- الطريق الحديدي (القضبان الحديدية)

هذا النوع من الطرق من أهم أنواع الطرق الصناعة التي أقامها الإنسان ؛ لأن هذا الطريق يحتاج إلى تقنيات عالية ، ودقة في التنفيذ، وقد استفادت الشركات المختلفة من الخبرات والتجارب التي حصلت عليها من إنشاء الطرق البرية الأخرى (الطرق المعبدة) وتحسين الممرات الملاحية والقنوات البحرية فعند إنشاء الطريق الحديدي يجب التعرف على الانحدارات والتكوينات السطحية وعناصر المناخ السائد وغيرها، وفي ضوء هذه المعرفة تمد "فلنكات" السكك الحديدية ، بعد أن تمهد الأرض بحيث تكون مستوية، ومنحدرة انحدارا طفيفا لا يتعدى 25 في الألف.

أما في المناطق التي تظهر فيها مجاري مائية أو أودية فتبنى الجسور لتمر عليها السكك الحديدية، وقد يحتاج الأمر في بعض الأحيان إلى حفر ممرات أو أنفاق في المناطق الجبلية. والطريق الحديدي عبارة عن قضبيين متوازيين من الحديد الصلب مثبتين في الأرض، بواسطة عوارض تختلف في مادة بنائها من منطقة إلى أخرى ومن زمن لآخر, فقد بدأت بالخشب ثم تلاه الحديد، فالخرسانة المسلحة وهي أكثر المواد مقاومة لعناصر الطبيعة، وهي بالتالي أكثر انتشارا في العالم اليوم : ويطلق على هذه العوارض تسمية فلنكات. الطريق الحديدي المعتاد يتكون من قضيبين ولكن في الآونة الأخيرة ظهر طريق حديدي يتكون من نصيب واحد يستخدمه نوع من القطارات يطلق عليه المونوريل سواء الراكب منه أو المعلق .

والطريق الحديدي المعروف يتكون من الأجزاء التالية:

1- أساس السكة.

2- قطاع التزليط.

3- الفلنكات.

4- القضيبان .

وهذه القطاعات الأربعة تظهر في الشكل التالي (14)

ومراحل انشاء الطريق الحديدي تتمثل في الخطوات التالية:

1- تمهيد الأرض.

2- تسوية أساس السكة (الجسر) وإعدادها.

3- تثبيت الفلنكات أو العوارض بطرق إعداد مختلفة وذلك حسب سرعة ووزن القطار.

4- تثبيت قضيبين حديديين متوازيين، المسافة بينهما تعادل المسافة بين عجلتي القطار والعربات التي يجرها.

وهذه المسافة الثابتة تعرف بالمقياس gouge الذي ينقسم بدوره إلى:

1 - المقياس الضيق والمسافة فيه تتراوح بين 60.5م : 1.06م .

2- المقياس المتوسط (العادي) والمسافة فيه تتراوح بين1.42م : 1.45 وهو أكثر المقاييس شيوعا في العالم (75 % من جملة المقاييس في العالم).

3- المقياس العريض والمسافة فيه تتراوح بين1.52م : 1.70م, وانتشاره محدود في دول معينه أهمها الهند، وروسيا.

هذا ويختلف توزيع هذه المقاييس بين دول العالم، فعلى الرغم من أن معظم الدول في العالم تمتلك طرق المقياس العادي (المتوسط) إلا أن هناك دولا أخرى تمتلك طرق المقياس الضيق أو طرق المقياس العريض، كما أن بعض الدول أنشأت طرقا ذات مقياسين أو أكثر في أراضيها وأهم مثال على ذلك استراليا حيث تمتد فيها الثلاثة أنواع والخريطة شكل (15) توضح ذلك .

هذا ويحتاج هذا النوع من الطرق إلى الخدمات المختلفة التي تقدمها المحطات الموزعة على طول الخط الحديدي وفق مسافات معينة ، بالإضافة إلى الإشارات والعلامات الإرشادية والطريق الحديدي نظرا لارتفاع تكاليف إنشائه ، وارتفاع تكاليف تشغيل وسائل النقل عليه، لا ينتشر في العالم بدرجة واحدة، كما أنه لا يشبه في انتشاره الطرق المعبدة، فالوسيلة التي تتحرك عليه لا تشتغل بشكل اقتصادي إلا في المناطق التي تمتاز، إما بكثافة سكانية عالية، أو بنشاط اقتصادي كبير، ويزداد استخدامها كثافة في المناطق التي تجمع بين هاتين الميزتين (كثافة سكانية عالية، نشاط اقتصادي کبیر)، ولهذا نجدها مفردة في أغلب الدول الفقيرة والمتخلفة وكذلك في بعض المناطق غير النشطة اقتصاديا في الدول المتقدمة بينما نجدها مزدوجة أو ثلاثية أو رباعية في الدول المتقدمة والنشطة اقتصاديا، كما هو الحال في الدول الأوربية لاسيما الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها .

هذا وتنتشر في العالم اليوم عدة أنماط الشبكات السكة الحديدية أهمها النمط المتقطع والنمط الشريطي والنمط الشبكي والنمط العنكبوتي . هذه الأنماط المختلفة أدى إلى ظهورها واختلاف بعضها عن بعض عدة عوامل تتمثل في شكل السطح وشكل الدولة ومساحتها وحجم السكان وكثافتهم ومستواهم الحضاري إلى جانب الإنتاج الاقتصادي  .

إن هذا النوع من الطرق كان أول ظهوره في أوربا، وبالذات في انجلترا، حيث فتحت عدة خطوط قصيرة في المناجم، لنقل الفحم وغيره من المواد إلى مناطق التصنيع وفي عام 1821م وافق البرلمان الإنجليزي على إنشاء خط حديدي ما بين مدينتي ستوكيتن ودار النكتون جنوبي نيوكاسل لنقل الفحم، ودشن هذا الخط في 27 سبتمبر عام 1825م بطول 15ميلا وفي 15 أكتوبر 1825م، سار قطار للركاب عليه  بعد ذلك انتشرت السكك الحديدية في الدول الأخرى مثل النمسا والولايات المتحدة .

أما في الوطن العربي، فإن مصر تعتبر هي الدولة الأولى التي شيدت هذا النوع من الطرق، وكان ذلك عام 1851م كما تعد الأولى كذلك على المستوى الأفريقي وتجب الإشارة إلى أن الطرق الحديدية يمكن أن يضاف إليها قضيب ثالث مسنن بين القضيبين الرئيسيين، وذلك لتسهيل حركة القطارات في المناطق التي تمتاز بانحدارات تزيد عن 25 في ألف وأول خط من هذا النوع أنشئ فوق جبل مونت واشنطن في نيوها مبشير في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في عام 1868م.

ومنذ ذلك الحين انتشر استخدام هذا النوع في الكثير من الدول ذات الأرض الجبلية سويسرا على سبيل المثال) وإذا كان القضيب المسنن يستخدم لتمرير القطارات في المناطق الجبلية، فإن العبارات المجهزة تجهيزا خاصا تستخدم لنقل القطارات بكامل حمولاتها على المسطحات المائية (سفن خاصة Train frecy وهي أكثر استخداما في المضائق البحرية ذات الكثافة السكانية العالية والنشاط الاقتصادي الكبير ونتيجة لهذه الأسباب استغلت في بعض الأحيان موانئ خاصة أو أجزاء من الموانئ كموانئ عبور تسهل حركة العبارات التي تنقل القطارات من اليابس إلى اليابس المقابل، وأهم مثال على ذلك، الحركة بين كاليه وتوفر في كل من فرنسا وبريطانيا وبخاصة قبل شق نفق يربط بين الدولتين مباشرة عبر القنال الإنجليزي . أما من حيث كثافة شبكة الطرق الحديدية، فأمريكا الشمالية في الوقت الحالي تمتلك كذلك أكثف نظام للسكك الحديدية في العالم حيث يبلغ مجموع أطوالها فيها نحو 404 آلاف كم، وتمتد فيها العديد من الخطوط الحديدية العابرة من المدن الواقعة على ساحل المحيط الهادي إلى المدن الواقعة على المحيط الأطلسي .