أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3269
التاريخ: 30-3-2016
3313
التاريخ: 8/10/2022
1729
التاريخ: 15-04-2015
3364
|
وتقلّد الوليد أزمّة الملك بعد أبيه عبد الملك بن مروان ، وقد وصفه المسعودي بأنّه كان جبّارا عنيدا ظلوما غشوما[1] ، حتّى طعن عمر بن عبد العزيز الأموي في حكومته ، فقال فيه : إنّه ممن امتلأت الأرض به جورا[2].
وفي عهد هذا الطاغية الجبّار استشهد العالم الإسلامي الكبير سعيد بن جبير على يد الحجّاج بن يوسف الثقفي أعتى عامل أموي .
وقد كان الوليد من أحقد الناس على الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) لأنّه كان يرى أنّه لا يتمّ له الملك والسلطان مع وجود الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .
فقد كان الإمام ( عليه السّلام ) يتمتّع بشعبية كبيرة ، حتّى تحدّث الناس بإعجاب وإكبار عن علمه وفقهه وعبادته ، وعجّت الأندية بالتحدّث عن صبره وسائر ملكاته ، واحتلّ مكانا كبيرا في قلوب الناس وعواطفهم ، فكان السعيد من يحظى برؤيته ، ويتشرّف بمقابلته والاستماع إلى حديثه ، وقد شقّ على الأمويين عامّة هذا الموقع المتميّز للإمام ( عليه السّلام ) ، وأقضّ مضاجعهم ، وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك[3] الذي كان يحلم بحكومة المسلمين وخلافة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) .
وروى الزهري : عن الوليد أنّه قال : لا راحة لي وعليّ بن الحسين موجود في دار الدنيا[4].
فأجمع رأيه على اغتيال الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) حينما آل اليه الملك ، فبعث سمّا قاتلا إلى عامله على يثرب ، وأمره أن يدسّه للإمام ( عليه السّلام )[5] ونفّذ عامله ذلك ، فسمت روح الإمام العظيمة إلى خالقها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها وعباداتها وجهادها وتجرّدها من الهوى .
وقام الإمام أبو جعفر محمد الباقر ( عليه السّلام ) بتجهيز جثمان أبيه ، وبعد تشييع حافل لم تشهد يثرب نظيرا له ؛ وجيء بجثمانه الطاهر إلى بقيع الفرقد ، فحفروا قبرا بجوار قبر عمّه الزكيّ الإمام الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) سيّد شباب أهل الجنة وريحانة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) - وأنزل الإمام الباقر ( عليه السّلام ) جثمان أبيه زين العابدين وسيّد الساجدين ( عليه السّلام ) فواراه في مقرّه الأخير .
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا
[1] مروج الذهب : 3 / 96 .
[2] تأريخ الخلفاء : 223 .
[3] هناك من المؤرّخين من يرى أنّ هشام بن عبد الملك هو الذي دسّ السمّ للإمام ( عليه السّلام ) ، راجع بحار الأنوار : 46 / 153 ، ويمكن الجمع بين الرأيين فيكون أحدهما آمرا والآخر منفّذا للجريمة
[4] راجع : حياة الإمام زين العابدين : 678 .
[5] بحار الأنوار : 46 / 153 عن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 194 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|