أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2017
2112
التاريخ: 26-7-2016
3072
التاريخ: 2023-05-01
1380
التاريخ: 2023-09-12
3951
|
لو فكرنا قليلا لوجدنا أن الطفل يقضي ساعات في المدرسة تعادل تلك التي يقضيها في البيت بل وربما أكثر، ولهذا تسمى البيت الثاني.. لذلك يجب اختيار المدرسة المناسبة وبعد ذلك إعطائها الثقة الكاملة، واليقين بأن لهذه المدرسة نظام معين وضع من أجل تحقيق تربية تعليمية ونفسية أفضل لطلابها، فيجب احترام هذا النظام وتعليم الأولاد احترامه والالتزام به لأن بهذا مصلحتهم.
أيها الآباء: أنتم تتركون أولادكم في المدرسة ولا تعلموا عنهم شيء، لذلك يجب عليكم أن يكون اختياركم حكيما وأن تتأكدوا من أن هذه المدرسة تتبع المنهج نفسه الذي تتبعونه في تربية أبنائكم، طبعا إذا سلمنا هنا أنكم تتبعون منهج سليم في التربية، لا المنهج الذي للأسف نرى أغلب الأهل يتبعونه هذه الأيام وهو تعليم أبنائهم أن عدم احترام الكبير، بمن فيهم المعلم، هو قوة شخصية، ويبتسمون وتراهم يكادون يطيرون من الفرح عندما يرون ابنهم يتحدث مع من هم أكبر منه دون احترام، ويتباهون أن ابنهم لا يخجل أبدا.. أنتم مخطئون أيها الآباء، فاحترام الآخرين والخجل عند التحدث مع الكبير من أهم سمات الشخصية السوية.
فكروا أيها الآباء، لولا المعلم لما تعلم ولدكم ولظل جاهلا طول عمره. فكيف تقبلون مكافأة من يصقل عقل ولدكم ويهذب شخصيته ويعلمه معارف الحياة، بالاستهزاء وقلة الاحترام؟!!
أتعجب كثيرا من طريقة تفكير آباء وأمهات اليوم، فهم يعتقدون بأنهم يدفعون قسط المدرسة وكأنهم بذلك اشتروا المدرسة ومن فيها وأصبحوا في خدمتهم. أنتم في ضلال كبير، صحيح أنكم تدفعون المال ولكن ماذا تظنون أن المعلم سيعلم أبنائكم لوجه الله ويجلس آخر اليوم على حافة الطريق يشحذ لكي يعيش؟! ستقولون هذه هي مكافأته، إنه يقبض راتبه، لا هذا لا يكفى بل يجب مكافأته باحترامه وتقديره لما يفعله، وتذكروا دائما قول الشاعر أحد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
وقول جبران: «تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة، فلاح يغذيه، جندي يحميه ومعلم يربيه".
فدعوا المعلم يقوم بعمله وكافئوه على ذلك باحترامه أولا وشكره معنويا قبل ماديا على تعليمه لولدكم.
أيها الآباء، أنا لا أقول لكم بأن تسمحوا للمعلم بأن يستخدم العصا مع أولادكم، فانتبهوا جيدا لم قلته في البداية، أن اختيار المدرسة يجب أن يكون اختيارا حكيما، هذا يتضمن المدرسة التي تعرف كيف تضع نظام صارم يضبط الطلاب من دون استخدام الوسائل البدائية.. فأساليب العقاب كثيرة ولا تحتاج إلى عصا.. ولكن كونوا على يقين بأن الولد يجب أن يخاف حتى يسير على الطريق الصحيح، وهذه ليست طبيعة الأولاد فقط بل هي طبيعة الانسان بشكل عام، فلو كنت أنت لا تخاف من الله فلن تقوم بواجباتك، وإذا كنت لا تخاف من رئيسك في العمل فلن تقوم به على أكمل وجه وإذا... وكذلك هم إذا لم يكن هناك رادع فلن يلتزموا ويمشوا على الصراط المستقيم...
أتوقع أن كثير منكم يقولون الآن أنني أتكلم وأشبه المدرسة كأنها سجن وسجان.. لا أنا لست كذلك والمدرسة ليست كذلك.. ولكن بما أن القاعدة الأساسية كما وسبق وذكرنا هي الثواب والعقاب، فهذه القاعدة يجب أن تطبق في المدرسة كما في البيت وعلينا تشجيع ذلك حتى نجنب أبنائنا المشاكل السلوكية ونمكنهم من تلقي علمهم بسلاسة وقضاء ساعات يومهم في المدرسة بفرح وسعادة دون مشاكل.
دعونا نشبه تربية الطفل ببناء برج عالي، فكما أن البرج يحتاج إلى أساس متين منذ البداية وإلا سيقع قبل أن يكتمل، كذلك طفلكم يحتاج إلى تربية متينة في البيت هي كالأساس.. وكما أن البرج يحتاج إلى تحصين كل طابق جيدا قبل الانتقال إلى ما بعده، كذلك طفلكم يحتاج إلى تحصين كل مرحلة من عمره جيدا حتى يستطيع أن ينتقل إلى المرحلة التي بعدها بنجاح.. وبما أن المدرسة ستكون شريك معكم في البناء فكونوا حريصين على أن تكون هذه المدرسة قادرة على القيام بذلك بشكل محترف كالشركة المتعهدة ببناء البرج.. وكما أن البرج سيكون في النهاية صلب ومتين وقادر على الوقوف بوجه الرياح والعواصف والأمطار، كذلك سيكون طفلكم قوي وقادر على تحدي مشاكل الحياة وصعوباتها...
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|