المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



في جميع الأحوال كن متفائلاً  
  
1367   01:33 صباحاً   التاريخ: 21-6-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تتربع على القمة؟
الجزء والصفحة : ص108ــ114
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2022 1557
التاريخ: 1-12-2016 2729
التاريخ: 8-3-2022 1279
التاريخ: 17-8-2022 1380

من التفاؤل ينبع الأمل، ومن الأمل يولد العمل، ومن العمل تنبعث الحياة.

فالتفاؤل شعاع من السماء يهبط على قلوب الأطفال فيدفعهم إلى التحرك واللعب. . وينزل على أفئدة الرجال فيدفعهم إلى الجد والمثابرة.. ويدخل قلوب الأمهات فيحملن، ويلدن، ويرضعن.. إنه بذرة الحياة في كل نشاط إنساني.

وصاحب التفاؤل مشرق القلب والعقل والضمير، لأنه يرى دائماً الجانب الجميل ونقاط الضوء والألوان البيضاء، وبهذه الروحية يعرف الطريق إلى امتلاك الحقيقة، بينما المتشائم لا يرى إلا الظلام الحالك، فلا يتقدم إلى أمام، ولا يرى الحقائق.

وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن في كل مرافق الحياة جانبان: إيجابي وسلبي، فإن المتفائل يرى الأول فيكرسه ويرى الثاني فيتجنبه.

فالمتفائل حينما يكون أمام كأس نصفه ماء فإنه ينظر إلى الجانب الممتلئ منه، بينما المتشائم يرى النصف الفارغ فقط.. والمتفائل يرى في نبتة الورد زهراً يحيط به بعض الشوك، بينما المتشائم لا يرى إلا شوكاً يحيط بالزهرة.. والمتفائل يرى في ظلام الليل طلوع الفجر، والمتشائم يرى في ضوء النهار ظلام الليل.

إن النقطة السوداء على صفحة بيضاء هي مركز الرؤية لدى المتشائم.. بينما الصفحة البيضاء هي مساحة مفتوحة لدى المتفائل.

والمتفائل يرى أي بصيص للضوء مهما كان قليلاً، بينما المتشائم حتى لو يرى الضوء فإنه يبحث عن الظلام الذي حوله.

والمتفائل إذا تعرض لعقبات في طريقه فإنه سيبحث عن مخرج منها.. بينما المتشائم يفترض عقبات لا دليل على وجودها.

ولأن الإنسان هو خلاصة أفكاره، ولأن أي إنجاز هو نتيجة للتصورات الداخلية التي تعتمل في هذا الإنسان، فإن التفاؤل يساوي النجاح في الحياة، والتشاؤم يساوي الفشل فيها.

إذن.. هناك عنصران يتحكمان في نمط تفكير الإنسان ومواقفه!

أولهما: التفاؤل، ويقوده إلى بحر العمل والحيوية.

وثانيهما: التشاؤم، ويجره إلى ظلمات اليأس والقنوط، وهما كنهرين تجري بهما المياه باتجاهين متعاكسين؛ أحدهما يسير باتجاه القمم العالية، والآخر يهبط إلى درجات الانحطاط، والإنسان مخير في أي نهر يضع مركبه، وعندما يختار، فإن النهر سيتكفل بإيصاله إلى هدفه، فمن ركب نهر التفاؤل انفتح العالم أمامه، ومن سار في طريق التشاؤم انغلقت عليه منافذ الحياة وتصور أنها النهاية المظلمة.

النهاية أمرها بيد الله تعالى، ومادام في الإنسان رمق من الحياة، فإن الأبواب تبقى مشرعة أمامه، فلماذا يتصور المتشائم إذن أن الحياة أوصدت أبوابها عليه؟

الخلل ليس أمراً حتمياً في الحياة، ولا في الظروف، وإنما في النفس التي تنظر إلى الأشياء بطريقة سلبية وتفسر الحوادث بتشاؤم، وبطبيعة الحال فإن هذه السلبية تنعكس على تصرفات الإنسان وأفعاله وقراراته.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن في كل موقف نواجهه، وكل شخص نلتقيه، وكل خطوة نخطوها، وكل مكان نذهب إليه، وكل اقتراح نقدمه، وكل عمل نقدم عليه، وكل مؤتمر نشارك فيه.. في كل ذلك هناك مزيج من أمور سلبية وأخرى إيجابية، أي من المفيد والضار، والخير والشر، والمضيء والمظلم، والطيب والخبيث؛ عند ذاك ينبغي أن نأخذ الأمر الحسن والمفيد والخير والمضيء من بينها.. ونترك أضدادها، وبذلك نعيش حياة ملؤها السعادة والهناء.

إن توجيه النفس إلى التفاؤل أو التشاؤم هو بيدك أنت وفي قبضتك، فأنت الذي توجه نظرك إلى الجانب المشرق من أمور الحياة أو إلى الجانب المعتم منه، تماماً كما لو دخلت غرفة ووجدت على طرف منها قد ألصقت صور مناظر جميلة وعلى طرف آخر صور مقززة للنفس، فإن توجيه النظر إلى أي منهما إنما هو بيدك أنت.

ومعلوم أنك حينما تشاهد المناظر الخلابة فإن نفسك، ستنشرح وقلبك ينفتح، وعقلك يستنير..

ولكن حينما توجه نظرك نحو المناظر البشعة فإن نفسك ستنقبض، وقلبك يضيق.

لقد كان التحكم بالنظر ملئ إرادتك، فأنت الذي وجهت نظراتك، ولكن نتائج ذلك كانت خارجة عن إرادتك. أي أن المقدمات كانت بيدك أما نتائجها فلا تكون كذلك.

إن طريقة الأطفال في تعاملهم مع الأشياء غالباً ما تكون أقرب إلى الصواب، ألا ترى كيف أن أحدهم إذا دخل إلى مكان فإنه سيتوجه بشكل غريزي إلى ما يمكن أن يلعب معه، ويتسلى به، ويرتاح إليه، وفي المقابل فإنه سيتخلى عما لا يحقق له هذا الهدف.

حاول أن تتعلم هذا الدرس من الأطفال، فإذا دخلت إلى مكان ما، وجه نظرك إلى الجانب المشرق والجميل فسرعان ما تتمتع به، وترتاح إليه، فمنطقة الشروق في النفس البشرية هي التي تتحول إلى طاقة متراكمة لتحقيق أفضل الأعمال وأبدعها.

وإذا كنا نجد صعوبة في تطبيق هذا الأسلوب في الحياة، فعلينا , على الأقل - أن نتظاهر بالنجاح والسعادة على طريقة «تفألوا بالخير تجدوه» أو طريقة ذلك الحكيم الزنجي حين سئل : لماذا تبدو عليك السعادة دائماً؟

فأجاب : «إن لم أكن سعيداً، فسأكون أكثر شقاءً مما أنا عليه الآن..».




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.