المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

حروب تحتمس الرابع.
2024-05-13
سلطة غرفة الاتهام
11-5-2017
الأموال التي لا يجوز الحجز عليها في القانون الجزائري
20-2-2017
القصــد الجنــائي العــام في جرائم العدوان على الحريات الفردية
24-3-2016
الربح
20-7-2018
constant (adj.)
2023-07-20


استشهاد الإمام زين العابدين ( عليه السّلام )  
  
1728   05:10 مساءً   التاريخ: 8/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص85-86
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

وتقلّد الوليد أزمّة الملك بعد أبيه عبد الملك بن مروان ، وقد وصفه المسعودي بأنّه كان جبّارا عنيدا ظلوما غشوما[1] ، حتّى طعن عمر بن عبد العزيز الأموي في حكومته ، فقال فيه : إنّه ممن امتلأت الأرض به جورا[2].

وفي عهد هذا الطاغية الجبّار استشهد العالم الإسلامي الكبير سعيد بن جبير على يد الحجّاج بن يوسف الثقفي أعتى عامل أموي .

وقد كان الوليد من أحقد الناس على الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) لأنّه كان يرى أنّه لا يتمّ له الملك والسلطان مع وجود الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .

فقد كان الإمام ( عليه السّلام ) يتمتّع بشعبية كبيرة ، حتّى تحدّث الناس بإعجاب وإكبار عن علمه وفقهه وعبادته ، وعجّت الأندية بالتحدّث عن صبره وسائر ملكاته ، واحتلّ مكانا كبيرا في قلوب الناس وعواطفهم ، فكان السعيد من يحظى برؤيته ، ويتشرّف بمقابلته والاستماع إلى حديثه ، وقد شقّ على الأمويين عامّة هذا الموقع المتميّز للإمام ( عليه السّلام ) ، وأقضّ مضاجعهم ، وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك[3] الذي كان يحلم بحكومة المسلمين وخلافة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) .

وروى الزهري : عن الوليد أنّه قال : لا راحة لي وعليّ بن الحسين موجود في دار الدنيا[4].

فأجمع رأيه على اغتيال الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) حينما آل اليه الملك ، فبعث سمّا قاتلا إلى عامله على يثرب ، وأمره أن يدسّه للإمام ( عليه السّلام )[5] ونفّذ عامله ذلك ، فسمت روح الإمام العظيمة إلى خالقها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها وعباداتها وجهادها وتجرّدها من الهوى .

وقام الإمام أبو جعفر محمد الباقر ( عليه السّلام ) بتجهيز جثمان أبيه ، وبعد تشييع حافل لم تشهد يثرب نظيرا له ؛ وجيء بجثمانه الطاهر إلى بقيع الفرقد ، فحفروا قبرا بجوار قبر عمّه الزكيّ الإمام الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) سيّد شباب أهل الجنة وريحانة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) - وأنزل الإمام الباقر ( عليه السّلام ) جثمان أبيه زين العابدين وسيّد الساجدين ( عليه السّلام ) فواراه في مقرّه الأخير .

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا

 

[1] مروج الذهب : 3 / 96 .

[2] تأريخ الخلفاء : 223 .

[3] هناك من المؤرّخين من يرى أنّ هشام بن عبد الملك هو الذي دسّ السمّ للإمام ( عليه السّلام ) ، راجع بحار الأنوار : 46 / 153 ، ويمكن الجمع بين الرأيين فيكون أحدهما آمرا والآخر منفّذا للجريمة 

[4] راجع : حياة الإمام زين العابدين : 678 .

[5] بحار الأنوار : 46 / 153 عن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 194 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.