تركها أصحابها لتشويه صورة المسلمين ومحاربة الدولة الإسلامية مثل (ألف ليلة وليلة).

4ـ الثلاثة الذين تخلفوا وتاب الله عليهم هم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي.

5ـ رويت قصة التخلف والتوبة في كتب الحديث (صحيح البخاري وصحيح مسلم من حديث الزهري ومسند الإمام أحمد والترمذي والنسائي، وأبو داود، وفي السيرة والمغازي وكتب التفسير والتاريخ).

6ـ كعب بن مالك الأنصاري، الصحابي الشاعر الأديب: للدكتور محمد علي الهاشمي ط1 / 369 ـ 389، وقد كتب عنها الأديب محمد موفق سليمة في ثلاثياته.

7ـ انظر ما كتبه الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه (في الطريق إلى المدينة)، عن أثر السيرة الحية في نفوس الصغار، فصل (الكتاب الذي لا أنسى فضله).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.