المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

RATE  EQUATION  ANALYSIS  FOR  THREE- AND   FOUR-LEVEL  LASERS
16-3-2016
العلاقة بين الإعجاز والنبوّة
3-12-2015
تفسير آية (94) من سورة النساء
13-2-2017
المنافقون المتصفون بمرض القلب
2023-09-29
قال أبو بكر ابن قزمان
2024-05-02
نموذج الملكية المطلقة فرنسا.
2024-09-19


قبس من حياة الإمام الحسن المجتبى ( ع )  
  
2223   05:45 مساءً   التاريخ: 25-5-2022
المؤلف :  جعفر الهادي
الكتاب أو المصدر : قبسات من حياة الائمة الهداة ( ع )
الجزء والصفحة : ص 13-17
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / الولادة والنشأة /

وُلد الإمام الحسن ( ع ) في المدينة في منتصف شهر رمضان من العام الثالث من الهجرة .

والده : علي بن أبي طالب ( ع ) ،

ووالدته : فاطمة ( س ) ابنة رسول الله ( ص ) ،

وكنيته : أبو محمد .

وأشهر ألقابه : التقي ، والطيب ، والزكي ، والسيد ، والسبط ، والولي .

ولقد قال رسول الله ( ص ) لأسماء بنت عميس وأمّ سلمة عند ولادة الإمام ‌الحسن ( ع ) :

« احضروا عند فاطمة فإذا وقع ولدها واستهلّ صارخاً فأذِّنا فيأذنه اليمنى ، وأَقيما فيأُذُنه اليسرى ، فإنّه لا يُفعل ذلك بمثله إلّا عُصم من الشيطان ولا تحدثا شيئاً حتّى آتِيَكُما »

. ثمّ إن النبي ( ص ) قطع سرته وحنّكه وأطعمه بريقه الشريف ، وضمه إلى صدره ، ورفع يديه بالدعاء له : « اللّهمّ إنّي أعيذه بك ، وذريته من الشيطان الرجيم . . . »[1].

ثم سمّاه حسناً ، وعقّ عنه بكبش واحد ، ووزّع لحمه بين الفقراء ، ولم يسرّ رسول الله ( ص ) والإمام علي ( ع ) والسيدة فاطمة ( س ) بهذا المولود المبارك بل سُرّ به كل أعضاء البيت النبويّ .

ولقد عاش الإمام الحسن ( ع ) مدة سبع سنوات وأشهراً مع جده رسول الله ( ص ) ، وآل إليه أمر الإمامة بعد والده علي ( ع ) وكان له من العمر ثلاثٌ وثلاثون سنة ، واستمرت خلافته ( من بعد استشهاد والده أمير المؤمنين وإلى يوم مصالحته لمعاوية ) مدة ستة أشهر وثلاثة أيام .

ففي السنة الواحدة والأربعين من الهجرة اضطر الإمام الحسن ( ع ) للتصالح مع معاوية الذي عارض خلافة الإمام رغم أنها كانت منصوصة عليها من جانب النّبي ( ص ) .

ثم عاد الإمام الحسن ( ع ) إلى المدينة من الكوفة ، ومكث في المدينة عشر سنوات ثم استشهد في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر ، عام خمسين هجرية .

وكان سبب استشهاده ( ع ) أن معاوية أرسل مبلغ مائة ألف درهما إلى جعدة بنت الأشعث ( زوجة الإمام ) مع سمّ قاتل لتسمم به الإمامَ ، ووعدها بأن تزوجه من ابنه يزيد ، وفعلت ما طلبه منها .

هذا ويظهر من الأحاديث الوافرة أنّ رسول الله ( ص ) كان يُظهر حباً شديداً لابنته فاطمة الزهراء وولديه الحسن والحسين ( ع ) .

فعن أبي هريرة قال : ما رأيت الحسن بن علي ( ع ) إلّا فاضت عيناي دموعاً رحمة ، وذاك أن رسول الله ( ص ) خرج يوماً فوجدني في المسجد ، فأخذ بيدي فاتكأ عليّ ثم انطلقت معه حتى جئنا سوق بني قينقاع فما كلّمني فطاف فيه ونظر ثم رجع ورجعت معه فجلس في المسجد فاحتبى ثم قال : « ادع لي لكاع » فأتى حسن يشتدّ حتى وقع في حجره فجعل يدخل يده في لحية رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] ، وجعل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] يفتح فمه ويدخل فمه في فمه ويقول :

« اللّهم إنّي أُحبه فأحبه وأحبَّ من يحبُه » ثلاثاً [2].

وعن أبي هريرة أيضا قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول :

« مَنْ أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني »

. ولقد ترك الإمام الحسن بن علي سجلًا حافلًا بصور الشجاعة والسماحة والسخاء والكرم والتقى والعبادة والأخلاق النبيلة والأعمال الجليلة بالإضافة إلى التراث العلمي والفكري الزاخر .

وهو ( ع ) مدفون بالبقيع في المدينة المنورة إلى جانب أئمة ثلاث آخرين هم الإمام السجاد والإمام الباقر والإمام جعفر الصادق ( ع ) .

من كلماته :

« لَا أَدَبَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ وَلَا مُرُوَّةَ لِمَنْ لَا هِمَّةَ لَهُ وَلَا حَيَاءَ لِمَنْ لَا دِينَ لَهُ وَرَأسُ الْعَقْلِ مُعَاشَرَةُ النَّاسِ بِالْجَمِيلِ وَبِالْعَقْلِ تُدْرَكُ سَعادَةُ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً وَمَنْ حَرُمَ مِنَ الْعَقْلِ حَرُمَهُمَا جَمِيعاً »[3]

 

[1] كنز العمال ، المتقى الهندي ، 13 ، ص 686 .

[2] تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر ، ج 13 ، ص 193 .

[3] حياة الإمام حسن للقرشي ، ج 1 ، ص 346 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.