أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-09-2015
14238
التاريخ: 17/10/2022
1399
التاريخ: 15-11-2014
2138
التاريخ: 20-09-2015
2124
|
إن ظهور التفسير اللغوي والرجوع إلى الشعر العربي الفصيح كان لضرورة واقعية لإيضاح المعنى القرآني واستخراج مفاهيمه وانقاذ لها من اختلاف اللهجات العربية، ولذلك رأينا أن ابن عباس وكبار المفسرين من تلامذة مدرسته قد قاموا إلى التفسير اللغوي، بحيث أننا لو راجعنا على سبيل المثال باب التفسير في كتب أهل السنة مثل صحيح البخاري، وجدنا أن معظم ما ورد فيه من التفسير اللغوي، كان نتيجة طبيعية لجهود ابن عباس وجهود تلاميذه، الكبار من امثال مجاهد بن جبر و سعيد بن جبير(1).
وكان الشيخ المفيد (رحمه الله) قد اعتمد في تفسيره على البحوث اللغوية والشعر العربي لإيضاح المعنى اللغوي للقرآن، وهذا نماذج قليلة تدل على ذلك:
1- قال في تفسير قوله تعالى: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}[النساء:171]:
" الغلو في اللغة: هو التجاوز عن الحد والخروج عن القصد ... فنهى عن تجاوز الحد في المسيح وحذر من الخروج عن القصد في القول، وجعل ما ادعته النصارى فيه غلوا لتعدية الحد على ما بيناه "(2).
۲- وفي تفسير قوله تعالى: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُو }[النساء:3] قال :
" ويريد تعالى بذلك أدنى ألا تجوروا في الحكم عليهن وتتركوا العدل بينهن وقد قيل: ذلك أدنى أن لا تفتقروا. والقولان جميعاً معروفان في اللغة. يقال: عال الرجل، إذا جار وعال اذا افتقر"(3).
ومن أمثلة استشهاده بأشعار العرب:
1- عند تفسير قوله تعالى: { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ }[التوبة:34]، قال:
" أورد لفظ الكناية ولا ينفقونها عن الفضة خاصة وإنما أرادهما جميعاً معاً، وقد قال الشاعر:
نحن بما عــــــندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
وإنما أراد نحن بما عندنا راضون، وأنت راض بما عندك، فذكر أحد الأمرين واستغنى من الأخر " (4).
۲- وفي تفسير قوله تعالى: { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}[طه:121]، قال:
" سمى المعصية غواية، وذلك حكم كل معصية، إذ كان فاعلها يخيب بفعلها من ثواب تركها، وكانت الغواية هي الخيبة في وجه من الوجوه، وعلى مفهوم اللغة قول الشاعر:
ومن يلق خيراً يحمد الناس أمره ومن يعف لا يعدم على الغي لائما"(5)
3- وقال في معنى العرش عند تفسير قوله تعالى: { وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}[النمل:23]. " العرش: في اللغة هو الملك، قال الشاعر بذلك:
إذا بنو مروان ثلت عروشهم وأودت كما أودت أياد وحمير
يريد: إذا ما بنو مروان هلك ملكهم وبادوا، وقال آخر: أظننت عرشك لا يزول ولا يتغير، يعنى : أظننت ملكك لا يزول ولا يغير"(6).
والشواهد في هذا الباب كثيرة يطول شرحها، وقد مر شيء منها وهي تخبر عن منهجه في استخدام اللغة والشعر العربي الفصيح والثروة الأدبية في بيان المعاني القرآنية وتفسيرها.
____________
1- تطور تفسير القرآن قراءة جديدة، الدكتور محسن عبد الحميد، جامعة بغداد، 1408هـ : 49.
۲- تفسير الشيخ المفيد: 166.
3- تفسير الشيخ المفيد: 96.
4- تفسير الشيخ المفيد : 242.
5- تفسير الشيخ المفيد:424.
6- تفسير الشيخ المفيد:374.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|