المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أهمية المدرسة وواجبات الأهل نحوها  
  
1327   03:04 مساءً   التاريخ: 14/9/2022
المؤلف : ميسم الصلح
الكتاب أو المصدر : طفلك يعاني من مشاكل سلوكية؟ أنت السبب!
الجزء والصفحة : ص87ــ91
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لو فكرنا قليلا لوجدنا أن الطفل يقضي ساعات في المدرسة تعادل تلك التي يقضيها في البيت بل وربما أكثر، ولهذا تسمى البيت الثاني.. لذلك يجب اختيار المدرسة المناسبة وبعد ذلك إعطائها الثقة الكاملة، واليقين بأن لهذه المدرسة نظام معين وضع من أجل تحقيق تربية تعليمية ونفسية أفضل لطلابها، فيجب احترام هذا النظام وتعليم الأولاد احترامه والالتزام به لأن بهذا مصلحتهم.

أيها الآباء: أنتم تتركون أولادكم في المدرسة ولا تعلموا عنهم شيء، لذلك يجب عليكم أن يكون اختياركم حكيما وأن تتأكدوا من أن هذه المدرسة تتبع المنهج نفسه الذي تتبعونه في تربية أبنائكم، طبعا إذا سلمنا هنا أنكم تتبعون منهج سليم في التربية، لا المنهج الذي للأسف نرى أغلب الأهل يتبعونه هذه الأيام وهو تعليم أبنائهم أن عدم احترام الكبير، بمن فيهم المعلم، هو قوة شخصية، ويبتسمون وتراهم يكادون يطيرون من الفرح عندما يرون ابنهم يتحدث مع من هم أكبر منه دون احترام، ويتباهون أن ابنهم لا يخجل أبدا.. أنتم مخطئون أيها الآباء، فاحترام الآخرين والخجل عند التحدث مع الكبير من أهم سمات الشخصية السوية.

فكروا أيها الآباء، لولا المعلم لما تعلم ولدكم ولظل جاهلا طول عمره. فكيف تقبلون مكافأة من يصقل عقل ولدكم ويهذب شخصيته ويعلمه معارف الحياة، بالاستهزاء وقلة الاحترام؟!!

أتعجب كثيرا من طريقة تفكير آباء وأمهات اليوم، فهم يعتقدون بأنهم يدفعون قسط المدرسة وكأنهم بذلك اشتروا المدرسة ومن فيها وأصبحوا في خدمتهم. أنتم في ضلال كبير، صحيح أنكم تدفعون المال ولكن ماذا تظنون أن المعلم سيعلم أبنائكم لوجه الله ويجلس آخر اليوم على حافة الطريق يشحذ لكي يعيش؟! ستقولون هذه هي مكافأته، إنه يقبض راتبه، لا هذا لا يكفى بل يجب مكافأته باحترامه وتقديره لما يفعله، وتذكروا دائما قول الشاعر أحد شوقي:

قم للمعلم وفه التبجيلا        كاد المعلم أن يكون رسولا

وقول جبران: «تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة، فلاح يغذيه، جندي يحميه ومعلم يربيه".

فدعوا المعلم يقوم بعمله وكافئوه على ذلك باحترامه أولا وشكره معنويا قبل ماديا على تعليمه لولدكم.

أيها الآباء، أنا لا أقول لكم بأن تسمحوا للمعلم بأن يستخدم العصا مع أولادكم، فانتبهوا جيدا لم قلته في البداية، أن اختيار المدرسة يجب أن يكون اختيارا حكيما، هذا يتضمن المدرسة التي تعرف كيف تضع نظام صارم يضبط الطلاب من دون استخدام الوسائل البدائية.. فأساليب العقاب كثيرة ولا تحتاج إلى عصا.. ولكن كونوا على يقين بأن الولد يجب أن يخاف حتى يسير على الطريق الصحيح، وهذه ليست طبيعة الأولاد فقط بل هي طبيعة الانسان بشكل عام، فلو كنت أنت لا تخاف من الله فلن تقوم بواجباتك، وإذا كنت لا تخاف من رئيسك في العمل فلن تقوم به على أكمل وجه وإذا... وكذلك هم إذا لم يكن هناك رادع فلن يلتزموا ويمشوا على الصراط المستقيم...

أتوقع أن كثير منكم يقولون الآن أنني أتكلم وأشبه المدرسة كأنها سجن وسجان.. لا أنا لست كذلك والمدرسة ليست كذلك.. ولكن بما أن القاعدة الأساسية كما وسبق وذكرنا هي الثواب والعقاب، فهذه القاعدة يجب أن تطبق في المدرسة كما في البيت وعلينا تشجيع ذلك حتى نجنب أبنائنا المشاكل السلوكية ونمكنهم من تلقي علمهم بسلاسة وقضاء ساعات يومهم في المدرسة بفرح وسعادة دون مشاكل.

دعونا نشبه تربية الطفل ببناء برج عالي، فكما أن البرج يحتاج إلى أساس متين منذ البداية وإلا سيقع قبل أن يكتمل، كذلك طفلكم يحتاج إلى تربية متينة في البيت هي كالأساس.. وكما أن البرج يحتاج إلى تحصين كل طابق جيدا قبل الانتقال إلى ما بعده، كذلك طفلكم يحتاج إلى تحصين كل مرحلة من عمره جيدا حتى يستطيع أن ينتقل إلى المرحلة التي بعدها بنجاح.. وبما أن المدرسة ستكون شريك معكم في البناء فكونوا حريصين على أن تكون هذه المدرسة قادرة على القيام بذلك بشكل محترف كالشركة المتعهدة ببناء البرج.. وكما أن البرج سيكون في النهاية صلب ومتين وقادر على الوقوف بوجه الرياح والعواصف والأمطار، كذلك سيكون طفلكم قوي وقادر على تحدي مشاكل الحياة وصعوباتها...




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.