المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الحضور القلبيّ والعقليّ مع القرآن
2024-09-03
المركبات الكيموحيوية المانعة لتغذية الحشرات
2024-06-24
iPSCs) Induced Pluripotent Stem Cells)
24-9-2018
عودة الحملة الى مصر.
2024-01-31
Black Hole Complementarity
16-12-2015
كيف تمسك طرد النحل الطائر؟
16-7-2020


فزع ابن الزّبير عند دخول الحسين الى مكة  
  
3356   11:41 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص309-312.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016 4498
التاريخ: 16-3-2016 8814
التاريخ: 16-3-2016 15427
التاريخ: 18-10-2015 5030

كان ابن الزّبير لاجئاً إلى مكّة فراراً مِن البيعة ليزيد وقد ثقل عليه اختلاف الناس على الإمام الحُسين (عليه السّلام) وإجماعهم على تعظيمه وتبجيله وزهد الناس وانصرافهم عنه ؛ لأنّه لمْ يكن يتمتع بصفة محبوبة ولا بنزعة كريمة.

يقول زيد بن علي الجذعاني : وكانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة ؛ لأنّه كان بخيلاً ضيّق العطن  سيّئ الخُلُق حسوداً كثير الخلاف ؛ أخرج محمّد بن الحنفيّة ونفى عبد الله بن عباس إلى الطائف , ومِنْ مظاهر ذاتياته الشحّ والبخل وفيه يقول الشاعر :

رأيتُ أبا بكر وربُّك غالبٌ     على أمره يبغي الخلافةَ بالتمرِ

وقد عانى الشعب في أيّام حكمه القصير الجوع والحرمان كما عانت الموالي التي بالغت في نصرته أشدّ ألوان الضيق وقد عبّر شاعرهم عن خيبة أملهم في نصرته يقول :

إنّ المواليَ أمستْ وهي عاتبةٌ      على الخليفةِ تشكو الجوع والسَّغبا

ماذا علينا وماذا كان يرزؤنا          أيّ الملوكِ على مَنْ حولنا غلبا

وأظهر ابن الزّبير النسك والطاعة والتقشف ؛ تصنّعاً لصيد البسطاء وإغراء السذّج , وقد وصفه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بقوله : ينصب حبالة الدين لاصطفاء الدنيا .

ومِن المؤكد أنّه لمْ يكن يبغي في خروجه على سلطان بني أُميّة وجه الله ؛ وإنّما كان يبغي المُلْك والسلطان وقد أدلى بذلك عبد الله بن عمر حينما ألحّت عليه زوجته في مبايعته وذكرت له طاعته وتقواه فقال لها : أما رأيت بغلات معاوية التي كان يحجّ عليها الشهباء؟ فإنّ ابن الزّبير ما يريد غيرهن , وعلى أيّ حالٍ فإنّ ابن الزّبير لمْ يكن شيء أثقل عليه مِنْ أمر الحُسين ؛ لعلمه بأنّه لا يبايعه أحد مع وجود الحُسين (عليه السّلام) ؛ لأنّه ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فليس على وجه الأرض أحدٌ يساميه ولا يساويه كما يقول ابن كثير , وأكّد ذلك أوكلي قال : إنّ ابن الزّبير كان مقتنعاً تماماً بأنّ كلّ جهوده ستضيع عبثاً طالماً بقي الحُسين على قيد الحياة ولكن إذا أصابه مكروه فإنّ طريق الخلافة سيكون ممهّداً له , وكان يشير على الإمام بالخروج إلى العراق للتخلّص منه ويقول له : ما يمنعك مِنْ شيعتك وشيعة أبيك؟ فو الله لو أنّ لي مثلهم ما توجّهت إلاّ إليهم , ولمْ يمنح ابن الزّبير النصيحة للإمام ولمْ يخلص له في الرأي ؛ وإنّما أراد أنْ يستريح منه , ولمْ تخفَ على الإمام دوافعه فراح يقول لأصحابه : إنّ هذا ـ وأشار إلى ابن الزّبير ـ ليس شيء مِن الدنيا أحبّ إليه مِنْ أن أخرج مِن الحجاز وقد علم أنّ الناس لا يعدلونه بي ؛ فودّ أنّي خرجت حتّى يخلو له , ولمْ تحفل السلطة الاُمويّة بابن الزّبير وإنّما وجّهت جميع اهتمامها نحو الإمام الحُسين (عليه السّلام).

استبعد الشيخ محمّد الغزالي أنّ ابن الزّبير قد أشار على الحُسين بالخروج إلى العراق ليستريح منه قال : فعبد الله بن الزّبير اتقى الله وأعرق في الإسلام مِنْ أنْ يقترف هذه الدنية , وهذا الرأي بعيد عن الواقع ؛ فإنّ ابن الزّبير لمْ تكن له أيّة حريجة في الدين فهو الذي أجّج نار الفتنة في حرب الجمل وزج أباه فيها وقد تهالك على السلطان وضحّى بكلّ شيء في سبيله وقد كان مِنْ

أعدى الناس للعترة الطاهرة ومَنْ كان هذا شأنه فهل يكون تقيّاً وعريقاً في الإسلام؟!

ومِن الآراء الرخيصة ما ذهب إليه أنيس زكريا المعروف بنزعته الاُمويّة أنّ مِنْ أهمّ الأسباب التي أدّت إلى قتل الإمام الحُسين (عليه السّلام) تشجيع ابن الزّبير له في الخروج إلى العراق فقد كان له أثره المهم في نفسه , وهذا القول مِنْ أهزل الآراء ؛ فإنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يتأثر بقول ابن الزّبير ولمْ ينخدع بتشجيعه له وإنّما كانت هناك عوامل أُخرى حفّزته إلى الخروج إلى العراق .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.