المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

وتواصوا بالصبر
25-9-2017
آنية – معية – تزامن – اقتران زمني simultaneity
25-6-2017
مؤسسات رئيسة للإعلام الدولي- الإذاعات الدولية
17/10/2022
Nitroimidazoles
29-3-2016
Overview of Protein Structure
25-8-2021
العوامل المؤثرة في النقل البري- العوامل الطبيعية - المناخ- الرطوبة
4-8-2022


رشيد الهجري  
  
4564   03:49 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص287-289.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016 4269
التاريخ: 30-3-2016 3848
التاريخ: 3/10/2022 1408
التاريخ: 15-04-2015 7092

إنه بطل من أبطال الإسلام و علم من أعلام الجهاد و مناضل صلب عن مبادئه و عقيدته و من ألمع الرساليين في الإسلام اختص بالإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و اخلص له و قد احتفى به الإمام و أحبه لما رأى فيه من وفور الإيمان و مزيد العقل و قد أخبره بما يجري عليه من الظلم و الطغيان من الباغي الأثيم عبيد الله بن زياد فقد قال له: يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك و رجليك و لسانك؟ ؛ و استقبل رشيد النبأ بمزيد من الاطمئنان و الرضا فقال للإمام: يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلى الجنة؟ و بادر الإمام قائلا له: يا رشيد أنت معي في الدنيا و الآخرة .

و قد علمه الإمام علوما كثيرة و عهد إليه بما يجري على الأمة من الظلم و الفساد في عهد الأمويين و يقول المؤرخون أنه لقّن علم البلايا و المنايا و قد خرج معه إلى بستان البرني و كان معه جماعة من اصحابه فجلس تحت نخلة فأمر البرني بنخلة فلقط منها بعض الرطب فقدم إليهم و بهر رشيد بجودة الرطب فأخبره الإمام بأن سيصلب على جذعها فكان يختلف إليها طرفي النهار يسقيها و يتعهدها حتى قطع سعفها فأيقن عند ذلك بدنو أجله المحتوم‏ و بعد ما رزئت الإنسانية بفقد رائدها الإمام أمير المؤمنين اختص رشيد بالإمام الحسين (عليه السلام) و بعد كارثة كربلاء اختص بالإمام علي بن الحسين (عليه السلام)‏ .

تتبع ابن مرجانة شيعة الإمام أمير المؤمنين بعد قتله سبط رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و قد أخبر بمكانة رشيد عند أهل البيت (عليه السلام) فأمر بالقاء القبض عليه فجي‏ء به مخفورا إلى الطاغية فلما مثل عنده تميز الطاغية غيظا و صاح به : تبرأ من علي .

- لا أتبرأ.

- بأي ميتة قال لك أن تموت؟ .

- اخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا ابرأ فتقدمني فتقطع يدي و رجلي و لساني .

و ورم أنف الطاغية و راح يقول أمام جلاوزته: و اللّه لأكذبن قوله فيك .

و أمر به أن يشد على الجذع الذي أخبر الإمام بأنه يصلب عليه و تقطع يداه و رجلاه و يترك لسانه فأسرعت السيدة ابنته فأخذت أعضاءه لتواريها مع جثته في التراب و قالت له: يا أبت هل تجد ألما مما أصابك؟ .

فأجابها و هو غير حافل بآلامه بأنه لم يصبه أي أ لم إلا كالزحام بين الناس و اجتمعت الجماهير حوله و هي تنظر إليه و قد أخذه نزيف الدم و جعل يخاطبهم قائلا: ايتوني بصحيفة و دواة لأملي عليكم ما يكون إلى يوم الساعة و أخذ من على منبره و هو يحدث الناس بما سيجري عليهم من الجور و الاضطهاد في ظل الحكم الأموي و أسرعت المباحث إلى ابن زياد فقالوا له:

ما صنعت؟ قطعت يديه و رجليه و هو يحدث الناس بالعظائم .

و أمر الطاغية بقطع لسانه و صلبه على ذلك الجذع فنفذ فيه ذلك‏  و انتهت بذلك حياة هذا المصلح العظيم على يد أقذر انسان و أحط مخلوق و قد رفع رشيد راية الجهاد و الاصلاح الاجتماعي فثار على الظلم و الطغيان .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.