أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-6-2022
2611
التاريخ: 7-03-2015
3988
التاريخ: 7-03-2015
3279
التاريخ: 7-03-2015
4830
|
وصيّته لجنادة :
دخل جنادة بن أبي أميّة - الصحابيّ الجليل - على الإمام عائدا له ، فالتفت إلى الإمام قائلا : عظني يا بن رسول اللّه .
فأجاب ( عليه السّلام ) طلبته وهو في أشدّ الأحوال حراجة ، وأقساها ألما ومحنة ، فأتحفه بهذه الكلمات الذهبية التي هي أغلى وأثمن من الجوهر وقد كشفت عن اسرار إمامته ، قائلا :
« يا جنادة ! استعد لسفرك ، وحصّل زادك قبل حلول أجلك ، واعلم أنّك تطلب الدنيا والموت يطلبك ، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الّذي أنت فيه ، واعلم أنّك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلّا كنت فيه خازنا لغيرك ، واعلم أنّ الدنيا في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ، وفي الشبهات عتاب ، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة ، خذ منها ما يكفيك ، فإن كان حلالا كنت قد زهدت فيه ، وإن كان حراما لم يكن فيه وزر فأخذت منه كما أخذت من الميتة ، وإن كان العقاب فالعقاب يسير ، واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا ، وإذا أردت عزّا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فأخرج من ذلّ معصية اللّه إلى عزّ طاعة اللّه عزّ وجلّ ، وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك ، وإذا أخذت منه صانك ، وإذا أردت منه معونة أعانك وإن قلت صدّق قولك ، وإن صلت شدّ صولتك ، وإن مددت يدك بفضل مدّها ، وإن بدت منك ثلمة سدّها ، وإن رأى منك حسنة عدّها ، وإن سألت أعطاك ، وإن سكت عنه إبتدأك ، وإن نزلت بك إحدى الملمّات واساك من لا تأتيك منه البوائق ، ولا تختلف عليك منه الطرائق ، ولا يخذلك عند الحقائق ، وإن تنازعتما منقسما آثرك »[1].
ويشتدّ الوجع بالإمام ( عليه السّلام ) ويسعر عليه الألم فيجزع ، فيلتفت اليه بعض عوّاده قائلا له : يا بن رسول اللّه ، لم هذا الجزع ؟ أليس الجدّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) والأب علي والامّ فاطمة ، وأنت سيّد شباب أهل الجنة ؟ ! .
فأجابه بصوت خافت : « أبكي لخصلتين : هول المطلع ، وفراق الأحبّة »[2] .
وصيّته للإمام الحسين ( عليه السّلام ) :
ولمّا ازداد ألمه وثقل حاله استدعى أخاه سيّد الشهداء فأوصاه بوصيّته وعهد اليه بعهده ، وهذا نصّه :
« هذا ما أوصى به الحسن بن عليّ إلى أخيه الحسين ، أوصى أنّه يشهد أن لا إله إلّا اللّه ، وحده لا شريك له ، وأنّه يعبده حقّ عبادته ، لا شريك له في الملك ، ولا وليّ له من الذلّ ، وأنّه خلق كلّ شيء فقدّره تقديرا ، وأنّه أولى من عبده ، وأحقّ من حمد ، من أطاعه رشد ، ومن عصاه غوى ، ومن تاب اليه اهتدى ، فإنّي أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك ، أن تصفح عن مسيئهم ، وتقبل من محسنهم ، وتكون لهم خلفا ووالدا ، وأن تدفنني مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فإنّي أحقّ به وببيته ، فإن أبوا عليك فأنشدك اللّه وبالقرابة التي قرّب اللّه منك والرحم الماسّة من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) أن لا يهراق من أمري محجمة من دم حتى تلقى رسول اللّه فتخصمهم وتخبره بما كان من أمر الناس إلينا »[3].
وصيّته لمحمد بن الحنفية :
وأمر الإمام ( عليه السّلام ) قنبرا أن يحضر أخاه محمد بن الحنفية ، فمضى اليه مسرعا فلمّا رآه محمد ذعر فقال : هل حدث إلّا خير ؟ ، فأجابه بصوت خافت : « أجب أبا محمد » .
فذهل محمّد واندهش وخرج يعدو حتى أنّه لم يسوّ شسع نعله من كثرة ذهوله ، فدخل على أخيه وهو مصفرّ الوجه قد مشت الرعدة بأوصاله فالتفت ( عليه السّلام ) له :
« إجلس يا محمد ، فليس يغيب مثلك عن سماع كلام تحيى به الأموات وتموت به الأحياء . كونوا أوعية العلم ومصابيح الدجى ؛ فإنّ ضوء النهار بعضه أضوء من بعض ، أما علمت أنّ اللّه عزّ وجلّ جعل ولد إبراهيم أئمة ، وفضّل بعضهم على بعض ، وآتى داود زبورا ؟
وقد علمت بما استأثر اللّه به محمدا ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، يا محمد بن علي إنّي لا أخاف عليك الحسد ، وإنمّا وصف اللّه به الكافرين ، فقال تعالى : كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ، ولم يجعل اللّه للشيطان عليك سلطانا . يا محمد بن علي ! ألا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك ؟ » .
قال محمد : بلى ، فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « سمعت أباك يقول يوم البصرة : من أحبّ أن يبرّني في الدنيا والآخرة فليبرّ محمدا . يا محمد بن علي ! لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك . يا محمد بن علي ! أما علمت أن الحسين بن علي بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسدي إمام بعدي ، وعند اللّه في الكتاب الماضي وراثة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) أصابها في وراثة أبيه وأمه ؟ علم اللّه أنّكم خير خلقه فاصطفى منكم محمدا ، واختار محمد عليا ، واختارني عليّ للإمامة ، واخترت أنا الحسين » .
فانبرى اليه محمّد مظهرا له الطاعة والانقياد[4] .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|