أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
4498
التاريخ: 3-04-2015
3379
التاريخ: 16-3-2016
3939
التاريخ: 3-04-2015
3588
|
وذكر المؤرخون أنّ الإمام الحسين ( عليه السّلام ) - بعد أن قرّر التوجّه إلى العراق - بعث رسالة إلى زعماء البصرة جاء فيها : « أمّا بعد ، فإنّ اللّه اصطفى محمّدا ( صلّى اللّه عليه واله ) من خلقه ، وأكرمه بنبوّته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه إليه ، وقد نصح لعباده ، وبلّغ ما ارسل به ، وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ الناس بمقامه ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولّاه ، وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه ، فإنّ السنّة قد أميتت والبدعة قد أحييت ، فإن تسمعوا قولي أهدكم إلى سبيل الرشاد »[1].
وقد بعث ( عليه السّلام ) عدّة نسخ من هذه الرسالة إلى كلّ من : مالك بن مسمع البكري ، والأحنف بن قيس ، والمنذر بن الجارود ، ومسعود بن عمرو ، وقيس ابن الهيثم ، وعمرو بن عبيد بن معمر ، ويزيد بن مسعود النهشلي ، وأرسل الإمام ( عليه السّلام ) النسخ مع مولى له يقال له : سليمان أبو رزين .
ولم يجب على رسالة الإمام ( عليه السّلام ) غير الأحنف بن قيس ويزيد بن مسعود ، أمّا المنذر بن الجارود فقد سلّم رسول الحسين إلى ابن زياد – وكان حينها واليا على البصرة - فصلبه عشية الليلة التي خرج في صبيحتها إلى الكوفة[2]. وكانت ابنة المنذر زوجة ابن زياد فزعم المنذر أنّه كان يخشى أن يكون الرسول مدسوسا من ابن زياد لكشف نواياه .
جواب الأحنف بن قيس :
وأمّا الأحنف بن قيس - وهو أحد زعماء البصرة - فقد أجاب على رسالة الإمام ( عليه السّلام ) برسالة كتب فيها هذه الآية الكريمة ولم يزد عليها : فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ [3].
وهذا الجواب يعكس مدى تخاذله وتقاعسه في مواجهة الظلم والمنكر .
جواب يزيد بن مسعود النهشلي :
واستجاب الزعيم الكبير يزيد بن مسعود النهشلي إلى تلبية نداء الحقّ ، فاندفع بوحي من إيمانه وعقيدته إلى نصرة الإمام ، فعقد مؤتمرا عامّا دعا فيه القبائل الموالية له وهي : 1 - بنو تميم . 2 - بنو حنظلة . 3 - بنو سعد .
وانبرى فيهم خطيبا فكان ممّا قال : إنّ معاوية مات ، فأهون به واللّه هالكا ومفقودا ، ألا إنّه قد انكسر باب الجور والإثم ، وتضعضعت أركان الظلم ، وكان قد أحدث بيعة عقد بها أمرا ظنّ أنّه قد أحكمه ، وهيهات الذي أراد ، اجتهد واللّه ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدّعى الخلافة للمسلمين ، ويتأمرّ عليهم بغير رضى منهم مع قصر حلم وقلّة علم ، لا يعرف من الحقّ موطأ قدميه ، فأقسم باللّه قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين .
وهذا الحسين بن عليّ وابن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ذو الشرف الأصيل ، والرأي الأثيل . له فضل لا يوصف ، وعلم لا ينزف . وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه ، وقدمه وقرابته من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) . يعطف على الصغير ، ويحسن إلى الكبير ، فأكرم به راعي رعية ، وإمام قوم وجبت للّه به الحجّة ، وبلغت به الموعظة . فلا تعشوا عن نور الحقّ ، ولا تسكعوا في وهد الباطل . . . واللّه لا يقصّر أحدكم عن نصرته إلّا أورثه اللّه الذلّ في ولده ، والقلّة في عشيرته ، وها أنا قد لبست للحرب لامتها وادّرعت لها بدرعها . من لم يقتل يمت ، ومن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم اللّه رد الجواب » .
ولما أنهى النهشلي خطابه ؛ انبرى وجهاء القبائل فأظهروا الدعم الكامل له ، فرفع النهشلي رسالة للإمام ( عليه السّلام ) دلّت على شرفه ونبله وهذا نصها :
« أمّا بعد ، فقد وصل إليّ كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظّي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك ، وإنّ اللّه لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير ودليل على سبيل نجاة ، وأنتم حجّة اللّه على خلقه ووديعته في أرضه ، تفرّعتم من زيتونة أحمدية ، هو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشد تتابعا في طاعتك من الإبل الضمأى لورود الماء يوم خمسها ، وقد ذلّلت لك رقاب بني سعد ، وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين استهلّ برقها فلمع »[4].
ويقول بعض المؤرّخين : إنّ الرسالة انتهت إلى الإمام ( عليه السّلام ) في اليوم العاشر من المحرم بعد مقتل أصحابه وأهل بيته ، وهو وحيد فريد قد أحاطت به القوى الغادرة ، فلمّا قرأ الرسالة قال ( عليه السّلام ) : « آمنك اللّه من الخوف ، وأرواك يوم العطش الأكبر » .
ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الإمام بلغه قتله فجزع لذلك ، وذابت نفسه أسى وحسرات[5].
[1] مقتل الحسين للمقرّم : 159 - 160 ، وتأريخ الطبري : 4 / 266 ، وأعيان الشيعة : 1 / 590 .
[2] بحار الأنوار : 44 / 339 ، وأعيان الشيعة : 1 / 590 .
[3] سير أعلام النبلاء : 3 / 300 ، والآية ( 60 ) من سورة الروم .
[4] اللهوف : 38 ، وأعيان الشيعة : 1 / 590 ، وبحار الأنوار : 44 / 339 . أعلام الهداية، ج ٥، المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف، ص ١٦٣
[5] اللهوف : 38 ، وأعيان الشيعة : 1 / 590 ، وبحار الأنوار : 44 / 339 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|