المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



لقاء الامام الحسين بالحرّ بن يزيد الرياحي  
  
4572   12:40 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص463-466.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /

لما ارتحل الحسين (عليه السلام) عن بطن العقبة نزل شراف (بفتح الشين) فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ، ثم سار منها حتى انتصف النهار فبينا هو يسير اذ كبّر رجل من أصحابه ، فقال له الحسين (عليه السلام) : اللّه اكبر لم كبّرت؟ قال: رأيت النخل ، فقال له جماعة من اصحابه : و اللّه انّ هذا المكان ما رأينا به نخلة قط.

فقال له الحسين (عليه السلام): فما ترونه ؟ , قالوا: نراه و اللّه آذان الخيل ، قال : انا و اللّه أرى ذلك ، ثم قال (عليه السلام) : ما لنا ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهورنا و نستقبل القوم بوجه واحد؟ فقلنا له : بلى هذا ذو حسم (اسم جبل) الى جنبك تميل إليه عن يسارك فان سبقت إليه فهو كما تريد.

فأخذ إليه ذات اليسار و ملنا معه فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادى الخيل فاستبقنا الى ذي حسم فسبقناهم إليه ، فضربنا الخيام و جاء القوم زهاء الف فارس مع الحر بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين (عليه السلام) في حرّ الظهيرة والحسين (عليه السلام) و اصحابه معتمون متقلدون أسيافهم.

فقال الحسين (عليه السلام) (و هو منبع الجود و الكرم) لفتيانه : اسقوا القوم و أرووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا، ففعلوا و أقبلوا يملئون القصاع والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس فاذا عب فيها ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه، و سقوا آخر حتى سقوا كلها.

قال علي بن الطعان المحاربي : كنت مع الحر يومئذ فجئت في آخر من جاء من أصحابه، فلما رأى الحسين (عليه السلام) ما بي و فرسي من العطش قال : انخ الرواية (و الراوية عندي السقاء)، ثم قال : يا ابن الاخ أنخ الجمل، فأنخته، فقال اشرب، فجعلت كلّما شربت سال الماء من السقاء، فقال الحسين (عليه السلام): اخنث السقاء أي أعطفه، فلم أدر كيف أفعل، فقام فخنثه فشربت و سقيت فرسي.

فلم يزل الحر موافقا للحسين (عليه السلام) حتى حضرت صلاة الظهر وامر الحسين (عليه السلام) الحجاج بن مسروق أن يؤذن فلما حضرت الاقامة خرج الحسين في ازار و رداء و نعلين فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال : أيّها الناس انّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ان اقدم علينا فانّه ليس لنا امام لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الهدى و الحق، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما اطمئنّ له من عهودكم ومواثيقكم وان لم تفعلوا وكنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم الى المكان الذي جئت منه إليكم.

فسكتوا عنه ولم يتكلم أحد منهم بكلمة فقال للمؤذن : أقم، واقام الصلاة، فقال للحر:

أتريد أن تصلي بأصحابك، قال : لا بل تصلّي أنت ونصلّي بصلاتك، فصلّى بهم الحسين (عليه السلام) ثم دخل فاجتمع إليه اصحابه وانصرف الحر الى مكانه الذي كان فيه، فدخل خيمة قد ضربت له و اجتمع إليه جماعة من أصحابه وعاد الباقون الى صفهم الذي كانوا فيه فأعادوه ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابته و جلس في ظلّها (من شدّة الحر).

فلما كان وقت العصر أمر الحسين بن علي (عليه السلام) أن تهيئوا للرحيل ففعلوا ثم أمر مناديه فنادى بالعصر و أقام فاستقدم الحسين (عليه السلام) و قام فصلى ثم سلم و انصرف إليهم بوجهه فحمد اللّه و اثنى عليه ثم قال:

اما بعد أيها الناس فانكم ان تتقوا اللّه و تعرفوا الحق لأهله تكن ارضى للّه عنكم و نحن أهل بيت محمد و أولى بولاية هذا الامر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم و السائرين فيكم بالجور و العدوان و ان أبيتم الّا الكراهية لنا والجهل بحقنا وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم و قدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم.

فقال له الحر: انا و اللّه ما أدري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر، فقال الحسين (عليه السلام) لبعض اصحابه يا عقبة بن سمعان، اخرج الخرجين الذي فيها كتبهم إليّ، فأخرج خرجين مملؤين بالصحف فنشرت بين يديه فقال له الحر: انا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك و قد أمرنا اذا نحن لقيناك ألّا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد اللّه.

فقال له الحسين (عليه السلام): الموت أدنى إليك من ذلك، ثم قال لأصحابه : قوموا فاركبوا، فركبوا وانتظروا حتى ركب نساؤهم، فقال لأصحابه : انصرفوا، فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم و بين الانصراف، فقال الحسين (عليه السلام) للحر: ثكلتك امّك ما تريد؟

قال له الحر: أما لو غيرك من العرب يقولها لي و هو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمّه بالثكل كائنا من كان، ولكن واللّه ما لي الى ذكر أمّك من سبيل الّا باحسن ما نقدر عليه.

فقال له الحسين (عليه السلام): فما تريد؟ قال: أريد أن أنطلق بك الى الامير عبيد اللّه، قال: اذا و اللّه لا أتبعك، قال: اذا واللّه لا أدعك، فترادّا القول ثلاث مرات فلمّا كثر الكلام بينهما قال له الحر: انّي لم أومر بقتالك إنمّا امرت ألّا أفارقك حتى أقدمك الكوفة، فاذا أبيت فخذ طريقا لا يدخلك الكوفة و لا يردك الى المدينة تكون بيني و بينك نصفا حتى اكتب الى الامير فلعل اللّه أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشي‏ء من أمرك، فخذ هاهنا فتياسر عن طريق العذيب و القادسية.

فسار الحسين (عليه السلام) و سار الحر في اصحابه يسايره، حتى انتهوا الى عذيب الهجانات‏ ، فاذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له الكامل ومعهم دليلهم طرماح ابن عدي (ليس من المعلوم أن يكون هذا هو ابن عدي بن حاتم و على الظاهر اسم أبيه عدي و هو غير عدي المعروف) فانتهوا الى الحسين (عليه السلام).

فأقبل إليهم الحر و قال: انّ هؤلاء من أهل الكوفة و أنا حابسهم أو رادهم، فقال له‏

الحسين (عليه السلام): لأمنعهم ممّا أمنع منه نفسي، انما هؤلاء انصاري و هم بمنزلة من جاء معي، فان تممت على ما كان بيني و بينك و الّا ناجزتك، فكفّ الحر عنهم.

فقال لهم الحسين (عليه السلام): أخبروني خبر الناس وراءكم، فقال له مجمّع بن عبد اللّه العائذي وهو أحدهم : أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم و ملئت غرائرهم يستمال ودّهم و يستخلص به نصيحتهم فهم ألب واحد عليك، و أما سائر الناس بعدهم فانّ قلوبهم تهوي إليك و سيوفهم غدا مشهورة عليك.

وسألهم عن رسوله قيس بن مسهر الصيداوي، فقالوا: نعم أخذه الحصين ابن نمير فبعث به الى ابن زياد فأمره أن يلعنك و يلعن أباك، فصلّى عليك و على أبيك و لعن ابن زياد و أباه و دعا الى نصرتك و أخبرهم بقدومك، فأمر ابن زياد به، فألقي من طمار القصر، فترقرقت عينا الحسين (عليه السلام) بالدموع، و لم يملك دمعته ثم قرأ: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] ثم دنا الطرماح بن عدي و قال : و اللّه انّي لأنظر فما أرى معك أحدا و لو لم يقاتلك الّا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم، و لقد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم تر عيناي جميعا في صعيد واحد اكثر منه قط فسألت عنهم، فقيل اجتمعوا ليعرضوا ثم يسرحون الى الحسين.

فأنشدك اللّه ان قدرت على أن لا تقدم إليهم شبرا فافعل، فان أردت أن تنزل بلدا يمنعك اللّه به حتى ترى رأيك و يستبين لك ما أنت صانع فسر حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى أجاء، فهو واللّه جبل امتنعنا به من ملوك غسان و حمير و النعمان بن المنذر و من الاحمر والأسود، واللّه ما دخل علينا ذل قط، فأسير معك أنزلك ثم تبعث الى الرجال ممن بأجأ و سلمى من طي، فو اللّه لا يأتي عليك عشرة أيام حتى يأتيك طي رجالا و ركبانا.

ثم أقم فينا ما بدا لك فان هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين الف طائيّ يضربون بين يديك‏ بأسيافهم فو اللّه لا يوصل إليك أبدا و فيهم عين تطرف.

فقال له : جزاك اللّه و قومك خيرا انّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه الانصراف ولا ندري على ما تنصرف بنا و بهم الامور في عاقبة .

وكان الطرماح بن عدي حاملا نفقة عياله فودّع الحسين (عليه السلام) كي يذهب الى أهله ثم يأتي لنصرته، ففعل كما قال لكنه لما وصل الى عذيب الهجانات لقى سماعة بن بدر فنعى إليه الحسين (عليه السلام) فرجع الطرماح من مكانه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.