المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تعريفات في تفسير السيد الصدر
25-04-2015
بحر الرمل
24-03-2015
هيكلية فايروسات النبات
2-8-2017
مبدا قانونية الجرائم والعقوبات
27-3-2016
مهام الجغرافيا السياحية
3-4-2022
أشكال أنابيب الكربون النانوية (Structures of carbon nanotubes)
2023-07-27


الطمأنينة واستقرار الخاطر  
  
1611   02:03 صباحاً   التاريخ: 27-8-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص29 ـ 31
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

إن الإنسان يحتاج في صعيد الحياة المليء بالضوضاء إلى اطمئنان الخاطر أكثر من اي شيء آخر، فمن يشتغل على صعيد الحياة بالكفاح فيها بدون هذا السلاح فسوف ينتهي كفاحه لا محالة إلى انهزام، وكل ما كان ثقل الحياة أثقل، كانت هذه الحاجة أشد وأكثر وأوغل. فعلينا أن نعرف الآن كيف نستطيع أن ننجو من أسر الإضطرابات الشعواء، وأن نأوي إلى جناح الطمأنينة والاستقرار.

إن السعي وراء الثروة، والقدرة، والشهرة، والمادة، لتحصيل الطمأنينة سعي باطل، وسوف تذهب جميع المساعي الشخصية في هذه الطرق سدى، إذ ان منبع السعادة ليس إلا في نفس الإنسان، كما أن منبع الشقاء ايضاً في نفس هذا العالم الباطني، كما ينسب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، قوله:

أتزعم أنك جرم صغير       وفيك انطوى العالم الأكبر

دواؤك فيك وما تشعر        وداؤك منك وما تبصر(١). 

فالدواء - كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام)، في نفس الإنسان فلا يمكن أن نجد في المقتضيات الخارجية لهذا الهدف مثل ما نجده في الذخائر الثمينة من القوى الباطنية للإنسان، فإن جميع منابع الرفاهية الخارجية وجميع الوسائل والمتشبثات التي تتخذ في هذا السبيل مؤقتة زائلة، فمحال أن تبلغ بالإنسان إلى الطمأنينة الكاملة، إنما الفكر والخصائص الأخلاقية هي التي لا تزول، فهي التي تغني الإنسان عن الإلتماس والتوسل بالأمور الزائلة.

يقول (ابيكتتوس الفيلسوف اليوناني الشهير): (يجب أن نعلم الناس انهم لا يستطيعون ان يجدوا السعادة وحسن الحظ حيثما يفتشون فيه عنهما ويخبطون سعيا وراءهما خبط عشواء، إن السعادة الحقيقية ليست في القوة والقدرة، فإن (ميرد)، و (اقليوس)، لم يكونا من السعداء، مع ما كان لهما من القدرة الفائقة. إن السعادة ليست في الثروة والأموال الطائلة، فإن (كروسوس)، لم يكن سعيداً مع جميع ما كان له من الكنوز والخزائن العديدة، إن السعادة ليست في القدرة الحكومية والإختيارات السياسية، فإن قياصرة الروم البيزنطية لم يكونوا سعداء مع ما كان لهم من القدرات الوسيعة.

وليست السعادة في مجموع هذه العطايا والمزايا أيضاً، فإن (نرو) و (سساردنابال) و (أكَامنن)، كانوا يبكون دائماً ويئنون، إذ أنهم كانوا العوبة بيد الحوادث والمصادفات، مع أنهم كانوا يمتلكون جميع تلك العطايا في حيازتهم. إنه يجب أن يفتش كل إنسان عن سعادته الحقيقية في نفسه وضميره).

يجب أن نعترف أن حل الكثير من الألغاز المدهشة في الطبيعة، وأن تكثير وسائل الحياة في العصر الحاضر، لم يكف لإيجاد حياة لا قلق فيها ولا اضطراب، وليس أنها لم تستطع أن تقلل من آلام الحياة فحسب، بل أتحفت البشرية تشويشاً وقلقاً واضطراباً جديداً، وعلى هذا، فمن أجل الابتعاد عن الآلام المستمرة في الحياة، ولأجل الارتفاع عن سطح السحب السوداء التي سترت أرواحنا، نحتاج إلى الأفكار النيرة حاجة ماسة، إن الفكر الذي يعد بحق أكبر القوى الفعالة في حياتنا كما استطاع أن يسلط البشر على الحياة المادية، وأن يوجد تغييراً مذهلاً في جميع شؤون الحياة، يستطيع أن يؤمن الروعة فيها أيضاً ومن هنا يتجلى الدور الأساسي للفكر وأثره المدهش في حياة البشر.

إن الفكر النير منبع فياض، يقدم الإنسان إلى أعلى من حاجاته المادية ويعرفه على عالم آخر، إن الأفكار العالية تمنع الإنسان الواعي من أن يصبح ألعوبة بيد القلق، إن الذي ربيت قواه الفكرية نافذة قوية حتى أصبحت مركز الثقل في وجوده، يتمكن حين الوقوف على أعتاب الحوادث المرة أن يتخذ حالة فكرية إيجابية بناءة، ويكون (كالجبل الراسخ، لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف).

ولأجل النجاة من سيطرة الحوادث، ومن أجل أن لا تقع سفينتنا في الحياة في خضم أمواج الإفراط أو التفريط، يجب علينا أن نوجد في أفكارنا ميزاناً نقيم به أنفسنا في تصرفاتها فتقودنا الأفكار الصحيحة، للتي هي أقوم وتتجهز جميع قوانا الروحية ضد العوامل التي تولد القلق فينا.

يقول أحد علماء الغرب: (لعلنا لا نستطيع أن ننتخب أولئك الأفراد القلائل الذين يشبهوننا من حيث الأخلاق أو النواحي الأخرى، ولكننا أحرار في اختيار أفكارنا، فإننا في عقولنا حكماء بما نشاء، وليست هذه المقتضيات والظروف والمؤثرات أو الأشياء الأخرى التي نشاهدها في خارج عقولنا داخلة في عقولنا حتى تؤثر فيها أو تتحكم وتضطرنا إلى أن نختار ما لا نريده من الأفكار، إذن فيجب علينا أن نتعرض للأفكار الصحيحة، وأن نطرد عن عقولنا الأفكار القاصرة، فإننا نتوجه دائماً إلى حيث تتوجه إليه أفكارنا، وبعبارة اخرى أن أفكارنا هي التي توجهنا أي جهة شاءت، فيجب علينا أن لا نبيح لأنفسنا أن نفكر تفكيراً شريراً، ولا أن نشغل عقولنا بما نحن منه براء، فإن هذه الأفكار هي التي تأسرنا فتسقطنا في أنواع البلاء، يجب علينا دائماً ان نكون في التفكير نحو التكامل لا الانتقاص، يجب علينا أن نشغل أنفسنا بأحر الآمال وأسمى الأهداف، فأن سر الموفقية والسعادة انما هو في التفكير السليم فحسب).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الديوان المنسوب إلى امير المؤمنين (عليه السلام)، حرف الراء. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.