المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العوامل المالئة Bulking Agents
15-9-2017
أصول الموالح
2023-11-20
الامراض التي تصيب البندق
31-5-2020
ترجمة ابن الصابوني
22-1-2023
Symmetry operations
2024-06-30
الشيخ أحمد بن نعمة الله علي بن جمال الدين أبي العباس أحمد
6-9-2020


نظرة سريعة عن حياة زين العابدين عليها السلام  
  
1687   05:51 مساءً   التاريخ: 26-5-2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : معارف الإسلام
الجزء والصفحة : ص312-315
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015 3244
التاريخ: 30-3-2016 3071
التاريخ: 30-3-2016 4565
التاريخ: 30-3-2016 3022

الاسم: عليّ عليه السلام

اللّقب: زين العابدين

الكنية: أبو الحسن (أبو محمد)

اسم الأب: الحسين بن علي عليه السلام

اسم الأمّ: شهربانو (شاه زنان) بنت يزدجرد ابن كسرى انوشروان

الولادة: 5 شعبان 38 هـ

الشهادة: 25 محرم 95 هـ

مدّة الإمامة: 35 سنة

مكان الدفن: المدينة المنورة/ البقيع

 

من الولادة حتـّى كربلاء

قدّر الله لهذا الإمام عليه السلام أن يعيش مع جدّه أمير المؤمنين عليه السلام لسنتين، فشهد فاجعة استشهاده، كما عايش عمّه الإمام الحسن عليه السلام لمدّة 12 عاماً، وهو يحيط بما يخطّط له بنو أميّة من هدم للدِّين، وهكذا عاش مع أبيه الحسين الشهيد عليه السلام 23 سنة، إلى أن حدثت واقعة كربلاء المفجعة الّتي عاشها الإمام بكلّ تفاصيلها، ولكنَّ الله عزّ وجلّ قدّر لهذا الإمام البقاء حيّاً، فقد مرض في كربلاء مرضاً منعه من المشاركة في القتال.

 

تحرّكات الإمام السجـّاد عليه السلام ومتابعة المسيرة

بعد استشهاد الإمام الحسين انتقلت الإمامة إلى الإمام زين العابدين عليه السلام ، فكان عليه أن يُتابع مسيرة أبيه وجدّه، وهذا ما قام به الإمام عليه السلام في فترة الأسر والسبي ورحلة المعاناة من كربلاء إلى بلاد الشام ثم إلى المدينة.

1- في الكوفة: لقد دخل الإمام إلى الكوفة، وهو يعلم الدور الّذي قام به أهل الكوفة في خذلان أبيه وتخلّيهم عنه، فخطب بهم خطاباً يهزّ ضميرهم ووجدانهم، فقال: "أنا ابنُ مَنِ انْتُهِكَتْ حُرْمَتُهُ، وَسُلِبَتْ نِعْمَتُهُ، وانْتُهِبَ مالُهُ، وَسُبِيَ عِيالُهُ، أَنا ابْنُ الْمَذْبوحِ بِشَطِّ الفُراتِ، مِنْ غَيْرِ ذَحْلٍ وَلا تراثٍ، أَنا ابْنُ مَنْ قُتِلَ صَبْراً، وَكَفى بِذَلِكَ فَخْراً"[1].

2- في الشام: لقد كان الهدف الرئيسيّ للإمام خلال مسيرة السبي وفي الشام، أن يُزيل التضليل الإعلاميّ الّذي مارسه بنو أميَّة في حقِّ أهل البيت عليهم السلام ، وفي حقِّ ثورة الإمام الحسين عليه السلام ، ولذا اعتمد في أسلوبه خِطابَين: الخِطاب الفرديّ والخِطاب العامّ.

أ - الخطاب الفرديّ:

كان كلّما لقي أحداً ووجد أنّ بمقدوره أن يسمع له بيّن له فضل أهل البيت عليهم السلام وشرح له مظلوميّتهم.

ب - الخطاب العامّ:

كان متى يجد أنّ الفرصة تسنح له أن يقوم خطيباً بين الناس، بيّن لهم ذلك أيضاً.

ففي الشام وفي مجلس "يزيد" عندما اجتمع الناس وهم يظهرون الفرح والسرور بمجيء السبايا وهم لا يعرفون من هم السبايا، قام الإمام خطيباً ليذكّرهم بمكانة أهل البيت وارتباطهم بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "أيّها الناسُ، أنا ابنُ مَكّةَ وَمنى، أنا ابْنُ زَمْزَمَ وَالصَّفا، أَنا ابْنُ مَنْ حَمَلَ الرُّكْنَ بِأَطْرافِ الرِّدا، أَنا ابْنُ مَنْ صَلَّى بِمَلائِكَةِ السَّما، أَنا ابْنُ مَنْ أَوْحى إِلَيْهِ الجَليلُ ما أَوْحَى، أَنا ابْنُ فَاطِمَةَ الزّهْراءِ، أَنا ابْنُ خّديجَةَ الكُبْرى، أَنا ابْنُ الْمُرَمّلِ بِالدِّما، أَنا ابْنُ ذَبيحِ كَرْبَلاءِ"[2].

لقد استطاع الإمام عليه السلام بهذا الأسلوب أن يهزّ المشاعر، ويكشف الحقيقة، ما جعل يزيد يخضع لمطالب الإمام في الرجوع إلى المدينة وإنهاء عمليّة السبي.

 

الدور الرساليّ للإمام عليه السلام

لقد أمضى الإمام زين العابدين عليه السلام مدّة إمامته مقيماً في مدينة جدّه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، متابعاً لمسيرة الأئمّة السابقين عليهم السلام ، فاعتمد أساليب هادئة في التربية، لينفُذَ من خلالها إلى قلوب الناس. وتمثّل ذلك في المجالات التالية:

1- التذكير المستمـّر بمظلوميـّة أهل البيت عليهم السلام: فقد اشتهر الإمام عليه السلام بكثرة البكاء على أبيه[3].

2- بثّ المفاهيم الإسلاميـّة الصحيحة: اعتمد الإمام أسلوب الدعاء الّذي يحمل مضامين تعليميّةً تربويّةً متعدّدة الأبعاد، وقد جُمعت تلك الأدعية في كتاب عُرف فيما بعد بالصحيفة السجّاديّة. كما كان يعقد الحلقات الدينيّة والفكريّة في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتّى أصبحت مجالسه محجّة للعلماء والفقهاء، وتخرّج من هذه المدرسة قياداتٌ علميّةٌ وفكريّةٌ، حملت العلم والمعرفة والإرشاد إلى البلاد الإسلاميّة كافّة.

3- الاهتمام بشؤون الناس: من الجوانب الأساس الّتي اهتمّ بها الإمام عليه السلام الجانب الإنسانيّ والاجتماعيّ، وهذا ما أكَّدته الروايات الواردة، من أنَّه كان يخرج في الليالي الظلماء يحمل الجراب على ظهره فيقرع الأبواب ويُناول أهلها من دون أن يُعرف، كما كان يشتري في كلّ عام مئات العبيد ليحرّرهم في عيدي الفطر والأضحى بعد أن يربّيهم على مفاهيم التربية الإسلاميّة.

إنّ الأساليب الّتي اتّبعها الإمام عليه السلام أعطت ثمارها في حياته وبعد شهادته، ورسّخت مكانة أهل البيت العلميّة والدينيّة فصارت أمراً معروفاً ومشهوراً بين الناس، وإن لم تكن السلطة السياسيّة بيدهم، فاحتلّوا مكانةً في صدور الناس تفوق مكانة من بيده السلطة والحكم.

ويُروى أنّ هشام بن عبد الملك كان في الحجّ، وعندما حاول لمس الحجر الأسود لم يستطع من شدّة الازدحام فوقف جانباً، وإذا بالإمام عليه السلام مقبلٌ يريد لمس الحجر فانفرج له الناس ووقفوا جانباً تعظيماً له حتّى لمس الحجر وقبّله، ومضى، فعاد الناس إلى ما كانوا عليه، وانزعج هشام من هذا المشهد، وعندما سأله أحد أصحابه: من هذا؟ أنكر أنّه يعرفه، فسمع الفرزدق هذه المقالة فأجابه: هذا عليّ بن الحسين بن عليّ، ثمّ أنشد فيه قصيدته المشهورة الّتي يقول فيها:

هذا الّذي تعرف البطحاءُ وطأتَه           والبيتُ يعرِفُه والحلّ والحرمُ

هذا ابن خيرِ عبادِ اللهِ كلِّهِمُ              هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلمُ

 

شهادة الإمام عليه السلام

هذه المسيرة الإصلاحيّة الهادفة لم تخفَ عن عيون عبد الملك بن مروان الّتي بثّها في المدينة لتراقب تحرّكات الإمام عليه السلام فاعتقله وأحضره إلى دمشق مقيّداً، لكن قوّة شخصيَّة الإمام عليه السلام ومهابته أثارتا الاحترام في نفس عبد الملك فأمر بإطلاقه وإعادته سالماً إلى المدينة. وأخيراً، قرّر الوليد بن عبد الملك تصفية الإمام عليه السلام فأوعز إلى أخيه سليمان فدسّ السمّ له.

 

[1]  ابن طاووس، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى الحسني الحسيني، اللهوف في قتلى الطفوف، أنوار الهدى، إيران - قم، 1417هـ، ط1، ص92.

[2]   العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج45، 138.

[3]  وهذا ما ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "البكاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمّد، وعليّ بن الحسين عليهم السلام ،... بكى عليّ بن الحسين عليه السلام عشرين سنة ما وضع بين يديه طعام إلّا بكى حتّى قال له مولىً له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إنّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون إنّي ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة" الشيخ الصدوق، الخصال، مصدر سابق، ص272.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.