المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الخاصية البيروكهربية للبلورات
2023-09-19
درس في الزواج وما هية الأسرة
13-11-2017
الملك وسر كارع-خنزر.
2024-03-08
مجموعة مبيدات الكلور العضوية المصنعة
2023-05-15
سيد حسين بن مرتضى الحسني الحسيني اليزدي
28-6-2017
التربية والمراقبة
20-4-2017


العجب المفرط  
  
1550   08:11 صباحاً   التاريخ: 30-8-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص159 ـ 160
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-12 950
التاريخ: 10/11/2022 1741
التاريخ: 3-2-2021 2212
التاريخ: 2024-10-01 272

إن (حب الدنيا)، من الغرائز الأساسية في الإنسان وخصائصه الذاتية التي غرست في وجوده من أول يوم، وهي التي تدفعه إلى السعي الدائم في الحياة وتجعله يحافظ على نفسه وإن كان يتمنى الموت، وعلى أثر وجود هذه الغريزة نرى البشر يفر مما يضره إلى ما يحكم ثباته وحياته. ولذلك فهو في شطر كبير من تقدمه وتكامله وتعاليه رهين لهذه الظاهرة الروحية التي لها الأثر القاطع في نظام الحياة وتقدم مستوى الحضارة البشرية.

ولكن السعادة البشرية إنما تتم فيما إذا كان الإنسان في العمل بها وتركها بعيداً عن التفريط او الإفراط، بعيداً عن عبودية غرائزه. وعلى هذا فلكي تشبع هذه الغريزة إشباعا صحيحاً ينمو في ظلها سائر الملكات الحميدة والسجايا الأخلاقية يجب أن تعدل في معمل العقل، فإن العقل هو الهادي للإنسان لا الغرائز، فالعقل هو الذي يعقل الغرائز المفرطة عن إفراطها وتعديها وتجاوزها عن حدها، وهو الذي يهدي الغرائز عن طغيانها المدمر، وهو الذي يواجهنا بحقائق الخطأ والصواب. إن قوة العقل التي لها الوظيفة الكبرى في بناء شخصية الإنسان هي التي تصلح هذه النقطة المنحرفة الغريزية في وجودنا، وتهب لذلك بصيرتنا الكامنة قوة كافية.

إن غريزة (حب الذات) إذا خرجت عن الاعتدال وسلكت جانب الإفراط أصابت بخروجها هذا عن اعتدالها جهاز العقل الإنساني في الصميم، فمنعته عن درك واقعيات الحياة وأن الذين يصابون بهذه التحريفة النفسية فيسعون جاهدين في قضاء حوائجها كما تهوى سيقعون في حضيض الضلال والضياع والفساد والشقاء في النهاية. وأن ما يقال في هذه الغريزة من السوء فإنما هو على الجانب الإفراطي منها، وليس الهدف من ذم هذه الغريزة إلا ما لم يعدله منها العقل بأحكامه العادلة.

إن انحطاط الافراد ورقيهم يرتبط بمكانتهم الروحية وأخلاقياتهم ارتباطاً مباشراً، والرذائل الأخلاقية منتشرة في شتى مراحل الحياة بأشكال مختلفة، ينشأ كثير منها من مشاكل الحياة عن ميولنا الخاطئة غير المعتدلة.

إن ما مكن فيه الإنسان لكثير جداً، ولكل إنسان ارضية مساعدة على اتباع عواطفه المعقولة الأصيلة، ولكن لا شيء للإنسان أهم ولا أثقل من تعديل أحاسيسه وعواطفه وغرائزه، ومنها - وعلى الخصوص - غريزة حب الذات والعجب والكبر والغرور.

وعلى هذا فيجب علينا أن نصرف أكثر مساعينا في سبيل تعديل هذه الخصيصة الذاتية، إذ لو اهملناها بلا حد محدود ولا قيد ممدود عجزنا عن اي تقدم في طريق التخلق بالأخلاق الحميدة، وبدون تنظيم للنفس الإنسانية لا يمكننا أن نعيش عيشة راضية مرضية محمودة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.